مؤتمر استعمال تكنولوجيا المعلومات في البرلمانات العربية

 

افتتح الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، التاسعة صباح اليوم في المجلس النيابي، المؤتمر الاقليمي عن استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البرلمانات العربية في حضور النواب:

 وليد خوري، خضر حبيب، الامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج، الامين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، مدير عام شؤون الجلسات الدكتور رياض غنام. كما حضر امناء عامون وموظفون قياديون من خمسة عشر برلمانا عربيا.


وقال الاستاذ عدنان ضاهر:

يُشرفني أن افتتح هذا المؤتمر باسم المجلس النيابي اللبناني ،

مُرحباً بداية بالأخوة المشاركين متمنياً لهم طيب الإقامة مع خالص التمنيات بالتوفيق.

ينعقد هذا المؤتمر تحت عنوان "اتجاهات وتحديات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، وهو نتيجة جهد تعاوني بين المعهد العربي للتدريب البرلماني والدراسات التشريعية وبرنامج الدعم البرلماني، والمركز الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البرلمان التابع للأمم المتحدة، ومجلس النواب اللبناني.

لقد فرضت تحديات التكنولوجيا نفسها على مختلف ميادين العلوم المعرفية وفي طليعتها ميدان الاتصالات الذي شهد في سنواته الأخيرة قفزة نوعية تخطت سائر الميادين ووفرت  لإنسان القرن الحادي والعشرين سهولة مميزة في الاتصال والتواصل حتى أصبح العالم كله،  وكما يقول العلماء قرية صغيرة واحدة. وقد جاء هذا المؤتمر من خلال عناوينه الأساسية ليعالج مسائل التخطيط الاستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، او المواقع الالكترونية، وليصب في إطار تطوير ثقافة برلمانية تتناول تحديث المواقع الالكترونية البرلمانيةـ وتسهيل استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأعضاء البرلمان ولتسجيل وتدوين الأعمال والوثائق البرلمانية.

ان التحدي الأكبر الذي يواجه الجيل المخضرم اليوم، بين إرث يحمله ويعمل بموجباته التقليدية، وجيل تحرر كلياً من آليات التواصل التقليدي متبنياً وسائل الاتصال الحديث بمختلف أسمائها وأنواعها وقدراتها، يحملنا على القول طالما ان التكنولوجيا وخصوصاً المعلوماتية منها أصبحت أمراً واقعياً لا مفر منه، إلا انه يجب التوازن بينها وبين المقومات الثقافية التي تختزنها، والارث الثقافي بكل أبعاده الحضارية والروحية، وفي ذلك محافظة على الهوية الذاتية بوجه تحديات العمولة واختراق آلياتها للخصوصية الثقافية لمجتمعاتنا.

ان هذا المؤتمر الذي انطلق برعاية دولة رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري تطبيقاً لبرامج التعاون بين المجلس النيابي والمؤسسات الدولية الانمائية يؤكد على التواصل الفاعل للقدرات البشرية للمجلس النيابي وسائر العاملين في المنظمات الدولية، هذا التواصل المقرون بتمنياتنا الخالصة بالنجاح والتقدم بهدف تنمية قدرات الموظفين والمشاركين في هذا المؤتمر شاكرين جميع من لبى الدعوة لحضور هذا الافتتاح.

 

ثم تحدث الامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج، فقال:

السيدات والسادة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

 

بعد شهر تقريباً من لقائنا هنا في رحاب هذا العهد التخصصي المرموق في دورة تدريبية تناولت "عمل اللجان النيابية وتحدياتها"، ها هو المعهد ذاته يجمعنا مجدداً في مؤتمر إقليمي برلماني جديد للبحث في "اتجاهات وتحديات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البرلمان" ، متابعاً بذلك تحقيق هدفه المنشود في تدريب كادراتنا البرلمانية العربية ورفع مستواها المهني وتزويدها بالخبرات اللازمة لكي تتمكن من أداء دورها وتحسين أداء برلماناتنا في الجانبين التشريعي والرقابي ومواكبتها لكل ما يجري في العالم من تقنيات حديثة.

 

فالشكر كل الشكر لمجلس النواب اللبناني ، ورئيسه دولة الأستاذ نبيه بري، الذي يرعى هذا المعهد منذ تأسيسه ، والشكر موصول إلى الأمانة العامة لمجلس النواب اللبناني وإدارة المعهد التي أكدت كفاءتها في العمل، وكذلك إلى الهيئات المتعاونة في وضع برامج المعهد وتأمين المحاضرين والخبراء، لمساعدة المعهد على أداء دوره والخروج بالفوائد المتوخاة.

 

السيدات والسادة

 

جميعنا يعرف ويشهد تصاعد أهمية الإعلام ونُظم المعلوماتية في الظروف الراهنة . ومن الضروري أن تكون خدمات الإعلام والمعلومات في البرلمانات مؤهلة (بشرياً ومعلوماتياً) لتناول مختلف الموضوعات الداخلية والخارجية ، لأن البرلمان ساحة لطرح مختلف الموضوعات وفي كل المجالات.

 

ومع انتشار الثورة العلمية وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تفتحت أمام خدمات البحوث المعلوماتية البرلمانية آفاق جديدة تتيح فرصاً جديدة للابتكار وتطوير الأداء، وبالتالي تفرض أعباء إضافية على أطراف الخدمة ذاتها (نواباً وإداريين) ، ذلك أن استخدام التقنيات الحديثة في العمل البرلماني يتطلب تفهماً لإمكانياتها واستخدامها من جانب البرلمانيين والإداريين ، كما يتطلب تدريباً مستمراً على السعي للاستفادة القصوى من هذه التقنيات في كل المجالات، وهذا هو أحد الأهداف الرئيسية للندوات والمؤتمرات التي تعقد في إطار هذا المعهد.

 

وانطلاقاً من الأهمية المتزايدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لم تعد عملية الاستخدام والاستفادة تقتصر على الجانب الوطني والإقليمي ، بل أصبحت ظاهرة عالمية تتجلى في العديد من الشبكات الدولية مثل "شبكة المعلومات القانونية الدولية" التي ترعى تبادل الخبرات القانونية بين الدول، وتمثل منظومة غير حكومية تضم عدداً من المحطات وقواعد البيانات الإقليمية التي تتبادل المعلومات فيما بينها وتتيحها للغير أيضاً.

 

ختاماً، إن التطور العاصف الذي شهدته تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تطرح أمام بلداننا العربية جملة من التحديات المعقدة تحمل أبعداً سياسية واقتصادية وثقافية وتشريعية تحتاج إلى جهد كبير من قبل صناع القرار العربي ومن الجامعة العربية والبرلمانات العربية واتحادها، ومن مراكز الدراسات العربية للتعامل معها، ذلك أن الطريق الوحيد أمامنا للاستفادة من معطيات العصر الراهن ومنجزاته هو التفاعل الخلاق مع التطورات والمتغيرات العالمية الجديدة واستيعاب منجزاتها وإيجابياتها.

 

أتمنى لهذا المؤتمر النجاح وللمشاركين فيه التزود بأكبر فائدة ممكنة تعينهم في تحسين أدائهم لأعمالهم.

 

وشكراً لإصغائكم …

 


اشارة الى ان المؤتمر الذي يستمر يومين وينعقد للمرة الاولى في العالم العربي يناقش اتجاهات وتحديات استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العمليات التشريعية مثل تسجيل المناقشات البرلمانية، التوثيق، توفير المعلومات للمشرعين، والممارسات الفضلى لانشاء موقع الكتروني للبرلمان ومواضيع اخرى.


ويحضر المؤتمر برلمانيون من مجلس النواب اللبناني وامناء عامون وموظفون قياديون من خمسة عشر برلمانا عربيا هي الاردن، عمان، المغرب، العراق، السودان، الجزائر، تونس، الصومال، السعودية، فلسطين، الامارات العربية المتحدة، البحرين، جيبوتي، قطر ولبنان. كما يحضره الامين العام للاتحاد البرلماني العربي السيد نور الدين بوشكوج وممثلون عن البعثات الدبلوماسية والجهات المانحة .


تتم استضافة المؤتمر من قبل الاتحاد البرلماني العربي ومجلس النواب اللبناني وقد تم تنظيم المؤتمر من قبل المعهد العربي للتدريب البرلماني والدراسات التشريعية وجامعة ولاية نيويورك - مركز التنمية الدولية بتمويل من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية وبدعم من المركز الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع للامم المتحدة.