استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم رئيس الحكومة المكلف تمام سلام وعرض معه للوضع الراهن وموضوع الحكومة.
وبعد اللقاء قال الرئيس سلام:
في صبيحة هذا اليوم المشرق كان لا بدَّ لي من زيارة دولة الرئيس بري للتأكيد، أولاً على العلاقة الكبيرة التي تربطني بدولته والتي استمرت منذ سنوات بعيدة وأنا من جهتي حرصت عليها كما هو أيضاً وذلك من أجل ما فيه الخير لبلدنا ولوطننا ولوطنيتنا وخصوصاً في هذه المرحلة وهذا الوضع الذي نمر به والإستحقاق الكبير الذي يواجهنا جميعاً، إن كان على مستوى تأليف الحكومة أو على مستوى التوصل الى قانون جديد للإنتخابات.
ومنذ البداية، منذ التكليف كان موقفي واضحاً وصريحاً أنا مع المصلحة الوطنية وتحت هذا العنوان سعيت وما زلت مع الجميع وفي كل الإتجاهات للتوصل الى ما يرضي ضميري والى ما يرضي أبناء بلدي والى ما يرضي وطني. نعم هي مهمة كما كل المهمات تتطلب التواصل والتفكير واستخراج الأفكار والمتابعة للوصول الى النتائج المرضية وأنا مستمر في ذلك. ومنذ البداية قلت أنني غير متسرع ولكنني أيضاً لا أحب التأخير وذلك مرتبط بما أشعر به عند أبناء بلدي من رغبة ضاغظة لتشكيل حكومة لأن البلد في ظل حكومة تصريف اعمال يزداد ضعفاً وتراجعاً، والناس التي استبشرت خير بإجماع التكليف من حقها أيضاً أن تستبشر خيراً بإجماع حول التأليف، وأنا حريص على أن يأتي التأليف مدعوماً معززاً من الجميع لأننا في مرحلة صعبة تتطلب حكومة تأخذ بعين الإعتبار كل المستجدات وكل المعطيات. هذا من جهة، من جهة أخرى وفي ظل استمرار التشاور لا بد أن نأخذ بعين الإعتبار ما نحن قادمون عليه في الأيام المقبلة من جهد كبير للكتل النيابية ولكل النواب في إطار ما دعا اليه الرئيس بري من جلسات مفتوحة للتوصل الى قانون إنتخابات جديد يساعدنا على تحسين التمثيل ويساعدنا على المضي في انتخابات نحن بأمسّ الحاجة اليها لتعزيز مؤسساتنا الديمقراطية، وأنا منذ البداية أبديت حرصاً خاصاً على ذلك ومن هنا كنت قد اقرنت في البداية مسعاي لتأليف الحكومة، الى حكومة للإشراف على الإنتخابات حرصاً مني على أن أؤثر في جو إيجابي في هذا الإتجاه، وآمل في أن يتمكن زملائي النواب في الأيام المقبلة من التوصل الى قانون جديد يوجب عندها أيضاً مزيداً من التشاور لحكومة تشرف على هذا القانون وعلى تنفيذه، والى حينه الى بعد تلك الأيام المقبلة سنعاود التشاور والتواصل لنرى ما يمكن أن تستقر عليه الأمور.
سئل: هل فرملة التشكيلة خضعت لحملة التهويل التي تعرضت لها؟
أجاب: لقد تخلل هذه الفترة الكثير من الكلام والكثير من الإعلام، ولكن لا بدّ أنكم واكبتموني وكنت دائماً شفافاً وصريحاً بأنني أتواصل وابذل جهداً ولن أقوم بشيء إلا تحت سقف المصلحة الوطنية، ومن هذا القبيل لا أعوّل إلا على الكلام البنّاء والكلام الإيجابي الذي يدعمنا في هذا الإتجاه. أما من عنده بعض الآراء وبعض الأفكار فهذا أمر يعود له ولأفكاره، ولكن أنا من جهتي ما زلت منفتحاً على الجميع ومتعاوناً مع الجميع، لم أتوقف عن التعاون والإنفتاح على الجميع ولن أتوقف في ما أسعى إليه وما أرى فيه خيراً لمصلحة بلدي.
سئل: ماذا لمستم من الرئيس بري اليوم في ما يتعلق بقانون الإنتخاب أو الحكومة؟
أجاب: الرئيس بري يبذل جهداً كبيراً، وهو أيضاً لم يتوقف في التواصل مع أجل ذلك، وإن شاء الله يصبّ كل ذلك في أمور منتجة إن كان على صعيد قانون الإنتخاب أو الحكومة.
وظهراً ترأس الرئيس بري إجتماع هيئة مكتب المجلس بحضور نائب رئيس المجلس فريد مكاري والنواب: مروان حمادة، ميشال موسى، أحمد فتفت، سيرج طورسركيسيان، وانطوان زهرا والأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر.
كذلك إستقبل الرئيس بري بعد ظهر اليوم في عين التينة الوزير وائل أبو فاعور بحضور الوزير علي حسن خليل.
وبعد اللقاء قال الوزير أبو فاعور:
كالعادة بتكليف من رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري. أولاً الزيارة الى السعودية كانت مقررة سابقاً ولم تكن بهدف النقاش لا في الحكومة ولا في قانون الإنتخاب بل بهدف التشاور الدائم الذين نحرص عليه مع المملكة العربية السعودية، وبالتالي التقينا الرئيس سعد الحريري وعدد من المسؤولين في المملكة، والمملكة لم تنهنا عن امر أو تدفعنا الى أي خيار.
ثانياً: بعيداً عن المنطق الطالباني السقيم الذي أتحفنا به في بعض وسائل الإعلام وبعض المنابر السياسية حول أننا انقلبنا وحول ما ذكر من تهديد ووعيد واتهامات، لا يزال وليد جنبلاط يحرص على التشاور مع رئيس الجمهورية، مع الرئيس المكلف، مع الرئيس بري، مع الرئيس سعد الحريري، مع كل القوى السياسية المعنية للوصول الى تفاهم حول الحكومة، ولا زلنا نعتقد بأن الصيغة المقترحة من قبل الرئيس سلام صيغة 8، 8، 8 هي صيغة عادلة نأمل أن يحصل قبول وطني لها في ما يعفينا من الكثير من الإحتمالات، طبعاً سيكون هناك نقاش اليوم وفي الأيام القادمة في المجلس النيابي فلننتظر الى أين سيؤدي هذا النقاش، ونأمل ان يكون نقاشاً وطنياً مترفعاً يوصل الى اتفاق على قانون انتخاب جديد ولكن أيضاً يوصل الى اتفاق على أهمية إجراء الإنتخابات، فلننتظر النقاش حول الإنتخابات ولنرى بعدها ماذا يحصل من مشاورات واتصالات.
سئل: وضع على جدول أعمال الجلسة فقط اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي، فما موقفكم؟
أجاب: حتماً موقفنا حاسم، القانون الأرثوذكسي نحن نعتبر أنه خطر شديد على الوحدة الوطنية.
سئل: هل ستقاطعون الجلسة وهل بحثتم هذا الأمر مع الرئيس بري؟
أجاب: أكثر من مرة نوقش هذا الأمر، وإذا ما طرح القانون الأرثوذكسي فإننا بالتأكيد لن نصوّت عليه ولن نكون جزءاً من أي إجراء نعتبره خطيراً على البلد وعلى مستقبل الوحدة الوطنية كاللقاء الأرثوذكسي.
سئل: هل تداولتم في هذا الموضوع مع الرئيس بري؟
أجاب: جرت مداولات بين دولته وهيئة مكتب المجلس فلننتظر مجريات الجلسة.
سئل: هل هناك مقايضة بين الحكومة وموضوع اللقاء الأرثوذكسي، يعني أن تخففوا بعض شروطكم بموضوع الحكومة مقابل عدم إقرار الأرثوذكسي؟
أجاب: أولاً لسنا من أصحاب المقايضات، ثانياً هذا الأمر غير مطروح على الإطلاق. موقفنا من الأرثوذكسي حاسم ينطلق من الحرص على الوحدة الوطنية ولا ينطلق من أي اعتبار آخر، وبالنسبة للحكومة قلنا أننا نريد الإستمرار في المشاورات والإتصالات. وقد قام رئيس الحكومة المكلف اليوم بخطوة بأنه زار الرئيس بري وقال بأنه يتصرف تحت سقف المصلحة الوطنية، وهذا أمر إيجابي يمكن البناء عليه في الإتصالات القادمة للوصول الى مخرج في موضوع الحكومة، ولكن حكماً الأمور آيلة الى التمهل لنرى ماذا سيحصل في الجلسات النيابية.
سئل: هل تناول الرئيس بري بند التمديد لطرحه في الجلسة العامة؟
أجاب: لم يطرح الرئيس بري هذا الأمر.