استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي وعرض معه للأوضاع الراهنة.
وبعد اللقاء صرح مخزومي:
عرضنا الأوضاع العامة في ضوء قرار المجلس الدستوري نفاذ قانون التمديد، وهذا يدل أننا جميعاً في مرحلة حساسة. ونعلم جميعاً أنه أصبح في لبنان ما يزيد على المليون ومئتي ألف من أشقائنا السوريين، وهذا سيؤدي الى مشكلة إنسانية واجتماعية واقتصادية، ونعلم أيضاً أن هناك الكثير من المؤسسات اللبنانية وخصوصاً الحرفية تشغل عمالاً سوريين بنصف الحد الأدنى للأجور، فإذا كانت نسبة البطالة اليوم بين 11 و13 في المئة فإنها ستزيد اكثر بطبيعة الحال جراء هذا الوضع. والأمر المستغرب ان معظم الدول العربية اليوم لا تساعد الحكومة في إغاثتنا، مع العلم أنه في العام 2006 كان هناك دعم عربي كبير. ونحن اليوم في وضع أسوأ مما كان في العام 2006، وبالتالي نتمنى من الحكومات العربية وأصدقاء لبنان مساعدته في مواجهة هذا الوضع الناجم عن العبء في ظل هذا العدد الكبير من النازحين السوريين. وإذا كان ما نسمعه صحيحاً بأن هذه الدول يهمها أمن واستقرار لبنان فإننا نتمنى أن يترجموا ذلك بدعم الدولة اللبنانية.
أضاف: كذلك تمنينا على دولة الرئيس بري أن نحاول مساعدة الرئيس المكلف تمام سلام لأنه إذا لم يحصل تأليف حكومة جديدة، فإن كثيراً من الدول تأخذ موقفاً شخصياً من الحكومة القائمة (حكومة تصريف الأعمال) ويهمنا أن تحس هذه الدول بأنه يجب أن تفتح المجال للبنانيين لا سيما أننا نشاهد اليوم ماذا يحصل في الخليج والبلاد العربية.
ويهمنا بأن لا يدفع اللبنانيين ثمن مواقف سياسية، فإذا كان هناك أفراد لهم مواقف سياسية معينة، فإننا نتفهم المواقف والقرارات بشأنهم، ولكن نتمنى أن لا تعمم هذه القرارات على اللبنانيين. ونحن نعلم أن تحويلات اللبنانيين من الخليج للبنان تزيد على السبعة مليارات دولار سنوياً، وبالتالي لا نريد أن يكون هناك ضغط على السيولة والليرة اللبنانية.
وكان الرئيس بري استقبل عميد كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب على رأس مجلس الكلية بحضور المسؤول التربوي المركزي في حركة أمل الدكتور حسن زين الدين.
وعرض الوفد شؤون ومطالب الجامعة عموماً والكلية خصوصاً، وكذلك مطلب زيادة سن التقاعد، وأبدى الرئيس بري تأييده لكل ما يساهم في تعزيز الجامعة اللبنانية ومستواها ودورها.
وبعد الظهر استقبل الرئيس بري وفد اتحاد الجمعيات و الروابط والهيئات البيروتية برئاسة راجي الحكيم، الذي قال بعد اللقاء:
لقد أثبتت الوقائع وبصورة جلية وواضحة أنه لا سبيل للحفاظ على الوطن وتحصينه من الذين يريدون بنا الشّر والتفتيت والانقسام، إلا من خلال اجتماع رأي المخلصين لهذا الوطن على وجوب التمسّك بعلاقة التساكن والتعايش، لأنه السبيل الوحيد الى حفظ الوطن من خطر التفتيت.
وأضاف: من حقنا جميعاً ان نخشى على مصيرنا امام هذه الامواج من ضغوط اعدائنا على مجتمعاتنا لتمزيق روابطنا الداخلية، ومن حقنا ان نخشى على مصيرنا المشترك الذي هو مصير مجتمعاتنا وسلمها المدني، اما المسلك السليم الذي ينبغي ان نسلك الطريق اليه هو وضع خطة عمل ومشروع للتلاقي والتواصل الدائم فضلاً عن الحوار الذي ينبغي ان يكون مبدأً واضحاً وخياراً وحيداً للانتقال بلبنان الى شطّ الامان.
وقد طالبنا ايضاً بالعمل على إيجاد البيئة الخصبة وتذليل العثرات أمام ولادة الحكومة الوطنية الجامعة لكافة الفئات السياسية التي تمثل تطلعات الشعب اللبناني بعيداً عن محاصصات الطوائف ومغانم أمرائها، ففي ذلك يتحقق الأمن والإستقرار وتندثر الهواجس، والدعوة الطارئة الى عقد مؤتمر وطني عام يجمع رجال الدين كافة للتباحث في دعوة الأديان وأهدافها يتمخض عنها إعلان ميثاق شرف وطني وشرعي يحرم لغة التقاتل والتخاصم بين اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة. كما طالبنا بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية الضيقة التي تدمر الأوطان وتفني الشعوب، والدعم المطلق للمؤسسة العسكرية ورفع الغطاء عن كل المخلين بالأمن والعبث بالإستقرار، لأنه الضمانة الأمثل للمواطن والوطن.