ابرق رئيس مجلس النواب الى الرئيس المصري عدلي محمود منصور مهنئاً بالثقة التي اولاها له الشعب المصري لادارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية وجاء في البرقية:
سيادة الرئيس عدلي محمود منصور المحترم
رئيس جمهورية مصر العربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فانني اتقدم من سيادتكم باخلص التهاني بالثقة الغالية التي اولاكم اياها الشعب المصري العظيم باختيار رموز الثورة المدنية والدينية والعسكرية لسيادتكم لادارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لاستكمال اهداف ثورة 25 يناير
ان هذا الاختيار لكم يمثل اعلى تقدير تقدمه مصر لكافة سلطاتها القضائية التي شكلت انموذجا للعدالة ووقفت صامدة بمواجهة كل استبداد واكدت انحيازها للدستور والقانون.
اننا ننتظر منكم ومن ثورتكم المجيدة التطلع بعين الاهتمام الى قضايا امتكم وفي الطليعة قضية فلسطين التي لم تبخل مصر في تقديم الغالي والنفيس من اجلها وكذلك التطلع الى لبنان الذي ينتظر دوركم العربي الذي شكل على الدوام ضمانة لوحدته واستقراره .
نسأل الله لكم التوفيق في مهمتكم الكبيرة في قيادة مصر لتشكل انموذج النظام الجمهوري الديموقراطي .
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
رئيس مجلس النواب
نبيه بري
من جهة اخرى أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، مجدداً القول أن الفلسطينيين في لبنان هم تحت القانون وليس فوقه. وأشاد بدور لبنان الذي ضحى الكثير والذي رفع ويرفع لواء القضية الفلسطينية.
وبدوره أشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال ترحيبه بالرئيس عباس بالموقف الفلسطيني الأخير خلال أحداث صيدا في عدم امتدادها وإطفائها. ونبه الى أن اسرائيل تحاول إقامة أشرطة حدود حولها فيما نحن نتلهى بأمور تغيّب القضية المركزية أي القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس بري استقبل عند الأولى والنصف من بعد ظهر اليوم في عين التينة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وأركان السفارة بحضور وزير الخارجية عدنان منصور والوزير علاء الدين ترو ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب عبد اللطيف الزين، ووفد من قيادة حركة "أمل" ضم نائب رئيس الحركة هيثم جمعة، رئيس المكتب السياسي جميل حايك، النائب علي خريس وأعضاء المكتب السياسي بلال شرارة، محمد جباوي، بسام كجك والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، المدير العام لشؤون الرئاسة في المجلس علي حمد.
كما حضر اللقاء سفير الجامعة العربية في بيروت عبد الرحمن الصلح والأمين العام للإتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج.
وقد أقيمت للرئيس الفلسطيني مراسم استقبال رسمي حيث كان الرئيس بري في استقباله عند مدخل قصر عين التينة قبل أن يستعرضا ثلة من موسيقى قوى الأمن الداخلي وشرطة المجلس، بعد عزف النشيدين الوطني الفلسطيني واللبناني. وبعد الإجتماع عقد الرئيسان عباس وبري مؤتمراً صحفياً استهله رئيس المجلس بالترحيب بالرئيس الفلسطيني فقال: من نوافل القول الترحيب بفخامة الرئيس أبو مازن محمود عباس العريق ليس فقط بفلسطينيته بل أيضاً بلبنانيته كما سمعتم أقواله وكلماته وخصوصاً بالأمس لدى اللقاء عند فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية. نستقبله حاملاً غصن الزيتون، ونستقبله أيضاً ببندقية ياسر عرفات رحمه الله، ولا ننسى أنه هو من بلد القداسة ومن بلد الإسراء والمعراج، ومن بلد مولد السيد المسيح (ع) بزيارته الى لبنان ايضاً التي هي بلد قداسة.
هذا من جهة أما من جهة ثانية فإنني أبدأ بالشكر، وقد بدأت بالشكر خلال المحادثات التي بدأت بيننا الآن للدور الفلسطيني إبّان الأحداث المؤسفة والمتتالية في لبنان في أكثر من موقع وخصوصاً ما حصل في عاصمة الجنوب صيدا، إذ أن للموقف الفلسطيني الدور الأبرز في عدم امتداد هذه الأحداث لا بل في إطفائها، وأقول أنه علينا جميعاً أن نتنبه الآن في المنطقة العربية ولا نغترّ دائماً بما يسمى بالربيع العربي وبكل صراحة إن إسرائيل هي المستفيد الأكبر بالنسبة لهذا الموضوع وهي تحاول أن توجد أشرطة حدود سواء كان في الجولان أو سيناء أو في أكثر من بلد نحن نتلهى بأمور تغيب القضية المركزية التي كانت تجمعنا القضية التي تتمثل بالأخ أبو مازن فأهلاً وسهلاً بكم وأقول كلمة واضحة بالنسبة للمصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، سمعت منكم ما يثلج القلب وإننا في خدمة هذه القضية كما كنا في خدمة فلسطين وسنبقى إن شاء الله.
الرئيس عباس
ثم تكلم الرئيس الفلسطيني فقال: أنا هنا في لبنان البلد الشقيق العزيز على قلوبنا جميعاً نحن الفلسطينيين، البلد الذي ضحى الكثير وقدم الكثير الكثير ولا زال من اجل قضية فلسطين، البلد الذي دائماً وأبداً، يرفع لواء القضية الفلسطينية منذ أقدم العصور منذ عشرات السنين وهو يحمل هذا العبء ويستمر فيه، وبالتالي له كل التقدير والإحترام في قلوب كل أبناء الشعب الفلسطيني، إن ما جرى في الأيام الأخيرة وما يجري هو واجب سنستمر به وكل، نحن كل ما يهمنا هو وحدة هذا البلد واستقراره وأمنه دون النظر الى أية ظروف أخرى وبذلك قمنا بما يجب علينا أن نقوم به وهو أبسط الأشياء التي نفعلها تجاه لبنان الذي استضافنا ورحب بنا وكرّمنا والذي ضحى من أجلنا، وأقول كما قلت بالأمس نحن هنا ضيوف مؤقتون، وبالتأكيد سيأتي اليوم وإن شاء الله سيكون قريباً أن نعود الى وطننا والى بلادنا شاكرين حامدين هذا البلد على ضيافته لنا، ونحن ما دمنا ضيوفاً فنحن تحت قانون البلد ولسنا فوقه، ولا يمكن أن نفكر أو نحلم بأننا سنكون فوق القانون نحن تحت القانون، وما يقرره المشرع اللبناني والرئيس اللبناني والبرلمان اللبناني والمسؤول اللبناني نحن نلتزم به بمحبة بكل الحب وبكل الوفاء لهذا البلد الكريم.
أضاف الرئيس عباس: هناك قضيتان أريد أن أشير إليهما: الأولى ما أشار إليه دولة الرئيس إن المصالحة إن شاء الله ستستمر ولن تتأثر بأية ظروف تمر بها المنطقة. المصالحة هي مصلحة وطنية حيوية للشعب الفلسطيني، هي عودة للوحدة الوطنية الفلسطينية ولذلك سنستمر في مساعينا التي بدأناها منذ زمن طويل وكأن شيئاً لم يكن حولنا، لا نلتفت الى ما يجري حولنا من أجل تحقيق هذه المصالحة وآمل أن تتحقق وبأقصى سرعة ممكنة وهي كل ما نطلبه الإنتخابات وأنتم تعرفون، أنتم من اكثر لا أقول الدول العربية بل من أكثر دول العالم حباً بالديمقراطية وممارسة لها وتعرفون معناها، ونحن نريد ان نسير في خط الديمقراطية كما بدأنا في العام 1996، وكل ما نريده هو الإنتخابات وإذا ما حصلت هذه الإنتخابات سنكون سعداء جداً لأن نستعيد الوحدة، ثانياً نحن نتفاوض الآن مع الجانب الأميركي من إجل إفساح المجال للدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
الأميركيون تتطوعوا مشكورين، وأنا أقول أن لديهم الجدية في هذا العمل لكي يقربوا وجهات النظر بين الأطراف المعنية، وآمل أن ينجحوا وأن نعود الى المفاوضات قريباً، وآمل أن نصل الى حل نهائي. وأقول لكم هنا إذا وصلنا الى حل نهائي يجب أن يكون هذا الحل بموافقة كل الشعب الفلسطيني أولاً ثم كل من يتأثر بهذا الحل، أي وبمنتهى الصراحة الدول المجاورة التي تتأثر لظروف كثيرة، لبنان، سوريا، الأردن ومصر. هناك حدود مشتركة هناك عوامل إنسانية، هناك طلبات وغيرها. يجب أن تكون كل هذه الأطراف، لا أن تأخذ علماً بذلك وإنما يجب أن توافق على ذلك. فمن هنا تمسكنا الشديد بالمبادرة العربية للسلام التي اعتمدت في قمة بيروت عام 2002 والتي جرت محاولات من أجل تغييرها أو تبديلها، وهذا الكلام لا يمكن أن يمر لأننا لن نسمح بتغيير هذه المبادرة، المبادرة اعتمدت بقمة وتعود الى قمة أخرى لتقرر. إنما ليست قمة عربية واحدة وليست قمة إسلامية واحدة، إنما أقول عشرات القمم لأنه في كل قمة يعاد اعتمادها سواء عربياً أو إسلامياً، وبالتالي هذه المبادرة في نظري وفي نظر الجميع هي مقدسة يجب أن نتمسك بها حتى تحقيقها.
دولة الرئيس شكراً لحسن كرمكم وضيافتكم، وأنا سعيد جداً ان اكون هنا بين أهلي وإخواني كل الشعب اللبناني الحبيب الذي أكن له كل التقدير.
سئل: يقال أن هناك مطبخاً إقليمياً ودولياً يعمل لإسقاط حق العودة من أي مفاوضات؟
أجاب: إذا عدنا الى المبادرة العربية للسلام، أرجو أن تقرأها جيداً فهي تقول "حل عادل يتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194" وبالمناسبة فالقرار 194 هو القرار الوحيد المرجعية لقضية اللاجئين وكان الكثيرون وبالذات اسرائيل تريد أن تخفي هذا القرار نهائياً، هم يعادون قرارين القرار 181 و194، ولا يحبون أن يذكروه، وقد ذكر في المبادرة العربية التي أصبحت قراراً للأمم المتحدة ولمجلس الأمن لأنها هي جزء من مخطط خارطة الطريق، ولذلك أعيد هذا القرار الى الوجود مرة أخرى بفضل المبادرة العربية للسلام ولن نتراجع عنه.
ورداً على سؤال قال: السياسة التي اتبعناها منذ سبع سنوات، منذ أول مرة التقينا فيها مع دولة الرئيس بري عام 2005 هي سياستنا. هذا هو موقفنا وهو أن لا يحصل أي تدخل إطلاقاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، بل بالعكس نمنع التدخل، ونحن ملتزمون وفصائل منظمة التحرير ملتزمة، قد يخرج أحد من هنا وهناك وهو خارج على القانون وخارج علينا وخارج على لبنان قد يحصل ولكن نحن نشجبه بكل صراحة وبكل قوة. وكما حصل قبل أيام في موضوع صيدا موقفنا هو هو لن يتغير بل بالعكس سيتوثق أكثر فأكثر.
سئل: لا شك أن ما حصل في مصر سيؤثر على العالم القريب والبعيد، كيف تنظرون الى هذا التطور؟
أجاب: لقد أخذنا على أنفسنا عهداً أن لا نتدخل أو أن لا نقول كلاماً معلناً ملزماً ولشعبنا نحن قلنا من البداية نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية، كل شعب أدرى بأموره وبقضاياه. وكما قلنا قبل قليل أن مصر أدرى بشعابها. لأن ما حصل (في مصر) أمر مهم وكبير، لا أستطيع أن أغمض عيني وأقول أنه لم يحصل شيئاً، فالذي حصل شيء كبير، ونرجو أن يستفيد الشعب المصري مما حصل.
وخلال اللقاء تبادل الرئيس بري والرئيس الفلسطيني الهدايا، فقدّم الرئيس عباس لرئيس المجلس هدية تذكارية عبارة عن آنية من صناعة يدوية فلسطينية، وقدّم له الرئيس بري نماذج لعملة مصرية تبرع بها الشعب المصري للشعب الفلسطيني أثناء النكبة.
وشدد الرئيس بري على ان القضية المركزية والجوهرية تبقى قضية فلسطين وللأسف فإننا تحت عنوان الربيع العربي نضيّع البوصلة.