ادلى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بما يلي:
ان التفجير الارهابي المجرم الذي استهدف الضاحية الجنوبية اليوم كان بهدف ايقاع الكثير من الموت والدمار لولا تدخل العناية الالهية التي جنبتنا وقوع مجزرة في منطقة كثيفة السكان وامام مكان تجاري شديد الازدحام.

اننا نوجه عناية الجميع الى ان هدف التفجير الايقاع بين اللبنانيين وهو الامر الذي يستوجب الوعي واليقظة والانتباه، فالضاحية منذ الثمانينات كانت هدفاً للجريمة المنظمة والارهاب والتخريب الاسرائيليين وكذلك هدفاً لاسلحة العدو الجوية والبحرية التي دمرت وقتلت خلال حرب تموز.

اكرر ان الهدف من هذه الجريمة النكراء هو ايقاع الفتنة بيننا..

حذار ثم حذار .

 
من جهة ثانية اجرى الرئيس بري اتصالاً بوزير الداخلية مروان شربل مستنكراً لما تعرض له من فورة غضب غير مبررة على مسؤول يشارك اهلنا غضبهم وحزنهم ، ومعتبراً ان هذه من اسباب الفوضى المقلقة في الاوضاع الراهنة، وعلى الجميع ان يتحلوا بالوعي والحذر ليس من المتآمرين فحسب بل من الغوغائيين.

 

على صعيد آخر ، إستقبل الرئيس بري ظهر اليوم في عين التينة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي قال بعد اللقاء:

سبق الزيارة الحادث المؤلم الذي حصل في الضاحية الجنوبية، وهذا هو الأمر الذي هددوا به والذي بدأوا في تنفيذه، واعتقد ان ما حصل اكثر من رسالة وباتت الفتنة تتسلّل، وهذا ما يجعلنا مصرّين على سياستنا لتامين الاستقرار واستبعاد الفتنة. وتعزيتنا وحزننا للحادث لمجرد حصوله، " والله ينجينا وينجي البلد " .اضاف: الزيارة جاءت في اطار موضوع النفط، وبالتأكيد فقد لمست من دولة الرئيس بري كل الحرص الذي يبديه دائماً في موضوع النفط، وتأييده لاصدار المرسومين بالسرعة اللازمة لكي لا يحصل اي تأخير في مناقصات النفط . وهناك موضوع آخر بحثته مع الرئيس بري هو قانون الضرائب النفطية، وكما نعلم فان لبنان هو بلد غير نفطي وليس لديه قانون خاص يتعلق بالضرائب النفطية يؤمن الاستقرار لدى الشركات ويطمئنها اكثر في عملية الاستثمار ويجعلها تؤمن عائدات مالية اكبر للدولة اللبنانية. عرضت هذا الامر مع دولة الرئيس بري وهذا يحتاج الى عمل في المجلس النيابي ليسلك طريقه ويصدر قبل ان توقع الدولة العقود النفطية، لكي نحفظ للبنان العائدات اللازمة. واعتقد ان هذا الاجتماع اليوم يشق الطريق لهذا الموضوع كبداية على امل ان تكون خاتمته سعيدة .

 

ثم استقبل الرئيس بري القاضي الشيخ على الخطيب.
وبعد الظهر استقبل الرئيس بري الرئيس امين الجميل وعرض معه للاوضاع والتطورات الراهنة على الصعد كافة.

 

وبعد اللقاء قال الرئيس الجميل:

نستنكر اشد الاستنكار التفجير الارهابي الذي حصل اليوم في الضاحية، وهذا لا يستهدف فقط ابناء الضاحية بل يستهدف كل لبنان. وبقدر ما تتأذى اي منطقة من لبنان فهذا يؤذي كل لبنان.

الحمدلله على ما يبدو انه لا يوجد ضحايا ولا شهداء، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل، ونعلن عن تضامننا مع اهلنا في الضاحية ومع حزب الله بالذات، ونأمل ان تكون هذه خاتمة الاحزان في لبنان، لاسيما اننا على مشارف الشهر الفضيل.

اضاف: غداً هو بداية الشهر الفضيل، ونتمنى ان يلهم الجميع لاننا في لبنان نحن بأمس الحاجة للعودة الى القيم والمصلحة الوطنية والضمير، ولربما ان يكون هذا الشهر دافعاً للجميع للمسلمين والمسيحيين. اننا نهنىء كل اللبنانيين والعرب والمسلمين ببداية هذا الشهر الفضيل، ونأمل على صعيد لبنان ان يكون مدخلاً للقاء حقيقي بين كل اللبنانيين. فلنكن واضحين، السلام اللبناني لا يقوم الا بالاعتراف الكامل بالآخر، ولا يقوم الا اذا تواصلنا مع بعضنا البعض، ولا احد يستطيع ان يلغي احداً. سياسة الالغاء تتناقض مع كل مستلزمات السلام اللبناني، كذلك الامر مطلوب من كل العائلات اللبنانية وكل مكونات المجتمع اللبناني ان تلتقي خصوصاً بهذا الشهر الفضيل. لا احد يستطيع ان يستثني احداً، ولا احد يستطيع ان ينوب عن احد وبالتالي اذا اردنا ان نعالج موضوع الحكومة والمشكلة القائمة اليوم على صعيد مجلس النواب وكل المواضيع المدرجة على جدول اعماله وكل الامور الملحة التي يقتضي معالجتها في الوقت الحاضر، فلا نملك سوى ان نعود ونلتقي. لذلك هناك ضرورة لتشكيل حكومة، نريدها حكومة قادرة اي حكومة سياسية يتفق عليها كل الاطراف، لا احد يستثني احداً ولا احد يلغي احداً، وبالتالي من ضمن هذه الحكومة نستطيع ان نعالج، وهي الطريق الاسرع لمعالجة مجموعة من القضايا المطروحة اكان على الصعيد الامني او على الصعيد السياسي او الصعيد الحياتي. المواطن اللبناني ملّ من خلافاتنا، ومن هذه المقاربة الغاء الاخر، والتطاول على المؤسسات وعلى الاصول اللبنانية، المواطن اللبناني كل ما يهمه هو ان يؤمن الخبز والمدرسة والطبابة، وعلينا ان نساعده حتى ينتصر على اليأس، ونوقف الهجرة جراء الجو الذي نعيشه في البلد والتساؤل حول المستقبل، لذلك نتمنى مرة اخرى في مناسبة الشهر الفضيل ان يكون وقفة تأمل من الجميع لنتعاون جميعاً لانقاذ البلد وهذا ما يتمناه المواطنون.

 

واستقبل الرئيس بري سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري.