استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي على رأس وفد من المجلس والسفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي بحضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب عبد اللطيف الزين والمستشار الإعلامي علي حمدان، ودار الحديث حول التطورات في لبنان والمنطقة.

وقال بروجردي بعد اللقاء:

كانت فرصة طيبة وثمينة للغاية جمعتنا بدولة الرئيس بري، وقد توجهنا بالشكر والتقدير لدولته على مشاركته الكريمة في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الإسلامية الذي انعقد في طهران مؤخراً، وبطبيعة الحال أود أن أؤكد على عمق العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية الشقيقة في المجالات كافة، خصوصاً في العلاقات البرلمانية، وفي هذا السياق لا بد من أن أشير الى أن لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي تربطه علاقة صداقة على مستوى لجنة الصداقة البرلمانية الإيرانية – اللبنانية التي يترأسها من الجانبين رئيسا المجلسين.

أضاف:  وكوفد برلماني إيراني أكدنا على موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعباً وبرلماناً، الذي يدين ويستنكر بشدة العدوان الإسرائيلي الآثم الذي استهدف لبنان مؤخراً، وأكدنا أيضاً لدولته أن الجمهورية الإسلامية تقف مساعدة ومؤازرة ومحتضنة للبنان الشقيق بحكومته وشعبه ومجلسه ووضعنا دولته في جو الدعم الإيراني الدائم والثابت للمقاومة وللممانعة سواء في لبنان أو في سوريا، وقدمنا أيضاً تقريراً مفصلاً عن نتائج الزيارة الرسمية التي قمنا بها للجمهورية العربية السورية قبل مجيئنا الى لبنان وحول المحادثات التي أجريناها مع المسؤولين السوريين، وقد عبرنا عن سرورنا وسعادتنا بأن الدولة السورية قد تمكنت في الآونة الأخيرة من تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات العسكرية الباهرة في مجال تصديها للمجموعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة التي تستهدف الشعب السوري في مستقبله ومصيره. ولمسنا خلال المحادثات التي أجريناها مع المرجعيات السياسية اللبنانية سواء مع فخامة رئيس الجمهورية أو مع دولة رئيس مجلس النواب أو مع دولة رئيس مجلس الوزراء أو معالي وزير الخارجية أن هناك تطابقاً في وجهات النظر وهو أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي. أن الملف المتعلق باختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة عام 1982 في الأراضي اللبنانية إضافة الى الملف الحساس والهام المتعلق بتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، هذان الملفات يحظيان بأهمية استثنائية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستوى القيادة والحكومة والبرلمان والشعب، وقد لمسنا أن الملفين أيضاً يحظيان بتلك الأهمية لدى السلطات اللبنانية المعنية. ونحن نعتقد أنه إذا كان هناك أحد في هذا العالم لديه أدنى درجة من الشك أن هناك تحالفاً موضوعياً بين الكيان الصهيوني وبين القوى الإرهابية المتطرفة التي تعبث في الداخل السوري، فإن الزيارة التفقدية التي قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو وتفقده جرحى ومصابي المجموعات الإرهابية المسلحة الذين يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية، وأيضاً الإعتداء الإسرائيلي الآثم على لبنان مؤخراً، إن دلاّ على شيء إنما يدلان ويؤكدان وحدة الأهداف ما بين الصهاينة وبين الإرهابيين.

وقال بروجردي: وخلال كل اللقاءات التي أجريناها مع المسؤولين اللبنانيين عبرنا عن تأييدنا لكل الجهود المبذولة من قبل السلطات القضائية والأمنية اللبنانية في مجال متابعة ملف الإرهاب الذي يستهدف هذا البلد الشقيق وشعبه، هذه الجهود التي أدت الى كثير من النجاحات والإنجازات الأمنية الملفتة والباهرة، ونحن على ثقة أن هذه الجهود الدؤوبة سوف تبقى مستمرة.

وبطبيعة الحال نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن خلال القدرات المتاحة لدينا في هذا المجال لن نبخل باي مؤازرة أو دعم يطلبه الجانب اللبناني في مجال تصديه للإرهاب والإرهابيين.

وبعد الظهر استقبل الرئيس بري السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء :

كانت جولة افق تناولت اولوية مكافحة الارهاب، هذا الارهاب المتنقل، تحصين لبنان وسوريا، العودة الى الثوابت التي تحمي سوريا ولبنان والمنطقة من خطر الفتنة التي بدا واضحاً كيف تستفيد منها اسرائيل في غارتها الاخيرة على لبنان وفي تحالفها مع القوى التكفيرية، كان واضحاً لقاء رئيس حكومة اسرائيل مع هؤلاء التكفيرين وكيف يحتضنهم وكيف تمد الجسور. كانت قراءة شملت المنطقة والعالم امتداداً الى ما يحدث في اوكرانيا وفي مناطق اخرى، قراءة موحدة وكان استبشار دولته بأن النصر هو حليف المحور الذي واجه هذه المخاطر بلبوسها الصهيوني او بلبوسها التكفيري.