استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة الرئيس امين الجميل وعرض معه للتطورات الراهنة والاستحقاق الرئاسي.

 

وقال الجميل بعد اللقاء:

في هذا الظرف بالذات من الضرورة بقاء التواصل بيننا وبين دولة الرئيس بري. نعرف تماماً الدور الاساسي الذي يلعبه دولته والذي سيلعبه في المرحلة القادمة، وهو دور محوري على الصعيد السياسي وكذلك في هذه المرحلة المصيرية والتاريخية والوطنية.

 

وكان التشاور مع دولة الرئيس حول الوضع العام لاسيما الاستحقاق الرئاسي وكل ما يدور حول هذا الموضوع من اتصالات. وقد التقيت بالأمس القريب مع موفدي  الرئيس بري وأجرينا حديثاً مستفيضاً حول موضوع الاستحقاق وشروط انعقاده ضمن الاطر الدستورية والتقاليد اللبنانية.

 

اضاف: الظروف التي يمر بها لبنان هي ظروف صعبة للغاية، ولقد اجريت مجموعة اتصالات في الرحلات التي قمت بها مؤخراً في الخارج، وبقدر ما قمنا بواجبنا تجاه البلد بقدر ما عدنا بانطباع خطير كون لبنان منسي بالكامل، وهناك ملاحظات كبيرة على اداء السياسيين في لبنان، وهناك خوف على النظام اللبناني ومستقبل لبنان. شعرنا ان هناك غياباً كاملاً للبنان عن الساحة الدولية رغم كل الصلات والتواصلات والمهرجانات التي تتم، هناك خوف على لبنان، لأنه من المؤسف ان لبنان ليس محاوراً على الساحة الدولية، والمؤسف ان هذا الغياب يؤثر ايضاً على ثقة الخارج بلبنان. نحن نتسلى بالقشور وبالتفاصيل وبسجالات عقيمة بينما الاستحقاقات الداهمة هي استحقاقات خطيرة أكان لجهة الوضع العام في البلد ومسيرة المؤسسات، او كان بسبب النزوح السوري الى لبنان وبالتأكيد نحن نقوم بكل واجباتنا الانسانية تجاه النازحين السوريين، ولبنان لا يتخلى عن واجباته تجاه القضايا الانسانية، إنما هذا النزوح يفوق قدرة لبنان على التحمل. هناك حوالي مليون وثلاثمئة الف نازح سوري في لبنان، بينما في البلدان المجاورة، رغم فارق الحجم بين لبنان وهذه الدول، فإن عدد النازحين تقريباً نصف العدد في لبنان، وهذا ينعكس على الساحة اللبنانية على الصعد الامنية والاقتصادية والاجتماعية.

 

أضاف: كما قلت هناك غياب كامل للبنان في الخارج نظراً للضياع الذي نعيشه اليوم في لبنان على صعيد المؤسسات، والضياع بالنسبة للإستحقاقات، وهذا يفقد ثقة الخارج بلبنان ويفقد حضورنا في الخارج.

ومن هنا ننتقل للإستحقاق الرئاسي لنقول أننا بأمس الحاجة أن يتم هذا الإستحقاق بأسرع وقت، لأن الإستحقاق الرئاسي يعود ويعطي رونقاً خاصاً لرئيس الجمهورية ويعيد إحياء دور المؤسسات ويضع الناس على طاولة كل الإجتماعات الدولية. ويعيد لبنان محاوراً من الوزن الثقيل، ويلعب دوره في المحافل الدولية لأنه في هذه المرحلة بأمس الحاجة لدعم فعلي من أصدقاء لبنان، لا أن يعدوننا في الإجتماعات الكبيرة بالمن والسلوى، بينما مؤسساتنا غير قادرة لإستيعاب الذي يمكن أن نحصل عليه من الخارج.

 

وهناك مثل لبناني يقول "ساعد نفسك يساعدك الله". نحن لا نستطيع ان نطلب أن يساعدنا الخارج إذا لم نكن جاهزين لإستيعاب المساعدة وأن يكون لدينا مؤسسات قادرة على مواكبة الدعم الدولي، وبالتالي نقدر القيام بواجباتنا تجاه وطننا ومواطنينا.