استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة الا ثلثاً في عين التينة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرافقه المطرانان يوسف صياح وسمير مظلوم.

 

ثم عقد معه فوراً خلوة تناولت التطورات الراهنة والإستحقاق الرئاسي.

 

ولدى وصوله والوفد المرافق قدمت له ثلة من شرطة المجلس النيابي التحية.

 

وبعد اللقاء ودّع الرئيس بري غبطته والمطارنة الى المدخل الرئيسي لقصر عين التينة بعد أن صّرح البطريرك الراعي للإعلاميين فقال : في طريقنا الى روما كان من الضروري ان نزور دولة الرئيس بري، وقد كنا دائماً على اتصال خصوصاً بعد جلسة مجلس النواب التي دعا إليها دولته، والتي اعطت  ما اعطت أمس. ورأى البعض انها إيجابية والبعض الآخر وجدها سلبية . لكن المهم هو أن نقول شكراً لدولة الرئيس على الدعوة الى الجلسة والى جلسة الأربعاء المقبل ايضاً ، لاننا مؤمنون جميعاً مع دولته اننا في بلد ديمقراطي ومن الضروري ان تستمر الجلسات الانتخابية للوصول بالتشاور وبالاقتراع لإيجاد الرئيس  المناسب للبنان في هذه الظروف الراهنة.

 

اضاف : أود مرة اخرى ان اقول لدولة الرئيس بري شكراً على كل المجهود الذي يبذله بالتعاون مع الجميع وعلى الروح الحلوة التي يضيفها لكي يستمر الموضوع. دعاؤنا، وهذه أمنية دولة الرئيس، أن يكون النصاب مؤمناً في جلسة الأسبوع المقبل، وأن يكون موجوداً ايضاً  في كل جلسة يدعو إليها دولته، لكي يلتقي النواب فعلاً بمسؤولية وبجدية ويقترعون لإنتخاب الرئيس، وان تكون الفترات بين الجلسة والأخرى للتشاور. وجميعنا يعرف أن الرئيس في لبنان هو رئيس الجميع، لذلك يجب أن يكون رئيساً مقبولاً من الجميع، ولا يعني هذا، كما، يقول البعض أنه ضعيف، لا هذه هي القوة، القوة هو أن يكون الإنسان مقبولاً من الجميع، فهذه قوة لأننا بحاجة كبيرة في لبنان للملمة الشمل، وبحاجة أيضاً أن يكون لدينا رئيس يطل دولياً وعربياً أيضاً. وبعد جلسة أمس ونتائجها وما سمعته عبر الإعلام عدت وقلت بأن لبنان بحاجة الى شركة ومحبة لأنه ليس كل مرة وكل حدث علينا أن نجرّح ونهين بعضنا، وقد ازددت يقيناً بضرورة العمل من أجل الشركة والمحبة.

 

سئل : هل صحيح انك ستدعو الى قمة روحية للضغط على السياسيين لتأمين النصاب في الجلسة المقبلة ؟

اجاب: لا ، ليس ضرورياً فهذا واجب ضميري عليهم (النواب). وانا من الذين اقول دائماً ان النائب موكّل من الشعب للعمل المطلوب منه، وخصوصاً هو موكل لانتخاب رئيس، ولا يستطيع ان يستعمل الوكالة كأنها ملكاً خاصاً . لذلك لا داعي لان ادعوهم، فهذا واجبهم الضميري ان يكونوا موجودين. عندما يقول الدستور انه يجب ان يكون الثلثان في مثل هذه الجلسة فهذا لا يعني ان تغيب، هو ينص على ذلك لكي يقول ان وجود الثلثين هو ضرورة لان الرئيس اللبناني الذي سينتخب يجب ان يكون كل المجلس موجود في هذا الانتخاب. ونحن كنسياً ملزمون ضميرياً بالحضور عندما يكون هناك انتخاب مطران وبطريرك وبابا، ويجب ان تقبل المجموعة الناخبة الأعذار الذي يقدمها من يغيب، وإذا لم تقبل فمعنى ذلك أنه لا يجوز أن يغيب، واذا غاب هناك تدبير بحقه، لماذا؟ لأننا عندما ننتخب فإننا ننتخب باسم الجميع. لا يستطيع النواب أن يغيبوا أو يكسروا النصاب، وهم قادرون على أن يكونوا موجودين وأن يتباحثوا، ولكن ليست "مرجلة" أن نكسر النصاب أو نغيب، هذا هو مفهومنا الكنسي ولا داعي أبداً أن نطلب من أحد أو نضغط عليه. هذا واجب ضميري بحكم الوكالة التي يملكها النائب من الشعب.

 

سئل: النواب الذين انسحبوا أمس من الجلسة قالوا أنهم لن يحضروا قبل الإتفاق على رئيس توافقي؟

أجاب: دولة الرئيس على كل حال هو الذي يعرف في هذا الأمر، وما نقوله أنه في كل مكان يحصل ذلك، نتشاور ونحضر ونقترع فإما ينتخب أو لا ينتخب، هكذا نحن نفعل. عندما يكون هناك انتخاب نقسم الموضوع على مراحل لكي نتشاور، من المفروض هذا الأسبوع الذي أعطاه دولة الرئيس أن يكون للتشاور وأن يحضر يوم الأربعاء المقبل الجميع، أما انتخاب رئيس أو لا في تلك الجلسة فهو موضوع آخر، وهو يتم بالإقتراع.

 

سئل: أثمرت الجلسة الأولى عن لبننة الإستحقاق كما سعى الرئيس بري، فهل أنتم متخوفون في المستقبل من الفراغ في ظل هذا الإنقسام لا سيما الإنقسام المسيحي؟

أجاب: لا، نحن نقول ونريد دائماً أن يكون اللبنانيون مسؤولين ويعرفوا كيف يختاروا رئيسهم، والتشاور يشمل الجميع، ونحن ننتمي الى الأسرة العربية والى الأسرة الدولية ونتشاور معهم ليس بمن يفرضونه علينا بل بمن نحن نفكر به، ولكن في النتيجة على اللبنانيين أن يستعيدوا فعلاً بحكم الديمقراطية وينتخبوا رئيسهم.

 

ورداً على سؤال: لا نستطيع أن نقول شيئاً، ولكن دولة الرئيس دعا الى الجلسة وكلنا أمل في أن يأتوا بروح المسؤولية ويتأمن النصاب ويقترعوا ويتداولوا ولكن المهم أنهم مجبرون على المجيء بحكم الضمير.

 

وختم البطريرك الراعي: أتمنى لكم للإعلاميين كل الخير، وانتم تستطيعون أيضاً أن تساعدوا على لململة الوضع، وأن تساعدوا قدر الإمكان في تخفيف الجراح.

 

واستقبل الرئيس بري ظهراً وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلين والوفد المرافق بحضور المستشار الإعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة وعمل القوة الألمانية في قوات اليونيفيل.

ثم استقبل الرئيس بري وفد لجنة الصداقة الفرنسية-اللبنانية في البرلمان الفرنسي برئاسة النائب من اصل لبناني هنري جبرائيل والسفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي، وبحضور النائب ميشال موسى والمستشار الإعلامي علي حمدان، ودار الحديث حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية والتعاون بين برلماني البلدين.

 

واستقبل الرئيس بري أيضاً رئيس منتدى الحوار المهندس فؤاد مخزومي الذي قال بعد اللقاء:

وضعت دولته في أجواء جولتي التي شملت فرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان والسعودية.

 

والصورة في الخارج جيدة والجميع يتمنى أن نجلس مع بعضنا البعض، وأعتقد أن دولة الرئيس بري في جمعه 124 نائباً رغم كل التكهنات بعدم إمكانية ذلك قام بخطوة أساسية ورسالة للعالم أنه ما يزال في لبنان قيادات سياسية حكيمة تريد بناء البلد. والمشهد الذي رأيناه في الممارسة الديمقراطية التي جرت يعكس بوضوح أن المؤسسات في لبنان ما تزال قائمة، ولكن هل يا ترى السياسيون الموجودون في المجلس النيابي أو بعضهم سيتحمل المسؤولية وينفذو مطلب الشعب اللبناني بأن ينتخب رئيس الجمهورية؟ نتمنى على كل المسؤولين اليوم أن يكونوا جديين في هذا الشأن لأنه في أجواء التغيرات الحاصلة في المنطقة وتطلع العالم لدعم لبنان، إذا لم ننتخب رئيس الجمهورية مثل ما توصلنا الى حكومة جامعة فمن الصعب جداً أن نطلب من العالم أن يقف معنا في هذه المرحلة الصعبة. واليوم نعرف جميعاً أن هناك استعداداً لمساعدة لبنان في ما يتعلق بالقضية السورية والنازحين السوريين لذلك نتمنى على كل الأطراف أن يأخذوا بعين الإعتبار هذا الأمر، لأنه إذا تفاقم الوضع في سوريا أكثر سيصبح عدد النازحين ثلاثة أو أربعة أو خمسة ملايين، ونحن نعرف جميعاً ان الوضع الإقتصادي والإجتماعي سيء وإذا لم نغير الصورة وننتخب رئيساً للجمهورية ونحضر لقانون انتخابات عادل من أجل إعادة بناء هيكلية الدولة فسيبقى العالم متفرجاً علينا ولا يمد يده الينا.

 

وختم: من هنا فإننا نحيي دولة الرئيس بري ونعتبر أن الخطوة التي قام بها هي خطوة إيجابية، وإن شاء الله يتمكن من جمع المجلس النيابي مرة أخرى وننتخب رئيساً للجمهورية.

 

وكان استقبل الرئيس بري حاكمي مصرف لبنان رائد شرف الدين، وسعد عنداري وعرض معهما الوضع المالي.