استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الاولى من بعد ظهر اليوم في عين التينة الرئيس امين الجميّل رئيس حزب الكتائب اللبنانية وعرض معه للتطورات الراهنة.

 

وقال الرئيس الجميّل بعد اللقاء:

دائماً اللقاء مع دولة الرئيس بري شيّق وبناء وكانت مناسبة لنطلع منه على آخر التطورات لأنه يلعب دوراً محورياً في هذا الظرف الذي تمر به البلاد أكان على صعيد الاستحقاقات او على الصعيد السياسي العام والامني، ولا بد من التنسيق معه.

 

لا شك ان الهّم الاول اليوم منصبّ على دعم الجيش والوقوف صفاً واحداً بجانبه بمعزل عن اي اعتبار آخر، واليوم لا وقت للحسابات السياسية الداخلية اليوم هو ان ينتصر الجيش في المهمة التي يقوم بها لأنها مهمة لها علاقة اولاً بالحفاظ على سيادة البلد، ونحن نعلم ان هناك حدوداّ بين لبنان وسوريا منتهكة في منطقة عرسال، ثم ايضاَ لها انعكاس على وحدة البلد وعلى الامن والاستقرار. من هنا فأن الاولوية هي لدعم الجيش لكي يستطيع ان يقوم بمهمته الصعبة في منطقة عرسال. وأنني متخوف في ان تكون هذه المهمة مهمة طويلة نسبياً، والمعلومات تدل على ان هذه المهمة يمكن ان تأخذ بعض الوقت، ولكن موقفنا هو موقف صلب الى جانب الجيش، ولا يوجد اي زعزعة في الوحدة الوطنية وبالتضامن حول الجيش، واذا ما حصل ذلك فأن مهمة الجيش تهون.

 

اضاف الجميل: المساعدة السعودية اولاً بثلاثة مليارات دولار ثم المكرمة الاخيرة مليون دولار، من شأنها ان تدعم الجيش اكثر فأكثر. ومشكور خادم الحرمين الشريفين على هذه المبادرة خصوصاً انه كان دائماً الى جانب لبنان من دون اي مقابل. نحن نقدّر ونشكر المملكة على هذه المبادرة التي من شأنها ان تعزز قدرات الجيش وتسهل مهمته في هذه المعركة القاسية التي يخوضها ضد التكفيريين والعصابات المتطرفة. نعرف تماماً ان الساحة اللبنانية اصبحت امتدادا لما يحصل في سوريا والعراق، وهذا خطر على مستقبل لبنان وعلى كيانه وحدوده . من هنا ضرورة تضافر كل الجهود والقوى لكي يتضامن المجتمع الدولي مع لبنان لمواجهة هذا الاستحقاق ، لانه اذا ما تفاقمت الامور في لبنان من شأنها ان تؤثر على المنطقة كافة ولن يسلم احداً، وسيتفشى هذا المرض في ربوعنا اللبنانية.

 

سئل : امس قال الرئيس بري ان الوحدة الوطنية هي الكلمة الذهبية، ما هي الخطوات لتحصين الساحة اللبنانية والسبيل لملء الشغور الرئاسي؟

اجاب : بحثنا هذا الكلام مع دولة الرئيس بري، وهناك مؤشرات ايجابية فنحن نشعر اكثر فأكثر بالتضامن بين كل القوى السياسية وان لم يكن هناك لقاء مباشر بين هذه القوى، فهناك على الاقل قواسم مشتركة  وتوافق بين الجميع من اجل الوقوف صفاً واحدا في مؤازرة الجيش ودعمه في المهمة التي يقوم بها، وهذا أمر ايجابي للغاية نستطيع ان نبني عليه وننطلق من هذه الاحداث لكي نعزز اكثر هذه الوحدة والقواسم المشتركة لتؤدي الى توافق حول العديد من القضايا ومنها موضوع الانتخابات الرئاسية، ولا يوجد اي مبرر لتأخير هذه الانتخابات على الاطلاق، وان هذه الظروف التي تمر بها البلاد والمخاطر والتهديدات المباشرة التي نواجهها يجب ان تحثنا اكثر من اجل انتظام عمل المؤسسات الدستورية وهذا ينطلق من انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت لانه رمز البلد، وهو الذي يوحدها وهو المحاور الشرعي لكي يدافع عن سيادة لبنان واستقراره وسلامه اكان في المنطقة او لدى المجتمع الدولي.

 

سئل : قيل ان لديكم في 14 آذار خطة "ب".

اجاب : لا يوجد اي خطة "ب" او خطة "ث"، هذه كلها شعارات تجاوزناها . الآن المهم هناك شعور بالمسؤولية يجب ان يترجم على الارض، والمفروض من بعض القيادات والقوى التي تقف حجر عثرة امام هذا الاستحقاق ان تعي مسؤوليتها وتتفهم ان لبنان لا يمكن ان يواجه كل هذه التهديدات والمخاطر بهذا الفراغ الذي نعاني منه. هناك مسؤولية تاريخية في هذا الشأن لأنه لا سمح الله اذا ما فرط العقد لا نعرف كيف يمكن وصله. هناك في لبنان " موزاييك" دقيقة جداً واذا ما فرطت هذه الموزاييك لا اعرف كيف يمكن اعادة تركيبها. من هنا فأن الوضع خطر للغاية ويمكن اننا نمّر في اخطر المراحل التي مررنا بها منذ عام 1943 وحتى اليوم، وعلينا ان نعرف جميعاً مسؤولياتنا.

 

سئل: الرئيس بري اكد على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، هل انتم مع هذا التوجه في حال لم تجر الانتخابات الرئاسية؟

اجاب: نحن مع احترام كل الاستحقاقات الدستورية. لا يوجد اي مبرر لتجديد عقد هذا المجلس النيابي، والغرض ان تجري الانتخابات في موعدها، ولدينا متسع من الوقت، واذا انتخبنا رئيس الجمهورية في اسرع وقت، وهذا ما نسعى له وهو ان تنظم الامور وينتخب رئيس جمهورية وينتخب مجلس النواب وبالتالي نكون قد احترمنا الاستحقاقات الدستورية التي هي شرط ديمومة البلد. لا نستطيع ان نتكلم عن مصلحة لبنان وعن الاستقرار والسلام فيه اذا لم نحترم الاستحقاقات الدستورية.

 

ثم استقبل الرئيس بري امين العام لحزب الطاشناك آغوب خاتشاريان والنائب بقرادونيان وعرض معهما للتطورات الراهنة، وجرى التأكيد على دعم الجيش والوقوف الى جانبه في المهمات التي يقوم بها وتصديه للارهاب والارهابيين.

 

ثم استقبل الرئيس بري وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة رئيسها احمد ناصر الذي قال بعد اللقاء:

زرنا دولته وقدمنا له التهنئة بمناسبة عيد الفطر السعيد ، وتناولنا الاخطار ومحاولات الفتن والاستهداف والدور الذي يقوم به دولته لمواجهة هذه الاخطار. وقد اعربنا عن تأييدنا ودعمنا الكاملين لجيش لبنان البطل حامي الوطن والديار. كذلك تطرقنا الى الكارثة الجوية للطائرة الجزائرية فوق مالي وهذا يجعلنا نجدد الطرح بوجوب تسيير رحلات منتظمة لشركة طيران الشرق الاوسط الى بلاد افريقيا ودراسة هذا الموضوع بجدية تامة، واعتقد ان تسيير هذه الرحلات هي مربحة. وقد زرنا مؤخراً اميركا اللاتينية والتقينا اخوتنا المغتربين وهم كثر للغاية ويستخدمون طائرات غير لبنانية، من هنا يجب تكثيف رحلات طيران الشرق الاوسط التي هي مؤسسة لنا جميعاً ويهمنا نجاحها وتسهيل امور اللبنانيين.

 

لمسنا من دولة الرئيس دعمه الكامل لجامعتنا التي تمثل جميع شرائح المجتمع اللبناني المتنوع، وقدر محافظتنا على وحدة الجامعة وتواصلنا مع المغتربين للمّ الشمل. اننا نلمس في كل زيارة لنا للبنان الدعم التام لشرعيتنا ولنشاطنا على كل الصعد. ونعود ونذكر بأن لبنان في عين العاصفة يبقى واقفاً على رجليه بالدرجة الاولى بسبب تواصل المغتربين مع اخوانهم في الوطن الام. وقد وعد دولة الرئيس بأنه سيجري الاتصالات اللازمة مع ادارة الشركة ويعمل على تكثيف تسيير الرحلات الى افريقيا وباقي بلاد الاغتراب.