استقبل الرئيس نبيه بري عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في عين التينة رئيس لجنة الامن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي والوفد المرافق والسفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي بحضور الوزير علي حسن خليل، ودار الحديث حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
وبعد اللقاء قال بروجردي: نقلنا لدولته بدايةً التحيات القلبية من رئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني، وعبرنا عن بالغ سرورنا بهذا الحوار الوطني البناء الذي ينعقد بين كافة التيارات السياسية اللبنانية الفاعلة والمؤثرة بدعوة ومبادرة كريمة من دولته. ولاشك ان الجمهورية الاسلامية في ايران تولي عناية فائقة بإستتباب الهدوء والامن والاستقرار والوحدة الداخلية في هذا البلد الشقيق. وكما تعرفون فإن التطورات في المنطقة هي بالغة الدقة والحساسية إن كان ما يجرى على الساحة السورية او الساحة العراقية او بقية الملفات الاقليمية التي ما زالت عالقة. وكما تعرفون ايضاً فإن ظاهرة الارهاب التكفيري المتطرف المشؤومة التي تهدد دول وشعوب هذه المنطقة بما فيها لبنان الشقيق، نرى انها بدأت نيرانها تصل الى الاطراف التي كانت مسببة في قيامها منذ اللحظة الاولى سواءً في العالم الغربي او في بعض دول هذه المنطقة. من هنا فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية تبدي جدية كبرى في مسألة مواجهة هذا الارهاب التكفيري المتتطرف، ولهذا ايضاً تبدي هذا القدر الكبير من التعاون والتنسيق والانفتاح على الجمهورية العربية السورية وعلى العراق في مجال المواجهة المشتركة لهذه الظاهرة المشؤومة.
اضاف: نحن نعتقد ان الاطراف التي كانت المسبب الرئيسي من وراء الستار لهذه الازمة التي تعصف بسوريا منذ خمس سنوات كان الهدف الاساسي الذي ترمي اليه هو حرف البوصلة التي كانت تتمسك بها سوريا كقلعة للمقاومة والممانعة ضد العدو الصهيوني، كما ترمي الى ضرب المقاومة ايضاً. وإن المسالة المؤسفة والمزعجة للغاية في هذه المرحلة هو هذا الانفتاح الذي تبديه المملكة العربية السعودية في مجال مساعيها الرامية الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. ونحن على ثقة تامة ان كل هذه المؤامرات لن تصل الى النتائج المشؤومة التي تسعى الى تحقيقها، فكما ترون جميعاً ان المنحى البياني لعمل المنظمات الارهابية التكفيرية المتطرفة على صعيد المنطقة برمتها سواء في العراق او في سوريا او في بقية دول المنطقة آخذ في الانحدار والاضمحلال وايضاً فإن هذه الاهداف التي تعمل على تحقيقها المملكة العربية السعودية سوف تصل الى الحائط المسدود لأن جبهة المقاومة آخذة بالمضى في اهدافها بشكل قوى وصلب ومقتدر. وكما تعرفون فإننا نولى عناية كبرى بتعميق وتنسيق العلاقات الثنائية مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مختلف المجالات، ونأمل ان نتمكن سوياً من تعميق هذا التعاون.
سئل: هل تستطيع ايران ان تساعد على إيجاد الحل في لبنان وإنتخاب الرئيس؟
اجاب: الجملة الاولى التي قلتها في تصريحي اننا نشعر بسرور بالغ عندما نرى الحوار الوطني البناء والايجابي قائم حالياً في هذا المكان بالذات بين مختلف الاطراف والجهات السياسية الفاعلة في لبنان، ونأمل ان يؤدي الى ايجاد المخارج اللازمة والمطلوبة لكل الملفات العالقة. ونحن نعتبر لن لبنان على الرغم من صغر مساحته الجغرافية الا انه كبير جداً من ناحية الدور السياسي والتأثير السياسي الذي يتمتع به في هذه المنطقة، ونحن ليس لدينا ادنى شك بأن وجود هؤلاء الحكماء وهذه الشخصيات السياسية الفاعلة والغيورة على مصلحة هذا البلد سوف تتمكن في نهاية المطاف من ايجاد المخارج والحلول الناجعة لكل المشكلات العالقة وفي طليعتها الفراغ الرئاسي.
سئل: خلال زيارتكم للرئيس سلام اعربتم عن اسفكم وادانتكم للتطبيع الذي تقوم به السعودية مع اسرائيل، هل توجهون رسالة بذلك عبر شخصية مقربة من السعودية مثل الرئيس سلام؟
اجاب: اعتقد ان ليس هناك من شخص غيور على القضايا العربية والاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية المحقة والعادلة لا يمكن الا ويشعر بتضامن ومؤازرة واحتضان للشعب الفلسطيني المجاهد والبطل الذي يتعرض منذ عقود الى الظلم والجور الاسرائيليين. وعندما اجتمعنا بدولة الرئيس سلام تقدمنا من دولته بالتهنئة والتبريك لمناسبتين عظيمتين وهامتين: الاولى هي مناسبة عيد الجيش، والثانية هي مناسبة الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية البطلة في حرب تموز 2006. وفي سياق رده على هذه التهنئة الايرانية سمعنا كلاماً مشجعاً وطيباً من قبل دولته في هذا الاطار.
سئل: ابديتم استعدادكم للمساعدة في التوصل الى انتخاب رئيس في لبنان، الى من توجهون هذه الرسالة ؟ الى الاميركيين ام السعوديين ام الفرنسيين؟
اجاب: انا اعتقد ان هذه القضية هي استحقاق داخلي لبناني، وفي نهاية المطاف هذا الفراغ سوف يحل من خلال توافقٍ لبناني لبناني. ونامل بإذن الله ان نرى هذا المخرج المناسب في اسرع وقت ممكن. ما قلته في سياق كلامي ان كل امر بإمكاننا ان نقوم به لن نتوانى عن القيام به بطبيعة الحال من خلال التنسيق والتشاور مع الطرف اللبناني المعني اساساً في هذا الشأن.
سئل: هل تحمل مبادرة؟
اجاب: طبعاً نحن عندما نقول ان مسألة الاستحقاق الرئاسي هي استحقاق لبناني داخلي فهذا يعني اننا جاهزون للإستماع الى المقترحات والمبادرات وليس تقديم هذه المبادرات.