استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في التينة مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي الذي قدم بإسم مجلس النقابة التهاني لدولته بالشهر الفضيل و عيد الفطر المبارك، متمنياً ان يعيده على اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بالسلام والخير المحبة.

 

ورد الرئيس بري على اسئلة اعضاء مجلس النقابة فوصف قانون الإنتخابات بأنه "قانون لبناني وتسوية لبنانية توافقية كاملة"، مشيراً الى ان كل فريق سيخسر مقاعد ولكن الوطن هو الرابح الاول.

 

واضاف: ان هذا القانون هو نصر حقيقي للبنانيين جميعاً و لتوافقهم وقد اعطى جرعة تفاؤل و خلق جواً من الإطمئنان.

 

وشدد الرئيس بري على اهمية ووجوب إعتماد البطاقة الإنتخابية الممغنطة او الإلكترونية، مشيراً الى اننا كنا اول من بادر الى هذا الطرح الذي لقي اجماعاً فورياً من كل الاطراف. وان تأمينها ليس بمعجزة وهي تؤمن وتعزز الشفافية وتحافظ على كرامة الناخب والمرشح، ويمكن استعمال تذكرة الهوية الكترونياً.

 

ورداً على سؤال من هو الرابح والخاسر في قانون الإنتخابات قال: لا يوجد فريق رابح مئة بالمئة ولا خاسر ايضاً مئة بالمئة. واكبر دليل على ذلك انا، فأنا منذ زمن الحركة الوطنية اؤيد وأطالب بلبنان دائرة إنتخابية واحدة على أساس النسبية. ماذا ربحت اليوم؟ ربحت إعتماد النسبية التي تعتبر خطوة اولى وهذا ما قلته للنائب عاصم قانصو في الجلسة، وطرحنا إقتراح لبنان الدائرة الواحدة، وبالتالي فقد خسرنا هذا الطرح. وهناك من طرح التأهيلي على أساس طائفي ولم يحصل ذلك، وهناك من يخطئ حتى الان في الكلام ويقول كلاماً لا يحسن له ولا لغيره. بعض الكلام الذي يصدر لا يحسن لمن يقوله او لغيره. فعندما يقولون اننا نريد قانوناً يأتي للمسيحيين ب 64 نائباً بأصوات المسيحيين. هل حصل واتى المسلمون بـ 64 نائباً مسلماً بأصواتهم؟ لا أحد يستطيع تحقيق ذلك. هل يمكن ان تحفظ وتعزز العيش المشترك وفي الوقت نفسه تطرح طروحات تقسيمية؟ هذا غير ممكن.

 

وفي القانون الجديد يأتي عدد كبير من النواب المسلمين بأصوات المسلمين ويأتي عدد كبير من النواب المسيحيين بأصوات المسيحيين، ولكن لا بد أن هناك نواباً مسلمين لا يأتون بأصوات المسلمين لا شيعة ولا سنّة ولا دورز، وكذلك بالنسبة للمسيحيين. اعطوني طائفة تأتي بكل نوابها عند المسلمين والمسيحيين.

 

اريد ان اركز على هذا الموضوع فمثلاً يقال لماذا يجب بقاء النائب الماروني في طرابلس، فهناك نائب ماروني ترشح في المدينة واخذ اصواتاً اكثر من اي نائب ماروني او مسيحي "وبعد شوي" مسلم في لبنان. فالأستاذ جان عبيد نال 33 الف صوت ولم يفز، وبالنسبة لي كلبناني هذا شرف كبير ان ينال مرشح مسيحي في اكبر مدينة مسلمة هي طرابلس 33 الف صوت اكثر من كل النواب المسيحيين الذين نجحوا. هذا هو العيش المشترك الذي اريده واريد ان اقول لكم من الان ان غبطة البطريرك الماروني كان الأسعد بعدم نقل هذه المقاعد في المناطق، وقال لي هذا الكلام في افطار القصر الجمهوري.

 

وقيل له ان هناك ثلاثة مقاعد شاغرة في المجلس النيابي (مقعد رئيس الجمهورية وروبير فاضل و بدر ونوس)، فأجاب: يجب ان تجري إنتخابات فرعية لملء هذه المقاعد.

 

ورداً على سؤال قال: هذا القانون تمّ بسرعة هائلة نتيجة العوائق التي وضعت، وقد يحتاج لبعض التعديلات التي تندرج في التصحيح وغير ذلك، وقد قمنا بالكثير من التعديلات والتصحيح، فإذا كان هناك أخطاء من هذا النوع يمكن تصحيحها ولكن اذا كان المطلوب تعديلاً يمسّ الإتفاق سيما ما نوقش ورفض فإنه لن يمشي.

 

وسئل: هناك كلام عن ان الكيمياء في العلاقة بينك وبين الرئيس عون ضعيفة؟

اجاب: لا يوجد كذبة شائعة تعادل هذه الكذبة. وهناك ادلة كثيرة يمكن ان أعطيها. ففي البداية بعد خلو مركز رئاسة الجمهورية الم تحصل جلسة لمجلس النواب. الم يحصل ترشيح للدكتور جعجع، وترشيح للعماد عون عبر الورقة البيضاء؟ مع من صوتت؟ لقد صوتت مع الرئيس عون، وكان انذاك موعوداً بأن يقف الرئيس سعد الحريري معه. وطلب مني ان لا تكون فترة تأجيل الجلسة طويلة فأجلتها تسعة ايام بناءً لطلبه، وعدت واجلت الجلسة ايضاً تسعة ايام اخرى بناءً لطلبه. حصل تباين بيني و بين الرئيس عون حول موضوع معه الحق فيه وايضاً معي الحق فيه، وهذا كان سبب كل هذه الإشاعة، عندما حددنا موعداً للإنتخابات وقدمنا ترشيحاتنا في الماضي نجح انذاك 9 نواب بالتزكية، واحد للاستاذ وليد جنبلاط وآخر لحزب الله و7 نواب لكتلتي، اي ان نصف كتلتي نجحت بالتزكية، وكان موعد الإنتخابات محدد وكل شيء قد جرى تحضيره. وبعد ان عاد الرئيس الحريري من الخارج زارني وأبلغني انه غير مستعد لخوض الإنتخابات وإنه مستعد لتقديم استقالته، مشيراً الى الأوضاع في طرابلس يومذاك، وهنا يهمني القول ان هذا البلد هو بلد الإعتدال، وبالتالي لا يهمني إجراء الإنتخابات والإتيان بالتطرف مكان الإعتدال السنّي او الإسلامي، وانا اسف لأقول ذلك. ومن ثم بدأت مشاورات من هذا الصدد، واجتمعت مع الرئيس عون، وابلغته ما حصل مع الرئيس الحريري. فأجابني بالقول "تعلم دولة الرئيس موقفنا بالنسبة للتمديد، ونحن لا نؤيده". فقلت له انا معك في ان تستمر ضد التمديد لأنني انا ضد التمديد، ولكن اريد ان تنزل الى المجلس وتصوت ضد التمديد، وقبل ان ينزل الى الجلسة بشكل مبدئي ويصوت ضد التمديد. ثم قلت له ان التمديد سيحصل بالأغلبية، واتمنى منك ان لا تطعن به في المجلس الدستوري لأنه اذا تقدمت بطعن سيحصل احد أمرين: اما سيقبل الطعن ولا نستطيع ان نجري إنتخابات ونجري شرخاً في البلد، واذا لم يقبل الطعن يكون قد اعطيت شرعية للتمديد، وهذا يجب الاّ يحصل في تاريخ لبنان. بمعنى انني اريد ان يبقى التمديد مرفوضاً، فأجابني انه في هذا الموضوع يريد ان يتشاور في كتلته. وبعد 48 ساعة بعث لي خبراً بأنه سيطعن بقانون التمديد ولكنه لم يقل لي انه لن ينزل الى المجلس. وعندما عقدنا الجلسة ولم ينزل الى المجلس وعندها بدأ سوء تفاهم بيننا حول هذا الموضوع، هذا كان سبب الإشكالية بيني وبينه.  وكانت العلاقة بيننا تحكمها دائماً الصراحة. وعندما عاد الرئيس الحريري وسار بتأييد العماد عون زارني الجنرال فقلت له بالتأكيد سأشارك في إنتخاب الرئيس ولكن لن اصوت لك لأنني التزمت بالتصويت لسليمان فرنجية، فإذا انسحب فرنجية سأصوت لك، وفي نفس الوقت سأؤمن نصاب الجلسة و النصاب في جيبي.

وبعد إنتخابه واثناء استقبال المهنئين اتفقت معه على فتح صفحة جديدة للتعاون وفعلاً نحن نتعاون، ولكن احياناً من هم حولك يؤثرون عليك.

 

سئل: يقال ان الوزير جبران باسيل يخلق مشاكل بين الرئاسات؟

اجاب: عليك ان تسأله هو. انا اعرف انني والرئيس عون لم نلتق يوماً من الأيام حتى خلال مناقشة قانون الإنتخابات إلا وكان بيننا ليس فقط إنسجام بل تطابق في الإتفاق. ما هي غايته ما هي غايتي؟ نحن لنا مصلحة سوياً ان يسير البلد.

 

وسئل عن طرحه السلّة في الحوار وما حصل اثناء مناقشة القانون، فأجاب: كنت اردد دائماً المثل القروي "جدي كان يعدّل الميلي، قالوّ كان يعدلها قبل ما تميل". كنت اخشى ان يصل البلد الى الفراغ. وقد قلت كلاماً عام 2014 في حوار بعبدا برعاية الرئيس سليمان "اني اخشى فراغاً في المجلس النيابي وفي المؤسسات". ماذا حصل عام 2008، ولقد كنا متفقين على إنتخاب الرئيس ميشال سليمان قبل الذهاب الى الدوحة فلماذا لم ننتخبه ولقد كنا متفقين على ذلك بما فينا الرئيس عون؟ لأننا لم نكن متفقين قانون الإنتخاب، فعندما قبل الرئيس عون انذاك بقانون الانتخاب قلت "انا موافق". بمجرد اتفاقنا على قانون الانتخاب وعلى تشكل الحكومة جئنا الى بيروت وانتخبنا الرئيس.

 

وسئل عن الوضع الامني فأجاب: عندما اقول دائماً ان هناك معجزة في لبنان والشعب اللبناني هو شعب معجزات فعلاً فلأننا تعلمنا درساً الحمدالله من الحرب الفتنة التي جرت عام 1975. لبنان منذ عام 2006 وحتى اليوم وخصوصاً في الفترة الاخيرة هو اكثر بلد اماناً لا بل مقارنةً مع ارقى دول العالم.

 

وحول دور المجتمع المدني قال له فضل كبير في ما وصلنا اليه، لكن المطلوب ان يتوحدوا وان يركزوا على المطالب وليس على المُطالب.

 

وجدد تأكيده على تعزيز دور وتمثيل المرأة في المجلس النيابي وفي باقي المؤسسات، مشيراً الى اننا صوتنا نحن والمستقبل مع الكوتا النسائية لكن للآسف لم ينجح هذا الامر.

 

وقال الرئيس بري: طالما نحن متمسكون بالتوافق فلا خوف على لبنان، وعلينا التمسك بالدستور وتطبيق القوانين، وتأكدوا ان لبنان سيعود سويسرا الشرق واكثر.المهم ان لا نكون "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى" حسب التعبير القرآني كما حال العرب اليوم.

 

وشدد في هذا المجال على مسألة تطبيق القوانين مشيرا الى ان هناك 36 قانوناً لم تطبق حتى الآن.

 

وردا على سؤال حول الزيارة التقليدية الاسبوعية لرئيس الجمهورية أجاب: تعلمون ان ظروفي الامنية هي السبب الوحيد التي تحول دون ذلك

 

وهل ما زلت على رأيك بضرورة التقارب بين ايران و السعودية؟

اجاب الرئيس بري:  بكل تأكيد، فالتقارب كلفته اقل بكثير مما يحصل في اكثر من مكان.

 

ثم إستقبل الرئيس بري نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني،الذي قال بعد اللقاء: إتسم اللقاء بالإيجابية والإنفتاح ووضعت دولته في اجواء العمل الذي نقوم به، وتطرقنا الى المرحلة القادمة التي ستكون ورشة ايجابية للعمل الحكومي و التشريعي ايضاً من ناحية الأولويات الإقتصادية والموازنة واهمية اقرارها وهذا ما سينسحب ايجابياً على العمل في كافة الوزارات. كما تطرقنا الى ما نقوم به على صعيد تطوير القطاع الصحي وتأمين الخدمات الصحية وموقع لبنان الصحي و الإستشفائي في الشرق الاوسط والتحديات في المستقبل.

 

وعن لقاء بعبدا وما اذا كان سيشارك الدكتور جعجع شخصياً فيه قال: سيعلن عن ذلك في حينه، وهذا اللقاء له ايجابيات كثيرة للتسيير ورش العمل في المرحلة المقبلة اكان في مجلس الوزراء ام في مجلس النواب خصوصاً ما يتعلق بالموازنة والإقتصاد.

 

كما استقبل المدير العام للريجي المهندس ناصيف سقلاوي وعرض معه عمل الإدارة وما قامت وتقوم به.

 

من جهة اخرى تلقى الرئيس بري برقيتي تهنئة بعيد الفطر المبارك من رئيس مجلس الشعب السوري  هدية عباس ورئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري سعيد بوحجة.

 

كما ابرق رئيس مجلس النواب نبيه بري الى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل معزياً بوفاة المستشار الأسبق هلموت كول.