"التـــنــوع فــــي الـــوحـــدة والــحـــريــــات الأســـاســـية للــمــســـيـحــــين والـــمــســلمـــيــــــــن في الشــــرق الأوســـــــط:

مــؤتــمــر للحـــوار الـــبرلــمــــانـــــــي"

 

انه لمن دواعي سرورنا، أن دولة رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري الذي شرفني تمثيله في افتتاح هذا المؤتمر واعضاء المجلس اللبناني و أعضاء الشعبه البرلمانية اللبنانية في الجمعية البرلمانية الارثوذكسية وان تستضيف العاصمة اللبنانية بيروت و مجلس النواب اللبناني بصفة خاصة اعمال هذا المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان (التنويع في الوحدة والحريات الاساسية للمسيحيين والمسلمين في الشرق الاوسط)

 

ان اجتماعنا في بيروت في هذه اللحظة السياسية الضاغطة على الشرق الاوسط بالقرار اللاقانوني والخطير والاستفزازي للرئيس ترامب تكريس القدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها.

 

ان اجتماعنا الآن يمثل ضرورة للتأكيد على تعميم ثقافة السلام المبني على العدالة وحق الحياة وحق الشعوب وحقها الانساني في تقرير المصير والاستقلال السياسي والامن والأمان والسكن والعمل والطبابة والتعليم وكل الحقوق الاساسية للانسان ورفض الظلم والاحتلال والاعتقال والعقوبات الجماعيه وإخراج الناس من منازلها وأملاكها ورغبة برلماننا الأكيدة في ترسيخ سلام لبنان وجعل صيغة العيش المشترك فيه والحوار والوفاق إنموذجا للقرية الكونية بمواجهة محاولة تعميم صراع الحضارات والفتن الطائفية والمذهبية والعرقية وبمواجهة مشروع نهاية التاريخ الذي كان هذا الشرق وفي طليعته لبنان كتاباً مفتوحا لنشـــوء البشرية والدولة والانظمة السياسية والتجارة والمبادلات الاقتصادية، وفي دعم لبنان في سبيل استكمــــال تنفيذ القرار الدولي 1701 وترسيم حدوده البحرية وتحرير موارده البحرية ودعــــــــــم جيشه ونظامه البرلماني.

 

إن من مهمات برلماننا الأرثوذكسي حفظاً للسلام والامن الدوليين انطلاقاً من هذا اللقاء، العمل المشترك عبر مسؤولية دولية متعدده لبناء وصنع السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط بالارتكاز على تحقيق الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتأكيد صياغة حلول سياسية لملفات ومشاكل المنطقة وفي الطليعة سورية، على اساس مشاركة الجميع في كل ما ينتج حياة المجتمعات والدول وبما يؤكد على خطاب مجلسنا السياسي حول ان التغيير لا يمكن ان يتم بالقوة والعنف، وان منع التغيير لا يمكن ان يتم بالقوة والعنف، على قاعدة نبذ العنف ومشاركة جميع المكونات السياسية الى انتاج حياة دولهم ومجتمعاتهم ورسم صيغ الحياة المشتركة وهذا ما يمثله إنموذج لبنان.

 

دولة الرئيس

الحضور الكريم

 

يوماً بعد يوم يثبت ان انشاء هذه المؤسسة البرلمانية يمثل حاجة عالمية اولا لتنظيم الوجود الأرثوذكسي الدولي، عبر ايجاد مرجع مشترك للارثوذكسية عن طريق هذه الجمعية، وبتوسيع القاعدة النيابية الارثوذكسية وتنظيم الدور الأرثوذكسي تجاه القضايا الدولية، وبناء موقف موحد بمواجهة الارهاب والفقر والعنصرية والاحتلال، وثانياً في مجابهة الازمات العابرة للأوطان والقارات جراء الانتقال العشوائي لتكنولوجيا الاتصالات وما تحمله معها من آفات، وثالثاً في سبيل تنظيم مواجهة مشتركة للنتائج السلبية لعولمة الاقتصاد عبر دمج الحيثية الثقافية الدينية المشتركة انطلاقا من هذه الارضيّة المشتركة التي تمثلها جمعيتنا البرلمانية.

 

ان ما نريده هو ان يشكل اجتماعنا في بيروت مناسبة لاطلاق اعلان يناسب الوقائع التي نواجهها ولتأكيد التعاون مع الاتحاد البرلماني العربي بعد ان اكّد اجتماعنا في كييف عام 2004، على ايجاد سبل التعاون مع اتحاد مجالس الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي.

 

كما ان هذا الاجتماع مناسبة للتذكر والقول والتأكيد ان المسيحيين الارثوكس في الشرق هم عرب أقحاح بل هم العرب العرب، وانهم اصحاب القضية المركزية فلسطين، وهم في اصل الغساسنة والمناذرة والتغالبة، وهم اصل الكنيسة الاولى في الشرق وصلاتها باللغة العربية، ونذكر مؤسسيها من الشهداء ورعيتها الشهيدة الى جانب اهل البلاد بمواجهة الغزوات ذات الابعاد الاستعمارية الاقتصادية وهم هم من جنود صلاح الدين الى جانب القائد الكبير عيسى العوام.

 

ان هذا الاجتماع يعيد الى الذاكرة المقررات المتصلة بالقضية العربية الارثوذكسية خلال المؤتمرات العربية الأرثوذكسية التي عقدت في الالفية الثانية، وصولا الى التإكيد على مقررات مؤتمر سالونيك 2016 بما يختص بمواجهة مثلث الفقر والارهاب وانهاء الاحتلال الاسرائيلي والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

 

ان هــذا المؤتمر يستدعي اتخاذ موقف أرثوذكسي برلماني دولي، يؤكد على اولا": رفض وادانة مساس الاحتلال بالمقدسات المسيحية وآخرها كنيسة القيامة وقبلها المسجد الاقصى المبارك وادانة اي قرار يشكل مساساً بوضع القدس التاريخي والجغرافي واعتبارها عاصمة فلسطين

 

ثانياً: مطالبة دول العالم خصوصا دول البرلمان الاوروبي و دول الاتحاد الروسي بالاعتراف بدولة فلسطين.

بالاضافة الى ما تقدم فإنني بإسم المجلس النيابي اللبناني ادعوكم الى التأكيد على الحوار بين الاديان على المستوى الوطني والعالمي

 

إني ادعوكم الى تقوية الحوار بين الاديان عبر:

- تفعيل الدبلوماسية البرلمانية لحل الصراعات بين الاديان.

- دعم المبادرات الدينية الهادفة الى تحقيق فهم افضل للآخرين

اكرر ترحيبي بكم جميعاً على أمل ان يحقق هذا المؤتمر ما نصبو اليه جميعاً في تحقيق اماني ورغبات شعوب المنطقة والعالم في العيش بسلام وأمان.