أكد الرئيس العراقي برهم صالح خلال استقباله صباح اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري "ان لبنان له موقع مميز ومحبة كبيرة عند العراق والعراقيين. وانتم يا دولة الرئيس مرحب بك بين اهلك ولكم معزة خاصة عندنا. ونأمل ان تكون زيارتكم مقدمة لزيارات متكررة تساهم في تعزيز العلاقات والتعاون بين بلدينا".

 

وهنأ الرئيس بري العراق بالإنتصار على الإرهاب، مشيداً بسياسة الإنفتاح التي يعتمدها اليوم، مشدداً على الوحدة وعلى الحوار، وآملاً في تعزيز التعاون الإقتصادي وزيادة الإستثمارات.

 

وبعد اللقاء الذي إستغرق ساعة صرح الرئيس بري لوسائل الإعلام:

تشرفت بلقاء فخامة الرئيس وأنا شخصياً اكن له الودّ منذ قديم الزمن، وقد شكرته على تعزيز هذه الفرصة في هذا اللقاء. كما أني قدمت التهاني عبره للشعب العراقي وللجميع في الإنتصار على الإرهاب التكفيري. وبالمناسبة وبكل أسف قدمت التعازي بضحايا العبارة التي حصلت وأدّت الى كارثة إنسانية. بعد ذلك تطرقنا الى الوضع الإقليمي والأمور التي جرت في قمة تونس والتي تجري ضمن الحراك العراقي المبارك الذي يحاول جمع شمل العرب قدر المستطاع والإنفتاح على هذا الجو الإقليمي المطلوب دور العراق وان يكون دائماً الملقّي وليس المتلقّي. وايضاً بحثنا العلاقات اللبنانية العراقية والإستثمارات اللبنانية في العراق وخصوصاً موضوع الإنشاءات النفطية التي تعمل بين كركوك ومدينة طرابلس، وهذا الامر موضع إجماع في ضرورة العودة إليه وسيفاد الوزير المختص الى لبنان لأجل الإطلاع عن كثب على هذا الموضوع إضافة الى مواضيع اخرى شتى دائماً كانت على توافق وإتفاق الحمدلله.

 

اللقاء الموسع مع رئيس المجلس العراقي والكتل النيابية:

 

وفي مجلس النواب العراقي جمع رئيس المجلس محمد الحلبوسي الكتل النيابية العراقية كافة على مختلف إتجاهاتها مع الرئيس بري ظهر اليوم، وكانت ومداخلات وأسئلة لرؤساء وممثلي هذه الكتل تركزت على الإشادة بدور الرئيس بري وعلى تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين لاسيما على الصعيد الإقتصادي وتبادل الإستثمارات.

 

وفي مستهل اللقاء رحب رئيس المجلس النيابي العراقي بالرئيس بري والوفد المرافق قائلاً: " نرحب بدولته الرئيس المخضرم، وعميد الدبلوماسية البرلمانية، وهذه الزيارات تدل على مدى إهتمام سيادتكم بالعراق بعد الإنتصار على داعش والإرهاب".

 

واكد الحلبوسي إنفتاح العراق والتعاون مع الدول العربية والمحيط، وقال "تربطنا بلبنان روابط كثيرة، وهذا يحتاج الى تعزيز التعاون الإقتصادي على كل المستويات".

 

ورد الرئيس بري شاكراً ومكرراً تهنئة العراق بالإنتصار على الإرهاب وقال ان ما حصل هو إنتصار لبنان والعراق على إسرائيل و الإرهاب، وهذا هو الإنتصار الاصغر فالجهاد الاكبر هو الإنتصار على الذات".

 

واذ اشار الى الشكوى المشتركة في لبنان والعراق من قضايا عديدة، شدد على تعزيز التعاون البرلماني بين المجلسين مشيراً الى الإتفاقات المعقودة في مجالات التجارة والإقتصاد.

 

وقال الرئيس بري: "آمل ان تكون هذه الجلسة مهمة وليست بروتوكولية، وان نفتح اوتوستراداً عريضاً بين البلدين في كل ما يتعلق بالتعاون الإقتصادي وتشجيع الإستثمارات بين البلدين".

 

ثم تكلم رئيس مجلس النواب العراقي مرة اخرى فاكد على القضية المركزية قضية فلسطين. مشدداً على تعزيز التنسيق بين لبنان في المواقف وتجاه هذه القضية، ومؤكداً على رفض القرار الأميركي الأخير بالإعتراف بضم الجولان السوري العربي الى الكيان الصهيوني.

 

وتكلم النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي فأعتبر زيارة الرئيس بري بأنها " نقطة تحول في العلاقة بين العراق ولبنان على المستويات كافة".

 

ثم قدم كل رؤساء وممثلي الكتل النيابية مداخلات عن زيارة الرئيس بري والعلاقات بين البلدين.

                       

ولخص النائب حسن العقولي الزيارة وقال ان الرئيس بري اكد خلالها على:

- الوحدة بين العراقيين.

- الحوار لكل الخلافات او الإختلافات.

- التعاون العراقي اللبناني في كل المجالات لاسيما النفطي والمصرفي.

- الإشادة بالإنتصار على الإرهاب.

 

وختم قائلاً: " الرئيس بري رجل دولة بإمتياز، وهو سرّ وحدة وسيادة لبنان".

 

وبعد هذه المداخلات رد الرئيس بري شاكراً رؤساء وممثلي الكتل النيابية العراقية مؤكداً على الوحدة ليس في العراق بل وفي لبنان ايضاً، ومشدداً على عدم التفرقة بين السنّي والشيعي. وقال "ليس هناك شيعي ليس سنّياً وليس هناك سنّي ليس شيعياً. ولقد وقفت في إحتفال بذكرى الإمام موسى الصدر امام عشرات الألوف وقلت انا شيعي الهوية وسنّي الهوى. وكانت فلسطين تجمعنا ولافرق بين سنّي وشيعي او مسلم ومسيحي، وقد لجأوا الى إثارة الفتنة والحساسية بين السنّة والشيعة لتغيير هذه المعادلة، وتمددوا في هذه المؤامرة واخترعوا بعبعاً للتخويف اعتبروه إيران، فلو قالت إيران اليوم انها مع إسرائيل لبطلت وزالت كل العقوبات المفروضة عليها..جاء ترامب كما توقع احد الكتاب الاميركيين فأقدم اولاً على وهب القدس لإسرائيل فكانت ردّة فعل العرب بالعمق " العدو إيران"، ولم تكن الرد المنتظر على ما حصل، وكما قلت سابقاً فإن الوضع العربي والشبيه بالقول " سئل الجبل من أين علّوك فأجاب من الوادي"، هو الذي حفز الرئيس الاميركي مرة اخرى بإتخاذ قرار الإعتراف بالجولان جزءاً من إسرائيل"

 

ومن يضمن ان لا تعطى لاحقاً الضفة الغربية، وهل يبقى لبنان او الأردن او غيرها؟ ان الوحدة هي الدواء ليس في العراق فحسب بل في لبنان ايضاً. والحوار هو كلمة السر وهو السحر الذي يمكن ان يحقق المناعة والنصر. وهذه الوحدة هي التي أنجحتنا وأنجحتكم".

 

واضاف الرئيس بري" الامر الآخر المبتلى به لبنان والعراق هو الفساد الذي تبدأ مقاومته بقاض اعطني  قاضاً واحداً وخذ دولة.

 

وتناول العلاقات اللبنانية - العراقية فقال " ان العلاقات بين لبنان والعراق ستصبح مميزة اكثر فأكثر بدءاً بموضوع التأشيرات، فلماذا لا تلغى التأشيرات بين بلدينا؟ ولا خوف من ذلك. ولقد بحثت هذا الموضوع مع معالي وزير الخارجية العراقي وابدى إستعداداً، وسأواصل العمل في لبنان لإلغاء التأشيرة".

 

ودعا الى تشريع الإقامات في البلدين اذا ما الغيت التأشيرات. وتناول موضوع التعاون المصرفي، معرباً عن سروره للتشابه بين لبنان والعراق ولاستقلالية المصرف المركزي العراقي كما اللبناني ايضاً.

 

وجرى التأكيد على ازالة العوائق في وجه تعزيز هذا التعاون، واقرار التشريعات اللازمة لذلك.

 

وختم الرئيس بري قائلاً "اعلن بإسم المجلس اللبناني ان كل اقتراح سيأتيني من قبل اخي رئيس مجلس النواب العراقي سأعمل على ترجمته بقوانين مطلوبة".

 

وحضر اللقاء ايضاً محافظ البنك المركزي العراقي الذي شرح العلاقات والتعاون مع مصرف لبنان والشؤون المتعلقة بالتعاون المصرفي.

 

وكان الرئيس بري التقى مساء امس رئيس المجلس محمد الحلبوسي ودار الحديث حول التعاون بين المجلسين وتعزيز العلاقات اللبنانية - العراقية.

 

كما استقبل في مقر اقامته في دار ضيافة رئاسة الوزراء وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم.

 

وكان زار في كربلاء العتبتين الحسينية والعباسية.