استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بعد ظهر اليوم النائب الاول للرئيس الايراني الدكتور محمد رضا رحيمي واقام له وللوفد المرافق مأدبة غداء حضرها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونائبه سمير مقبل والوزراء السادة: عدنان منصور، نقولا فتوش، سليم كرم، فايز غصن، علاء الدين ترو، وائل ابو فاعور، جبران باسيل، مروان شربل، نقولا نحاس، غابي ليون، علي قانصو، علي حسن خليل، محمد فنيش، فيصل كرامي، سليم جريصاتي وحسين الحاج حسن. كما حضر سفراء الدول العربية والاسلامية الاتية:ايران، السعودية،الكويت، سوريا، قطر،الامارات العربية المتحدة، باكستان، اندونيسيا،الجزائر، سلطنة عمان، تركيا،السودان، وكازاخستان وممثل الجامعة العربية في لبنان السفير عبد الرحمن الصلح.


كما حضر المأدبة حشد نيابي ضم رؤساء واعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والصداقة البرلمانية اللبنانية-الايرانية وكتلتي "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة" النواب: محمد رعد، عبد اللطيف الزين، اسعد حردان، نهاد المشنوق، وليد خوري، اسطفان الدويهي،انطوان سعد،ايوب حميد، علي بزي، ميشال موسى، ياسين جابر، غازي زعيتر، علي عمار، نوار الساحلي، علي المقداد، نواف الموسوي وحسين الموسوي.

 

واقيم لرحيمي استقبال رسمي، حيث استقبله بري امام قصر عين التينة وعزفت بالمناسبة موسيقى قوى الامن الداخلي النشيدين اللبناني والايراني، ثم استعرضا ثلة من شرطة المجلس النيابي.

 

والقى الرئيس بري خلال المأدبة الكلمة الاتية: "من دواعي سرورنا في لبنان ان نستقبل اليوم الدكتور محمد رضا رحيمي النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية والوفد المرافق وهي زيارة تؤكد الاهتمام ببناء افضل العلاقات مع لبنان. كما ان هذه الزيارة تأتي في لحظة سياسية اقليمية هامة نظرا للتحديات المشتركة المفروضة على منطقتنا ونظرا للتحديات الخاصة المفروضة على اقطارنا، وهي تعبر عن الانتباه الشديد والمسؤولية الكبيرة للجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه صورة الحركة في الشرق الاوسط وازاء الاحداث الاليمة والتطورات الجارية في الكثير من الدول الشقيقة من المحيط الى الخليج والتي تهدف لتبديد قوة هذه الاقطار وإضعافها وتقسيمها لاخضاعها لمشروع الشرق الاوسط الكبير الهادف للسيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية. كما تأتي الزيارة في وقت تزداد فيه التحديات الاسرائيلية العدوانية الاسرائيلية عبر نشر المزيد من المنظومات العسكرية وزيادة البؤر الاستيطانية فيما يعاني الاشقاء الفلسطينيون من الاستفراد وسط الانشغالات والاسلامية العربية ولا يجدون وسيلة للمقاومة سوى معركة الامعاء الخاوية بمواجهة صلافة الجلاد الاسرائيلي".

 

اضاف: "ان رغبة المخططين للوقائع الجارية في المنطقة ليس تطوير النظام السياسي للمنطقة والوصول الى الديموقراطية والحكم الرشيد والشفافية بل ان ما يجري هو تمويه للنوايا بهذه العناوين من اجل خلط الاوراق وايقاظ المشكلات النائمة العرقية والطائفية والمذهبية وكذلك المشكلات النائمة بين اقطارنا ومناطقنا وشوارعنا واحيائنا وافراد منازلنا اذا تمكنوا واثارة كل العصبيات لتحويل وجهة الصراع في المنطقة عن القضية الفلسطينية بإعتبارها القضية المشتركة وهي التي وحدها تجمع الامتين العربية والاسلامية. ان اشعال التوترات المتنوعة وصولا الى محاولة ايجاد شرخ بين المسلمين واشعال الفتن انما يهدف الى وضع الجمهورية الاسلامية الايرانية تحديدا على منظار تصويب الفتنة المذهبية وهو الامر الذي سيؤدي دون ادنى شك الى تبديد قوة العالم الاسلامي وحرق كل ما انجزته شعوبنا بعد تحررها من الاستعمار وتحقيق الاستقلال السياسي. إننا ازاء كل تلك التهديدات نعول كثيرا على وعي وعلى مسؤولية النظام الاسلامي في الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى القيادة العربية في افشال واخماد المخططات الفتنوية التي نشأنا مذ كنا صغارا على الحذر من وقوعها أبا عن جد وقد حفظنا عن ظهر قلب ان " فتنة الشرق ستدخل كل بيت القاعد فيها خير من القائم".

 

وتابع: "ان المسألة السورية تدق على ابوابنا وتقع تحت شبابيكنا وشرفاتنا ونحن اذ ننأى بأنفسنا عن تفصيلاتها فإننا نقصد عدم جر لبنان الى وقائعها وعدم جعل لبنان موقعا لصب الزيت على نارها ونحاول ان نقدم انفسنا كأنموذج للعيش المشترك دون ان ننسى اليد السورية البيضاء التي امتدت لانقاذ لبنان ساعة الفتنة. اننا اليوم متأكدون من دعم ايران لتجربة لبنان ولصيغة لبنان والى ان سلاح المقاومة الامضى بيد لبنان هو الوحدة الوطنية اللبنانية. ان لبنان القوي بوحدته وبمثلث شعبه وجيشه ومقاومته هو قوة لافتة، خصوصا في هذه اللحظة السياسية التي تواصل فيها اسرائيل محاولة الاصطياد في المياه العربية والاقليمية العكرة".


واردف: "بالانتقال الى الوقائع الاقليمية فإننا تابعنا بكل انتباه مفاوضات اسطنبول وراقبنا النتائج التي منها اقرار الغرب بأن الدبلوماسية هي افضل طريق للتعامل مع الملف النووي الايراني واعتراف تلك الدول بشفافية البرنامج النووي الايراني وبحق ايران في انتاج الطاقة النووية السلمية. اننا ننتظر خلال اربعة اسابيع او اقل استكمال تلك المفاوضات في بغداد للوصول الى النتائج التي تمكن ليس ايران فحسب بل تشرع للدول الاسلامية والعربية امكانية السعي لتوليد الطاقة النووية للاغراض السلمية وتؤدي بالنتيجة الى رفع الحصار الظالم عن ايران وشعبها. اننا ندعو بالمقابل الى مواصلة التحرك من خلال كل القنوات الدبلوماسية والبرلمانية ومؤسسات الرأي العام لدعم جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية وجميع اسلحة الدمار الشامل. ان هذا الامر يستدعي تسليط الاضواء على الكيان الصهيوني الذي يحتفظ بمخزون كبير وهائل من الاسلحة النووية والاسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا. اننا سنرحب بكل اجراءات الثقة الدولية التي تدعم جعل منطقتنا خالية من هذه الاسلحة ارتكازا على معايير موحدة في معاملة الجميع ورفض ابقاء اسرائيل استثناء لا تطبق عليه القرارات الدولية".

 

وقال: "ان زيارة دولة الدكتور محمد رضا رحيمي فرصة للمكاشفة والمصارحة على مستوى المنطقة حول جملة عناوين:

الاول: الاعتراف بأن ايران شكلت كسبا للنظام العربي ولقضاياه العادلة وفي الطليعة قضية فلسطين وان ايران انتقلت الى الموقع الامامي في السعي لتحقيق الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني المظلوم.


الثاني: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تصدر ثقافة مذهبية بل انها تصدر ثقافة اسلامية مقاومة وهو الامر الذي يحرج سلطة القرار الدولي التي تسعى لجعل امن اسرائيل فوق كل اعتبار.


الثالث: ان ايران تصدر ثقافة الوحدة وهي لا تريد ولا تسعى ولا من مصلحتها خلق خصوصية شيعية في نظام المنطقة والعبث بنظامها او امنها لذلك فإن تحشيد الكثير من القوى الدولية والاقليمية تحت ستار التصدي لما يوصف بالهلال الشيعي هو مؤامرة على المنطقة في حاضرها وحضارتها وعقيدتها ومصالحها. ان اجهزة متخصصة امنية واعلامية عملت على خلق "بروباغندا" لتسويق اوهام حول الهلال الشيعي بداية من اجل تبرير جعل العراق مهددا بالفتن العرقية والطائفية والمذهبية وفيما بعد من اجل تبرير الحرب المستمرة ضد سوريا والتي تستهدف نظامها وموقعها المقاوم التي بحسب الرواية تمتد من ايران الى لبنان عبر سوريا والعراق وتجويفها في الوسط عبر الازمة السورية".

 

اضاف: "ها هو العالم العربي من اقصاه الى اقصاه عاجز عن الوقوف على رجليه ويبدو مثل جسم امتلأت جيوبه بالاحجار ثم القي به في اليم لمنعه من التقاط انفاسه والعوم. ها نحن امام واقع حالة جديدة كانت معها الانظمة في القرن الماضي تتعرض للانقلابات ولكن تبقى الدول اما اليوم فان كل الدول بل كل شيء في دولنا قابل للقسمة على اثنين بل اكثر والاخطر ان ما سينتج عن جدول القسمة الجديد سيضع المربعات المشتقة على محاور الحرب مع الدول الام او مربعات مماثلة وسيؤدي الى خلق اسرائيليات تنتشر على مساحة المنطقة. اننا ندعو الى عمل جاد على مستوى المنطقة لدرء كل انواع الفتن والى تعزيز الدور المرجعي للازهر والفاتيكان والنجف وقم في رسم خارطة طريق للتصدي لثقافة التطرف التي تحرف الدين وتحاول ان تحوله الى وسيلة استثمار سياسية. اننا ندعو الى اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بإعتبارها قضية الجمع والمركز وقضية العرب والمسلمين المركزية ووضع قاعدة مفادها ان ما كانت اسرائيل عدوه فهي عدو كاف".

 

وختم: "اخيرا اذ اجدد ترحيبي بزيارة دولة الدكتور محمد رضا رحيمي النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية والوفد المرافق فإنني ادعو الى تعزيز العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في كل المجالات، معتذرا عن التأخير الذي حصل، ولكن كالعادة العذر دائما لاخي دولة الرئيس نجيب ميقاتي.

 

وعقد الرئيس بري والدكتور رحيمي خلوة تناولت تعزيز العلاقة الثنائية والتعاون بين البلدين والتطورات الراهنة على الصعيدين الاقليمي والدولي.

 

واستقبل الرئيس بري ظهر اليوم في عين التينة، السيدة منى الهراوي ووفد "لجنة الرئيس الياس الهراوي".


وقالت السيدة الهراوي بعد اللقاء:

"زيارتنا اليوم لدولة الرئيس بري، هي اولا زيارة عائلية، وثانيا ان مجموعة لجنة الرئيس الياس الهراوي احبت ان تكون جائزة الرئيس الهراوي هذا العام الى دولة الرئيس نبيه بري، لاننا نعتبره هو رجل وفاق ورجل ميثاق، وهو يحافظ على لبنان بكل اوجهه، وان الجائزة تكبر بدولة الرئيس، وان شاء الله في 12 تموز المقبل سنقدم جائزة الرئيس الهراوي الى دولة الرئيس بري".

 

ثم استقبل نقيب المحامين نهاد جبر، والنقيبين السابقين الوزير السابق الياس حنا وامل حداد، وعضو مجلس النقابة حسين زبيب وجرى عرض للشؤون العدلية والقضائية.