اكد الرئيس نبيه بري خلال لقائه الاعلاميين المعتمدين في المجلس، بعد ظهر اليوم، بمناسبة عيد "المقاومة والتحرير" ان "المس بالجيش اللبناني هو مس بوحدة لبنان، والجيش هو اكثر من خط احمر".
اضاف:" ان هناك مصلحة لكل اللبنانيين في الحفاظ على الجيش بعيدا عن المناحرات والتنابذ السياسي وقد يكون هناك ملاحظة من هنا او هناك، وهناك ايضا مراجعات قانونية وادارية من خلال قيادة الجيش لمعالجة الامور وقد اثبت الجيش حتى في المجريات الاخيرة على انه هو من بدأ بالتحقيقات".
وردا على سؤال حول الاتصالات التي اجراها ويجريها للتعجل بالافراج عن الذين خطفوا في محافظة حلب قال: "هناك اتصالات كثيرة جرت وتجري بدءا من فخامة الرئيس ودولة الرئيس (ميقاتي) ووزير الخارجية وكذلك من الرئيس سعد الحريري ومن قيادات واطراف عديدة وان شاء الله تؤدي اليوم قبل الغد الى نتائج ايجابية".
وردا على سؤال آخر اجاب: "الطرف الذي اقدم على الخطف اصبح معروفا وهو المعارضة السورية".
وسئل عن التطورات الجارية فأجاب:" عندما قلنا ان ننأى بأنفسنا عما يجري في سوريا كنا متأكدين ان لبنان لا يستطيع ان يؤثر في مجريات ما يحصل في سوريا لكنه بالتأكيد يتأثر بها. لقد حصلت هجمة على هذا الكلام لكن الايام اثبتت ان هذا يشكل خطرا محدقا بلبنان واللبنانيين، من هنا اتى كلام جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي هو بمنتهى الدقة يقول النأي بالنفس عن الازمة السورية خاصة".
اضاف: "الامر الثاني هو انه قبل ان يحصل ما حصل في الشمال استعدنا مجددا الدعوة للحوار وتعجب البعض من ذلك وكنا نصف كما يقول المثل "جدي كان يعدل الميلة قبل ان تميل"، فلو مشينا بما دعونا اليه لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه، لقد كان المطلوب اكثر من الشمال، كان المطلوب ان تمتد الامور الى مناطق اخرى، لا بل ايضا اللعب على العنصر الفلسطيني وقد تنبه اخوتنا الفلسطينيون لهذا الامر، كما لاحظه اللبنانيون جميعا عندما جرى اقفال الطرق خارج الشمال وضمن اطر معينة ومرة اخرى جاء الكلام السعودي الذي يقول بالعودة الى الحوار".
سئل: جرت انتقادات لرسالة مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري فماذا تقولون؟
اجاب: "هل هذه الانتقادات يجب ان تترجم بفتنة على الارض؟".
وردا على سؤال حول التطورات الاخيرة وغياب الوسيط العاقل، اجاب: "لماذا نفتش دائما عن ذلك؟ انفتاحنا معروف على العالم العربي، ولبنان كان دائما تواقا في التعاطي مع العالم العربي، كنا مع جيل الثورة الجزائرية او شمال افريقيا او غيرها، وكانت بيروت وشوارعها تضج تضامنا ونصرة لهذه الثورات. لماذا دائما يجب ان نحتاج الى وصايات ومتى سيبلغ اللبناني سن الرشد؟ باعتبار لم نقر سن ال 18 حتى الان، ولبنان صار فوق ال 21 عاما اكثر من 4 مرات منذ الاستقلال لماذا يقود اللبناني العالم كله بالعلم وبالتجارة وغيرها ولا يستطيع ان يقود بلده؟ المؤازرة من صديق او شقيق امر مطلوب لكن المفروض ان نقود بلدنا بأنفسنا لا ان نبقى كما لو اننا في عهد المتصرفية".
سئل: هناك مواقف وتحركات لاسقاط الحكومة؟
اجاب: "نحن مع اللعبة الديموقراطية في ان تأخذ مداها، ولكن عندما تتجاوز اللعبة مداها الديموقراطي يكون الخطر وهنا اريد ان اقول المهم ان تصدق الحكومة نفسها".
وردا على سؤال اجاب: "لا احد يفكر في تأجيل الانتخابات النيابية، هناك من بدأ بموضوع الانتخابات بشكل مبكر جدا، وهناك من يعمل بشكل مخلص لايجاد قانون انتخابات ولكن هناك من له اهداف اخرى".
سئل: نحن في هذا اللقاء نهنئك بعيد "المقاومة والتحرير" فماذا تقول عدا البيان الذي صدر عنك؟
اجاب:" اشكركم على المعايدة، ولكن ما يحز في نفسي ويؤلمني اكثر مما حصل هو اننا وصلنا الى عيد المقاومة والتحرير ولم نحس ونشعر بالعيد مع العلم ان هذا العيد يجب ان يكون له "طنة ورنة" في قلوبنا ونفوسنا وعقولنا. لقد قلت في البيان عن الخط الازرق، ولا ننسى اننا اليوم بحاجة الى خط ابيض في البحر لا يقل اهمية على المستوى الاقتصادي والسيادي والعسكري والامني عن حدودنا البرية".
اضاف: تعلمون الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان اليوم والعالم ايضا، ولدينا ثروة نفطية ضخمة فاذا لم نتكاتف وبقينا كما نحن الان نهدر الوقت ونذبحه كل يوم على خشبة خلافاتنا، واعتقد، وهذا خوف حقيقي عندي انه قد يمر عشرات السنين قبل ان نستخرج هذا النفط، لانه كان لدينا اهم من النفط، وهو استغلال مياهنا منذ الخمسينات، الوزاني والليطاني رغم التقدم الذي حصل مؤخرا في موضوع الليطاني بعد ان بذلنا جهودا كبيرة وارهقنا لتحقيق هذا الامر، ولكن لا استطيع ان اقول انه سيتم في القريب العاجل، فاذا كنا لم نستغل مياهنا كما يجب، فكيف سنعمل بالنسبة للنفط؟ وطبعا اسرائيل منعت في الماضي استغلال مياهنا، وهي تعمل ايضا بالنسبة للنفط، ولكن المانع الحقيقي هو عدم توحد اللبنانيين".
وقال الرئيس بري: "ان هذا العيد هو عيد الشعب اللبناني والجيش والمقاومة، عيد كل اللبنانيين".
وردا على سؤال حول كيفية الدعوة للحوار ومواضيعه؟ أجاب: "هذا بيد فخامة رئيس الجمهورية وليس بيدي، فعندما أطلقت أول حوار كانت هناك ظروف مختلفة، ولكن في دعوتي الأخيرة كنت واضحا لجهة أن يكون برئاسة فخامة الرئيس وفي القصر الجمهوري".
وحول ما إذا كان الإتصال مع الرئيس الحريري تناول مواضيع أخرى غير قضية المخطوفين في حلب؟ قال بري: "لقد حصل اكثر من اتصال بيني وبين الرئسيس الحريري، وكلها دارت حول قضية المخطوفين".
وعن التطورات المتصلة بقضية الإمام الصدر قال بري: "ان العمل الليبي جدي، وهناك تعاون بين القضائين اللبناني والليبي، ولكن حتى الآن لا نستطيع القول اننا وصلنا الى النتائج المرجوة".
وحول طلبات تشكيل لجان تحقيق برلمانية قال: "لقد تسلمت اليوم ايضا اقتراحين لتشكيل لجنتي تحقيق برلمانيتين، وهناك طلبات لتشكيل لجان تحقيق من نواب وكتل نيابية عديدة، لقد كنت أنوي الدعوة الى عقد جلسة تشريعية عامة في 30 و31 الحالي لكن بسبب عدم وجود مشاريع قوانين كافية وبعد الذي حصل مؤخرا، عدلت عن ذلك، وسيكون هناك جلسة يوم الأربعاء المقبل ككل شهر لرؤساء ومقرري اللجان وهيئة مكتب المجلس".
اتصالات
وكان الرئيس بري تلقى اليوم مزيدا من الإتصالات حول قضية المخطوفين اللبنانيين في حلب، أبرزها من الرئيس امين الجميل ومفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني.
لقاء الاربعاء النيابي
من جهة أخرى، نقل النواب عن بري في لقاء الأربعاء الأسبوعي، ان "الوضع الدقيق الذي تمر به البلاد يتطلب وقفة مسؤولة من الجميع، والتنبه الى ما يحاك من مخططات لإيقاع الفتنة بين اللبنانيين".
ورأى في رسالة الملك عبدالله الى رئيس الجمهورية "مضمونا إيجابيا يؤكد ضرورة التنبه لمخاطر ما يجري على الساحة اللبنانية، وأهمية الحوار الوطني بين اللبنانيين"، ملاحظا "تأكيد الرسالة على سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة".
وتطرق الرئيس بري الى موضوع الجيش، فأكد انه "أكثر من خط احمر، وان المؤسسة العسكرية هي من النسيج اللبناني، والضامنة للاستقرار وللسلم الأهلي في البلاد".
وأبلغ الرئيس بري النواب انه مستمر بالإتصالات "المكثفة للعمل من اجل الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في حلب"، آملا أن "تثمر خلال الساعات المقبلة".
والنواب الذين استقبلهم بري في إطار "لقاء الأربعاء النيابي" هم: ابراهيم كنعان، علي عمار، الوليد سكرية، ايوب حميد، علي خريس، هاني قبيسي، عباس هاشم، غازي زعيتر، حسن فضل الله، قاسم هاشم، اسطفان الدويهي، علي فياض، ياسين جابر، ميشال موسى، حكمت ديب، ناجي غاريوس، فادي الأعور، سيمون ابي رميا ومروان فارس.
النائب كنعان
وكان الرئيس بري اجتمع مع النائب كنعان، موفدا من العماد ميشال عون، وعرض معه المستجدات على الساحة الوطنية. وتطرق البحث الى عدد من الملفات الأمنية والسياسية والمالية.
ع.غ/س.م/ه/ب
من جهة اخرى صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري البيان الاتي:
"لمناسبة الذكرى الثانية عشرة لعيد المقاومة والتحرير نتقدم من شعبنا في لبنان عموما ومن أهلنا في الجنوب والبقاع الغربي خصوصا بأسمى آيات التبريك وبخالص التهاني، متمنين من الله عز وجل ان يعيده علينا بترسيخ وحدتنا الوطنية وبتأكيد حفظ سيادتنا وحماية حدودنا وبتمكيننا من وقف الخروق الاسرائيلية وبإستكمال تحرير الاجزاء العزيزة من ارضنا في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.
ان هذه المناسبة يجب ان تشكل حافزا لترسيخ الاولويات الوطنية انطلاقا من:
1 - التوصل الى ترسيم حدودنا البحرية بما يحفظ حقوقنا الوطنية بثرواتنا البحرية من نفط وغاز وبمنع اي تعد اسرائيلي او استثمار للمنطقة الاقتصادية الخاصة.
2 - إستدعاء انتباه جميع اللبنانيين بكل انتماءاتهم الى ان اسرائيل القوية اليوم بعناصر وحدتها السياسية تقف على اهبة الاستعدادات وتحاول ان تتحين اللحظة السياسية المناسبة للانقضاض على لبنان للانتقام من اندحار جيشها عن ارضنا قبل اثني عشر عاما وكذلك الانتقام من انتصار لبنان شعبا وجيشا ومقاومة على العدوانية الاسرائيلية في حرب صيف عام 2006 والحاق اكبر هزيمة استراتيجية بإسرائيل وجيشها.
3- ان هذا العيد الوطني يأتي في لحظة سياسية ضاغطة بالتوترات الهادفة لجر لبنان الى الفتنة ونقل عدوى العنف الذي ضرب ويضرب عددا من الساحات العربية بهدف اعادة لبنان سنوات الى الوراء وبما يذكر بالحروب الصغيرة الدامية التي ادت الى الكثير من الموت والخراب والدمار.
ان هذا الواقع المقلق يستدعي من جميع القوى تحمل مسؤولياتها تجاه حفظ السلم الاهلي في لبنان ومنع تجاوز الخطوط الحمر المؤدية الى الفتنة وادخال لبنان في دوامة الفوضى.
ان الدورس والعبر المستفادة من الحروب الصغيرة والكبيرة التي عصفت بلبنان وكذلك حالات التوتر التي وضعت اللبنانيين على خطوط تماس يجب ان تستدعي الجميع الى بحث وسائل الحوار والوفاق وتعميق عناصر الوحدة وتعزيز القاعدة الذهبية التي ارتكزنا اليها في تحرير معظم ارضنا المحتلة وهي : "من كانت اسرائيل عدوا" له فهي عدو كاف".
4 - ان عيد المقاومة والتحرير يجب ان يشكل حافزا للالتفاف حول جيشنا الوطني ومده بالسلاح والعتاد والعديد اللازم من اجل ان يتمكن من حفظ السيادة الوطنية وكذلك تولي مهمة الامن.
ان كل سلاح عدا سلاح الجيش يجب ان يكون في اطار استراتيجية دفاعية في موقع المقاومة الى جانب الجيش على الحدود لردع العدوانية الاسرائيلية ولمنع تهديد ارضنا وشعبنا ولحفظ سيادتنا.
5 - اننا في هذا العيد نرغب الى الجميع وقف الحملات التي تستهدف سلاح المقاومة لأننا جميعا في موقع المقاومة وفي المسؤولية عن سيادتنا الوطنية وعن ارضنا وبحرنا واجوائنا التي تستبيحها اسرائيل.
6 - إننا لمناسبة هذا العيد واذ نؤكد ان سياسة النأي بالنفس كانت ولا تزال مصلحة للبنان وللبنانيين، فإننا نؤكد على الدعوة الى حوار وطني حول الاوضاع الراهنة من اجل تحقيق اجماع وطني حول وسائل الخلاص وابعاد شبح الفتنة.
7 - إننا في هذا العيد وفي هذه اللحظة العربية والاقليمية الهامة التي وقفت فيها مصر امام استحقاقها الدستوري الاول لانتخاب رئيسها والتي شهدت فيها بغداد اهم المفاوضات حول الملف النووي الايراني ما زاد من القلق الاسرائيلي فإننا نستدعي انتباه الجميع الى ان سورية تحتاج منا الى التضامن والتوحد لمساعدتها على العبور الى الاستقرار والى عملية سياسية ترتكز على المشاركة وعلى بناء وصنع سلامها الاهلي دون تدخلات وقد سقطت مشاريع التدخل العسكري الاجنبي.
ان لبنان يجب ان يمهد لسلام سورية لا ان تمهد المسألة السورية واستتباعاتها للفوضى والفتنة في لبنان.
ان لبنان يجب ان يكون قوة لاشقائه وانموذجا وعبرة لهم مما يجعل العملية السياسية في كل مكان تكسب الاقطار العربية مناعة ضد العنف .
اخيرا، إننا في هذا العيد اذ نترحم على الشهداء الابرار الذين صنعوا الانتصارات واذ نتذكر عذابات المعتقلين ومعاناة شعبنا تحت الاحتلال طيلة اثنين وعشرين عاما، واذ نتذكر ما اصاب لبنان عاصمة ومخيمات ومناطق من خراب جراء الحروب الاسرائيلية على ارضنا، فإننا نتذكر بفخر صمود لبنان وتعاضد اللبنانيين واعتبارهم ان الجنوب هو جهة الوطن التي تكتسب الاولوية الامر الذي مكننا من رسم خط ازرق امام اي عدوان بري محتمل، ونحن اليوم نستدعي هذه الوحدة من اجل ان نتمكن من رسم خط ابيض على صفحة حدود مياهنا الاقليمية الزرقاء.
مجددا نقول للبنان وللبنانيين ولجيش لبنان وللمقاومة: كل عام وانتم بخير".
الجمهورية اللبنانية















