نشاط الرئيس بري
الإثنين 15 تشرين الأول 2012
نشاط الرئيس بري
السبت 13 تشرين الأول 2012

الدكتور حمدان مثل الرئيس بري في مؤتمر في طهران حول دور الامامة

home_university_blog_3

افتتح في طهران مؤتمر حول "دور الامامة في الصحوة الاسلامية في رحاب عيد الغدير"، في حضور ممثلين لاربعين دولة ومنها لبنان حيث مثل عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور خليل حمدان رئيس مجلس النواب نبيه بري.

والقى الدكتور حمدان كلمة الرئيس بري في المؤتمر، جاء فيها:
"يشرفني ويسعدني في رحاب الغدير أن أتحدث اليكم بإسم أخي دولة رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس حركة أمل الأخ الأستاذ نبيه بري حاملا أسمى التحيات لقائد الثورة الاسلامية الايرانية الامام القائد السيد علي الخامنئي ولفخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور محمود أحمدي نجاد ولكم ولكافة الشعب الايراني الأبي ومباركا لكم عيدكم الأغر عيد الغدير الذي فيه التمام والكمال لأجل الانسانية جمعاء، وأود أن أشكر المجمع العالمي لأهل البيت بشخص أمينه العام سماحة العلامة الحجة الشيخ محمد حسن أختري على توجيه الدعوة الكريمة وعلى عنايته بهذه المناسبة الجليلة سيما وأننا في ثقافتنا وفكرنا الحركي نعي تماما معنى هذه المناسبة التي تشكل معيارا سلوكيا لإنقاذ البشرية جمعاء عبر تسليط الضوء على الدور الريادي والقيادي للقادة المسؤولين وهو الخيار الذي غرسه فينا الامام المغيب القائد السيد موسى الصدر أعاده الله وأخويه".

وتابع: "اليوم نحن أمام عنوان مؤتمركم دور الامامة في الصحوة الاسلامية وفي رحاب الغدير تحتشد المعاني وتتزاحم الأفكار وقد يعتري المرء شح أمام الايجاز والاختصار امامة وصحوة رسالة وأمانة، كمال المشهد وتمام نعمه وأمة تنظر لغد واعد، ولكن قد تغني التجارب عن مزيد الكلام ثورة اسلامية منتصرة في ايران بقيادة الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني ومستمرة برعاية وعناية مرشد الثورة الاسلامية الامام القائد السيد علي الخامنئي، ومقاومة في لبنان وفلسطين أكدت حقنا في استعادة أرضنا وحررت شعبنا وباتت مثالا وصدى لقول الامام علي عليه السلام: "الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين" ولم يكن علي رجل الشيعة فقط، هو في العقيدة والانتماء والحياة والاستشهاد في المحراب، رجل الإسلام، وهو في إطلالته الانسانية، وفي معاناته الانسانية، رجل العالم ورجل الانسانية كلها، أوليس التخلي عن القدس الشريف في مثابة التخلي عن الدين بتعبير الامام الصدر؟.

اضاف: "ينعقد مؤتمركم والأمة بكاملها تعيش ظروفا صعبة ومعقدة وعلى مفترق خطير لذلك أمامنا مهمة تشخيص الوضع المأزوم بكل مسؤولية لايجاد العلاج الملائم لدرء المخاطر القادمة، ونحن جميعا في عين العاصفة بإستهداف مفاصل بإضعاف مناعة الوحدة وسلم أولويتنا ببعثرة هذه الأولويات ليصبح الهامشي أساسيا والأساسي والمقدس نسيا منسيا، كل ذلك لم يأت عبثا بل ضمن خطط مدروسة ومدفوعة التكاليف وبشكل مغر من قبل المستكبرين لاستقطاب الضعفاء والجبناء الذين أغرتهم الصفراء والذين لعق على ألسنتهم".

وقال: "لقد دأب الاعداء وفي غرف سوداء يخططون مراهنين على التحكم بسلوك الأنظمة والشعوب وهي مخططات معلنة على الملأ من الفوضى الخلاقة الى الحرب الناعمة ومن الحصار العسكري الى الحصار الاقتصادي، ومن قصف المدن والقرى عبر الجيوش الأصيلة التابعة للمعتدين المستكبرين الى قصفها بقوى بديلة تتبرع بسفك الدماء وانتهاك الحرمات عبر فضائيات تعمل على تزوير الحقائق وتشويه الوقائع. أليس قصف العقول أخطر من قصف المدافع؟ أليس بمحو الذاكرة سيودي بالمهم والمقدس في وطننا وان نسيان فلسطين وتغييب القدس الشريف أشد خطورة من احتلالها. في كل يوم يقوم العدو الصهيوني بإعتداء جديد على المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي وكنيسة القيامة، وفي كل يوم نشهد ضمورا في ردات الفعل حتى الاعلامي منها ما يغري العدو في التمادي بالإعتداء أكثر فأكثر، ألم يسمع العالم بتحويل حائط البراق الى حائط المبكى؟ وماذا عن الحفريات تحت المسجد الأقصى وتحويل معابد المسلمين والمسيحيين الى مراكز دينية للصهاينة؟ هل هذه هي الأمة النائمة التي سمتها غولدامائير بعد حريق المسجد".

تابع: "إن فاعلية قرص مدمج يوزع في جامعاتنا ومدارسنا والمراكز الرسمية والأهلية يفوق في تأثيره وتدميره أي سلاح، وهكذا فباستطاعة الأعداء أن يفعلوا بدولار واحد ما عجزوا عن فعله بألوف الدولارات ليكون التحدي بقصف العقول ومحو الذاكرة والتحكم بالسلوك أكثر فاعلية ليقتل الناس بالإختناق الفكري بدل مجازر تفوح منها رائحة الدماء أو أن تصبح الجريمة صناعة محلية لحساب الآخر. إنه العصر الاسرائيلي الذي عبر عنه الامام السيد موسى الصدر أعاده الله وهو السرطان الذي عبر عنه الامام الخميني قدس سره. أجل ما أحوجنا الى صحوة عاقلة وواعية وواعدة على أسس العدالة بقيادة تستلهم فعل وقول الأئمة والصالحين ليكون للمسؤولين مثالا وللشعب مثالا، فالوعي ليس أحد أسس الثورة فقط بل نقطة ارتكاز الثورة والصحوة، فالمهمة التي أمامنا جميعا أن نعمل لتحرير الوعي وإلا فلننتظر الكارثة ونحن في عين العاصفة".

اضاف: "تحرير الوعي يكون بالتأكيد على الوحدة بين جميع المذاهب والطوائف، وحدة اسلامية رائدة ولقاء حضاري انساني اسلامي مسيحي لصيانة المقدسات المستهدفة من العدو الصهيوني والله سبحانه وتعالى أمرنا جميعا أن نرص الصفوف ونشد البنيان والله معنا على قاعدة التوحيد ووحدة الكلمة، وأذكر هنا تطلعا للامام السيد موسى الصدر عندما قال عندما تعرضت الكعبة الشريفة لعدو خارجي من أبرهة وجيشه حماها الله سبحانه وتعالى بطير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل لأن الدفاع عنها خارج قدرات حماتها أنذاك، ولكن عندما أصبح العدو داخليا واستحكمت الخلافات دمرت وأحرقت نتيجة للصراعات الداخلية واختلاف حماتها عندها جعل الله بأسهم بينهم بفعل التجزئة وتقديم الخاص على العام".

وقال: "ما أحوجنا الى صحوة واعدة وواعية تتحدد فيها الرؤى وتتجدد، وهذا يتطلب وضع دراسات وخطط بعيدا من ردات الفعل، إن عالمنا الاسلامي مستهدف بإثارة العصبيات التي تفرق وتبدد، مستهدف بخلق حدود الطوائف والمذاهب والعرقيات والاثنيات بدل حدود الأوطان وهي وظيفة جديدة بديلة عن تحرير المقدسات. ما هي مصلحة الاسلام والمسلمين في مبالغة بعض الأنظمة في التسويق والعمل على حصار ايران الاقتصادي والمالي؟ ما هي المصلحة في تبديد الأموال بهدف النيل من دول ممانعة لاسرائيل ولقوى مقاومة؟ ماذا تعني هذه الحرب العالمية القائمة وغير المعلنة على سوريا؟ هل صحيح أن الرئيس بشار الأسد هو المستهدف فقط إن المتتبع للأحداث المعبرة عن خطط وضعت في المطابخ السوداء يجد أن الأعداء استطاعوا نقل المعركة الى مكان آخر وبالجهوزية الكاملة العسكرية والاعلامية والمالية والاقتصادية من تحرير فلسطين والمقدسات الى زعزعة الاستقرار في سوريا ومن حصار اسرائيل الاقتصادي الى حصار الجمهورية الاسلامية الايرانية ويروجون لذلك بقوة لم نشهدها في وجه العدو الصهيوني. الصورة واضحة، ان المستهدف هو قوة الامة وصمود الامة وأهداف الأمة، المستهدف وحدة سوريا، قوة سوريا الاقتصادية، جيش سوريا".

اضاف: "هي مناسبة لتوجيه تحية اكبار واعتزاز للجيش العربي السوري بمناسبة حرب تشرين والذي عبر خط آلون في الجولان وللجيش العربي المصري الذي اجتاز خط بارليف، والسؤال هل اكتشف الاعداء كيفية معاقبة الجيش العربي السوري على انتصاراته وعلى استعداده وأعداده. أمام هذا الكم الهائل من المخاطر ما زلنا نراهن على وعي هذه الأمة، وان شعوبنا تنتظر من يقودها للخلاص من الحروب العبثية ليستوي الأمر على قاعدته والصحوة الحقيقية قادمة بإذن الله تعالى بوعي رسالي بعيدا من قيادة الفوضى والغوغاء والتي لن تكون خلاقة بل مدمرة".

واقترح على رئاسة المؤتمر "أن يكون هناك متابعة للمقررات بإنشاء لجان فاعلة لاطلاق عملية الحوار التي تقرب المسافات وتحدد الأولويات وابراز المخاطر التي لن تستثني أحدا"

وختم: "أخيرا، إن الامام المغيب القائد السيد موسى الصدر قدم الكثير وبإصرار من صحوة واعدة وواعية وأطلق مقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، وكان رجل الحوار الاسلامي والتلاقي الاسلامي المسيحي، هذا الامام الكبير ما زال ينتظر العمل الجاد لتحريره من سجنه في ليبيا مع أخويه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين، وان اهتمام مؤتمركم الكريم بالصحوة يستدعي التذكير بمآثره مع كبار رجالات الصحوة الاسلامية وبرفع الصوت عاليا بمضاعفة الجهود ليعود وأخويه الى ساحة جهاده".