استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ظهر
اليوم، في عين التينة، وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، وعرض معه
التطورات الراهنة.
وقال الوزير العريضي بعد اللقاء:
"تناول اللقاء ودولة الرئيس بري أمورا عدة سياسية،
إنمائية واقليمية. والوضع السياسي اللبناني، كما هو معروف، يتأثر تقليديا بكل ما
يجري في المنطقة، وكان توافق على ضرورة مواكبة التطورات التي نعيشها في المنطقة
بمستوى عال من الجدية وحسن القراءة والمتابعة لحماية لبنان والوحدة الوطنية في
لبنان، ولحماية مناخ الحرية والديموقراطية في لبنان، ولامرار الانتخابات كاستحقاق
ديموقراطي في جو هادىء وآمن ومستقر، ولنذهب بعد ذلك الى تكريسس هذه الحماية وهذه
الوحدة الوطنية اللبنانية في كل مؤسساتنا. وكانت وقفة عند المناخ السياسي الداخلي
في لبنان الذي شهد، وللأسف، مدى السنوات السابقة الكثير من التشنج من هنا ومن هناك.
لكن في ظل ما قلت، وما نحن مقبلون عليه، لا بد أن نعمل جميعا على معالجة كل آثار
تلك المرحلة بأعلى درجات المسؤولية حماية للبنان وللعلاقات بين كل الأطراف
السياسيين اللبنانيين ولوضع حد لكل أشكال التشنج والإنفعال والتوتر والتجاوز في أية
منطقة من المناطق اللبنانية".
أضاف : "كان ثناء من دولة الرئيس بري على مواقف أو على ما يقوم به الزعيم الوطني
وليد جنبلاط وعلى ما يتخذه من مبادرات ومواقف، والعلاقة التي تجمع بين الرجلين هي
علاقة إستثنائية في كل محطاتها، يبقى جوهرها التواصل والإنفتاح والحوار والتصدي لكل
المشاكل بجرأة وشجاعة، إنطلاقا من تقدير موقع كل واحد منهما للآخر، ما يقوم به وليد
جنبلاط ينطلق من إحساس بالمسؤولية الوطنية، من تقدير للظروف التي نمر بها، ومن
تقدير ايضا وقراءة ثاقبة لما يجري في المنطقة ولما ينتظر لبنان، وبالتالي هو واجب
وطني بكل ما للكلمة من معنى. أملنا ان يتلاقى الجميع على هذا السلوك وأن يلاقي وليد
جنبلاط كل القيادات السياسية اللبنانية في هذا التوجه، لنعمل معا على كل المستويات
وخصوصا (كررها ثلاثا) الشباب في كل مناطقهم وفي كل أحزابهم ومؤسساتهم وفي كل
طوائفهم ومجتمعاتهم. يجب ان نتوجه اليهم بشيء من الجرأة والمسؤولية والوعي والإدراك
والشجاعة والحزم، لكي نضع الأمور على السكة السليمة ونكرس هذا المناخ الوطني، ونكرس
التهدئة والهدوء والأمن والاستقرار ونضع حدا لكل ما يمكن ان يشوب هذه العلاقات أو
هذه المرحلة من تجاذبات. أستطيع ان اقول، بكل تواضع، هذه إحدى النقاط الأساسية التي
نتناولها في كل لقاءاتنا، وهذه رسالة نبيه بري مثلما هي رسالة وليد جنبلاط. وآمل ان
تكون رسالة لبنانية وطنية واحدة للجميع، وأن تنعكس هذه الرسالة على كل المستويات".
سئل: في الفترة الأخيرة بذلتم جهدا في موضوع حل مشكلة الخلاف حول موازنة مجلس
الجنوب، أين اصبح هذا الملف؟
أجاب: "أعتقد ان اللقاء الذي عقد في قصر بعبدا بمبادرة فخامة رئيس الجمهورية والذي
جمع دولة رئيس المجلس النيابي ودولة رئيس مجلس الوزراء كان إيجابيا ومثمرا، ويجب أن
يبنى على نتائجه وأن نذهب الى إنجاز الموازنة، الأمور اليوم افضل من قبل، ولكن نحن
في حاجة الى إنجاز الموازنة. الموازنة فيها مصلحة لكل اللبنانيين، بالإضافة الى
العلاقة السياسية المميزة التي نطلقها في حال إقرار الموازنة، بمعنى تأكيد مناخ
التوافق والحوار والعودة الى المؤسسات والى الدولة، ومناخ التعاطي الشفاف في الدولة
على مستوى كل المؤسسات، وبالإضافة الى ذلك ايضا مصالح الناس. ثمة الكثير من الأمور
التي لا يمكن ان تعالج والكثير من المطالب التي لا يمكن ان تلبى للناس إذا لم تقر
الموازنة، وهذا الأمر لا ينسحب على منطقة من دون أخرى، أو على طائفة من دون أخرى،
أو على قوة سياسية من دون أخرى. هذا الأمر يعني جميع اللبنانيين بكل قواهم
السياسية. لذلك لنا مصلحة جميعا في إنهاء هذا الموضوع، آمل ان تكون في ربع الساعة
الاخير، ان صح التعبير، على ما علمت من الإتصالات الجارية بين وزير المال وبين
الجهات المعنية، ولكن لا بد من إنهاء هذا الأمر في أسرع وقت".
الرئيس ميقاتي
الى ذلك، استقبل الرئيس بري، بعد ظهر اليوم، الرئيس نجيب ميقاتي وعرض معه الاوضاع
والتطورات.
وصرح الرئيس ميقاتي بعد اللقاء: "تشرفت بمقابلة دولة الرئيس بري وبحثنا في الاوضاع
الراهنة محليا وعلى الصعيد الدولي، وركزنا على موضوع التقارب العربي - العربي الذي
نتمنى أن يترجم على الساحة اللبنانية، وعلى التقارب الاميركي - الايراني. وقدرنا
الانفتاح الذي تقوم بها الولايات المتحدة الاميركية اليوم تجاه ايران والدول
العربية. نأمل ان تكون لهذين الواقعين الدولي والاقليمي انعكاسات ايجابية على
الواقع اللبناني وأن تتم الانتخابات النيابية بخير وأمان وسلام".
سئل: ما رأيك بخطوة مجلس النواب اقرار حق الانتخاب لمن هم في سن الثامنة
عشرة؟
أجاب: "هذه خطوة مهمة جدا على صعيد اشراك الشباب في الحياة السياسية والأهم
هو ضرورة العمل على الحفاظ على هؤلاء الشباب في وطنهم لكي يتمكنوا من ممارسة حقهم
والمشاركة في صناعة المستقبل عبر توفير فرص العمل المناسبة لهم ، وجعل المناخات
السياسية عامل تشجيع لهم وليس عامل تيئيس. قد يعتبر البعض ان اعطاء الشباب في سن
الثامنة عشرة حق الانتخاب يغير المعطيات الانتخابية والديموغرافية، ولكن لنعلم ان
هذا التغيير حاصل، ربما بعد اربع سنوات وعلينا العمل على الوصول الى مرحلة يتم فيها
الحكم في لبنان، ليس على قواعد طائفية، وهذا ما يوصل وطننا الى طريق الامان".
سئل: أين اصبح التوافق الانتخابي في طرابلس ؟
أجاب: التوافق يسلك مساره الطبيعي، وكما يتمنى كل طرابلسي مخلص".
سئل: حكي عن لقاء جمعك مع نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس ورئيس كتلة
"المستقبل" النائب سعد الحريري في الخارج، فما صحة هذا الكلام ؟
أجاب: "لقد قرأت عن هذا الموضوع في الصحف ولكن لم يحصل أي لقاء مشترك بيني
وبين الرئيس فارس والنائب الحريري، ولم يكن هذا الامر مطروحا في الاصل. لقد التقيت
نائب رئيس الحكومة السابق الى غداء بدعوة منه الاثنين الفائت في باريس وكان حديث
عام عن الاوضاع اللبنانية والدولية والشؤون الانتخابية".
سئل: هل كان هذا اللقاء مقدمة لتحالف انتخابي؟
أجاب: "لقد فهمت من حديث الرئيس فارس انه لا يرغب في التعاطي بالشؤون
الانتخابية لا من قريب ولا من بعيد".
النائب عراجي
ثم استقبل الرئيس بري النائب عاصم عراجي الذي شكره على تعزيته بوفاة عمه.
اتحاد الكرة الطائرة
كما استقبل الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة برئاسة رئيسه جان همام الذي قدم اليه
درعا للمناسبة.