استقبل رئيس
مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، مجلس نقابة المحررين
برئاسة النقيب ملحم كرم، وتناول الحديث شؤون الساعة خصوصا بعد الحرب
الاسرائيلية التي شنها العدو الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني على غزة وتداعياتها.
وبعد اللقاء صرح النقيب كرم:
"وجه الرئيس
بري نداء عبر نقابة المحررين اللبنانيين الى كل الاعلام العربي الرسمي والخاص وعلى
رأسه الاعلام اللبناني من أجل منع جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة، داعيا الاعلام
العربي الى أن يأخذ دوره المسؤول.
وحذر
الرئيس بري من أن أخطر ما حصل ويحصل هو أن اسرائيل عازمة على إحداث ترتيبات
أمنية مع الاميركيين والناتو لمراقبة ليس غزة فحسب بل الحدود اللبنانية والسورية
ودول المنطقة.
ودعا الرئيس
بري اللبنانيين الى ان يكونوا حرصاء على أمرين:
- اولا: الوحدة الوطنية الداخلية.
- ثانيا: الحرص على الوحدة الفلسطينية.
وقال: ما
زلت على رأيي انه في اللحظة التي تسقط فيها بندقية المقاومة وروحها، فإن التوطين
حاصل في لبنان وفي كل مكان.
وقال ردا على سؤال: لبنان شارك ويجب أن يشارك في أي جهد عربي من أجل فلسطين، ولذلك
شارك في الدوحة ويشارك في الكويت اليوم. وهذا التصرف فيه مصلحة وشجاعة وحكمة، مشيرا
الى انه لم يحصل أي تردد من فخامة الرئيس في هذا المجال.
وأكد الرئيس بري أن اسرائيل لم تنتصر وان المقاومة لم تنهزم.
وفي الشأن الداخلي، قال إن الانتخابات ستجرى في السابع من حزيران ولا أعتقد أن أي
طرف في لبنان يقول غير ذلك، أو له مصلحة في تأخيرها، وإن أي نجاح في الانتخابات
يقوم على حدة أو انقسام في لبنان هو فشل مبطن، فلبنان هو بلد الديموقراطية
التوافقية ولو لم يرض البعض بهذا الكلام.
وكشف ردا على سؤال أن المخابرات اللبنانية تعرف من أطلق الصواريخ في الجنوب، ولا
أريد الدخول في التفاصيل.
وختم الرئيس بري بأن لبنان كان موحدا في حرب تموز وهو موحد هذه المرة".
وقائع الحوار
في مستهل اللقاء بين الرئيس بري ومجلس نقابة المحررين, تحدث النقيب كرم فقال: "منذ
زمن لم نلتق وهو ما يؤلم اخواني ويؤلمني, لاننا نحب نبيه بري الانسان والقائد
والسياسي, ثم نحب فيه مواقفه البارزة, ومنها حضوره مؤتمر اسطنبول وتهيئته وتنظيمه
لمؤتمر صور, ثم مواقفه الوطنية الموحدة البانية التي لا يعنيها سوى ان تصيب معين
الحق ومن ينبوع قلب الله. نحن عندما نلتقي الرئيس بري بعيدا عن لقاء السياسي ولقاء
الزعيم، نفرح بلقاء الانسان المرهف والحساس والذي يعمل بوطنية صادقة, هي الطريق
الامثل من العطاء الحكيم".
اضاف: "يا دولة الرئيس, اخواني وانا سعداء اليوم ان نلتقيك لنسمع منك القول
الرشيد".
ثم تحدث الرئيس بري, فاستهل كلامه بالقول: "لدي شعور بالقول ان اللقاء سيكون مميزا
وغير الكلام الذي نقرأه في الصحف, وهذا لا يعني انه ليس صحيحا, ولكن احب ان اضع
النقاط على الحروف في بعض الامور, في مقابلة جمعتني على التلفزيون وكان احد اعضاء
النقابة يديرها الاستاذ عرفات حجازي وشارك فيها الاستاذ غسان تويني والاستاذ طلال
سلمان, وقد حصلت في 1 آذار 2008, وقد طرح سؤال يومها, لماذا الباخرة الاميركية
"كول" موجودة قبالة السواحل اللبنانية, وطبعا ادلى عميدنا غسان تويني برأيه وكذلك
اخينا طلال سلمان, لقد قلت يومها حرفيا انها عملية تهديد حقيقي, وليس مجرد عرض
عضلات, المطلوب صرف الانظار عما يحصل في غزة، نحو موضوع لبنان, عدم الحل في لبنان
هدفه تغطية المجازر الاسرائيلية المرتكبة في غزة, ويأتي الاسطول الاميركي لمؤازرة
اسرائيل كي تستكمل مخططها".
وتابع: "هذا الكلام انذاك, وقد تابعت، على جميع القادة العرب المشاركة في قمة دمشق,
وكان هناك خلاف، البعض يريد المشاركة والبعض لا يريد, وسبحان الله نفس الجو, واذا
لم يكن هناك قمة مقررة فيجب عقد قمة من اجل لبنان وفلسطين والعراق".
وقال: "لا حل في ما يتعلق بلبنان الا بالوحدة الوطنية والتوافق الداخلي, وهذا
الكلام قبل اكثر من عشرة اشهر, وليس لدي اليوم ما اضيفه على هذا الكلام".
اضاف الرئيس بري: "ليس المهم ما نراه, وانني من هذا المنطق آمل ان افتح معركة, هي
معركة الاعلام العربي, الان دوره, فهل الاعلام العربي مستعد لفتح معركة؟ لا اطلب
معركة سياسية ولا عسكرية, بل معركة انسانية واعلامية من اجل المجازر التي ارتكبت في
غزة, وفي رأيي اخطر ما يحصل وما حصل هي ترتيبات امنية, وان اسرائيل عازمة على احداث
ترتيبات امنية مع الاميركيين و"الناتو" تراقب بموجبها ليس فقط غزة, بل ايضا الحدود
اللبنانية - السورية, وهذا نتيجة الحرب على غزة حتى الان. فعندما وقعت ليفني اتفاقا
مع رايس, وفي الحقيقة هي ليست كلمة اتفاق بل هي ورقة تفاهم مع رايس، وايضا اكمل هذا
الامر بالتطمينات الاوروبية التي تحصل, والهدف هو هذا الامر حول التطمينات, وهذا
ليس استنتاجا من دون معلومات لانه يصبح ضربا من التبصير والتنجيم. لا, انا اقول
ماذا قال اشكينازي "ان الظروف باتت مهيأة لتغيير جذري في الواقع الامني في منطقة
الشمال", يعني جنوب لبنان, وهذا يؤكد الامر, وهو اخطر ما يمكن ان يتنبه اليه
اللبنانيون, وان يكونوا حريصين على امرين: الاول هو وحدتنا الوطنية وهي البداية
والنهاية".
وتابع: "وثانيا، يجب ان يكونوا عاملين على الوحدة الفلسطينية في ما بينهم, لانه اذا
انطفأت روح المقاومة مرة اخرى, واشير الى احد الزملاء في المجلس النيابي يقول اليوم
انه ليس مع رأيي الذي قلته في اسطنبول وهو ان التوطين يحصل حكما اذا سقطت بندقية
المقاومة. انا ما زلت على رأيي, واصر اكثر, لانه في اللحظة التي تسقط فيها بندقية
المقاومة وروح المقاومة عند الفلسطينيين, فالتوطين يحصل ليس في لبنان فقط, بل في كل
مكان وجد فيه فلسطيني. لذلك نحن برأينا لبنان شارك ويجب ان يشارك في كل جهد عربي من
اجل فلسطين, وهو لذلك شارك في قمة الدوحة ويشارك اليوم في قمة الكويت, وهذا التصرف
فيه شجاعة وفيه حكمة ومصلحة".
واردف: "اما الرد على السؤال عن وقف اطلاق النار في غزة, صدر من هنا احاديا والقبول
من هنا احادي, فإنني اقول برأيي المتواضع لان اسرائيل لم تنتصر والمقاومة لم تنهزم,
والتفصيل يمكن اعطاؤه في امرين:
المقاومة لم تنهزم, فهي ما زالت موجودة, وبعد اعلان وقف اطلاق النار اطلقت 20 او 30
صاروخا. واسرائيل دخلت بحجة الصواريخ والاسير, فلا اخذوا الاسير ولا اوقفوا
الصواريخ, ولكن في نفس الوقت حصل دمار كبير, فالزلزال الذي حصل نتيجة الوضع
اللانساني, وهذا الكلام يقال في الداخل الاسرائيلي, وبأختصار نقول ان اسرائيل لم
تنتصر, والمقاومة لم تنهزم.
وردا على سؤال قال الرئيس بري: "ان قمة الكويت دعي لها قبل حرب غزة لبحث موضوع كبير
الاهمية "الوضع الاقتصادي" والعرب كانوا السباقين في ما يتعلق بالسوق العربية
المشتركة وهي قامت في العام 1957 وبعدها قامت السوق الاوروبية المشتركة (انت فين
والحب فين), اين اصبحت السوق الاوروبية واين نحن؟
هذه القمة اذا استطاعت ان تقوم بثلاثة اشياء, تكون اهم قمة حصلت في العقدين
الاخيرين, وهي اذا استطاعت اعادة تكوين السوق المشتركة, ومن ضمن هذا الامر الاتفاق
على عملة عربية مشتركة, وهذا الاقتراح ليس لي بل قرأته على لسان حاكم مصرف لبنان
بعد الازمة المالية التي حصلت لجهة ضرورة قيام عملة عربية موحدة, وهذا الكلام نقلته
الى الكويت وقطر عند زياراتي لكل من هذين البلدين.
والامر الثالث الذي يمكن ان تؤدي له هو اجراء مصالحة, لانه لا قيمة لاية قمة دون
مصالحات, ودون وضع خارطة طريق لاستعادة الثقة في العلاقات العربية - العربية.
هذه النقاط اذا حصلت من دون مزايدات وطلعات ونزلات, فتكون هذه القمة قد فتحت طريقا
جديدا في العالم العربي ووضعت اواصر علاقة، على اقله لعلنا في الرغيف والاقتصاد
اخوان, وكنا نقول سابقا "نحن في الجرح والالام اخوان" وبذلك تكون القمة قد نجحت في
مهامها.
سئل: البعض يتخوف من حصول احداث امنية عشية الانتخابات النيابية؟
اجاب: ستجري الانتخابات في 7 حزيران, ان شاء الله, ولا اعتقد ان اي طرف في لبنان
يقول عكس ذلك, والذي سمع عن طرف يقول ان الانتخابات ستؤجل فليقل لي ذلك, لا يوجد اي
مبرر والحمد لله فأن وزارة الداخلية تنشط من اجل ان يكون كل شيء مؤمن, ولا احد عنده
مصلحة لكي يؤخر الانتخابات في لبنان.
سئل: كم هي حظوظ المعارضة للفوز في الانتخابات؟
اجاب: برأيي ما يلي: اي نجاح يقوم على الحدة والانقسام في لبنان هذا فشل مبطن.
لبنان بلد الديموقراطية التوافقية ولو طكان هذا الكلام لا يرضي اشخاصا, علما انني
القيت محاضرة في هذا الشأن وتم طبعها, هناك من يسأل ما هي هذه الديموقراطية
التوافقية, قد يكون الرئيس السنيورة غير معجب بها, وكذلك فلان او فلتان, ولكن هذا
لبنان. اذا كانت ليست ديموقراطية توافقية اسأل في العام 1943 ماذا جرى, لم تكن
موجودة في الدستور فحصلت بالعرف, وعندما جرى الذهاب الى الطائف الذي نتمسك به جميعا
الان كرس هذا الامر بالدستور وبالقوانين وفي كل شيء, اذا ارادوا ان ينتخبوا ملكة
جمال, فإنهم يشكلون اللجنة الفاحصة من كل الطوائف, وفي النهاية يقولون انه لا يوجد
ديموقراطية توافقية, بمعنى اخر, اولا، ما هو الفارق الان بين الطرفين 8 و14 اذار,
سبعة او ثمانية نواب, اليس كذلك؟ سيكون الفارق لمصلحة هذا الفريق او ذاك اقل من
ذلك, وبالتالي لبنان لا يحكم الا بالتوافق, عليهم ان يعودوا انفسهم على هذا الشيء
وان لبنان لا يحكم "بالعافية" اي بالقوة".
وردا على سؤال قال الرئيس بري: "قلت ان الاسرائيليين عينهم على الشمال, بدأت القصة
وقلت منذ عشرة اشهر وليس عن عبث, عندما تحدثت عن سفينة "كول" من اين اتيت بذلك؟ لقد
صرح ضباط اسرائيليون بأنهم وضعوا مجسمات لغزة في النقب ويتدربون على اقتحامات
وهجومات على غزة, انهم يتدربون منذ سنة على ذلك، ولكن نحن العرب لا نقرأ ولا نحب ان
يقرأ احد, الان الاتفاقية التي تكلمت عنها هذا الشيء الذي حاولت ليفني وحاول رئيس
وزراء اسرائيل اولمرت ان يقول اننا اخذنا اكثر مما نريد، ماذا اخذ؟, لقد تكلمنا
وقلنا ان الصواريخ بقيت. لقد اخذ بالموضوع السياسي وبموضوع الامن, هذه الاتفاقية
المفروض ان تفرض رقابة على منطقة الخليج وعلى البحر الاحمر وعلى البحر المتوسط وعلى
القرن الافريقي وشرق افريقيا, هذه رقابة شاملة, لماذا رفضت مصر ان يكون ضمن اراضيها
اية رقابة؟ لانها القصة "تخنت" ووصل الموس الى اللحية".
سئل: اين لبنان من الازمة قبل وبعد غزة وهل سيكون هناك انهيارات معينة على الجبهة
بين لبنان واسرائيل؟
اجاب: "كان يحكى وكأن 14 اذار هي الحريصة على لبنان وان جماعة 8 اذار يريدون توريط
لبنان. لقد جاءت هذه القصة لتؤكد ان هناك حرصا حقيقيا من 8 اذار وان موقفنا من
مسألة بعض الصواريخ التي اطلقت ليس الاعلامي فحسب بل موقفنا العملي هو اننا نحافظ
على لبنان عندما تكون كرامتنا محفوظة, ولم نغامر يوما بموضوع لبنان الا عندما وجدنا
ان السلطة السياسية آنذاك تخلت عن حدود لبنان, وهذا ما جعلني اكرر مرارا وتكرارا ان
الذي يتخلى عن حدوده تسقط عاصمته, انا لا اطلب ان يقال الان شكرا للمقاومة على
واجباتها، ولكن على الاقل ان نتبصر ان هؤلاء الناس لم ينذروا النذور لكي تدمر
منازلهم, ولكن في الوقت نفسه نذرت النذور ومستعدة ان تقدم تضحيات وشهداء ايضا في
سبيل تحرير لبنان, والسؤال الذي يجب ان يسأل الان هو التالي, كم مضى على القرار
1701؟, اكثر من سنتين, فلنسأل اسئلة اخرى, هل توقفت طلعات الطيران الاسرائيلي
لاسبوع فقط؟ هل هذا خرق ام لا؟ انه بالطبع خرق, هل توقف خطف الرعاة, هل الرعاة
ليسوا لبنانيين, لو نحن خطفنا راعيا اسرائيليا واحدا لقامت القيامة وشنوا حربا
علينا. لقد خطفت اسرائيل رعاة مرتين وثلاثة".
اضاف: "والنقطة الثالثة هي ان الجزء اللبناني في قرية الغجر والذي كان اصلا قبل
تموز في يد اللبنانيين, هل انسحبوا منه؟ لقد وضعت كل ثقلها الامم المتحدة من اجل
هذا الموضوع ولم يحصل شيء, ناهيك عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. مع ذلك ما الذي
تصرفته المقاومة ازاء هذه الخروقات؟ لو كان عندنا نوايا لا سمح الله بأن تورط لبنان
لكان ليس لدينا اعذار فقط بل لدينا وقائع على الارض وحقائق, ناهيك عن انه بعد
القرار 1701 وهذا كلام قلته في جلسة مع الامين العام للامم المتحدة قبل ان ندخل الى
القاعة العامة, قلت له بالنسبة للالغام والقنابل العنقودية الاسرائيلية. الم توضع
هذه القنابل "ودائع" بعد القرار 1701. فاذا لم يكن هناك ادانة فعلى الاقل قم بحملة
في سبيل مساعدتنا. لقد ذهبت في الماضي الى الامارات العربية المتحدة واتيت بخمسين
مليون دولار من اجل هذا الموضوع وصرف هذا المبلغ, حتى الان لا يوجد اي تحرك بالنسبة
لهذا الامر لذلك قلت في مجلس النواب انه عندما اعتدوا على مركز قيادة قوات
"اليونيفيل" في قانا, واستشهد مئة وشهيدان انذاك، يومها طلبت الامم المتحدة من
اسرائيل دفع التعويضات واتخذ قرار بمليون وعشرين الف دولار وحتى هذه اللحظة لم
ينفذ.
لماذا اذن لا تعتدي اسرائيل على "الاونروا" وتكرر اعتداءاتها على مراكز الامم
المتحدة ؟ لماذا التركيز علينا كلينانيين؟ نحن اللبنانيين لم نضبط اعصابنا فحسب، بل
تحملنا ما لا يتحمله انسان ونعرف تماما مسؤوليتنا في هذا الامر، كل اللبنانيين،
وانا لا انسى ان حرب تموز وانتصار لبنان في هذه الحرب كان ايضا وايضا لان لبنان كان
موحدا، لذلك فان الاسئلة يجب ان توجه هناك وليس عندنا".
سئل: ما هو مستقبل وماذا سيجري في المنطقة بعد الذي جرى في غزة؟
اجاب: "اشكرك على السؤال، هذا يسمونه باللغة السياسية "ما هو الموقف اليوم الثاني؟"
لنر ماذا فعل الاسرائيليون؟ لقد كلف الاسرائيليون اسحق هيرنسون على ما اعتقد لاعداد
ردود فعل وتبريرات اعلامية حول فظائع الحرب للاسرائيليين في غزة، وانتقال
الاوروبيين امس الى عنده جزء من هذا الغطاء الاعلامي، والآن هنا اوجه نداء عبر
نقابة المحررين لكل الاعلام العربي الرسمي والخاص، طبعا اللبناني من بينه وعلى رأسه
الى منع موت جرائم الحرب الاسرئيلية في غزة، هذا المفروض ان نقوم به. المفروض ان
يذهب الاعلام العربي الى غزة ويكتب قصة عن كل بيت، وهنا لا تظنوا انني ارتجل الان،
فاذا راجعتم الكلمة التي قلتها في اسطنبول، قلت ليس الان المجازر، غدا عندما يتوقف
اطلاق النار ستجدون تحت كل بناية مجزرة، وان تكتب كل قصة قرب كل شجرة وحجر، وهنا
يجب التركيز على مدرسة "الاونروا" التي قصفت ثلاث مرات. في تركيا لا يصدقون، وقد
وصل الامر لان يقول رئيس وزراء تركيا عندما تقصف مدرسة الامم المتحدة في حضور
الامين العام فكيف تبقى اسرائيل عضوا في الامم المتحدة، وبهذه المناسبة علينا ان
نسترجع صور مجازرنا في لبنان، قانا الاولى، قانا الثانية، 11 مجزرة في حرب تموز.
المفروض من الاعلام العربي وهو مطالب الان بعد ان خرس صوت القذائف والرصاص ان يبدأ
معركته. هذا برأيي ما نستطيع ان نفعله، لماذا؟ لان الامور ستأخذ اخذا وردا. مرتا
مرتا والمطلوب واحد "شو وقف اطلاق النار".
اضاف: "ايها الاخوة المطلوب قبل كل شيء الان طبعا وقف اطلاق النار هو البداية،
مطلوب انسحاب الجيش الاسرائيلي الكامل، مطلوب فتح كل المعابر من دون استثناء،
ومطلوب المساعدات الانسانية والاغاثة، كل العرب تحكي بالمساعدات الانسانية والاغاثة
وكل العالم ايضا ولكن لا احد يتكلم عن الامرين الاخرين، المطلوب الامور الثلاثة،
ويتحدثون عن تهريب السلاح لقد شاهدنا السلاح الذي وصل لحماس. هذه الصواريخ التي
اخذت ذريعة كم قتلت من الاسرائيليين؟ مرة اخرى اريد ان استشهد بكلام رئيس الوزراء
التركي (رجب طيب) اردوغان عندما قال للوفد الاسرائيلي كم عدد الاسرائيليين الذين
قتلوا؟، فسكت كل الوفد الاسرائيلي".
وتابع : "في كلمتي في مجلس النواب قلت ان شيمون بيريز قال كلاما عن خصخصة السلام،
ما هي خصخصة السلام؟ الكلام الذي اقوله لكم عن مراقبة كل الدنيا اليس خصخصة للسلام؟
اليست هذه هي الخطة؟ هذا الكلام قاله شيمون بيريز لرئيس الوزراء التركي اردوغان.
واريد ان اقول اكثر من ذلك لنرى الى اين تؤدي الانقسامات العربية. والى اين تودي
فينا؟ الرئيس بوتين يقول ايضا لقيادي كبير "انا لست مستعدا لان اخطو خطوات اكثر من
خطوات المسلمين"، وانا اخاف الان ان ننسى نحن العرب كل شيء ونبدأ بالمنافسة من
سيرسل مساعدات اكثر الى غزة، ونرى كيف سيقوى فرقاء فلسطينيين على فرقاء فلسطينيين
آخرين بالاموال كما بعض المحاولات في لبنان، ونرى اذا كانت غزة بحاجة لهيئة عليا
للاغاثة وترك المؤسسات الرسمية وترك كل شيء، في الوقت الذي يجب ان يكون السعي لوحدة
فلسطينية ولمصالحة فلسطينية - فلسطينية ولمصالحة عربية - عربية هذا ما احببت ان
اقوله، والحجة انهم لا يريدون التحدث الى "حماس" هؤلاء السخفاء في السياسة الدولية،
واذكر فقط بقي الاميركيون 20 او 22 سنة حتى اعترفوا بمنظمة التحرير الفلسطينية
واخيرا اخذوا جائزة "نوبل" لانهم اعترفوا بها، والان لا يريدون التحدث مع "حماس"
ومن هنا اريد التحدث عن موضوع اوباما والرد على سؤال اذا كان نتوقع تغييرا في
السياسة الاميركية، الان الكلام انهم لا يريدون التحدث مع "حماس" فاذا كان حسب
التصريحات التي ادلى بها ولا نريد ان نلجأ الى التنجيم في هذا الامر لقد قال انه
سينفتح على دول عديدة في المنطقة سنجيب بالانكليزية( WAIT AND SEE) علينا ان ننتظر
لنرى.
وردا على اطلاق الصواريخ من الجنوب قال الرئيس بري: اولا مساحة الجنوب تشكل نحو ربع
مساحة لبنان، ومن يقل انه يستطيع ان يراقب كل شاردة وواردة في الجنوب سواء كان امل
او حزب الله يكن واهما او يبالغ. حركة امل تسلمت الامن في الجنوب بعد الانتصار
الاول عام 1984، والامن كان بيدها لمدة سبع سنوات، كما الدولة. فهل كان لدينا عناصر
اكثر في الدولة من جيش وامن داخلي وامن العام و14 جنديا من القوات الدولية؟ في
النهاية هذه الصواريخ تطلق عليها اسم "ميس - ميس" لانها تطلق من ميس وتسقط في ميس
وهي صواريخ قديمة. اسرائيل قالت انها ليست من المقاومة، الامن اللبناني ترك، وحصل
كلام و"شوشرة". البعض قال إن مصدرها المقاومة والبعض قال احمد جبريل، والبعض يقول
كذا وكيت، وانا فورا طلبت من المكتب السياسي لحركة امل ان يدعو كل الاحزاب الوطنية
والمقاومة الفلسطينية الى اجتماع، وقد عقد على مدى أربع ساعات ونصف ساعة، والجميع
قال "مش نحنا"، فقلت يجب ان يصدر بيان من المجتمعين لوقف البلبلة، وهنا لم اكن اقصد
طمأنة اسرائيل، بل شعبنا. قلت لهم اريد ان تقولوا لسنا نحن من يطلق الصواريخ لنعرف
كيف نتصرف، وعندما نفوا امام حركة امل وكل الناس، حصل اتصال بقيادة الجيش ورفعنا
الغطاء، وهذا امر مهم، وطلبنا تحقيقات ونتائج، واعتقد ان هناك معلومات لدى اجهزة
المخابرات اللبنانية، وهي تعرف، ولن اقول اكثر من ذلك لان الاجهزة ستتابع عملها
لاعتقال مطلق الصواريخ. وكانت عملية تفتيش واسعة، والذين لديهم اشياء في هذا الاطار
من الهبارية وغيرها سلموا ما لديهم، وهذه خطوة ايجابية جدا، مع الاشارة اننا لسنا
حراس أمن لاسرائيل، وعلينا الانتباه لاننا نحرص على أمن بلدنا. ولا احد ينسى ان
لدينا 7 مخيمات من الجنوب، وبعضها لا يبعد عن الحدود اللبنانية - الفلسطينية،
وبامكان اي كان ان يضع الصواريخ في صندوق السيارة ويطلقها، واسرائيل في مجمل
الاحوال ليست في حاجة الى حجة، ففي العام 1982 دمرت بيروت واحتلت لبنان، بحجة ان
اثنين من الفلسطينيين حاولا اغتيال احد الديبلوماسيين الاسرائيليين من لندن، والامر
لم يكن صحيحا، وكانت حجة ليحتاجوا كل الجنوب وكل لبنان وصولا الى صوفر، ولكن ما
يهمني التركيز عليه هو ان لبنان كان موحدا من حرب تموز عام 2006، وهو موحد الآن في
هذا الموقف، وفي رأينا انه حتى لو حصل تدخل من لبنان فإنه لا يخدم غزة".
أضاف: "في ما يتعلق بموضوع ايران، نسأل هل هناك بلد حدثت فيه ثورة دون مساعدة؟ هذا
الكلام قلته للانكليز بشكل آخر، قلت لهم عندما كنتم تساعدون الثورة الفرنسية، كانوا
شيوعيين، وكان اكثر الثوار الفرنسيين من اليسار، وجاء ذلك جوابا عن سؤال طرحه وفد
بريطاني عندما سألني عن الميليشيات، وقلت له لا ميليشيات في لبنان، بل عندنا
مقاومة، الا اذا كنت تعني انكم عندما كنتم تساعدون ديغول وغيره كنتم تساعدون
الميليشيات. ان ايران لا تنكر انها أنها تؤازر وتساعد منذ زمن".
وعن الدور الايراني اجاب: "منذ العام 1948 كان هناك شيء يجمع العرب، ما هو؟ هناك
عدو لكل العرب من دون استثناء من المحيط الى الخليج، هو اسرائيل. سواء كنت مع
المقاومة أو ضدها، اليوم أنت الوحيد تستطيع أن تقول هنا العزة لكل الناس. لم يكن
يقال ان هناك مشكلة مع ايران. ألم تكن الثورة الايرانية قائمة ابان اجتياح العام
1982؟ وكذلك ألم تكن عام 1993 عندما دمرت 22 ألف مؤسسة ومحل تجاري في الجنوب؟ ألم
تكن ايضا في 1996 و1999؟ ولكن عندما حصل التحرير عام 2000، بدأ العمل على الخطر،
ليس الايراني بل الشيعي. هذا الكلام أقوله الآن بكل صراحة. لقد استطاعوا ان يوجهوا
الامور "الى ايران در"، أي ان لا خطر من اسرائيل، بل من ايران. غيروا الوجهة للقول
ان الخطر من ايران وليس من اسرائيل، وقد تمت تغذية هذا بأمرين: التشظي العراقي، ليس
فقط لمجرد وجود دعاية اميركية واسرائيلية واوروبية، انقلبت المسألة، بل حصلت أمور
ايضا على الارض نتيجة جهلنا. ما هي؟ اولا التشظي العراقي، اي الانقسامات العراقية
التي كانت بدايتها كردية - عربية، ثم سنية- شيعية، والآن كردية- مسيحية، ووصلوا
ايضا الى نينوى وغيرها، وأخيرا صارت سنية-سنية مع مسألة الصحوة". لقد غذى التشظي
والموضوع الشيعي - السني هذا الامر".
أضاف: "ما حصل هنا في لبنان هو تشظ ثان. تمت نغذية هذا الجو، ولكن من هو المستهدف؟
لدى الايرانيين يقين وعقيدة ان اسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها، وعلينا الا ننسى
من صفق للجمهورية الاسلامية قبل كل الناس. ألم نصفق جميعا عندما حولوا سفارة
اسرائيل الى سفارة فلسطين في العام 1979؟ ألم تكن الطائرة الاولى التي وصلت الى
ايران لتهنئة الامام الخميني والثورة الاسلامية طائرة ياسر عرفات؟ اذكر انني ذهبت
انا والشيخ محمد مهدي شمس الدين ومصطفى شمران الذي كان مسؤولا تنظيميا لحركة امل
وغيرهم، لتهنئة الامام الخميني والثورة الاسلامية ومن اجل قضية الامام موسى الصدر.
وصلنا الى طهران فقالوا لنا ان ياسر عرفات سبقنا. أعتقد ان الموقف من اسرائيل
بالنسبة الى إيران هو استراتيجي، بغض النظر عن الموضوع النووي وغيره. قالوا إنهم لا
يريدون ان يتكلموا مع الايرانيين، والآن الرئيس الاميركي باراك أوباما سيتكلم
معهم".
سئل: يقال ان هناك فتورا بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الاسد
بسبب القمم العربية، وعززت ذلك الحملة على رئيس الجمهورية قبل ان يتدخل الرئيس بري
ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بدور الاطفائي؟
اجاب: "لنبدأ بسرد الحكاية من اولها. اللبناني يعمل من الحبة قبة اذا كانت له غاية.
كنت في تركيا وعرفت بقصة القمة، تماما كما قال فخامة الرئيس، انه من اللحظة الاولى
عندما حصل اتصال من القطريين برئيس الجمهورية، قال لهم انا ذاهب. وتعرفون انه ثلاث
او اربع مرات تم تأمين النصاب لقمة الدوحة، ثم حصلت تدخلات بين العرب انفسهم، ولا
اعرف اذا حصلت تدخلات من الخارج لكي يطير النصاب. قال رئيس الجمهورية اننا نحضر اذا
كان هناك نصاب بمعنى الحضور كقمة وليس بمعنى الحضور كتشاور، ولقد اتصلت بالاخ علي
حسن خليل وقلت له اذهب، واذا اقتضى الامر فليذهب معك الاخ حسين خليل الى فحامة
الرئيس، وقل له نحن لا نشك في ان سياسة لبنان دائما هي ان نكون بعيدين عن المحاور
العربية - العربية. نحن نجمع كل الناس مثلما حاولت عندما قلت انني مستعد لاستضافة
القمة عندنا، هكذا قال فخامة الرئيس، فلو كان ضد القمة لما قال هذا الكلام، ونحن
مستعدون للذهاب الى اي مكان عندما نكون موحدين، ولكن اذا كنا غير موحدين، اي العرب،
اما ان نحضر كل الاجتماعات أو نقاطعها كلها. قلت للاخ علي حسن خليل هذا الكلام،
وقلت له انقل تحياتي إلى فخامة الرئيس وقل لفخامته ان الحيادية بالموقف اللبناني
تنجلي بأحد الموقفين وليس بموقف واحد، اما ان تحضر الكل او تقاطع الكل. الرئيس لم
يقل ابدا انه لن يذهب الى القمة، لقد قال ان هذا هو توجهي بالاساس وقد وجدنا ان
الموقف نفسه من عنده وعندي، واقول اكثر من ذلك، فان الطائرة التي كانت تقلني من
تركيا وصلت الى المطار، وكانت طائرة فخامة الرئيس ستغادر الى الدوحة بعد عشر دقائق
هكذا حصل بالنسبة للشق السياسي. الان يجري اظهار، وكان 8 اذار كانت تضغط، وهذا غير
صحيح ابدا. هذا في السياسة ماحصل، اما على الارض فكان هناك مظاهرات تجري امام
السفارة الاميركية. في التظاهرة قام احدهم حسب مانقل لي، وقال "ان رئيس الجمهورية
قرر الا يذهب الى قمة الدوحة"، فبدأ الفلتان في التظاهرة، ورددت عبارات وكلمات،
ومجرد ما علمت بذلك قلت ان هذا الكلام مسيء ولا يتناسب وغير صحيح، ولا يستحق هذا
الامر، والقضية انتهت من يومها. وحتى الان ادخلوا هذا الموضوع في البازار
الانتخابي، لم يبق احد الا وتكلم عن هذا الموضوع، ومؤخرا تسرب كلام ان هناك زعلا
بين فخامة الرئيس وسوريا. هذا الكلام وصلني بعد ان ذهب الرئيس الى الدوحة، فسالت
اشخاصا غير سياسيين كانوا هناك، فقالوا لي ان لقاء حصل بين فلان وفلان والرئيس
الاسد والرئيس سليمان قبل ان يدخلوا الى قاعة القمة. وعندما تكلمت مع الرئيس سليمان
قال لي ان الاجواء عادية وليس لدي شيء ابدا.
وسئل حول التعويضات والهيئات العليا للاغاثة فقال الرئيس بري :" يجري العمل بهذا
الموضوع، لقد جهدت وقلت اننا نريد ان تكون هذه الحكومة تاسيسية، ومع الاسف هم
يريدون ان تكون هذه الحكومة انتخابية وليس تاسيسية، كل الشغل استغلال انتخابي.
استقبالات
من جهة اخرى، استقبل الرئيس بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، سفير الفيليبين
الجديد في لبنان جيلبرتواسوكو في زيارة بروتوكولية.
وتلقى اتصالا من المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله، واتصالا اخر
من العلامة الشيخ عفيف النابلسي.