استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ظهراً في عين التينة وفد "المنتدى الاسلامي للدعوة والحوار" برئاسة الشيخ محمود خضر وعضوية رامي العويك وعمر الايوبي، وجرى عرض للاوضاع العامة ونشاط المنتدى.

ثم استقبل رئيس "حزب الحوار" فؤاد مخزومي وبحث معه في المستجدات. وقال مخزومي بعد اللقاء: "التهديدات الإسرائيلية يجب أن ينظر إليها بمسؤولية وحذر وأن يجري الإستعداد لكل الاحتمالات، والمطلوب الحفاظ على التماسك الداخلي وعدم السماح للاسرائيلي بالتسلل لتثبيط الهمم وفض الإلتفاف من حول المقاومة والجيش اللبناني"، لافتا إلى "أن العدو الإسرائيلي لا يرعوي عن اختراق كل القوانين الدولية ولا يعطي شأنا لأي من دول العالم، والدليل جريمة الاغتيال الخطيرة بحق قيادي فلسطيني والتي نفذها "الموساد" الإسرائيلي في إمارة دبي، واستخدم فيها منفذو الجريمة وثائق سفر أوروبية".
وندد بالاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، "وخصوصا آخرها التي يحاول فيها الكيان الصهيوني الإستيلاء على هذه المقدسات من خلال تصنيف الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال على أنهما من "المواقع التراثية" الإسرائيلية.
وشدد مخزومي على "أن القرار الإسرائيلي يمثل تجاوزا للقانون الدولي العام واتفاقية فيينا لعام 1969 ذات الأثر الرجعي التي تحصر الحق في فلسطين في الشعب الفلسطيني وموافقته ولميثاق الأمم المتحدة ذاتها، إذ لا يحق لدولة الإحتلال أن تحدث أي تغيير في الوضع الديموغرافي والجغرافي أو في الواقع الذي كان عليه البلد لحظة احتلاله"، لافتا إلى أن الفعلة الإسرائيلية الأخيرة تشكل تحديا جديد أمام العالمين العربي والإسلامي، فهذه المقدسات تعني العرب والمسلمين بقدر ما تعني الفلسطينيين الذين تنهب حقوقهم في أرضهم ومقدساتهم".

ثم استقبل الرئيس بري رئيس الجامعة اللبنانية-الاميركية الدكتور جوزف جبرا والمسؤول عن الاعلام والعلاقات العامة في الجامعة كريستيان اوسي، وجرى عرض لشؤون الجامعة والوضع التربوي.

وفي عين التينة أيضا النائب عقاب صقر الذي عرض مع الرئيس بري الاوضاع العامة، وقال بعد اللقاء: "اللقاء مع دولة الرئيس بري يبدأ عند اللقاء معه ولا ينتهي عند انتهاء الاجتماع، لأنه يتواصل دوما بعمق ما يمتلك من أفكار حول بنية الدولة والنظام وحول الحلول المقترحة التي تفاجئ أحيانا من يلتقيه. لقد طرحنا كل المواضيع مع دولته، وأعتقد أن هناك أفكارا بناءة جدا. والزيارة هي للتشديد من موقعي كنائب شاب ومن موقعي السياسي على دعم ما قدمه الرئيس بري لجهة خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، ولجهة ضرورة إلغاء الطائفية السياسية ووضع الهيكلية واللجنة، ولكن مع كل الضوابط المطلوبة لهذين القانونين للحفاظ عليهما، مع آلية الاغتراب والتجنيس والحفاظ على إلغاء الطائفية السياسية مع المقومات الضرورية التي نصر على إنجازها، ولكن من ضمن الشروط التي توفر الاجماع الوطني والتي يدرك الرئيس بري بحكمته عمقها وأهميتها".
اضاف: " وكان هناك التقاء أيضا في المواقف حول ضرورة أن يكون لبنان ممثلا في القمة العربية وفي أي قمة، ولكن بمقدمة وشرط أساس هو أن يحل النظام الليبي قضية مركزية عربية واسلامية ولبنانية هي قضية الامام موسى الصدر. من هنا أعتقد أن تقديم النظام الليبي والرئيس معمر القذافي لحلول عملية لهذه القضية الانسانية والعربية والاسلامية واللبنانية هو المدخل الطبيعي لمشاركة لبنان في القمة العربية، ولا يمكن أن تتم هذه المشاركة في رأيي دون حل هذه القضية المركزية التي نحرص عليها كلبنانيين وعرب ومسلمين، شرطا اساسيا لاي علاقة جدية وحقيقية".
وتابع: "كان هناك بحث في مجمل المواضيع السياسية التي أعتقد أن الرئيس بري له فيها الباع الطويل، وقدم مقاربات ستشكل بالنسبة إلي فتحا في كثير من القضايا لقاربة المسألة السياسية ببعد لا طائفي".
واردف: "يملك الرئيس بري رؤى وأفكارا حول كل ما قدمه من طروحات. هناك التباسات حصلت لدينا، ولدى دولته رؤية في اتجاهها، وهناك أفكار بناءة يجب أن تطرح خارج إطار الاعلام لتشكيل مخرج سواء لقضية التعيينات أو لقضية التعاطي بين قوى 8 و14 آذار، بحسب التقسيم الكلاسيكي. وأعتقد أن الرئيس بري يملك مفاتيح اساسية لعمل تشريعي بناء يسهل مسيرة الحكومة. ولمست من دولته رغبة حقيقية وصادقة في تسهيل مسيرة رئيس الحكومة والحكومة من أجل دعم عمل بناء على المستوى الوطني. على الجميع أن يتشاركوا في هذه الرؤية وأن يكون هناك عمل بناء في القريب العاجل".
سئل: موعد القمة العربية يقترب، هل هناك من مسعى لحل المشكلة؟ اجاب: "أعتقد أن المساعي موصولة ومرسلة، وهذه رسالة للرئيس معمر القذافي. يمكنه ان يقوم بمبادرة كبيرة في اتجاه لبنان والعرب والمسلمين في قضية انسانية كبيرة، بتقديم حل لقضية الامام الصدر ليشكل ذلك منحى لعلاقات ليبية-لبنانية وليبية-عربية جديدة. في ما عدا ذلك لا اعتقد ان احدا يمكن ان يوافق على ان يشارك لبنان في القمة من دون ان يكون هناك حل لقضيتنا المركزية، القضية اللبنانية المركزية قضية الامام الصدر". 

واستقبل الرئيس بري بعد الظهر وفدا اغترابيا ضم عباس فواز، قاسم حجيج، معروف الساحلي، جهاد هاشم ورمزي حيدر، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" الوزير السابق طلال الساحلي. وجرى عرض لشؤون الاغتراب والجامعة الثقافية وموضوع فتح خطوط جوية جديدة لطيران الشرق الاوسط الى افريقيا. وشدد الرئيس بري أمام الوفد على وحدة الاغتراب والمغتربين