أجرى
المقابلة الأستاذ عرفات حجازي وحاوره قطبا الصحافة ناشرا "النهار" و "السفير"
النائب غسان التويني والأستاذ طلال سلمان وقد أرادها الرئيس بري لكل اللبنانيين
نقلت المقابلة عبر أقنية تلفزيونية ومحطات إذاعية اخرى مساء الجمعة 29/2/2008
نقلاً عن الوكالة الوطنية 29/2/2008
أكد
رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ان وجود المدمرة الاميركية "كول" وبعض القطع من
الأسطول الاميركي قبالة الشواطىء اللبنانية هو عملية تهديد حقيقية وليس مجرد عرض
عضلات وان هذا الأسطول يأتي لمؤازرة إسرائيل لكي تكمل مخططها، وان يتم ما يجب ان
يتم في غزة دون ان يتحرك احد للمؤازرة".
وقال: "ان الاسرائيلي يتحين الفرص للانتقام لهزيمته في حرب تموز وان كول" (المدمرة
الاميركية) قادمة في هذا الإطار".
وأكد "ان لا حل إلا بالوحدة الوطنية والتوافق الداخلي، مشيرا الى "أننا نحاول تدوير
الزوايا ولكن ليس على أساس ان يستعملونا زمورا يزمرون به ساعة يشاؤون".
وحض الرئيس بري جميع القادة العرب على المشاركة في قمة دمشق، وقال "على جميع العرب
ان يحضروا القمة فإذا لم يكن هناك قمة مقررة كان يجب ان تعقد قمة من اجل لبنان
وفلسطين والعراق".
واذ أكد "ان الحكومة غير شرعية"، قال "أنها موجودة وانه إذا أقدمت سوريا على دعوة
الرئيس فؤاد السنيورة فهذا لا يعني اعترافا منا بالحكومة".
وقال " أنا لست ضد دعوة الرئيس السنيورة الى القمة"، لكنه أضاف انه يعتقد ان الرئيس
السنيورة لن يذهب اليها حتى لو دعي.
ووصف اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية من قبل إسرائيل بأنه اعتداء صارخ على
القرار 1701، وهي عملية حربية بالنسبة لهذا القرار".
وأكد الرئيس بري "أننا مع المبادرة العربية ونتمنى لها النجاح وسنسعى لنجاحها من
الآن وحتى القمة، وبعد القمة سيكون هناك تحرك لبناني من نوع آخر الى العرب وغير
العرب".
وكشف الرئيس نبيه بري في مقابلة تلفزيونية أجراها الزميل عرفات حجازي بمشاركة
النائب غسان تويني والأستاذ طلال سلمان لمحطة (أ.أن .بي) تفاصيل ما جرى في المبادرة
العربية منذ اجتماع الوزراء الخمسة العرب وصدور بيان مجلس الجامعة العربية وحتى
الجولة الأخيرة للامين العام للجامعة العربية وحتى الجولة الأخيرة للامين العام
للجامعة عمرو موسى في بيروت، وأكد "الاميركي لم يكن مع المبادرة العربية وهو لا
يزال ليس معها" مستشهدا بكلام احد المسؤولين الفرنسيين للسفير اللبناني في باريس "
أننا لم نلمس يوما ان اميركا مع المبادرة العربية".
وقال انه في الزيارة الاولى للسيد موسى الى بيروت تم الاتفاق على ثماني نقاط ما عدا
نقطة واحدة حول التوزيع او النسب في حكومة الوحدة الوطنية والنقاط التي تم الاتفاق
عليها:
1- اعتماد البيان الوزاري الحالي.
2- احترام القرارات الدولية.
3- احترام كامل القرارات الدولية.
4- العماد ميشال سليمان هو مرشح التوافق لرئاسة الجمهورية.
5- لا اشكال دستوريا في ما يتعلق بالانتخاب المباشر للعماد سليمان.
6- قانون الانتخابات على اساس القضاء وقانون العام 1960.
7- ممنوع على الحكومة التي ستشكل ان تتعرض للاستقالة او التعطيل بصورة استثنائية من
الان وحتى الانتخابات النيابية المقبلة.
8- يقوم الرئيس المنتخب بقيادة عملية التوافق في القضايا المشار اليها في المادة 65
من الدستور.
وقال الرئيس بري: "ليس صحيحا ان المعارضة لا تريد العماد ميشال سليمان، فالمعارضة
هي التي رشحته في الأساس، وان الغير قال عنه كذا وكذا، انا شخصيا لا أستطيع ان أنسى
أبدا بعد حرب تموز وأول ذهاب الجيش الى الجنوب كيف نام العماد سليمان في الخيمة على
الحدود، وقد أرسلت يومها له رسالة تهنئة ورد برسالة معبرة".
وذكر بموقفه وموقف حركة " أمل" في الأساس بالنسبة الى قانون الانتخابات بأنه مع
لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية.
وقال" عندما وجدونا أننا قبلنا بالقضاء على أساس قانون العام 1960 صاروا يريدون
القضاء على أساس آخر".
ولشار الى كلام رئيس الهيئة التنفيذية ل " القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في
هذا المجال.
وأضاف الرئيس بري" لقد قبلنا بالقضاء ليكون جمع رأي بين اللبنانيين على أساس قانون
العام 1960 وان إي تغيير لن يكون الى تحت بل الى فوق، بمعنى ان يكون لبنان دائرة
انتخابية واحدة مع النسبية أو المحافظة.
وقال "لقد حصلت أخطاء من عندنا ولكن حصلت أخطاء كثيرة من الفريق الحاكم، وان
العراقيل هي من الفريق الحاكم".
وقال أيضاً إذا فشل اجتماع وزراء الخارجية العرب في 5 و6 آذار وإذا فشلت القمة
بايجاد الحل هناك شيء آخر, الأوروبيون لديهم مهمة استطلاعية وسيأتي سولانا خلال
أيام.
الرئيس بري: هدف الأسطول الاميركي هو غزة وهذه عملية تهديد حقيقي لا مجرد عرض عضلات
لست ضد دعوة الرئيس السنيورة الى القمة العربية وهذا لا يعني ان الحكومة شرعية
ورأى النائب تويني، في مداخلة له "ان البوارج لا تنتقل من اجل لبنان"، مشيرا الى
انه في العام 1958 طلب الرئيس شمعون من أميركا إرسال الأسطول السادس ليحافظ على
"الشرعية اللبنانية" في وجه "الثورة"، وقد كتب تويني آنذاك مقالا بعنوان "ليس
بالأساطيل تحارب الثورات".
ولفت الى انه في 12 تموز (ثورة العراق) قابل الجنرال شهاب (القوة الثالثة) وكان
الأسطول السادس في السان جورج تلبية لنداء الرئيس شمعون، وكانت المصادفة الانقلاب
في العراق وهو السبب الحقيقي لإرسال الأسطول السادس. وحول خبر ثان بان الإنكليز
نزلوا، سألت هل هناك ثورة في عمان والملك حسين طلب الدعم؟
وقال تويني: "بالنتيجة، لا تتحرك أساطيل الدول لحماية لبنان والاستقرار الإقليمي.
البوارج أتت لحسابات إقليمية تحسبية. يجوز ان الاميركيين اخبروا السنيورة بموضوع
البوارج " وتخربطت" الأزمة إقليميا، ولصبح لبنان يهدد السلم والأمن الإقليمي، ولكن
لن يرسلوا بوارج لتستطيع التدخل وكيف ستتدخل وماذا ستفعل؟
سلمان
ورد سلمان بالقول: "أوافق على ان جزءا من كلام الاستاذ تويني أساسي، اعتبر هذه مهمة
اميركية من ضمن مشروع الهيمنة على المنطقة كلها. العنوان لبناني ولكن يشمل فلسطين
وسوريا، والجزء الذي اذيع ذكر فيه سوريا وليس لبنان. كما ان الأساطيل الاميركية
والقطع البريطانية ومؤخرا أسطول فرنسي في الإمارات، كله من اجل إيران وبالتالي هذا
إرهاب دولي حقيقي للمنطقة كلها، رغم ان الوضع اللبناني يخيف الشعب ولكن لا اعتقد
أننا متوحشون لننهش بعضنا البعض، والأسطول ليس صليبا احمر أتى ليداوينا أو ليعطف
على المساكين، هناك مشروع اميركي حقيقي معلن وكبير وينفذ. هناك احتلال اميركي في
العراق واقع في مأزق، تم تكبير إيران وجعلوا منها أزمة كبيرة، كذلك الأمر بالنسبة
ل"حزب الله" رغم انه كبير بإنجازه ووجوده ولكنهم كبروه ليصير عدوا كبيرا. واعتبروا
ان سوريا دولة خربت. يتم تصويرنا كأننا قنابل موقوتة نهدد السلام العالمي. هذا
استعمار جديد بالقوة المسلحة ليس فقط بالضغط السياسي والاقتصادي.
الرئيس بري
وقال الرئيس بري: أولاً، لفتني في البيان الذي قرأته في "النهار" وفي "السفير"
وكافة الصحف المحلية الأخرى ان هذا تهديد لسوريا بسبب القلق الناتج عن الأوضاع في
لبنان، هذه حرفية الكلام، وانه أصبحت "سي س كول" قبالة الشواطىء اللبنانية. لذا
كانت تهديدا لسوريا فلماذا هي قبالة الشواطىء اللبنانية وليس قبالة الشواطىء
السورية. لذلك أنا هنا الفت النظر الى ان باراك كان في الولايات المتحدة، وألفت
النظر الى أمر آخر على ان الفرنسيين وبعض الاوروبيين كانوا قد أعطوا علما، أعطاهم
الاميركيون العلم بهذا الموضوع، الهدف هو غزة، الهدف ان يتم ما يجب ان يتم في غزة
دون ان يتحرك احد للمؤازرة، وهنا المقصود تماما الخوف من المقاومة في البلدان،
وبالتالي هذه عملية تهديد حقيقي وليست مجرد عرض عضلات، ان ما يحصل في غزة مطلوب صرف
الأنظار عن موضوع لبنان، واصلا عدم الحل في لبنان. برأيي أنا حتى تتم تغطية المجازر
التي ترتكب في غزة، وهذا الأسطول يأتي لمؤازرة إسرائيل كي تستكمل مخططها في ما
يتعلق بغزة يتكلمون الآن عن محرقة".
سلمان يقاطع: "وزير إسرائيلي يتحدث عن محرقة في غزة سيتم إجراؤها".
سأل حجازي: عندما أطلق الحوار كان رهانك على أمرين التوافق اللبناني- اللبناني ،
التسوية الداخلية أولاً، ثم كان رهانك على معادلة س - س كحاضنة لهذا التوافق
اللبناني. لذا كنت انت سلمت ببداية حديثك وقلت ان موضوع التسوية اللبنانية طويناه.
أجاب الرئيس بري: "لا، قلت هذه المرحلة الأخيرة، لم نصل الى نتيجة. والآن تقول لي
ما رأيك بالمستقبل، ولكن أنا قلت ما حصل تماما، وقائع المبادرة العربية لما وصلت
اليه حتى الآن".
وتابع حجازي: النقاط التي عرضتها انت وقلت انك توافقت عليها مع عمرو موسى، ليس هناك
خلاف سوى على نقطة واحدة، لكن تبين مما نشرته الصحف انه لم يبق هناك نقطة واحدة
موضع اتفاق، حتى البيان الوزاري.
أجاب الرئيس بري: "قلت ان ما حصل في رحلة عمرو موسى الى لبنان ما قبل الأخيرة والتي
قيل أننا رفضنا الـ 10 -10 -10، بالنسبة للمرحلة الأخيرة، لا يزال الحل على أساس
العشرات قائم، اريد ان اذكر عدة اشياء، هناك رسالة حول رفع الحصار عن الحوار كتبها
غسان تويني في باريس، يقول:" من اقتناع بأن أحداً ليس قابضا وحده على الحقيقة غير
مستعد لاحترام حقيقة الآخر". يجب ان نأخذ ونعطي في موضوع الحوار، لا اريد ان أتكلم
عن الحوار في 2 آذار، والذي أنا بدأته بزيارات كل البلاد العربية تقريبا، قبل ان
ابدأ اريد ان أتكلم لأنه مرة ثانية وثالثة رجع طلال سلمان تحديدا وغسان تويني
تحديدا وإعلاميون آخرين طالبوني بالعودة الى طاولة الحوار، أنا عدت لطاولة الحوار
ولكن ذاكرة اللبنانيين ليست قصيرة، إنما نظرا لتراكم الأحداث تصبح تحت ضغط إعلامي
كبير ضغط التنافس الذي تكلمنا عنه، تذكرون عندما اقترحت ان تنتقل طاولة الحوار الى
المملكة العربية السعودية قبل إقرار المحكمة وقلت بان تكون هناك لجنة رباعية لا
توافق على الحكومة، وذلك حتى توافق على المحكمة أولا. توقع المحكمة ثم يوقع موضوع
الحكومة، كان يومها موضوع الوزير الملك، ثم عندما وجدت ان هناك ترددا حتى صغنا نص
البيان. خادم الحرمين الشريفين، نص الدعوة التي ستوجه الى الحاضرين سجلنا كل
الأسماء الذين سيرسل اليهم هذا النص. الأخوة في السعودية تمنوا علي ان ابدأ هذا
الأمر أولا، ليصبح هناك إعلان نوايا بيني وبين سعد الحريري ليكون هناك حوار بيني
وبين الحريري، تحاورنا 6 أو 7 جلسات أنا والحريري، وبدلا من ان اسمي له أسماء ويقبل
بها، كما كنا متفقين، صار هو يقوم بتسمية الاسماء، ثم بدأ يسرب الاسماء في ما بعد
وبانه سماهم ولم يضعهم وزراء. حصل هناك لعب بالموضوع، بالرغم من ذلك هذه الدعوة ان
موضوع الحوار أقر اضافة اسمين على اللجة الرباعية بالنسبة للمحكمة والحكومة هما
نيكولا ميشال واضع صيغة المحكمة ووزير العدل،ان يكون اثنان من الموالاة واثنان من
المعارضة، بالرغم من ذلك لم ينجح هذا المشروع".
أضاف: "بالنسبة لبكركي، فالكلام الذي قيل بان المعارضة والرئيس بري لم يسيروا على
رأي بكركي غير صحيح. الامر الذي كنا متفقين نحن وبكركي عليه هو التالي، ان بكركي
تجمع القادة الموارنة وتقدم الاسماء التوافقية فتعرض على نبيه بري وسعد الحريري،
على رئيس البرلمان ورئيس الاغلبية ويختار منها واحدا او اثنان او ثلاثة من المتوافق
عليهم، 6 زائد 1 . بالنتيجة قدمت بكركي 6 اسماء، خمسة منهم ينتمون للموالاة منهم
اسم واحد ينتمي للتوافق لا للمعارضة ولا للموالاة هو ميشال اده، وانا سرت بميشال
اده وضغط في هذا الامر، وبينهم الاستاذ وليد جنبلاط قبل بالامر، لكن النائب الحريري
لم يقبل ان يستقبله. وتواسطت حينها انا ووليد جنبلاط مع سعد الحريري حتى يوافق ورفض
وساطتي وقبل وساطة وليد جنبلاط، واستقبل فيها مرتان ميشال اده وبعدها رفضه. ورغم
ذلك "طلعنا نحن بمسودة الوجه" مع البطريرك، باننا نحن لا نريد هذا الامر".
وتابع: "بمعنى اخر لاحظت في كل المبادرات وغيرها، وللتذكير فقط، قمت بمبادرة مع
الفرنسيين والاميركيين، هذه المبادرة اطلق عليها النار قبل اعلانها. ومن ضمن
المبادرات التي سأتكلم عنها، المبادرة الفرنسية. فما هي المبادرة العربية، انها
وليدة المبادرة الفرنسية. وغير صحيح ان المبادرة الفرنسية فشلت، اتفقنا فيها على
ثلاثة امور، كان هناك كوشنير وباران وكان سعد الحريري ونادر الحريري وانا ومحمود
بري واجتمعنا على ورقة كتبت بخط يدي واخذ سعد الحريري نسخة عنها ووضعها في جيبه
والاخوة الفرنسيون اخذوا بهذا الشيء. والنص يقول:
1- التوافق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية اللبنانية وفقا
للاصول الدستورية.
2- تشكيل حكومة وحدة وطنية حسب تمثيل الكتل النيابية في البرلمان.
3- قانون انتخاب عادل ومنصف.
ونزلنا يوم الاثنين الى البرلمان للتصويت، سعد الحريري نفسه اتصل بالأخت النائبة
بهية الحريري وقال لها ان تأتي الى بيروت لأنه يمكن ان يحصل انتخاب. نزلنا يومها
107 نواب الى المجلس، بداية جلست مع وليد جنبلاط وبعدها مع النائب سعد الحريري
و"لطشت" وقتها كلمة 13 - 17، فقال سعد الحريري أنا لم اقل ذلك. قلت صحيح، ولكن حسب
تمثيل الكتل النيابية تعني 13,6، وانا أسامحك بصفر فاصلة ستة. قلت له ماذا يعني
ذلك، فقال يعني أنكم "لن تكونوا إلا مبسوطين". وحتى الآن اعتبرت ان هذه هي "البسطة"
العراقية، ان يكون الحل "علقة" ولا تعني غير ذلك. ولكني حاولت ان ابقي حركة وصل".
وأضاف: "ولكن ان يقال أنني طوال 16 شهرا أعطل المجلس النيابي! نعم، وللمرة الأخيرة
أقول ان المجلس النيابي مقفل في وجه الحكومة الحالية التي هي غير ميثاقية وغير
دستورية ولكنها قائمة، هذا الكلام قلته في طهران، واكرره. ولكن المجلس مفتوح ومشرع
الأبواب لانتخاب رئيس للجمهورية، هل نسوا أنني حددت موعدا للجلسة قبل 3 اشهر هل
نسوا أنني في بعلبك تخليت عن موضوع الحكومة دون التشاور مع المعارضة في سبيل ان
ننتخب رئيسا توافقيا. آنذاك ضيعنا الوقت حتى وصلنا الى ما بعد 24 تشرين الثاني
لنتوافق على رئيس حتى بموضوع الحكومة أنا تنازلت عنه ولم اقبل بحكومة اخرى في سبيل
انتخاب رئيس. لذا المجلس النيابي لم يخالف الدستور ولن أجيب على الرئيس السنيورة
ولن أتدخل في اخذ ورد لأننا نحتاج الى مجلدات، في المخالفات الدستورية القائمة".
وردا على سؤال عن موضوع عقد القمة العربية، قال الرئيس بري: "ترجو إضافة هذه الكلمة
إذا سمعت في 31 آب يكتب طلال سلمان ما يلي: انه النداء الأخير لإنقاذ لبنان
والإنذار الأخير الذي يخشى ان لا يسمعه من يصور لهم الحليف الأكبر ان قواتهم
أسطورية". هذا على اثر 31، رؤوف شحوري يومها ماذا قال في جريدة الأنوار؟ قال "انه
الرومانسية السياسية على مائدة الكواسر". أي أنني أقدم شيئا رومانسيا وأتنازل عن كل
شيء في سبيل ان اصل لهذا الأمر يعني نحن لا نطلب جميلا. هذه واجباتنا وواجباتي
كرئيس مجلس النواب وكمواطن، ولكن من غير المعقول انه في الآخر ترمى القبور كلها في
اتجاه واحد هناك أخطاء حصلت من عندنا، ولكن هناك أخطاء كثيرة والعراقيل للفريق
الحاكم، مع العلم ان الفريق الحاكم يجب ان يكون هو المبادر وان يخفض جناح الذل في
الحكم حتى يصل في النهاية الى نتيجة والى حوار حقيقي في البلد".
سأل حجازي: يعني المشكلة كما قال عمرو موسى في آخر تصريح ان مفاتيح الحل ليست في
لبنان، مفاتيح الحل في عواصم اخرى.
الرئيس بري: لا، هناك شيء في يدنا وشيء ليس في يدنا".
وقال النائب تويني: "لا، أنا اعتقد ان موسى يحاول تبرير فشله، أنا اعتقد ان دولة
الرئيس، وكما يقولون في البيروتي " صلينا على النبي" قادرين على إنجاح انتخابات في
التاريخ الذي عينه دولة الرئيس".
الرئيس بري: كيف؟
تويني: دولة الرئيس، يجب ان تدعوا اللبنانيين الى وقفة. لن أقول وقفة عز، سأقول الى
التحرر من الارتباطات التي ثبت أنها لا تعمي احد ولا تساعد احد وستقودنا كلنا الى
الهاوية. عندما قرأت البيان الذي يدعو فيه اللبنانيين الى عدم إطلاق النار قلت
الظاهر ان نبيه بك يريد ان يعلن حدثا هاما ومتوقع ان هذا الحدث سيثير حماسا ضخما،
وفكرت بيني وبين نفسي ووجدت ان الحدث الوحيد الذي سيعلنه هو ان هناك انتخابات مهما
كلف الأمر.
الرئيس بري: هذا الأمر مفتوح، لحظة يا أستاذ غسان، وضعنا في لبنان الآن هو، وهذه
قصة رويناها قبل الآن، احدهم زوج ابنته، وفي يوم ضرب هذا الرجل زوجته وأرسلها الى
والدها، وصلت الى أبوها وسألها:" ما الذي حدث؟" فأجابته "ضربني زوجي" فأسقاها قهوة،
وعند الانتهاء، قام والدها وبدأ بضربها، وقال لها " فليعرف زوجك انه إذا كان يعتقد
انه قادر على ضرب ابنتي فانا اقدر على ضرب زوجته". نحن في لبنان نقتل بعضنا البعض
وهذه "معمعة وماشية".
تويني: أناشد دولتك ان تقول توقفوا يا شباب، لا إيران تستطيع ان تنقذ الشيعة ولا
أميركا تستطيع إنقاذ السنيورة. واستشهد تويني بكلمة للعلامة محمد مهدي شمس الدين .
وبعد مداخلة لتويني وسلمان عن مظلومية الاعلام والسياسيين، قال الرئيس بري: "اليوم
قلت ولا أزال على كلامي، بالعكس، بالعكس وخاصة هذا ال "show
Talk"
الذي يصدر بين السياسيين في لبنان والجدل وهذا الكلام، وغدا سترى ردات الفعل لأنني
اليوم أقول ان هناك أموراً قائمة، وسترى الإهانات والشتائم. فليس الاعلام من يقوم
بالمشكل في لبنان بقدر السياسيين بعضهم ببعض، الآن بالمناسبة اشتقنا مثلا لاحمد
فتفت. منذ فترة لم نسمع منه شيئا، لماذا؟ لا اعرف، اشتقنا له لماذا؟ لماذا توقف عن
الكلام. هل يحمي (يمزح).
وسأل عرفات حجازي عن القمة العربية وأهميتها وما تداعيات فشلها والى أي مدى يمكن ان
تؤثر على لبنان سلبا أو إيجاباً؟
فأجاب الرئيس بري: "ما هي أسباب إقامة الاجتماع العربي (القمة) في هذا الوقت من كل
عام، معللا بمدى أهمية ان يقام الاجتماع العربي بعيدا عن أي مشكلة من الممكن ان
تؤثر عليه. ومن اجل ان يتداعى العرب لحل آي مشكلة من الممكن ان تحصل بين الأخوة
العرب، هذا أولاً. أما ثانيا، فان كل عربي من المحيط الى الخليج يحبون لبنان.
وللحقيقة، ان الشعب العربي يعتبر ان لبنان في هذا الوضع يستأهل قمة، اذا لم يكن
هناك قمة، وان لبنان بهذا الوضع يستاهل أكثر من قمة عادية بل العديد من القمم
الاستثنائية، ولكن وكأنهم يقولون انت مريض وممنوع ان تذهب الى المستشفى. فإذا كانوا
لا يريدون ان يحضروا الآن فمتى سيحضرون؟"
وتابع: "في الموضوع العربي، أنا كنت دائما أؤكد على معادلة س.س. ليس فقط من اجل
لبنان بل من اجل العراق أيضاً وفلسطين ولتنفيذ اتفاق مكة وللمبادرة العربية والتي
انطلقت من بيروت والتي طرحها آنذاك ولي العهد السعودي الملك عبدالله شخصيا متسائلا
عما نفذ منها. ان الحكومة اللبنانية قائمة ولكنها غير شرعية، وإذا قامت سوريا بدعوة
فؤاد السنيورة فهذا لا يعني ان الحكومة شرعية، لان الموضوع هو موضوع لبنان داخلي
ولا ينفع اعترافنا بالحكومة واعتراف سوريا بالحكومة. وبمعنى آخر ان على جميع العرب
ان يحضروا القمة بالرغم من خلافاتهم. أنا لست ضد دعوة فؤاد السنيورة الى القمة،
واعتقد ان السنيورة لن يذهب بناء على العديد من الدعوات التي وجهت اليه ولم يذهب.
اؤكد مرة اخرى على ضرورة الحضور لجميع العرب في ما يتعلق بلبنان وفلسطين والعراق
بالرغم من الخلافات"، معتبرا "ان حضور الرئيس السنيورة، لو حضر هو، لأنه رئيس حكومة
واقع وليس رئيس حكومة شرعي".
الرئيس بري: نحن نغذي الروح المذهبية ولا بد من وحدة الصف الداخلي في الطائف حلول
لم تطبق عمدا لان هناك من يريد إبقاء الأزمة دائمة
طلال سلمان: دولة الرئيس، انت تقول شعرا، هذا الواقع العربي أبشع بكثير مما نتصور،
هذا الواقع العربي ليس فيه ملكا أو رئيسا أو أميراً حرا. هذا الوطن العربي عموما
وهذه القمة العربية منذ زمان لم تعد قمة عربية، وكلنا شهود في كل القضايا العربية.
طبعا نحن حريصون على مؤسسة القمة، وضروري ان يلتقي العرب وان يتصوروا، كل هذا
بالشكل جيد وجميل ولكن فعليا كلما حصلت قمة تنزل قضية فلسطين درجة نزولا، والمشاكل
العربية تتفاقم سنة بعد سنة وتتعاظم، والعرب والقمة العربية يتنازلون أكثر وأكثر
ولم يحققوا أي حل لأي مشكلة. واليوم هناك ذريعة جديدة هي الخلافات العربية، ودائما
كانت الخلافات موجودة بين الدول العربية ولكن كان على الأقل هناك حد أدنى من
القواسم المشتركة العربية، مثلا كانوا لا يتجرأون ان يتنازلوا بهذا القدر في
الموضوع الفلسطيني، واليوم العراق محتل، وعندما احتل العراق لم تعقد قمة عربية من
اجله، وبالعكس سلموا بالأمر الواقع وهم يتعاطون اليوم مع من اتى بهم المحتل في
العراق.
اليوم في فلسطين، انشقت فلسطين ولم نسمع مسؤولا عربيا اصدر تصريحا واحدا، ولم نسمع
أي مسؤول عربي يقول حرام هؤلاء أهل غزة بغض النظر عن رأيي ب "حماس" أو "فتح" أو
بالسلطة الوطنية، وبالنهاية هناك مذبحة تحصل يوميا.
وفي لبنان أيضاً الفيلم اللبناني يحصل أمام أعينهم وبمشاركتهم، وكلنا نعرف والأستاذ
غسان يعرف أكثر منا وهو كان مؤخرا في الخليج وقابل الجميع. لقد أصبحت مشاكلهم في ما
بينهم، ومشاكل حماية عروشهم، ومشاكل حماية كراسيهم أهم بكثير من القضايا التي تجمع
ولا سيما المكلفة أيضاً يا دولة الرئيس، عندما تأتي البوارج الاميركية الى الشاطىء،
تريد قمة عربية، هذه البوارج التي أتت هي لمنع أي تلاقي عربي جدي حول أي قضية عربية
سواء قضية فلسطن او قضية لبنان أو أي قضية اخرى ناهيك بالعراق. هذه البارجة أمر
عمليات، ولذلك ممكن ان بعض من وافق على القمة ان يتردد عن حضورها، فلماذا الاختباء
وراء أصابعنا؟ س- س أصبحت موضة قديمة، مع الأسف شيء محزن كثيرا ان يكون الواقع
العربي بهذا الشكل.
عرفات حجازي: هذا سيقودنا الى طرح سؤال وهو أننا لن نستفيد من التعريب ولبنانيا لم
نصل الى حل يبقى أمامنا التدويل.
غسان تويني: اريد ان انطلق من آمر آخر، أنا آسف أنني سأقتبس شيء كتبته سنة 1985 في
كتاب صدر في باريس، حيث قلت انه "اذا استمر العرب بالاستقالة من الجغرافيا كما
يستقيلون من التاريخ سيصبح الشرق الاوسط موضع نزاع بين حنين امبراطوريتين:
الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية العثمانية".
الرئيس بري: لماذا نسيت إسرائيل؟
غسان تويني: إسرائيل أمر آخر، إسرائيل تريد ان تقيم الدولة التي لم يحدد حدودها حتى
الآن، لأنها ما زالت طامحة الى دولتها من النيل الى الفرات ونحن لا نعرف .الآن
أصبحت القصة متى يخرج الأتراك من العراق يعني سلمناهم شرعية دخولهم الى العراق،
ولكن الآن نريد ان يخرجوا وأيضاً نقول بدعوة إيران الى القمة العربية بحجة ان
وجودها معنا يسهل الحل. أنا ليس لدي شيء ضد إيران ولا ضد تركيا، ولكن إنا عربي
والدي أسماني غسان تيمنا بالغساسنة. هناك شيء أهم من خلافاتهم، وهو ان خلافاتهم أدت
الى استقالتهم ولم يعد باستطاعتهم تقرير ليس مصير العراق فحسب بل حتى مصير بلدانهم.
الرئيس بري: مشكلتهم انه عندما أصبحت إيران الى جانب قضايانا أصبحوا ضدها، وعندما
كانت إيران مع الإسرائيليين كانوا معها.
عرفات حجازي: بعد ان أسقطنا بيدنا كلبنانيين حل الأزمة اللبنانية، وبعد ان استعرضنا
الوضع العربي المنقسم والمتصدع، يقال انه لم يعد غير التدويل، والتدويل حسب 1559
مرورا ب 1701 وعندنا 15 ألف جندي؟
طلال سلمان: اليوم صدر تقرير جديد حول القرار 1701، تقرير عن تنفيذ 1701، اي
الالتزام حول 1701 التقرير الدوري الذي يصدر.
عرفات حجازي: بالتدويل في الخطوة المقبلة التي يهددون بها، ممكن ان يقوم مجلس الأمن
بتغطية انتخاب رئاسي في لبنان ويتجاوز مجلس النواب والقوى اللبنانية ؟
الرئيس بري: أنا لا اعرف، لا غير ممكن، اترك الاستاذ غسان يتكلم، حول تقرير عن
تنفيذ القرار 1701 أنا لم اطلع بعد، ولكن سلفا أقول، وهذا الكلام تكلمت به مرتين مع
الأمين العام المساعد لوزيرة الخارجية الاميركية السيد وولش.
أولاً: حتى الآن لا يزال 1701 يتكلم عن وقف حالة العداء ولا يوجد وقف لإطلاق النار؟
عرفات حجازي: وقف العمليات الحربية؟
طلال سلمان: وقف العمليات الحربية فقط.
الرئيس بري: مثلا اغتيال الشهيد عماد مغنية برأيي أنا برغم كل ما قيل، صحيح إنها
عملية عابرة للحدود السورية ولكنه اعتداء صارخ على القرار 1701، يعني عملية حربية
بالنسبة للقرار 1701.
ثانيا: الطلعات الجوية التي هي قائمة كل يوم.
غسان تويني: سبع طلعات بالأمس.
الرئيس بري: باللمس 7 طلعات، أستاذ غسان أنا أؤكد لك وأؤكد للحاضرين عندنا بالجنوب
كلهم يسمعون، أؤكد انه لا يمر 36 ساعة من دون ان يكون هناك طيران في الجو، وأنت
تعرف ان الأقمار الاصطناعية اليوم تصور.أما القول يا أستاذ عرفات ان اللبنانيين في
هذا الموضوع يئسوا، لا لم نيأس أبداً. أنا استعرضت محاولات الحوار أو الحوارات التي
جرت والتي انت استعرضتها أيضاً من خلال المقدمة، ولكن لم ننته بعد، أقول الآن
الاستاذ غسان ينتظر مني كلاما، أقول الآن ما زلت اعمل مع المبادرة العربية،
والمبادرة أمامها الآن محطتين: المحطة الاولى هي انه في 5 آذار هناك اجتماع وزراء
الخارجية العرب بالنسبة لموضوع القمة. والمحطة الثانية هي القمة طبعا، أنا عينت
الجلسة في 11/3 جلسة انتخاب الرئيس أولاً من اجل مرعي أبو مرعي بين 8 آذار و14
آذار، لماذا ؟ حتى تكون بعد 5/3 وقبل 29/3، ولكن أيضاً إذا لا سمح الله لم يتم
توافق في خلال مؤتمر وزراء الخارجية العرب، فعندي مجال آخر لتأجيل آخر وتكون الجلسة
قبل القمة أيضاً أي حظ آخر. لنفترض أننا وصلنا للقمة العربية وانتهت القمة العربية
والحل العربي فشل نهائيا، يوجد تحرك آخر وهذا التحرك لا اريد الحديث عنه الآن حتى
لا يحصل لي مثل "العيدية" لان المرحوم جوزف سماحة كتب مقالا قال فيه: "نبيه بري حول
السياسيين في لبنان الى أطفال ناطرين العيدية"، لا اريد ان أتكلم عن هذا الشيء،
الآن ولكن اريد ان أقول ان الاوروبيين الآن عندهم إحساس وتحسس بالنسبة للذي يحصل في
لبنان، انا ألاحظ ان لديهم إحساسا عاما أكثر من العرب وليس إحساسا خاصا، خلال أيام
سيصل سولانا في مهمة استطلاعية للتحرك. الفرنسي برأيي لا يزال مؤهلا لان يلعب هذا
الدور، طبعا يجب ان يأخذ الضمانة الاميركية، ولكن ليس في الدقيقة الأخيرة، كما حصل
سابقا حيث قالوا للفرنسيين (توقفوا). يوجد قرار في هذا الموضوع بكل صراحة سأقول لم
يقطع احد علاقاته بالخارج ولا احد يطلب ذلك لندع كل سياسي لبناني 49 في المئة
للخارج و 51 في المئة للداخل حتى تبقى هذه الشراكة قائمة".
سلمان: فليأخذوا" فيزا" وأنا اقطع لهم تذاكر سفر على حسابي وليبقوا في الخارج.
الرئيس بري: لذلك اختصارا، المبادرة العربية نحن معها ونتمنى لها النجاح وسنسعى لان
تنجح من الآن حتى مؤتمر القمة."بدها دعاء" بعد مؤتمر القمة يوجد عندئذ تحرك من نوع
آخر لبناني مع العرب وغير العرب في سبيل"..
سلمان: بعد القمة سيكون الوضع مختلفا لان هذه المشاكل الي نراها من اجل القمة لها
ما بعدها في خلال القمة وبعدها، لأننا مقبلون على شيء سيء جداً.
حجازي: "بالرغم من إصرارك على ان تبقى لغة الحوار موجودة بين الموالاة والمعارضة،
المعارضة اتهمتك في وقت من الأوقات انك تتراخى وتتساهل.
الرئيس بري: "معليش".
حجازي: والموالاة أيضاً اتهمتك بعدما يئست من استمالتك لصفوفها، فهي حافظت على بعض
اللياقات، حيث قالوا انه صحيح ان لدى الرئيس بري نيات طيبة وهو مخلص لإيجاد حل،
ولكنه لا يستطيع، فهو يخاف ويخشى"...
تويني:انا سأتحدث كما قال الرئيس بري عن لجنة الحوار التي نظلمها.
الرئيس بري: طبعا.
تويني: لجنة الحوار اتفقت على كل شيء بما في ذلك ترسيم الحدود مع سوريا، تبادل
التمثيل الديبلوماسي.
الرئيس بري: نعم
حجازي: والسلاح الفلسطيني
تويني: والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات
الرئيس بري: بالنسبة لسوريا .
تويني: كلفنا الرئيس السنيورة الذي كان موجودا في أحد الاجتماعات ان ينفذ القرار،
يعني ان ينزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات مباشرة ولكنه لم يفعل.
الرئيس بري: أستاذ غسان، كانت بنود الحوار 12 وبقي بندان، في ما يتعلق بسوريا
اتفقنا مثل ما تفضلت على علاقات مميزة ودبلوماسية معها وترسيم الحدود، وتحدثنا
أيضاً عن موضوع المعتقلين.
تويني: نعم تحدثنا عن موضوع المعتقلين.
الرئيس بري: "شوف لحد وين هذا الكلام"، واتفقنا على موضوع رفض التوطين وعلى موضوع
السلاح الفلسطيني في داخل المخيمات وخارجه وتألفت لجنة للتذكير.
سلمان : وجال الوزراء في المخيمات الفلسطينية .
الرئيس بري: وتابع السيد حسن نصر الله وسعد الحريري ونبيه بري الملف الفلسطيني وأتى
أبو جهاد احمد جبريل والتقى معنا وعقد اجتماعين مع سعد الحريري.
سلمان: استغرق كل اجتماع ست ساعات .
الرئيس بري: وقامت القيامة حول الموضوع، وكنا قد بدأنا به وبقيت نقطتان للمعالجة
رئاسة الجمهورية والاستراتيجية الدفاعية التي تتعلق بموضوع المقاومة.
تويني: وهذا حصل اتفاق مبدئي في شأنه.
الرئيس بري: طبعا، وحصل اتفاق مبدئي حوله، وكانت الجلسة الأخيرة تماما في 25 تموز
وكانت مخصصة لان أعطي رأيي بهذا الموضوع، بعدما تكلم الجميع بمن فيهم الأخ السيد
حسن أتذكر هذا الجو؟
تويني : نعم أتذكر تماما .
الرئيس بري: وأنت يومها قدمت ورقة اذكر تماما، الإمام موسى الصدر ماذا كان موقفه
وقلت لك هذه الورقة بخط يده للإمام الصدر أنا اذكر هذا الكلام كله حرفيا .
تويني: نعم نعم تماما والورقة ما زالت معك ولم تعدها الي.
الرئيس بري: "هيك ما بحط على ذمتي".
سلمان: "اللي بيفوت ما بيطلع ".
الرئيس بري: "هيك اللي فايت مفقود واللي ضاهر مولود".
تويني: لا، الحقيقة انه يمكن هناك ناحية تسمية. عندما وصل البحث لرئاسة الجمهورية،
كنت متحفظا ربما لانني لست مارونيا، وقلت اننا لا نستطيع ان نبحثها في الاجتماع
فقال احد الحضور، " لماذا، يوجد هنا اربعة مرشحا"، فقلت له "لا خمسة يمكن"، فقال
"لماذا"؟ قلت له "انت تتحدث كمرشح"، قال لي "اذا ترشحني" قلت له "معاذ الله" .
الرئيس بري: لم يعرفه احد
تويني : لم يعرفه احد، في ما بعد انا همست للرئيس وقلت له "خذ الاربعة واحد واحد
على مكتبك يمكن ان تتوصل واياهم الى بوادر توفيق .
سلمان: و"الخامس بلكي فركشهم هم ورايحين"
تويني: هو يحاول ان "يفركشهم" ما تخاف عليه، لا ينقصه من يدله او يستفزه، لكن لي
شرف هذا الاجتماع للجنة اللحوار انا واحد من 18، ادافع حتى عن اخصام "هونيك".
الرئيس بري: 14.
تويني: واحد من 14.
الرئيس بري: ولو نسيت انه "عملنا مشكل"، وفريد مكاري مستاء منا حتى الان.
تويني: نعم وميشال المر أتى وجلب كرسيا وجلس بقربي، قلت له ما بك، قال خلينا نحن
روم، قلت له "لا انت مكانك مع الجنرال عون بسرعة تترك"، "قول الآن صار عنده اسباب
غيرها ليترك".
سلمان: الان بدأت العواصف الحارة.
تويني: لا لكن أثبت الاجتماع للجنة الحوار انه يمكن اذا جلسنا بحوار وليس بمبارزة
كلامية ان نتفق، الفرق بين الحوار والمناظرة، انه بالمناظرة المفروض ان تظل بوجهة
نظرك لآخر نقطة. نحن وصلنا الى مرحلة .
سلمان : للحرب
تويني: قصة الاستراتيجية عندما طرحت انا قصة الشيء الذي كنا عملناه برئاسة الامام
موسى الصدر كان الاستاذ نبيه موجودا كما كنت انا وغيري والمطران جورج خضر ايضا .
الرئيس بري: نعم الآن هم يستشهدون بالامام الصدر بشيء بدون آخر، نسوا ان الامام
الصدر قال لهم " اعدلوا قبل ان تبحثوا عن وطنكم في مقابر التاريخ". ونسوا انه قال
لهم ان اسرائيل عدو مطلق، شر مطلق نسوا انه هو الذي طلب من الجيش اللبناني آنذاك
الانتقال من كوكبا الى بنين ولو تسمحوا له يومها انه ينتقل، وقال لهم انا اعطي
فتوى، قال يومها لفخامة رئيس الجمهورية، قال له هؤلاء الا يوجد فيهم شيعة قال له: "
نعم" فقال له اعطيك اراقة دم الجنود الشيعة اترك الشيعة ان يكملوا طريقهم لكي يصبح
الجيش كأنه متخاذل عن حماية الجنوب ، من يترك حماية حدوده تصبح عاصمته بخطر، هذا
الكلام كله ينسونه ويأخذون من الامام الصدر الشيء الذي يريدونه فقط .
تويني:انتقائيا
الرئيس بري: انتقائيا هذا الموضوع يا استاذ غسان لا يوجد أي تباين على الإطلاق
موضوع الحوار إذا كان هناك نيات وباقي عنا، ما هي النقطة التي بقيت؟ الأخ السيد حسن
نصر الله يقول امس في آخر خطاب في موضوع السياسة الدفاعية نحن حاضرون.
تويني:أنا اعتقد ان آخر خطاب للسيد حسن نصر الله كان خلافا لتعليقات بعض الصحف،
خطاب معتدل وليس متطرفا برجوعه الى الجذور والأصول أي الى كلام الإمام موسى الصدر
للمرة الاولى يستشهد بكلامه وهذا الشيء يثلج صدري. قلت لهم أنا لا اعرف شيا عن
الفنون العسكرية والتكتيكية والاستراتيجية، نحن اجتمعنا مع شخص هو الذي كان أكثر
واحد يعني، قدس قضية الجنوب اسمه فلان الفلاني وهذه الورقة، وقال وقتها السيد حسن
نصر الله غسان "رايح أبعد منا".
الرئيس بري: مظبوط
تويني: أنا قلت له نحن نريد ان نحول الجنوب كله الى مقاومة واستشهدت بان المقاومة
بدأت بحزبين علمانيين هما الحزب الشيوعي والحزب السوري القومي، المهم القول انه
اتفقت لجنة الحوار، فقط لإعادة شيء من الاحترام الى العقل في الساسة اللبنانية،
وهذا اليوم انت مؤتمن عليه يا دولة الرئيس، وانا أتيت لعندك عندما أتى عمر موسى
وقلت لك فلندع لجنة الحوار في حضوره، لا تتحمل انت مسؤولية اختيار أربعة لأنهم
سيتشاجرون، كل واحد يريد ان يتبرأ من الذي عينته بتمثيله، لماذا انت لم تنتق إلا
الشيخ أمين الجميل.
الرئيس بري: لأني حصرت التشاور آنذاك بنقطتين هل تذكر ، فقط للتذكير أيضاً في
6/11/2006، حصرت التشاور بحكومة الوحدة الوطنية وبقانون انتخاب مظبوط؟ كانت موضوع
المحكمة.
تويني: لا، المحكمة انتهت.
الرئيس بري: دخل يومها سعد الحريري الى الاجتماع وقال انه بموضوع المحكمة نحن
مستعدون لإعطاء، يومها "طلع بقصة 19-11، كلمة 19-11 والثلث الضامن بدأ به سعد
الحريري، أتذكر كلامي الذي قلته في الجلسة الخيرة، عندما حصلت عملية النكول الكبير،
كنا متفقين ونشتغل وماشي الحال مع بعضنا البعض وانا وفؤاد السنيورة تعاونا أكثر من
المستطاع إبان الحرب وهذه واجباتنا، تفاجأت مع الأسف كنت جالسا الى جنبه يدي على
يده واتفقت قبل يوم معه ومع وليد جنبلاط الذي كان موجودا وقال الجلسة ما ستكون
الخميس حين تكون رجعت انت من إيران حرفيا لكن خرج وعين الجلسة، وانا جالس مكاني
وعندما شعرت بهذا الموضوع خاطبتك انت من بين كل الجالسين قلت أنا أتوجه لعميدنا
غسان التويني أنا دعيت للتشاور لأنه ليس مرحبا بنا في الشارع فإذا أردتم ان تلجأوا
الى الشوارع هذا موضوع آخر اللهم اشهد أني بلغت تذكر هذا الكلام.
تويني: نعم اذكره جيدا مسجل
الرئيس بري: لاحظ ماذا حصل وصلنا للشوارع ثم نزلنا جميعنا للشوارع وحصل استشهاد
لمواطنين ولولا لم يكن هناك عقلاء من كل الأطراف العقلاء ليس من قبل المعارضة فقط
العقلاء كانوا من قبل المعارضة وكان عقلاء من قبل الموالاة وكانت ترى الوضع كيف هو
نهار الأحدث ماقبل الفائت المجزرة التي صارت كان مخطط لها ماذا مان مخططا الى غودة
الموضوع الطائفي بين المسيي وبين المسلك بك بيعرف لحد الأدنى قديش في ناس موقوفين
والتحقيقات ماشية وانا اتابعها عن كثب حتى نعرف كيف بدأ أطلاق الرصاص وكيف أطلق
الرصاص حسب معلوماتي هناط ضابط اطلق مئة رصاصة هذه ليست معلومات مني، انا احكي ولا
اريد ان استعجل التحقيق.
سلمان:انه يصطاد العصافير.
الرئيس بري: عندما قيل انه يوجد محققون وان بعض المحققين اعتذر عن متابعة التحقيق
كنت مسرورا جدا لم اكن هنا، ولكن عندما عرفت ان القاضي سميح الحاج تنحى عن الملف
سررت أتعرف لماذا؟ لأنه شيعي لا أريده هو ان يحقق .
حجازي: قالوا انه انت يا دولة الرئيس طلبت منه.
الرئيس بري: إنا لم اطلب منه ولكن كنت سعيدا جدا لتنه تنحى، لماذا حتى لا يقال انه
والله هذا شيعي بدو يجرب الناس لا خليه يكون هو دائما يكون انسان يحاول قدر ما
يستطيع إذا جاءك الهواء من نافذة أغلقها المهم المشكلة في لبنان ما هي؟ الاستاذ
تمام سلام إبان الحرب حرب تموز التقيت به وقال لي "ليك" قلت له "ماذا"؟ فقال لي:"في
بلبنان أشخاص ينتمون الى لبنان يفتخرون بلبنانيتهم ولكن ليس بوطنهم يفتخرون
بلبنانيتهم ولكن ليس بوطنهم". مشكلتنا في لبنان نريد ان نعمل شي انه جميعنا
لبنانيين جميعنا لبنانيين أنا لا اتهم لأحد انه غير لبناني، ولكن نريد ان نعمل لأجل
الوطن أنا حاضر ليس لحوار لعشرين حوارا ولعشرين، ولأعود لهذا الموضوع أما إذا لا
فعلة طريقة جورج قرداحي اريد ان استعين بصديق.
تويني: يجب الان ان نتوقف عن البحث عن الماضي ونرى ماذا باستطاعتنا ان نفعل في ما
بعد من اجل إعادة الحل الى لبنان وان ياتي حل صنع في لبنان.
سلمان: جميعنا يعرف ان الأزمة اكبر بكثير من ظواهرها، هناك أزمة سياسية وازنة
اقتصادية وأزمة اجتماعية وازمة ثقافية، وعندنا كل أنواع الأزمات، هناك أزمة في
المدارس، انشقاقات فظيعة على قاعدة مذهبية وعلى قاعدة طائفية، وهناك أزمة مماثلة في
الجامعات، وفي السابق لم يكن عندنا مواطن بالمواصفات العالمية، إنما اليوم هناك جيل
مشوه بأكمله وأزماتنا تتعمق يوما بعد يوم، وكل يوم هناك يأس متزايد من هذا النظام
عموما، والحق مع الناس بان هذا النظام وصل الى مرحلة التقاعد وصار يجب ان يتقاعد
ويجب البحث عن شيء.هذه الطبقة السياسية لم يعد يعقد عليها أمل اطلاقا، وهناك خمسون
دليلا على فشلها، إضافة الى انه كلما فشلت هذه الطبقة السياسية يزداد النفوذ
الأجنبي والانشطار على قاعدة سياسية مغطاة بالطائفية والمذهبية. هناك أزمة عضوية
حقيقية تمس عمق النظام وهيكليته الكاملة، والطائف نفسه لم يعد الناس تثق فيه بأنه
قادر على حل مشاكلها، والناس عادت الى مقولة انه كل عشر سنوات ستحصل حرب أهلية،
وبالتالي نعيد النظر بالنظام وبمقوماته ومؤسساته ومكوناته.
تويني: هذا كله لانه لا يوجد احد درس التاريخ كما هو، وغير صحيح ان لبنان في حالة
حرب أهلية دائمة، حصلت حرب أهلية العام 1840 واستمرينا عشرين سنة بخير وسلام حتى
1860 اي عشرين سنة، أنا اسألك ان تعطينا عشرين سنة سلام الان.
الرئيس بري: إذا أردنا العودة الى الأسس وأنت استاذ غسان تعرف هذا الأمر والآن
سنعود نحكي بالرومانسية.
غسان تويني: وهل الرومانسية اهانة؟
الرئيس بري: "كلا ليست إهانة ولكن العلة سياسية، وانا اشهد ان اكثر حزب استطاع ان
يتجذر فيها من تجذر عكسها هو الحزب السوري القومي الاجتماعي وهي موضوع الطائفية في
لبنان وهذه كلمة قلتها للقوميين في لبنان. هناك علة بالنظام اللبناني وهو النظام
الطائفي. هذا النظام الطائفي ما من شك في انه بالامكان مداواته ولكن مع الأسف نحن
نضع على الجرح ملحا دائما في كل عملنا. عام 1963 كان لي شرف ان أكون رئيس طلاب
لبنان وقد القيت محاضرة في الجامعة الاميركية، ومنذ أيام نشرتها "الثقافة العربية"
فقرأتها، والآن لا مانع لدي من ان اشطب نبيه بري رئيس اتحاد الطلاب الجامعيين في
لبنان واكتب نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني.
لا تزال العلة والآن ازدادت أكثر، وأريد ان الفت الى أمر وهو كم كان عدد المدارس
التي تخص طائفة أو مذهبا معينا في لبنان في الستينات والسبعينات، والجواب أنها كانت
اقل بكثير من الآن إذ لا توجد طائفة اليوم الا ولها مدارسها وجامعاتها ومستشفياتها
وأصبح لها اذاعاتها وتلفزيوناتها فكيف يمكن الوصول الى نتيجة اليوم بهذا الامر؟ اذا
وضعنا على النار طنجرة ووضعنا فيها ماء وبرغلا وبصلا وعدسا، أكيد لن نأكل كستلاتة
بل سنأكل مجدرة. نحن نغذي هذه الروح الطائفية والمذهبية في البلد".
سلمان: تحدثت منذ قليل واستذكرت ان قانون انتخاب عام 1960 أصبح مطلبا، أي نرجع الى
الوراء 48 سنة، وبدلا من ان نتقدم باتجاه النسبية والغاء الطائفية والتعاطي مع
المواطن كمواطن، نرى انه حتى في قانون 1960 هناك من يريد تعديله بحيث يصبح الماروني
ينتخب مارونيا والارثوذكسي ينتخب ارثوذكسيا والسني ينتخب السني أي حروب أهلية
مفتوحة ودائمة يمكن أن تغطي كل الاجيال المقبلة".
حجازي لسلمان: وصلنا الى ما وصلنا إليه وكل الابواب مغلقة وعمرو موسى اعترف ان
المفاتيح التي يملكها لم تستطع ان تفتح. نريد ان نرى ماذا يوجد للمستقبل وما هي
رؤيتك للمستقبل.
أجاب: "كادوا ان يغلقوا لنا ابواب المستقبل سواء الذي عندنا او حولنا والذي ابعد.
البارجة "كول" اتت لتفتح لنا باب المستقبل، وان شاء الله ان لا يحصل لها كما حصل في
اليمن. اعتقد اليوم اننا في حاجة لاعادة تأسيس جديدة لان نسبة الخلافات الحادة،
صرنا مختلفين على البديهيات البسيطة، انا مواطن لبناني وانت مواطن لبناني، انا لي
حقوق بهذه الدولة وبهذا النظام مثل حقوقك وانا لي رأي وانا كمواطن لي حقوق بسيطة
وبديهية. هناك عطل اساسي في النظام وعطل في الطبقة السياسية لا احد يستطيع تبرئتها
اطلاقا من المسؤولية. هناك وضع عربي مترد يعكس كل بلاويه علينا وهناك صراع اقليمي
دولي يعكس آثاره علينا ايضا. نحن غير قادرين على ان نحمي وحدتنا الوطنية".
حجازي: ظاهر المشكلة هو حكومة وحدة وطنية وشراكة وحصص ولكن الخلاف الحقيقي هو على
موقع لبنان.
سلمان: "ممكن ان تكون ضمانات حكومة الوحدة الوطنية والحكم القادر والمؤهل وعنده ثقة
شعبية حقيقية. هذه ممكن ان تكون ضمانات ضد هذه المخاطر ولكن مع الاسف حتى هذا
عاجزون عنه".
حجازي: كيف سنواجه دولة الرئيس هذه المرحلة التي يتحدث عنها الاستاذ تويني؟
النائب تويني: "لا نريد رومانسية ولا تحليلا ساذجا. الدول ليست جمعيات خيرية. لا
يوجد دولة تخدمك مجانا او تكون حليفتك اذا ليس لها مصلحة بمحالفتك، ولا يوجد نظام
عربي افضل من نظامنا حتى نطلب منه ان يعطينا الدواء. كنا في مؤتمر في قطر وأجرى
احدهم مداخلة تهليلا للاستقرار. قلت له: اذا كان الاستقرار مثل الاستقرار الذي كان
في العراق أيام صدام حسين لا نريد استقرارا والطائف ليس مقدسا ولا منزلا، لا قرآن
ولا انجيل. مع هذا الطائف هناك حلول لم تطبق عمدا لان هناك من يريد ان يبقي الأزمة
الدستورية دائمة في لبنان حتى يبقى لهم حق التدخل ويملوا لك قضيتك. حل لبناني
مستوحى من الطائف يكرس الأشياء التي في الطائف هي قواعد ممكن أن تكون عشرات، بمعنى
دول فهمت أنها مثالثة، لا نريد ان نستشهد بالإمام محمد مهدي شمس الدين ولكن هذا
الكتاب يجب ان يقرأ عدة مرات دولة الرئيس"ٍ.
الرئيس بري: "حتى بموضوع العشرة+عشرة+عشرة، أنها مثالثة ويقال أنها ضد الطائف وهذه
ضد الأخوان السنة. الثلاثة غير صحيحة. أولا، العشرة التي تخص المعارضة لن يكونوا
كلهم لطائفة والعشرة التي تخص الموالاة لن يكونوا لطائفة والعشرة التي تخص رئيس
الجمهورية لن يكونوا لطائفة. يوجد سؤال شرعي ومعقول؟ كيف تكون الموالاة متوازنة مع
المعارضة؟ صحيح ان الموالاة 68 والمعارضة 56 ولكن كيف يمكن ان تعطي حصة للموالاة
كما تعطي المعارضة؟ أجبت ان هذا الأمر غير صحيح. رئيس الحكومة سيكون من الموالاة.
اعطيني شخص رئيس الحكومة وخذ 29 وزيرا، بمعنى آخر لماذا؟ ان إعداد جدول أعمال هو من
رئيس الوزراء لذا حصة رئيس الوزراء. تنعقد جلسة مجلس الوزراء اما إذا حضر رئيس
الجمهورية وحده الجلسة لا تعقد، إذا صدر قرار من مجلس الوزراء ولم يوقعه رئيس
الجمهورية على 15 يوما مرتين بتفسيري أنا الدستوري. الرئيس السنيورة اختصر الخمسة
عشرة يوما بمرة واحدة يصبح القرار نافذا بدون رئيس الجمهورية. لا يوجد قرار يعتبر
نافذا بدون توقيع رئيس الحكومة".
أضاف: "اذا استقال رئيس الحكومة طارت الحكومة، إذا استقال رئيس الجمهورية ترث رئاسة
الحكومة اي رئيس الحكومة، يعني اليوم رئيس الحكومة هو العمود. الخيمة الحكومية هي
الداعمة الرئيسية. إذا، عندما تأخذ رئيس الحكومة من ضمن العشرة التي تخص الموالاة
انت هنا تأخذ كل الضمانات اللازمة بالنسبة لك، ولك هذه الحقيبة. على كل حال لا أحد
يطلب أبدا. إنك لا تطلب المستحيل. السياسية هي فن الواقع. يوجد أناس لها علاقات
وانا لست ضد العلاقات. التوافق يجب ان يكون لبنانيا لبنانيا اولا وعلى اساس هذا
التوافق اللبناني - اللبناني انت تعكس للمخارج، والذي يعتقد ان الخارج هو الذي يعمل
الوفاق الداخلي انا ضد هذا الرأي واكبر دليل على عدم صدق هذا الامر ان عدم الوفاق
الداخلي الآن انعكس خلافا على الخارج. كنا ننتظر بمعنى "جاء المستوي عند المهتري
قال له اعطيني دواء للعافية" يعني كنا ننتظر ان يأتي الآخرون ويصالحونا، أصبحنا نحن
احد أسباب خلاف الخارج لذلك لا بد من وحدة الصف الداخلي في جميع الميادين. أهم من
ذلك كله الخطر الاسرائيلي، والاسرائيلي يتحين الفرص للانتقام للهزيمة و"كول" وغير
"كول" جاءت بهذا الإطار. أهلنا في الجنوب اعلم كم يعانون، علينا ان نتوحد ولا يجوز
ان يأخذ كل واحد حقوقه بأي مفاوضات. لا يفكر احدا أنه يستطيع ان ينتصر على الآخر في
لبنان، مع العلم باننا تقاتلنا عام 1975".
وتابع الرئيس بري: "صديقك الإمام موسى الصدر قال: "أهم أساليب المقاومة هي الوحدة
الوطنية". لذلك لا بد من التوافق الداخلي. لا احد يستطيع ان يأخذ كل شروطه وانا
عندما أحاول تدوير الزوايا أو أقول 19/11 مرفوضة، مع العلم أنه بحسب التمثيل أنا مع
العماد عون مئة بالمئة، انت نسبتك 45% عليك اخذ 45% ولك الحق ب"13 وشوي"، ولكن مع
هذا نحاول ان ندور الزوايا ولكن طبعا ليس على اساس ان تضعني في النهاية "برزان"
تزمر بي عندما تريد".
حجازي للرئيس بري: عمرو موسى من وقت ذهابه الى الآن لم تفتح خطوط بين بعضكم
أجاب: "من قال لك هذا؟"
سئل: لا يصدر في الاعلام أي تواصل بينكم كقيادات.
أجاب: "بالأمس ذهب الرجل. واليوم أقول أن الطريق الممر الوحيد للوحدة الوطنية هو
التوافق الداخلي وهذا الامر ينعكس على الخارج. أنا لست ضد ان ينعكس أو انك تستفيد
من هذا كل شيء.
النائب تويني: "مجلس النواب هو الموئل الذي سيتم فيه التوافق وليس الشارع. على
الناس الا يفكروا بالعودة الى الموضة التي كانت سنة 1975، كل واحد ينتظر حاملا
بجيبته خرائط عدة لكي يقص الكانتون الذي يريد".
الرئيس بري: "كيف والتسلح والتدريب وكل شيء. انا اعرف ماذا اقول".
النائب تويني: "التسلح والتدريب بسيطة، هو الاداة، إنما التفصيل هو الكانتونات. يجب
ألا نيأس. نريد ان نصل مثل مسرحية الرحباني التي تقول: "إذا الشعب لا يعجبك نغير
الشعب"، يعني إذا أجرينا الانتخابات يعود النواب نفسهم باستثنائي. أنا لاثني نائب
بالصدفة لان الاستاذ نبيه قال لا تنزل انت مكان ابنك".
أجاب الرئيس بري: لا، لا.
تويني: يعني إذا أجرينا انتخابات الآن، ممكن ان يعود النواب نفسهم، لكن انا نائب
بالصدفة، لأن الاستاذ نبيه قال لي: انت بتنزل مطرح ابنك. وقلت: أنها المرة الوحيدة
التي يرث أب ابنه. فيجب ان نجد شيئا ضمن هذا النظام ونخرج بشيء يستحقه هذا النظام،
نظامنا الديموقراطي هو افضل نظام في العالم العربي.
سلمان: أهم شيء ان يكون ديمقراطيا.
الرئيس بري: أهم شيء ان يكون ديمقراطيا.
تويني: كيف يجب ان نعمل هذا النظام ديمقراطيا.
سلمان: وأكثر من ذلك كيف يجب ان نحمي المقاومة والديمقراطية.
تويني: لن نلغي الطوائف، إلغاء الطائفية وليس إلغاء الطوائف.
الرئيس بري: لا أبداً.
تويني: أنا اعتبر انه يجب ان نداوي الطوائف لا ان نرجعها لأصولها. وهناك أمور
دستورية يجب ان نقوم بها فورا، اولا يجب ان نضع قانونا لكيفية الترشح لرئاسة
الجمهورية، ابتداء من الرئاسة المقبلة وليس للان، يكفينا استعراض ملكات جمال، نذهب
عند البطريرك ونذهب عند آخرين ونطلب منهم اختيار مرشحين.
سلمان: يعني حتى نستعيد الكرامة للمواطن.
تويني: نعم، ما حصل في أميركا اليوم مثلا أعجوبة، هل الأمل الوحيد لتتغير اميركا ان
ينتخبوا الشخص، ابراهام لنكولن يقول من قبره الآن انه سعيد لأن رئيس اميركا سيكون
نصفه فرنجي واسمه مسلم، هو ليس مسلما لكن اسمه مسلم، وهذا الامل الوحيد لتغيير
اميركا وهذا ما سيحصل.
سلمان : يعني نستورد واحد نصف اسود ونصف مسلم.
تويني: لا نحن لا نحتاج ذلك لأنه لدينا كل الأشكال حمدا لله، اعتقد انه ممكن جدا
وبيدك يا دولة الرئيس ان تقفل حسابات الماضي.
الرئيس بري: خصوصا انا مثل ارتين بعد شوي.
تويني: انت الوحيد، انت المسؤول اليوم، ونفتح بابا جديدا، لجنة الحوار التي تريد،
وقميتها أنها مختصرة الشعب اللبناني ومجلس النواب، لقد أثبتنا بالحوار اثنا قادرون،
على كل واحد ان يلاقي الآخر بالحوار.
سلمان: ممكن اليوم ان تعود لجنة الحوار بنفس الصيغة والمناخ وبنفس الروح.
تويني: نعم طبعا.
الرئيس بري: انا أقول لك نعم، وهو أيضاً لكن غيره لا.
تويني: نذهب معا ونقنعهم.
سلمان: مع احترامنا، انتم أقوى من الدول التي تلعب بنا، وانا اريد ان اذكر واقعة
مخيفة، اتصل بي أمس الأول المفتي قباني وكان لديه الدكتور حسين يتيم يعرض له مجموعة
وقائع تحصل في المدارس.
الرئيس بري: صحيح.
سلمان: هناك أمثلة حسية في المدارس، من روضات الأطفال للجامعة، يعني أننا نستولد
جيل وجيلين لحروب أهلية مقبلة، يعني الخطر ليس على الحاضر.
تويني: طبعا، هذا ما قلته، يجب ان نغير الطوائف.
سلمان: لسنا قادرين ان نستنقذ الحاضر بالصيغة المثالية، فعلى الأقل نستنقذ ما يعني
اولا حب اللبناني للبناني وثانيا ان يكونوا لبنانيين.
تويني: انا لا أيأس من إنسان حتى ولو اخطأ.
الرئيس بري: علنا ان نصل الى حل سياسي وبعد ذلك كل الامور تبحث.
حجازي: كلمة أخيرة دولة الرئيس، لا اعرف إذا أصبح لدى الناس خلاصة ان الوضع ليس
مقفلا نهائيا، لا يزال هناك شيء ما للاطمئنان، ولكن في إحدى الافتتاحيات لصحيفة
عربية محترمة قيل: عندما يقول الرئيس بري ان لبنان على كف عفريت هذا يعني انه ابعد
من قرع ناقوس الخطر.
سلمان: هل صرنا على ظهر "كول"؟
كلمة الرئيس بري الأخيرة: هذا الكلام قلته ونتائجه تظهر على الأرض، ولكن لا يوجد حل
إلا بمقاومته، بوحدة وطنية لبنانية، والوحدة الوطنية اللبنانية يجب ان تقوم على
اساس التوحد السياسي لان هذا الذي يعطي المناعة.