عقد الرئيس بري مؤتمراً صحافياً بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في قصر الرئاسة
في مصر الجديدة بحضور حشد من المراسلين المصريين والعرب. استهله بالقول:
"اللقاء مع سيادة الرئيس حسني مبارك كالعادة كان مشرفاً ومميزاً، والمواضيع التي
تناولها هي: العلاقات بين لبنان وسوريا انطلاقاً من الحوار اللبناني اللبناني
والقرارات التي توصل إليها المتحاورون بعدما تسنى لي أن أطلعه على أجوائها،
وتناولنا أيضاً موضوع العلاقات الفلسطينية والأزمة التي تشتد وتنذر بعواقب خطيرة
بين إخواننا الفلسطينيين، والملف العراقي وضرورة العمل بكل جدية لحفظ وحدة العراق
وعروبته وتأمين سلامته. وبصراحة مصر هي أم العرب وهي اكبر دولة عربية، لنا حق
وعليها واجب أن تساعد في هذه الأمور، وشاءت الأقدار أن يكون على أكتافها هذا الحمل
الكبير الذي يكاد ينسينا الصراع مع إسرائيل. لذلك تناولت هذه المواضيع، وأستطيع أن
أقول إن سيادة الرئيس متفهم وكان ايجابيا في كل من المواضيع الثلاثة التي أثرتها".
وعن نتائج الحوار في لبنان قال الرئيس بري:
كان على جدول أعمال الحوار 12 بنداً، واستطاع المتحاورون أن يجمعوا على عشرة بنود،
وبقي البند الأخير الذي هو موضوع النقاش والذي أحب دائماً أن أقول عنه بحث سلاح
العدوان وليس سلاح المقاومة، لان المقاومة كانت نتيجة للعدوان الإسرائيلي على لبنان
وليس العكس. وأنا أقول أنني أكثر من متفائل بإجماع اللبنانيين على هذا الموضوع، فهل
يعقل أن نقارب الأصدقاء والأشقاء في قراراتنا بالإجماع ولا نستطيع أن نأخذ موقفا
بالنسبة للأعداء؟ هذا أمر غير معقول ولم يعوّد اللبنانيون أنفسهم على ذلك. أما
بالنسبة إلى المبادرة والمساعدة العربيتين، فهذه المساعدة ليست للحوار، بل لتنفيذ ما
تقرر في الحوار، والسبب الرئيسي والحقيقي لمجيئي إلى مصر، إضافة إلى أننا دائما
نشتاق إلى مصر والى التشاور والاستفادة من خبرات مصر ومن توجيهات سيادة الرئيس، هو
أنني أردت وساطة عربية تتحرك في سبيل هذه المقررات، لان العبرة دائما في تنفيذ أي
مقررات".
سئل: كيف ستترجم هذه المبادرة؟
أجاب: "هذا يعود إلى ما تقرره مصر ورئاسة مصر، وليس إلي أنا".
سئل: بعد زيارتكم لسوريا، قلتم أن أبواب دمشق مفتوحة أمام كل المسؤولين اللبنانيين،
ماذا حصل بعد ذلك لتعود وتطلب مساعدة عربية أو مساعدة مصرية؟
أجاب: "ليس سبب التأخير سوريا، كان السبب عوامل عدة، منها سورية ومنها لبنانية،
وأستطيع أن أقول أن منها لبنانية أولاً وبعد ذلك سورية".
ورداً على سؤال قال الرئيس بري:
"ليست المبادرة الآن وما أقوم به لأجل زيارة، ما زال موضوع الزيارة (زيارة الرئيس
السنيورة لدمشق)، منذ مجيئي من سوريا على وضعه، يعني لا تزال الأبواب مشرعة وما زلت
على كلامي. الآن أقوم بشيء اكبر بكثير، هناك بنود اتفقنا عليها في الحوار تتعلق
بالعلاقات اللبنانية السورية بينها العلاقات الجيدة والايجابية، ومن بينها علاقات
دبلوماسية وترسيم حدود في ما يتعلق بالبقاع والشمال، وتحديد في ما يتعلق بموضوع
الجنوب، وأيضاً هناك موضوع الملف الفلسطيني الذي هو بمنتهى الخطورة، خصوصا إذا حصل
صراع لا سمح الله بين الفلسطينيين أنفسهم، وهذا الأمر ينعكس كثيرا على الساحة
اللبنانية. ومرة أخرى قلت واكرر القول، انه على "فتح" أن تساعد "حماس" على انتصارها
وعلى "حماس" أن تساعد "فتح" على هزيمتها، وعلى العرب والمسلمين وخصوصا على مصر ان
يساعدوا الأخوة الفلسطينيين للخروج من السجن الإسرائيلي. هذا الأمر ينعكس على لبنان
وعلى مقررات الحوار، وبالتالي الموضوع العراقي وغيره. أنا الآن في صدد هذه الزيارة
التاريخية وغيرها من تحركات في سبيل تحقيق هذه المطالب وليس أي شيء.