وقائع المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس بري بعد الجولة الحوارية الثامنة


 

عقد الرئيس نبيه بري مؤتمراً صحافياً الثلاثاء 16/5/2006 عقب ارفضاض الجولة الحوارية الثامنة التي استمرت من الحادية عشرة ولغاية الثالثة بعد الظهر.

قال فيه:

قبل أن أتحدث عن بعض الأمور التي وضعت أو المقررات التي توصلنا إليها اليوم، أود أن أقول مرة ثانية طبعا، وأنا أتفهم هذا الأمر سلفا، ان الأجواء الإعلامية والصحافية التي سادت في الفترة ما بين الاجتماعين الحالي أي اليوم وما قبله، أوجدت جوا من التشاؤم خصوصا لجهة التحليلات الصحافية في ما يتعلق بموضوع الحوار، وأكثر التعليقات كانت تشير وكأن الحوار يسير من اجل الحوار. والحقيقة ان هذا الكلام لا يتمتع بالدقة، مع احترامي لكل الزملاء والأخوة الصحافيين الذين قالوا مثل هذا الكلام، لان المواضيع التي توصل إليها الحوار كانت من الأمور المستعصية الممنوع الكلام عنها قبلا، والمواضيع التي كانت متبقية حتى اليوم هي أيضاً من هذه المواضيع، وليس هناك موضوع اقل جدية من غيره من المواضيع التي أدرجت على جدول الأعمال لاسيما أنها كلها لم تكن داخلة في باب الطائف وفي دستور الطائف".
أضاف: "بعد هذه المقدمة، أقول إننا دخلنا اليوم في الموضوع الأول المدرج على جدول الأعمال وهو مسألة رئاسة الجمهورية، التي لم يتوصل المتحاورون أو مؤتمر الحوار إلى اتفاق في شأنها، ونحن سبق وقلنا، عندما نفشل في موضوع ما، فسنعلن إننا فشلنا فيه ولا نخجل من ذلك، لأنه في العمل الديموقراطي ليس المهم فقط الوصول إلى اتفاق، إنما كيف تدير الاختلاف في شكل يظهر انك متفق حتى على الاختلاف".
وتابع: "إذاً، لقد أعيد نص ما توصلنا إليه بالنسبة إلى مسألة رئاسة الجمهورية، فلم يصل المتحاورون إلى اتفاق، وبالتالي تم الانتقال إلى النقطة الأخيرة على جدول الأعمال وهي الموضوع المتعلق بالسياسة الدفاعية وسلاح المقاومة. ففي الموضوع الثاني، أيضاً بدأناه بشرح مطول لكل أبعاده، من العدو الإسرائيلي والخطر على لبنان ومواضيع احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مرورا ببقاء المعتقلين في السجون الإسرائيلية وموضوع الألغام والأطماع الإسرائيلية، وصولا إلى الاستراتيجية الدفاعية التي يجب ان تكون عليها والتي يجب أن نحرص عليها كلبنانيين جميعا، سواء أكان الجيش أم المقاومة. بدأنا بعرض شامل ودقيق وشفاف جدا قدمه الأخ السيد حسن نصر الله على مدى أكثر من ساعة، تم الاتفاق بعده على تأجيل الجلسة لمتابعة بحث هذا الموضوع، إلى يوم الخميس في الثامن من حزيران، الساعة الحادية عشرة قبل الظهر. والسبب في تأخير الموعد إلى هذا التاريخ مرده إلى انشغال بعض الزملاء من القادة المتحاورين بارتباطات في الخارج، إضافة إلى انشغال بعض الفاعليات بأعياد التحرير التي تصادف في 24 أيار والأول من حزيران".
وسئل عما إذا وافق فريق 14 آذار على التسليم ببقاء الرئيس إميل لحود حتى نهاية ولايته، ام لديهم أجندة خاصة. فأجاب: "أولاً، لا تطرحوا عليّ أسئلة تظهر وكأننا أطراف، سواء 14 شباط او 14 آذار، و14 آذار (
(plus أو 14 آذار (moins)، فنحن على طاولة الحوار جميعنا يقرأ في كتاب واحد. المهم في هذا الموضوع، انه حتى الآن لا تزال تصدر عن المتحاورين القرارات بالإجماع".


قيل له: البعض عوّل على انعكاسات ايجابية لزيارتكم إلى دمشق على طاولة الحوار؟
أجاب: "استغرقت مناقشة هذا الموضوع أكثر من ساعة في بداية الجلسة، ووضعت الأخوة المتحاورين في أجواء الزيارة إلى دمشق. كان هناك جلسة مع دولة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة كما تعلمون بالأمس، وكان جميع المتحاورين من دون استثناء، مؤيدين لهذه الخطوة والانفتاح على الأخوة السوريين، وبالتالي هذا الموضوع سيستكمل. وكما قلت وأكرر، إن أبواب دمشق مفتوحة ومشرعة".


سئل: هل ما توصلتم إليه اليوم يعني إقفال ملف رئاسة الجمهورية نهائيا؟
أجاب: "كيف نهائيا، وهل يعني إذا حصل زلزال في مكان ما نكون مسؤولين عنه؟ ما أستطيع قوله أن هناك اتفاقا بالإجماع، وما حصل هو ان المتحاورين مختلفون على هذا الموضوع، وبالتالي لن نصل إلى اتفاق فانتقلنا إلى البند الأخير المتعلق بسلاح المقاومة، ولم يعد موضوع الرئاسة مسألة بحث على طاولة الحوار".


سئل: لماذا لم تتوصلوا إلى اتفاق على تغيير رئيس الجمهورية طالما إنكم متفاهمون على وجود أزمة حكم؟
أجاب: "نحن جئنا إلى هنا لنتحاور مع بعضنا البعض لنتوصل إلى اتفاق، أليس هذا صحيحا، وها نحن نقول إننا لم نستطع الاتفاق على أن يكون هناك إجماع سواء سلبيا أم ايجابيا، على هذا الموضوع. لقد توصلنا اليوم إلى هذه النتيجة، ونقول بكل صراحة أننا، نعم نحن لم نتوصل إلى اتفاق حول هذا الموضوع. ومن هنا أشير وأذكر، انه منذ اليوم الأول للحوار أي منذ الثاني من آذار الماضي وكان أيضاً نهار خميس، عندما استعرضنا جدول الأعمال قلت يومها أنني أرى أن هذا الموضوع لا يمكن حله على طاولة، وبالتالي اطلب مساعدة الجميع ومؤازرتهم، ولكن لم يكن هناك مطاوعة. وبدأنا نحاول ونسعى الى التوصل لحل ولم نتمكن، والمهم أننا ندير خلافاتنا في شكل وطني أيضاً".
 

سئل: هناك وجهة نظر تقول بضرورة أن يكون سلاح المقاومة في يد الدولة، ألا ترى ذلك مصادرة لهذا السلاح؟
أجاب: "لكل واحد رأيه، ونحن لنا رأينا، وأنا شخصياً في هذا الموضوع طرف وطرفين وثلاثة أيضاً. ولكن المهم اننا نسعى الآن إن شاء الله، إلى التوصل في هذا الملف خصوصا لمصلحة لبنان، ومصلحة الدفاع عن لبنان وعن وحدته، ومصلحة الجيش اللبناني، ومصلحة المقاومة، إلى موقف واحد موحد. وأنا متفائل في هذا الموضوع ولست متشائماً".


وعن الخطوط العريضة لاستراتيجية الدفاع، قال الرئيس بري:

"إذا أردنا أن نتحدث في هذا الموضوع لا ننتهي في ساعتين، ويكفي ان إسرائيل لا تتمكن حتى ولو أرادت، من ان تضرب عامل القوة الكامن والقائم لدى الشعب اللبناني وفي قلوبهم".


سئل: هل استعرض المتحاورون أي ترشيحات جديدة لرئاسة الجمهورية؟
أجاب: "أبداً، كلا، ثم كلا، لم يتم أي ترشيح".


سئل: هل صحيح أن الدكتور سمير جعجع قدم استراتيجية دفاعية على غرار الاستراتيجية الدفاعية في الجولان؟
أجاب: "حتى الآن لم يتكلم الدكتور سمير جعجع في هذا الموضوع، والكلام اقتصر على العرض الذي قدمه السيد حسن نصر الله، وانتقلنا إلى الجلسة المقبلة لنسمع رأي باقي الأطراف في هذا الأمر".


سئل: هل يعني استمرار عرض الاستراتيجية الدفاعية إطالة للبحث في هذا الموضوع بعد العرض الذي قدمه السيد حسن نصر الله؟
أجاب: "العرض الذي قدمه السيد نصر الله هو بناء على طلبنا، ثم هل هناك شك في أن هذا الموضوع يحتاج إلى الوقت؟".