كرّم
رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الأربعاء 18/5/2005 في قاعة الاحتفالات بقصر
الأونيسكو الوزير والنائب السابق السيد محمد صفي الدين في حضور منوع تقدمه الرئيس
رشيد الصلح وحشد من النواب الحاليين والسابقين والشخصيات. واعتذر رئيس مجلس الوزراء
نجيب ميقاتي عن عدم الحضور لارتباطه باجتماع مجلس الوزراء وقدّم الحفل الدكتور غازي
قهوجي الذي قرأ أبياتاً من قصائد الشاعرة الراحلة ناديا تويني عن الجنوب "التي لا
تزال تحفر في الروح، وتمسك بمفاتيح العين والقلب والذاكرة".
استذكر الخطباء الإمام السيد موسى الصدر والعلاقة التي جمعته بصفي الدين، وكانت خطب
الإمام ومواقفه محور كلماتهم.
بداية، ألقى الأستاذ غسان تويني كلمة أشاد فيها بمسيرة صفي الدين ووصف في شهادته
الشيعة بـ "طائفة الشهادة بامتياز".
وقال:
"أحسن هدية هي العودة إلى إنشاء "جبهة وطنية للمحافظة على الجنوب"، ليس فقط لتحصينه
ضد عدوان إسرائيلي لا يزال ممكناً تحصينه قرية، قرية، أيا كانت طوائفها، وتسليح
الأهالي وتدريبهم وتشكيلهم فصائل متعاملة مع الجيش. وخطة هذا التحصين وضعت في قرار
متكامل لا يزال السيد حسين الحسيني مؤتمناً على نسخته الأصلية التي وافق عليها
سماحة الإمام وتوافق الجمع حوله".
ودعا
إلى "التعلم من اختيارات صفي الدين".
ثم
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان كلمة جاء
فيها:
"مقارنة بين رجالات الأمس ورجالات اليوم تبين كم كانوا متميزين بلياقاتهم واحترامهم
للآخرين، كان لهم نكهة خاصة، نحن لا نقلل من قيمة رجالات اليوم، نحن نعترف ونقر،
ولكن لا يمكننا الا ان نكون منصفين، لنقول: ان الأدب السياسي كان مختلفاً، وان
التعاطي مع الآخرين كان بأسلوب مختلف، ارتكز في كثير من الأحيان على مبدأ التواصل
والصفح والتسامح.
ودعا
كل السياسيين إلى التعامل مع الناس بأدب وبأخلاق وتواضع وان يكونوا في خدمة الناس
والتقريب والتوفيق بين الجميع وان يعملوا لخدمة الوطن".
وأضاف: " والأخ ابو شوقي من رواد هذه المدرسة الوطنية بامتياز، كان يتعامل مع
الجميع بالتساوي وبخلق وانفتاح، كل ذلك من أجل مصلحة لبنان، من أجل العيش المشترك.
لقد أدى دوره بأمانة وصدق، واختير أميناً عاماً لجبهة المحافظة على الجنوب التي
أسسها الإمام الصدر فتعاون مع الجميع، وتشاور معهم، لم يفرق بين قريب أو بعيد، كان
همه المجتمع، كل المجتمع، بكل اتجاهاته وتكويناته، كان يدرك تماماً ان لبنان
بجناحيه المسلم والمسيحي، وان الجنوب هو المستهدف وإسرائيل هي الخطر الأكبر على
لبنان، وعلى صيغته، وهي لا تزال تشكل هذا الخطر، وعلينا جميعاً إذا كنا أوفياء
للإمام الصدر ولمدرسته، ان نفوّت على العدو الإسرائيلي كل الفرص، وان نتحد جميعاً،
ونتعاون لما فيه مصلحتنا وأمننا واستقرارنا، وتعزيز عيشنا المشترك. هذا ما آمن به
الإمام الصدر، وما نؤمن به نحن، وندعو الجميع إلى التمسك بهذه الثوابت التي لا نرى
مستقبلاً للبنان إلا من خلالها. وقال: نؤكد على رفضنا لأي خطاب طائفي ودعوتنا
الدائمة إلى ضرورة الاعتدال والانفتاح، واعتماد الحوار وسيلة لبلوغ وتحقيق كل
الأهداف الوطنية".
ثم
ألقى الرئيس بري كلمة تبنى فيها ما ورد في كلمة الأستاذ غسان تويني وخصوصاً في
موضوع إقامة الجبهة، لكنه زاد عليها أن تكون لبنانية ولا تقتصر على حماية الجنوب
فحسب، " وهي تحتاج إلى قلم الأستاذ غسان تويني ومهارته".
وشدد
على ضرورة تشكيل "وفد موحد لبناني ـ سوري في المفاوضات"، وأكد ضرورة إقامة علاقات
ديبلوماسية بين البلدين.
ثم
منح الرئيس بري السيد صفي الدين باسم رئيس الجمهورية فخامة العماد إميل لحود وسام
الأرز الوطني من رتبة كومندور تقديراً لعطاءاته ونضالاته.
وختاماً تحدث المحتفى به السيد المكرّم محمد صفي الدين ومما جاء على لسانه:
"لقد
كان الحلم دائماً في الجنوب يسابق حركة الواقع، وكان الغد المشرق يحدو خطى العاملين
المتطلعين إلى مجتمع المساواة والتقدم والبناء لما فيه خير الوطن اللبناني والوطن
العربي الأكبر، وقد كتب على الجنوب ان يكون أول المتنبهين لأخطار مشروع غريب، مدجج
شرس، يقوم إلى جواره هو المشروع الصهيوني. فالزمن زمن الأقوياء لا يرحم المتواكل
والمتباطئ، والنهضة قدر على الجنوبي ان يحمي نفسه بنفسه من العدو ويسابق في الفداء
من موقع الأخوة القريب والبعيد. وهذا ما تحقق له لخيره وخير الوطن وخير الأمة
العربية قاطبة".
أضاف:
"قوي لبنان كله، مسلماً ومسيحياً، وقوي العرب بالخطوات التي خطاها الجنوبي النابه
العامل المنتج تواكبه المقاومة البطلة التي دحرت العدو الصهيوني وأخرجته من الجنوب
مذعوراً منهزماً. ان ما فعلته لبلدي ومنطقتي وأمتي وان رضيت عنه كرام عشيرتي وفي
طليعتهم دولة الأخ الرئيس النبيه حفظه الله، فإنه قليل زهيد لا يقاس بما أعطاه
ويعطيه الكثيرون، بل المئات والآلاف ممن نذروا أنفسهم وأرواحهم وهناء عيشهم لقضية
الجنوب والعرب".
وختم:
"الشكر والتقدير والحب لدولة الأخ الرئيس نبيه بري رفيق الإمام الصدر وحامل أمانته،
ولسماحة العلامة الكبير الشيخ عبد الأمير قبلان وللصديق المفخرة اللبنانية والعربية
الأستاذ غسان تويني على أحاطتهم لي في هذه المناسبة الكريمة بفيض من عاطفتهم
النبيلة وشهادتهم الغالية وأين أنا مما قالوا في سخاء".