استهل
الرئيس الطاهر المؤتمر الصحافي بالإشارة إلى "إنشاء سكرتيريا لمتابعة تنفيذ
الاتفاق".
وقال:
"هذا تطور بين البرلمانين ونحرص على أن ننمي هذه العلاقات". وأضاف: "إن هذه
الزيارة تعد معلما في تاريخ المجلس الوطني، وهي كما عبر الرئيس بري تمثل
الديبلوماسية البرلمانية وهي أقوى أنواع الديبلوماسية بحيث تمثل البعد الشعبي للدول
والقيادة الفكرية لهذه الدول عبر البرلمانيين الذين يمثلون شعوبهم. ولقد سعدنا من
قبل بزيارات مماثلة ولكنها لا ترقى إلى مثل عبق هذه الزيارة التي فاحت على السودان
كله وأضفت سعادة بالغة علينا جميعا".
وتكلم
الرئيس بري ، قال: "بدأت منذ الآن اشعر وكأننا في وداع وكأننا نفترق، احدهم قال
"وداع الأحبة لقاء ولقاء الأعداء فراق"، لذلك نعتبر إننا في مرحلة البعد نلتقي
دائما بحكمتكم وبحفاوتكم التي غمرتمونا بها. نأمل من كل المحادثات التي جرت سواء مع
سيادة رئيس الجمهورية أو مع سيادة نائب الرئيس أو مع دولتكم أو مع الأخوة الوزراء
أو مع الأمين العام للمؤتمر الوطني أو كل من التقيناه، كل الذي وعدنا بتحقيقه نأمل
أن نساعد وان ندفع بكل قوتنا لتحقيقه".
وسئل
الرئيس بري عن الضمانات لتنفيذ الاتفاقات التي وقعت، وعن الضغوط على لبنان بشأن
"حزب الله" وعن محادثات جنيف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فأجاب: "العبرة في
التنفيذ. هذا السؤال في محله لذلك كما تفضل دولة الرئيس الطاهر ستنشأ سكريتاريا
فورا لمتابعة كل مجريات الاتفاق.
أما
بالنسبة إلى الشق الثاني من السؤال فإن "حزب الله" هو حزب لبناني مقاوم استشهد
وناضل وجاهد ولا يزال في سبيل تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. إن المقاومة
ليست سببا إنما هي نتيجة للاحتلال الإسرائيلي، ليس لبنان من ذهب إلى فلسطين، مع أن
من حقه ذلك، بل أن الإسرائيليين هم الذين اجتاحوا لبنان عام 1978 وبعدما حصل هذا
الاجتياح بأيام قليلة لجأ لبنان إلى مجلس الأمن الدولي واستحصل على حكم من أعلى
محكمة دولية هي مجلس الأمن الدولي، وكان هذا الحكم نتيجة اقتراح اميركي عنيت بذلك
القرار 425 وتم التصويت عليه بالإجماع وهو يقضي بانسحاب إسرائيلي دون قيد أو شرط من
كل الأراضي اللبنانية. وصلت طلائع القوات الدولية إلى جنوب لبنان في آذار 1978
وبقينا ننتظر تطبيق هذا القرار حتى 1982 وبدل أن تنسحب إسرائيل جنوبا تقدمت في
العام 1982 بقيادة شارون واجتاحت لبنان حتى العاصمة بيروت. إذا ، المقاومة كانت
نتيجة لهذا الاحتلال و"حزب الله" يقوم بدوره على أكمل وجه، وبالتالي لا يوجد إي
مشكلة والشعب اللبناني كله وراء المقاومة الوطنية والمقاومة الإسلامية بكل فروعها".
وعن
مشاريع الوحدة العربية وامكان قيام البرلمان العربي الموحد، قال الرئيس بري: "إن
الوحدة حلم لطالما راودنا ويجب أن نحرص للإبقاء على هذا الحلم حتى لو كان حلما، ويا
للأسف، كل التجارب التي مررنا بها في العالم العربي منذ الخمسينات حتى اليوم كانت
كلها تؤدي إلى نزوح فكري حول هذه الفكرة، ومع ذلك أصر على القول أن نبقي على هذا
الحلم للأجيال الطالعة إذا لم نستطع أن نحقق منها شيئا، والظاهر أننا لم نحقق شيئا
حتى الآن، أن مشروع البرلمان العربي الموحد هو محاولة لأجل هذه الوحدة".
وعرض
التجارب الأوروبية في هذا المجال، وقال: "أين الأوروبيون وأين نحن في هذا المجال،
نحن أنشأنا السوق العربية المشتركة قبل الأوروبيين، مع ذلك أين هم وأين بقينا نحن
حتى الآن، البرلمان العربي الموحد فكرة جدية ومن حيث المبدأ تم التوافق عليها حتى
أننا خطونا خطوة في اجتماع في دمشق، حيث قدم لنا الرئيس الراحل حافظ الأسد قطعة ارض
من اجل بناء مبنى للبرلمان العربي الموحد وهذا الأمر سيكون موضوع بحث في المؤتمر
الذي سينعقد في البحرين في شباط المقبل".
نكمل
هذا المشوار معا لأنني اعتقد أن فيه مصلحة عليا للبنان وللسودان ولكل الدول العربية
العاملة".
وعن
قدرة البرلمانيين العرب في الضغط على الحكومات العربية لتسريع عملية قيام السوق
العربية المشتركة في ظل العولمة والشركات العابرة للقارات، قال الرئيس بري: "بداية
لا يمكنني أن أقول شيئا قبل إنشاء البرلمان العربي الموحد، لكن كاتحاد برلماني عربي
يمكننا عمل الكثير على المستوى اللبناني، نظرا إلى أهمية الاغتراب اللبناني الموجود
في شتى أنحاء العالم. يوجد في لبنان حوالي نحو 4 ملايين نسمة ، ويوجد 14 مليون
لبناني في شتى أنحاء العالم يشكلون قوة اقتصادية وسياسية كبيرة. نحن نعلم أننا،
كنواب فيدراليين، نتمثل في 19 برلمانا من دول العالم، وخصوصا في أفريقيا الغربية
وأميركا اللاتينية، ولاقتصاد هذه الدول التأثير الكبير على لبنان بواسطة مغتربيه،
لذلك نستغرب أن يحصل هذا الاستثمار في شتى أنحاء العالم ولا يحصل في البلدان
العربية وبخاصة إذا كانت توجد في البلد طاقات كبيرة كالتي توجد في السودان، لذلك
سنقوم بتشجيع أهلنا ومغتربينا على الاستثمار هنا، وهذا من أهم الأسباب التي دفعت
سعادة المدير العام للمغتربين لأن يكون في عداد الوفد الرسمي، وتكونون قد لاحظتم أن
المصارف اللبنانية باشرت فتح فروع لها في الخرطوم. كذلك، ستكون هناك مجالات أخرى
للاستثمار تتعلق بالسياحة والطباعة والنشر وذلك سيكون بمجهود من البلدين، ونأمل إن
يقوم كل برلمان بدوره حتى قيام البرلمان العربي الموحد".
وسئل
رئيس المجلس الوطني السوداني عن رأيه في قرار الاتحاد البرلماني العربي في اجتماعه
الأخير في دمشق إرسال وفد إلى الكونغرس الاميركي، فأجاب: "هناك اتصالات تجري الآن
لتأليف الوفد من الدول العربية بواسطة الأمانة العامة للاتحاد البرلماني العربي في
دمشق، كما تجري اتصالات مع الدول الأوروبية ومع الولايات المتحدة وكندا لإبلاغهم
بذلك ليتم تحديد موعد زيارة وفد الاتحاد البرلماني العربي إلى أوروبا والولايات
المتحدة".