الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري على رأس وفد نيابي كبير


 

استقبل الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الرئيس بري والوفد النيابي المرافق في القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق طيلة ساعة كاملة.

 

في بداية اللقاء رحب الرئيس السوري برئيس المجلس النيابي والوفد المرافق مؤكداً على عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والسوري.

واعترف لهم بأن " الوضع ليس مريحاً " مؤكداً في المقابل أن "ليس هناك خطر على سوريا".

وقال: " أن سوريا تريد أن تتعاطى مع الولايات المتحدة الأميركية، وتتعاون معها وهي ليست ضد هذا التعاون.  أنما لدى الأميركيين أنفسهم تباين في وجهات النظر. فحيناً يطلب إلينا وزير الخارجية الأميركي كولن باول عدم تدخل سوريا في موضوع العراق، وحينا آخر، يأتي مبعوث أميركي طالباً أن تتدخل سوريا إيجابا في الموضوع. إذاً، هم ضائعون. فليعرفوا ماذا يريدون وليبلغوا إلينا ذلك لاحقاً". وأكد: "حاولنا أن نتعاون وبدأنا بموضوع المنظمات الفلسطينية. ولكن نقول للأميركيين الآتي: لا تطلبوا شيئاً يكون على حساب مصالحنا القومية،اطلبوا شيئاً يخدم مصلحتكم ولا يضرنا".

 

وعن الوضع الأميركي الداخلي، قال:" أن التطرف داخل الولايات المتحدة مرتبط بمصير العراق، واستمرار التطرف والصقور في الإدارة الأميركية لا علاقة له باستمرار الصقور في فلسطين، إنما ببقاء الولايات المتحدة في العراق أو بخروجها منه".

 

ولفت  الرئيس الأسد إلى استقبال وفود عراقية رسمياً في صورة علنية، وأن الموضوع الأهم هو التضامن مع أبناء العراق والصيغة التي يجب أن يحكم بها هذا البلد لا حصراً موضوع الاحتلال الذي سيزول في يوم من الأيام. وقال أن العراقيين مستشرسون بوجه الاحتلال وأنهم لا يطلبون شيئاً من سوريا إلا الدعم المعنوي والسياسي.

 

ثم تحدث الرئيس الأسد فنوّه في البداية بدور المسيحيين، وتنوّعهم، خصوصاً في لبنان، وأكد أن سوريا حريصة على العلاقات الأخوية المميزة مع لبنان الشقيق،كما جدد التأكيد على المسار والمصير الواحد،  وقال أن دمشق كانت وستبقى إلى جانب لبنان،وهي على هذا الأساس تعتمد سياسة الانفتاح على الجميع، وبالتالي هي منبر حواري مع الجميع. وأشار الرئيس الأسد إلى المعارضة معتبراً أنها أمر طبيعي، أشار إلى " اختلاف بعض المنطلقات المعارضة، فثمة من يختلف مع رئيس دائرة لأمر شخصي، وبناء على ذلك يتحول إلى المعارضة".

 

 وتحدث الرئيس الأسد بتودد حيال لبنان، منوهاً بتركيبته، وتنوعه، ومشيراً إلى أن لبنان متعدد الطوائف والمذاهب ، بينما أننا في سوريا لدينا 12 طائفة. وهذا التنوع الموجود لديكم في لبنان يتيح للبنان أن يكون صوته مسموعاً خصوصاً في أوروبا والغرب، كما أن هذا الأمر يتيح للبنان أن يلعب دوراً كبيراً على الصعيد العالمي.

 

  ولمس الحاضرون أن الهم الأساسي الذي عكسه الرئيس السوري، هو تحقيق التضامن العربي، وخلق الحوار بين العرب، مشيراً غلى فقدان هذا الحوار. وهو شدد في هذا المجال على ضرورة التضامن العربي وتعزيز الحوار العربي، من أجل تفعيل هذا التضامن وترجمته لمصلحة الأمة العربية، في وجه التحديات التي تعصف في المنطقة وفي وجه السياسة العدوانية الإسرائيلية.

 

  واستعرض الرئيس الأسد الوضع في المنطقة، وما تتعرض له سوريا في هذه المرحلة، مجدداً التأكيد على موقف سوريا ورفضها التهديدات والضغوط عليها، مؤكداً ثباتها في موقعها، حيث نقل النواب تأكيده على" أن سوريا لا تريد معاداة الولايات المتحدة الأميركية ، ألا أنها في الوقت ذاته متمسكة بحقها ، وحريصة جداً على مصالح شعبها، ولا تقبل بأن تمس هذه المصالح، أو ينتقص منها، وبالتالي لا يمكن أن تفرط سوريا بها".

 

 ثم قدم الرئيس بري مداخلة استعرض فيها الوضع في المنطقة، وسط ما تتعرض له الأمة، وخصوصاً سوريا ومعها لبنان، من عدوان إسرائيلي، متناغم مع ضغوط وتهديدات أميركية، مؤكداً للرئيس الأسد الموقف اللبناني المتضامن والواحد مع سوريا.

 

وشدد الرئيس بري على عمق العلاقة وصلابتها مشيراً إلى فهم لبناني كامل لما يربط البلدين، لافتاً الانتباه على "ان ليس في لبنان من يشكل إبرة في الخاصرة السورية".

وأشار إلى أن اللبنانيين كلهم يعبرون عن امتنانهم لدعم سوريا لبنان، لافتاً إلى أن المعارضة واردة في أي دولة.

 

     مداخلة نائب رئيس مجلس النواب الأستاذ ايلي فرزلي

     وتلى الرئيس بري في الكلام نائب رئيس المجلس الأستاذ ايلي فرزلي الذي أجرى مطالعة حول الكنيسة والتعامل معها لمواجهة المشروع الصهيوني.

 

وانطلق في حديثه من كلام الرئيس الماليزي مهاتير محمد الذي دان اليهود. واعتبر أن لدى الكنيسة الحضور المباشر في الغرب أو عبر الجاليات وتاريخها الطويل، وهي قادرة تالياً على أن تواجه المشروع الصهيوني الذي يتبناه جزء من الغرب وتحاربه بسلاحه. فلدى الكنيسة،  بحسب العرض الذي تقدم بها الأستاذ ايلي الفرزلي للرئيس الأسد، المنطق، وتعرف أن تتعاطى مع المنطق الأميركي. وأكد أن المشكلة ليست بين الحضارات، إنما هي صراع مصالح وللكنيسة دور في بلورة هذه الصورة. ونوه بدور الفاتيكان والكنيسة في لبنان وسوريا، مناشداً الرئيس السوري أن يفعل هذا الدور.

 

فقال الرئيس الأسد: " أننا نتعاطى والكنيسة ونتفاعل معها ونؤمن بدورها.ونعتبر أن ميزة هذه المنطقة في تنوعها الطائفي. ونحن حرصاء على دور المسيحيين في لبنان وحتى في سوريا، وعلى ألا يكونوا مهمشين، بل أن يكون لديهم دور فاعل". وتمنى " لو أن البعض من المسيحيين يتعاطى كالبعض الآخر انطلاقا من مبدأ ان التنوع الطائفي هو ميزة وثروة ويؤدي إلى التعايش، ويتصرف على هذا الأساس". 

 

     ثم تحدث رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني النائب الدكتور علي الخليل عن ضرورة تفعيل دور الجاليات في العالم وتعزيز الإعلام لمواجهة اللوبي الصهيوني.

 

 وفي المناسبة، كان للرئيس الأسد تشديد على ضرورة مأسسة العلاقات مع لبنان.

 

     ثم عقد الرئيس الأسد والرئيس بري خلوة استمرت 45 دقيقة، عبّر بعدها الرئيس بري بالقول: " إن الأجواء كانت ممتازة ".

 

واختتم الرئيس بري زيارته إلى سوريا بلقاءين مع كل من رئيس الوزراء السوري ناجي العطري ومع نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام.