بيان صادر عن الرئيس نبيه بري 12/7/2009

"قبل ثلاثة سنوات، وفي مثل هذا اليوم الثاني عشر من تموز 2006، شنت اسرائيل أعنف حرب عدوانية مدمرة ممنهجة وممرحلة ومخططة مسبقاً على بلدنا استهدفت خلالها منشآتنا الحيوية والبنى التحتية والمرافق الجوية والبحرية وشبكات المواصلات والاتصالات والكهرباء والماء.
وخلال أيام هذه الحرب الإسرائيلية المجنونة حولت إسرائيل التجمعات السكنية إلى أهداف للرماية بالزخيرة الحية بما فيها الفتاكة والمحرمة دولياً حيث ارتكب سلاحها الجوي ومنظومات الرماية البرية والبحرية الإسرائيلية وعن سابق إصرار وتصميم مجازر واسعة خلفت مئات القتلى والجرحى جلهم من النساء والأطفال.
ورغم العنف والوحشية التي ميزت هذه الحرب الاسرائيلية على لبنان فقد انتهت إلى هزيمة الجيش الاسرائيلي وفشله الاستراتيجي في تحقيق إي من أهداف حكومته التي كان مصيرها السقوط.
اننا بالمناسبة نتوجه بتحية الإكبار والإجلال إلى أرواح الشهداء البواسل في الجيش والمقاومة اللذين سجلوا مآثر رائعة تشكل تاريخاً مجيداً لشعبنا كما نتوجه بالتحية إلى الشهداء المدنيين اللذين سقطوا خلال مراحل العدوان .

كما إننا في هذه المناسبة نسجل :
أولاً : إن قوة لبنان كانت في تماسك عناصر جبهته الداخلية وفي وحدته الوطنية السياسية. حيث ترفع الجميع عن تناقضاتهم الثانوية لصالح مواجهة التناقض الرئيسي الذي تمثله إسرائيل والوقوف خلف الصمود الاسطوري لشعبنا ومقاومتنا وجيشنا طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً .
ثانياً : إن المؤلم أن تطل هذه الذكرى والمجتمع الدولي لا زال يحابي اسرائيل ويعتبرها استثناءً لا تطبق عليها القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701 حيث لم تعلن حتى اليوم قبولها وقف إطلاق النار ولا زالت تواصل احتلال أجزاء عزيزة من أرضنا في طليعتها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. فيما تتواصل خروقاتها الجوية والبحرية لأجوائنا ولمياهنا الأقليمية وهو الأمر الذي يستدعي تجديد الإلتزام الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
ثالثاً : إن الأشد ألماً في هذه المناسبة هو أن ملف تعويضات الحرب الأخيرة كما الحروب الإسرائيلية السابقة على بلدنا سواء تعويضات المنازل المتضررة والمؤسسات والعيادات والمحلات التجارية والممتلكات الزراعية لا زال مفتوحاً على وعود الحكومة العرقوبية وهو الأمر الذي يؤدي إلى استمرار تشريد آلاف العائلات ويستدعي تحرير أموال التعويضات العربية وبذل كل جهد لتأمين الأموال والاعتمادات اللازمة للإنتهاء من ملف إزالة الألغام والقنابل العنقودية.
إننا إذ نتمنى على الحكومة المقبلة أن ترتب أولوياتها بدءً من هذه الملفات مروراً بمشروع الليطاني فإننا في هذه المناسبة وكل مناسبة سنواصل التنبيه إلى حروب اسرائيل المتواصلة ضد لبنان بوسائل مختلفة ليس أقلها الحرب الاستخباراتية التي تكشفت بعض شبكاتها وفصولها مؤخراً وهو الأمر الذي يستدعي أهبة وطنية مع التأكيد أن المقاومة كانت ولا تزال تمثل ضرورة وحاجة لبنانية طالما بقي الإحتلال وما بقيت التهديدات الاسرائيلية باللجوء إلى القوة واستخدام القوة .

إننا بهذه المناسبة نعود للتأكيد أن سلام لبنان ووحدة لبنان واستقرار لبنان تمثل أفضل وجوه الحرب مع اسرائيل. "