رأى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ان "اسرائيل
تريد من عدوانها وحربها على غزة "إنهاء حلم الفلسطينيين في وطنهم وفي عودتهم وفي
دولتهم، لا بل في هويتهم".
وكرر ان "هذه الحرب تستهدف روح المقاومة والممانعة، وبالتالي تريد إنهاء الهوية
والتوطين والوطن البديل وغير ذلك". واعلن ان "كل ما نطلبه من القمة العربية والقمة
الاسلامية ان نقول للعالم اجمع اننا موحدون، عندئذ 90 في المئة من المعركة تكون
انتهت والعشرة في المئة المتبقية على المقاومين الاشاوس".
في اطار التحركات البرلمانية التي يقوم بها لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة
ودعم الشعب الفلسطيني، شارك الرئيس بري والوفد المرافق في أعمال الاجتماع
الاستثنائي المفتوح العضوية للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة
المؤتمر الاسلامي في اسطنبول المخصص للبحث في العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب
الفلسطيني في غزة والذي انعقد على مستوى رؤساء المجالس.
وفي هذا الاطار، عقد الرئيس بري عددا من اللقاءات مع رؤساء المجالس، فاجتمع برئيس
المجلس الشعبي الوطني الجزائري عبد العزيز زياري وبوفد مجلس النواب اليمني.
وسبق اعمال الاجتماع لقاء تنسيقي مع وفد الترويكا الآسيوية الذي يضم رئيس مجلس
الشورى الايراني علي لارجاني ورئيس مجلس النواب الاندونيسي اغونو اكسون ورئيس مجلس
الشعب السوري محمود الابرش ورئيس مجلس النواب الاردني عبد الهادي المجالي.
وخلال المؤتمر، ألقى الرئيس بري كلمة جاء فيها: "انني أتوجه بداية بالشكر الى
الجمعية الوطنية الكبرى التركية ورئيسها بصفة خاصة على استضافتهتم اعمال هذا
الاجتماع مفتوح العضوية للجنة التنفيذية للاتحادز ولو اني كنت اتمنى تجاوز الشكليات
والاعتبارات التنظيمية في مثل هذا الظرف الطارىء للدعوة العاجلة الى مؤتمر استثنائي
عاجل للاتحاد لا يكون محكوما الا لنزف دم الشعب الفلسطيني وضرورة وقف العدوان
والحرب الاسرائيلية الدموية على البشر والحجر والشجر على قطاع غزة.
زملائي الاعزاء، سوف لا ينسى العرب والفلسطينيون خصوصا، وسوف لا ينسى المسلمون
وكذلك المسيحيون في هذا الشرق الخالد وعلى مساحة العالم، ان تركيا كانت اول من قال
لا لمشروع انشاء الكيان الصهيوني على تراب فلسطين المقدس في مطلع القرن الماضي
عندما حاول هرتزل مقايضة تراب فلسطين ومقدساتها بالمال والوعود والتهديد والوعيد.
ولا ننسى ان غزة زمن الدولة العثمانية هي هي كانت عاصمة فلسطين. الآن وفي هذه
المرحلة الضاغطة، سوف لا ننسى جميعا الموقف التركي الشعبي والرسمي وعلى اعلى
مستويات الدولة، سواء الذي عبر عنه رئيس الدولة عبدالله غول او الذي عبرت عنه
الجمعية الوطنية الكبرى التركية او الذي عبر عنه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ازاء
العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني".
واضاف: "انني باسم المجلس النيابي اللبناني اتوجه بالتحية الى تركيا رئيسا ومجلسا
نيابيا وحكومة وشعبا. واقول لو ان مختلف انماط السلطات الاسلامية التزمت الموقف
التركي ومثله الايراني والفنزويلي المتقدم لما تجرأت اسرائيل على التمادي في
عدوانها وجرائمها. واساسا ما كانت لتتجزأ على استهداف الشعب الفلسطيني بأي صورة من
الصور. لنعترف بان اسرائيل أفادت من الظرف الدقيق هذا في الذات ان الفلسطينيين
منقسمون وان العرب منقسمون وان المسلمين غير موحدين لتتجزأ على فعلتها هذه. مرة
اخرى، نردد: سئل الجبل من أين علوك اجاب من الوادي".
وتابع: "ايها الزملاء، هذه الحرب على غزة هي تكرار لتجربة الحرب الاسرائيلية
الوحشية على لبنان التي انتهت الى هزيمة وفشل استراتيجي لاسرائيل وجيشها. وانني لن
استبق الوقت والاحداث قبل ايقاف كرة النار الاسرائيلية على غزة لاتحدث عن الحسابات
الكارثية لنتائج هذه الحرب على المستوى الانساني، لأنه سوف تتكشف رويدا رويدا
فظاعات وارتكابات الجيش الاسرائيلي التي لم يشهد لها التايخ مثيلا. وسوف يرى العالم
ان المنازل تحولت مقابر لساكنيها وان المجمعات السكنية تحولت الى محارق أين منها
محارق النازية؟ إنني ومع تسجيل المعنى المؤلم للنسبة المئوية العالية لأعداد
الأطفال والنسوة الشهداء، ألفت العالم وعاطفتهم الى أنه لا بد من إبراز البطولة
ايضا التي سجلتها وتسجلها المقاومة لهذا العنوان، والتي أطلب أن توجه اليها التحية
بإسم إجتماعنا ردا على محاولة وصم المقاومة بالإرهاب. وفي العهد القديم غزة تعني
القوية، غزة هاشم في التراث الإسلامي، قبر هاشم بن عبد مناف جد الرسول موجود في
غزة. فيها ولد ايضا الإمام محمد ابن ادريس الشافعي الذي قال في أحد أبيات شعره:
سكن الله أرضا لو ضفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق أجفاني".
وقال: "إنني كذلك أوجه عنايتكم وعناية برلمانات العالم الى ان هذه الحرب الواسعة
التي تستهدف قطاع غزة الآن، ليست بسبب الصواريخ الفلسطينية على المستعمرات
الإسرائيلية التي أقيمت أساسا هذه المستعمرات على أراض فلسطينية مغتصبة. إن الإغلاق
المحكم للمعابر والحصار الإسرائيلي الإقتصادي سحق الحياة في قطاع غزة منذ عامين
ونصف، كانت البداية لهذه الحرب كما ان الحصار الإسرائيلي لقوى العمل والإنتاج
الفلسطيني وإغلاق ميناءي غزة البحري والجوي كان سباقا في مسلسل هذه الحرب، وللذين
لا يعرفون فإن هذه الحرب الإسرائيلية الثالثة ضدالشعب الفلسطيني كله تواصلت بأشكال
مختلفة منها وبسرعة، اولا تكثيف الإستيطان، ثانيا إستمرار الحفريات حول الحرم
القدسي الشريف واسفله، ثالثا بناء جدار الفصل العنصري الذي امتد على طول 82
كيلومترا، رابعا الإعتقالات الجماعية التي شملت ما يزيد عن أحد عشر الف فلسطيني كما
قال مندوب فلسطين الآن، بينهم زملاء لنا أعضاء في المجلس التشريعي والوطني
الفلسطيني، وأيضا عمليات القتل الواسعة التي طاولت حياة زهاء سبعة آلاف فلسطيني منذ
إندلاع الإنتفاضة الثانية، سادسا عمليات الإغتيال المتخصصة التي طاولت حياة قادة
فلسطينيين من ابرزهم الرئيس ياسر عرفات والمجاهدان الفلسطينيان الشيخ احمد ياسين
وابو علي مصطفى، سابعا شطب نتائج الإنتخابات النيابية -رئيس المجلس والنواب في
السجن- والآن لعله جاء دور شطب الناخبين ايضا. الخلاصة إذا إستعملوا السلاح، إذا
قاوم الفلسطينيون فيجب قتلهم، وإذا سلكوا طريق الديموقراطية ونحن نمثل الديموقراطية
فأيضا عندئذ يجب إبادتهم. إنهم يريدون بكل صراحة، أيها الأخوة، أيها الرؤساء، أيها
السادة، ممثلي الشعوب الإسلامية، إنهم يريدون إنهاء حلم الفلسطينيين في وطنهم وفي
عودتهم وفي دولتهم، لا بل في هويتهم. إذا كانت الحرب الأولى عام 48 أخذت ما أخذت من
فلسطين، وإذا كانت الحرب الثانية عام 76 أكملت على القسم الباقي وإعتدت ايضا على
أراض عربية، فإن هذه الحرب تستهدف، كما قلت في صور، روح المقاومة، تستهدف روح
الممانعة، وبالتالي تريد إنهاء الهوية والتوطين والوطن البديل وغير ذلك".
واضاف: "أيها الزملاء، القرار 1860 حتى نختلف، حتى لا نختلف كما خو الحال الآن على
هذا القرار، سمعتم قصته، أنا شخصيا سمعت قصته من اولمرت على التلفزيون، قال ان "هذا
القرار وقبيل التصويت عليه إتصل هو بالرئيس بوش، وقيل له إنه في إحتفال لا يستطيع
التكلم معك الآن"، أجاب "لا يهمني، أريد التكلم معه فخرج بوش من الإحتفال، فقال له:
"لا يمكن الولايات المتحدة الأميركية أن تصوت على هذا القرار التي كانت شاركت
مندوبته السيدة رايس في صوغه. وهكذا تم الإمتناع عن هذا القرار. على ماذا نختلف؟
هذا القرار وجد كي لا ينفذ إننا بموازاة ذلك إذ نطالب ليس بعقد قمة عربية طارئة
فحسب، بل قمة إسلامية طارئة لأتخاذ القرارات الكفيلة بوضع حد للصلف وجرائم الحرب
الإسرائيلية. إننا نطالب بوضوح وحزم أن يتبنى هذا الإجتماع قرارات وتوصيات الإجتماع
الطارىء الرابع عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي إنعقد في صور، مطالبتنا للقمة
ليس للاختلاف على عقدها، كل الذي نطلبه من القمة العربية والقمة الإسلامية فقط أن
نقول للعالم اجمع اننا موحدون وعندئذ صدقوني 90 في المئة من المعركة تكون قد إنتهت
وال10 في المئة المتبقية على المقاومين الأشاوس الذين يقاومون. إننا بهذا نكون قد
وجهنا رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون. والوثيقة التي أتحدث عنها
موجودة لدى الامانة العامة لمؤتمركم".
وقال: "اخيرا، وعلى رغم كل التظلم والشكوى من العدوانية الوحشية الاسرائيلية من
الموت والدمار الذي خلفته، آمل ألا نكتفي بالرثاء ولا نكتفي بالبكاء، ولا نكتفي
بالوقوف على الأطلال. ان مشكلة الجيش الإسرائيلي ليست في الإدارة او في السلاح في
الخطط، وإنما في فهم ان القوة باتت عاجزة عن فرض الوقائع وان القوة تقتل وتدمر
ولكنها لن تتمكن ابدا من صنع التاريخ او الجغرافيا، وبالتالي فإن إسرائيل وترويكا
قرار الحرب اولمرت وباراك وليفني ومعهم نتنياهو سيأكلون الثمار لحربهم الدموية. ولا
ننسى، مرة أخرى، ان غزة عزة، هذه أوقفت هولاكو في زحفه نحو المشرق العربي".
استقالة لجنة الصداقة مع اسرائيل
وبعد كلمة الرئيس بري، أعلن رئيس الجمعية الوطنية الكبرى التركية كوكسيل بوبتان
إستقالة اعضاء الجمعية الأتراك من لجنة الصداقة التركية - الإسرائيلية.
كذلك أعلن رئيس مجلس النواب الأردني الذي ألقى كلمة بعد كلمة الرئيس بري ان "الدول
العربية الأعضاء في الجمعية البرلمانية الأورو-متوسطية سيعلقون إجتماعاتها مع هذه
الجمعية حتى إشعار آخر، في محاولة للضغط على الدول الأوروبية وحضها على إتخاذ موقف
قوي إتجاه ما يحصل في غزة.
وقد شارك لبنان في لجنة صوغ البيان الختامي للاجتماع ممثلا بالامين العام للشؤون
الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة.