إحياء الليلة السابعة من عاشوراء في المصيلح(3/12/2011)

 

أحيا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، الليلة السابعة من ليالي عاشوراء بمجلس عزاء حسيني، أقيم في قاعة أدهم خنجر في دارته في المصيلح، في حضور النواب ميشال موسى، علي عسيران وهاني قبيسي، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد، رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، قائم باعمال سفارة فلسطين أشرف ديور، فتحي ابوالعردات ممثلا حركة فتح في لبنان، وفد من القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وفد من الجاليات اللبنانية في افريقيا، رئيس غرفة التجارة والزراعة والصناعة في الجنوب محمد صالح وفاعليات تربوية وقضائية وعسكرية ولفيف من العلماء ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وحشد من المؤمنين.


استهل المجلس بآي من الذكر الحكيم للمقرىء السيد اسماعيل يونس، بعدها ألقى المطران حداد كلمة اعتبر فيها ان "ثورة الامام الحسين تركت للبشرية إرثا انسانيا مهما في مواجهة الظلم والمستعمر من خلال الحث على الشجاعة والتمسك بالحق والثبات في الموقف"، مؤكدا ان الايمان "لا يمكن ان يكون إيمانا حقيقيا الا اذا كان في خدمة الانسان".

 

وشدد المطران حداد في كلمته على "ضرورة الاستجابة لدعوات الجلوس الى طاولة الحوار التي دعا اليها رئيس الجمهورية"، داعيا "جميع اللبنانيين، الى وقفة ضمير تشكل مخرجا من الاصطفافات الفئوية والتشنجات السياسية والدينية والمذهبية والعودة الى الحوار ملبين دعوة فخامةالرئيس والتميز والوعي لقيمنا. فيشكل ذلك حركة التجدد الذاتي، وانطلاقة متواصلة نحو الافضل تكون أساس التجدد الاجتماعي والوطني، وترسيخ السلام والتسامح في المجتمع المتعدد بينوجهات النظر والتطبيق".

 

وقال: "ان الاديان تعمل لخدمة الهدف الواحد، دعوةالى الله وخدمة للانسان، مما يعني ان الايمان بالله لا يكون حقيقيا الا اذا جعل لخدمة الانسان، لا الانسان لخدمة الدين".

 

أضاف: "نأمل ان يتوصل اللبنانيون الى حل أزماتهم بوحي من دموع عاشوراء وعقل الحسين وقيمه، يبقى قلقنا ملتهبا في نتائج التأجج العربي، حيث ما زلت أبحث عن العقل. هل القتل على الهوية ربيع عقلاني ام نوح وبكاء، فأتساءل من اين تأتي رياح هذا الربيع هل من شتاء أم من خريف؟ أم من صيف شديد الحرارة حتى الانفجار، وأين العقل في الثورات الحاصلة؟"

 

تابع: "الثابت في المشهد الاقليمي ان الدول تريد تغيير الانظمة في المنطقة باسم الديموقراطية والحرية وعناوين يعيشها الغربيون بطريقة ويفهمها الشرقيون بطريقة اخرى، اين عاشوراء في الثورات الحاصلة، اين هي القيمة المضافة؟ فرحنا عندما سقط القذافي، لكني أبحث عن عقل الإمام في الثورات العربية فلم أجده حتى الآن. وهذا ما يخيفني. أبحث عن قيم الإمامين الحسين والصدر ولم أجدها حتى الآن وهذا ما يقلقني".

 

وقال: "لا أقلق كوني مسيحيا لاني أثق بالاسلام، وأطمئن للمسيحية كما لكل الاديان لان الله لم يقمها لتزول. بل أقلق على العروبة والقضايا العادلة في مجتمعاتهم كالقضية الفلسطينية الغائبة عن مسرح هذا الربيع. في هذا لم يعد المسيحي في قلق عند انقلاب الانظمة وقد تعود على تشكيلة من الحكام المتنوعين من ايام الرومان حتى العثماني والاوروبي والاقطاعي وسواهم وبقيت المسيحية. لكن القلق متأت اليوم ليس للمسيحي فحسب بل للمسلم ايضا في فلسفة الحكم الجديد المبهمة".

 

وختم المطران حداد كلمته سائلا: "هل الجرح في الشرق والعقل غربي؟ هل البكاء او الضحك عندنا، فالبكاء والضحك سيان وكلاهما من صنع العاطفة، بينما التخطيط والعقل عندهم؟"

 

واختتم المجلس بالسيرة الحسينية للمقرىء الشيخ حيدر المولى.