لاسمه
الذي يوقظ النعس ويقيم على الاجفان، ويفتح كتاب الحقيقة على المعاناة والحرمان
والتشويه والتهميش والقمع والعدوان.
لاسمه
الذي يكشف ان الانسان رأسمال لبنان، ويفتح الطريق الى المشاركة والعدالة والتنمية.
لكلمة
سره امل، المكتوبة على القلوب المولعة بالحياة والبطولة، ولمواسم امواج افواجها
التي زرعت اجساد شهدائها في الارض الى يوم قطاف التحرير.
للامام الصدر الذي ازدهرت بين اصابعه مواسم الماء، والذي مشى اليه تين وزيتون
الجنوب، وقمح البقاع وارز الشمال.
لعيد الامام الصدر
عيد المقاومة التحرير
نرفع
في هذا اليوم فرحنا واخضرار ربيعنا، وعبير ورودنا واشرعة حضورنا على صفحة كتاب البر
والبحر.
نرفع
في هذا اليوم التحية الى شمسنا المتعبة واقمارنا الصبية التي تستريح الى سرير
نهاراتنا.
نرفع
في هذا اليوم التحية الى شهداء المقاومة القافلة، التي بدأت تتناوب الراية على تلال
الطيبة وشلعبون ومسعود، الى محمد سعد وخليل جرادي وعباس الموسوي وهادي نصرالله،
والاستشهاديين شهداء جميع القوى .
نرفع
التحية الى الجرحى والاسرى الذين ذاقوا مرارات المعتقل، والى الاهل الذين صمدوا
والى الذين تهجروا، والى الامهات والاباء الذين حملوا اولادهم بأسنانهم.
ونقول
في هذا اليوم، ان اعادة العلاقات الدبلوماسية بين النظام الليبي والولايات المتحدة
الاميركية وسواها لن يعطي صك براءة لهذا النظام من كل التهم المنسوبة اليه، طالما
لا يكشف النقاب عن مصير الامام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر
الدين، وطالما يحاول التعمية على الحقيقة وخداع نفسه قبل الآخرين بقرارات ذات طابع
قضائي تصدر عن محكمة ايطالية ذات طابع سياسي.
وبعد وبعد،
فإني
وفـي هذا اليوم اتوجه بالتحية الى مرجعيون وجديدة مرجعيون، الى هذا الموقع العاملي
الذي شهد رفع العلم العربي على سراياه في اعلان تأييد الثورة العربية الكبرى.
اتوجه
بالتحية الى روج الجنوب الثائرة والى شجرة المحبة فيه، مطران العرب المرحوم المطران
بولس الخوري.
واتوجه بالتحية الى وجدان الجنوب وخمائر كلمته الحية : الشاعر فؤاد جرداق والاديب
والناقد عصام محفوظ رحمهما الله، والى ضمير الكلمة الحية جورج جرداق، والى
المقاومين بالقلم الصريح الذين كانوا " صدى الجنوب " في " المرج والنهضة " ؟ الفرد
ابو سمرا واديب رحال وراضي دخيل وفضيل وهبه .
اتوجـه بالتحية الى القلب الخافق بالمحبة طيب القلب الشهير مايكل دبغي.
اتوجه
بالتحية الى بيت التعايش المرجعيوني في هذا اليوم الذي نتشرف فيه بزيارة هذه القلعة
العاملية، لنمجد المقاومة على فعل التحرير ولنحيّ مجلس الجنوب على اعادة اعمار
منازل ابناء العائلة الحيدرية الذين وقعوا ضحية عملية تهجير قسرية قام بها العدو
الاسرائيلي، وهو نفس العدو ومعه نفس العملاء الذين ارتكبوا مجزرة على مرمى العين من
هذا المكان في مدينة الخيام فقتلوا عشرات المسنين والعجز.
ايها الاعزاء
اولا"
اقدم لكم التهاني على انتهاء مجلس الجنوب من عملية اعادة اعمار هذه المنطقة وعلى
تسلمكم مفاتيح منازلكم، ونحن متأكدون انكم ستكونون واحة للتعايش الذي تأسست عليه
مرجعيون بالاساس، وانكم ستؤكدون على الانموذج المرجعيوني الذي يتفاخر بعروبته
الاصيلة وبأنه منبع عروبة لبنان.
ثانيا": ومن هذا الموقع نجدد التمسك بالمقاومة فكرة وشعارا" ومجتمعا"، لأننا ازاء
اسرائيل واطماعها في ارضنا ومياهنا وبمواجهة حروبها على ارضنا واحتلالها وعدوانيتها
المستمرة.
ان
وقوع لبنان على خط تماس التاريخ والجغرافيا مع قضية المنطقة يحتم عليه تحمل
المسؤولية تجاه شعبه وتجاه اللاجئين من ابناء الشعب الفلسطيني.
ان
هذه المسؤولية تبدأ وكان يجب ان تبدأ قبل نحو خمسين عاما" ببناء استراتيجية دفاعية
تمكننا من حماية حدود وطننا ازاء أي عدوان.
ان
ضعف الدفاع وضعف المسؤولية الرسمية، جعل من الجنوب ومن البقاع الغربي او من المنطقة
الممتدة من الناقورة الى العرقوب ومن عمق الجنوب ومن العمق الوطني ساحة للمناورات
الاسرائيلية بالذخيرة الحية على اجساد مواطنينا.
لقد
اثبتت الوقائع ان ضعف الدفاع واهمال الحدود يعني تقديم العاصمة على طبق من فضة
للعدو، ويعني جعل الوطن مفتوحا" على رياح الفتن الاسرائيلية.
واثبتت الوقائع ان ضعف المسؤولية يفتح البلد على خطري التوطين والتقسيم.
فإذا
كنا نهضنا بمسؤوليتنا ونحن نمضي قدما" في صنع وبناء وترسيخ سلامنا الاهلي، واننا
الآن متحدون وموحدون على المستوى الوطني بمواجهة خطر التوطين الذي يؤسس ثقافة
معادية لمصالح لبنان والفلسطينيين تبدأ من الكونغرس ولا تنتهي في البرلمان
الاوروبي.
فإن
المطلوب الآن ان نبني وان تؤسس ونرسم استراتيجيتنا الدفاعية.
من
جهتي اعترف ان ما اطرحه حول الدفاع والتسلح يعاكس دعوات الامم المتحدة الى بناء خطط
التنمية الشاملة وتقليص موازنات الاسلحة والدفاع.
واعترف من جهتي ان بعض كلامي يناقض مفاهيم اؤمن بها شخصيا"، ترتكز على تخصيص
موازنات لتعزيز الديموقراطية بالتربية على الديموقراطية ولنشر ثقافة المشاركة
والحوار والبيئة.
ولكننا ولأننا ازاء عدو استثنائي لم يترك وسوف لا يترك سانحة لتفتيت لبنان
وللانتقام من لبنان الذي يشكل نقيض كيانه العنصري، ولأنه يشكل منافسا" محتملا"
لاسرائيل في نظام المنطقة وفي اطار المشاريع المخططة لشرق كبير او موسع.
ولأن
الامم المتحدة استجابت الى "تحالف الراغبين" في اصدار القرار 1559 الذي جعل ما
يملكه شعبنا وقواه من سلاح للدفاع هدفا" دوليا" ولأن بعض الدول الكبرى تدير حربا"
بالوكالة عن اسرائيل لتجريد كل من يقع على حدود مشروعها من السلاح.
فإننا
نجدد تصميمنا على بناء استراتيجية دفاع عن لبنان، تشكل المقاومة الى جانب جيشنا
وبأمرته عمودها الفقري.
لقد
قبلنا وسكتنا في السابق عن ان القرار الرسمي كان ان لبنان لا يريد ان يحارب ولا ان
يدافع وان قوته في ضعفه، ولم يكن لنا والله ازاء خطر اسرائيل سوى كلمة واحدة كلمة
الصمود حتى الموت، الصمود المطلق ولكن موتنا لم يمنع الاحتلال، لذلك كان مشروع
المقاومة الذي اطلقه الامام الصدر عندما تخلت الدولة عن واجب الدفاع.
اليوم
نعود الى كلام الامام الصدر لنطور مفهوم المقاومة ونجعله مشروعا" وطنيا" لا جهويا"
ولا طائفيا" ولا فئويا".
اننا
نطالب بإستراتيجية دفاع، أي استراتيجية صمود وطني تمتد على طول وعرض الوطن، وعند
ذلك وبعد موافقة المتحاورين على الطاولة المستديرة على اتخاذ هذا المبدأ، علينا ان
نهيء وسائل الصمود ووسائل الصمود هي التسلح بالاسلحة الدفاعية الحديثة، هي تكوين
مجتمع جدي وفي نفس الوقت بناء استراتيجية مقاومة ودفاع على حدود المجتمع من اجل حل
الازمة الاقتصادية والاجتماعية.
ايها الاعزاء
نحن
نريد ان تترتب اوليات الدولة انطلاقا" من الجنوب، وهذا الامر لا يتناقض مع مبدأ
الانماء المتوازن، لأن لبنان لا يمكن ان يبتسم وجنوبه متألم، قد لا يعرف اللبنانيون
ان حماس الحكومات المعلن تجاه الجنوب كان يتراجع، والجنوب والبقاع الغربي علىحالهما
يعيشان حالة انتظار وما بدلا تبديلا، ولا يصله من " الحمل اذنه " على المستوى
التنموي وعلى مستوى المساعدات ودعم صموده.
تذكرون واتذكر انه منذ تاريخ 16/8/2001 صدر القانون 362 حول تحويل مبلغ ثلاثماية
مليار ليرة الى مجلس الجنوب لدفع تعويضات اضرار العدوان الاسرائيلي ,
هذا
الموضوع اتلقاه بصدري وان استعمل "مونتي" على الناس من اجل ان لا تحدث المزيد من
التوترات السياسية، ومن اجل كسب الوقت لصـالح الحكومات التي لم تحول الاموال لانجاز
ملف التعويضات.
البعض
يوهم الرأي العام اننا اكلنا البلد وحولنا اموال الخزينة للجنوب، وها نحن اليوم
مثلا" افتتحنا مسلخا" في جزين وثانوية في رومين وتكميلية في قانا ومسلخا" في
النبطية وهذا الحي الذي اعيد اعماره حيث نحتفل.
هذا
البعض يعرف ويُحرف، ويحاول ان يحول انتباه الرأي العام الذي لا يريدون له ان يعرف
الحقائق، وانه لم يكن هناك في الجنوب والبقاع الغربي مدارس ولا شبكة طرقات او مياه
او كهرباء او هاتف او صرف صحي، حيث مد مجلس الجنوب يده البيضاء والناس لا تعرف ان
مظهر الدولة الوحيد في الجنوب كان اجهزة القمع لا اجهزة الامن.
اليوم
اقول بصراحة انا وحركة امل وكتلة التحرير والتنمية، ويمكنني ان اقول بإسم حزب الله
وكتلة الوفاء للمقاومة وبإسم جميع القوى المقاومة والحية في ارض المقاومة، اننا
نرفع يدنا واننا لن نبرر التلكؤ الحكومي في موضوع التعويضات وفي موضوع التلزيمات
التي كان مجلس الجنوب قد بـدأ بتنفيذ مشروعاتها قبل تشكيل الحكومة الاخيرة.
هنا
يجب ان يفهم الجميع انني لا احرض على الحكومة وانا انبه الحكومة.
نحن
نريد ان تقوم وزارات وادارات الدولة بدورها.
نحن
نريد ان يقوم وزير الاشغال بجولة شخصية على الطرقات التي سلكناها اليوم، وانا
اطالبه كصديق بمبادرة ملموسة تجاه الجنوب وتجاه المنطقة الحدودية بصفة خاصة.
انه
من نافل القول ان لا تبدي الحكومة انزعاجا" اذا قلنا ان مستشفيات حاصبيا وبنت جبيل
وقانا لم تجهز بعد، وان مقررات مجلس الوزراء الاستنثائي في النبطية وتوصيات
الاجتماع الاستثنائي لمجلس النواب اللبناني الذي انعقد في بنت جبيل بعيد التحرير لم
تنفذ.
اني
اتوجه الى لبنان والى اللبنانيين، الى الحكومة والى القوى السياسية لاقول للجميع،
ان الجنوب ومنذ قيام اسرائيل كان منطقة للقلق وذلك لوجود الاطماع التاريخية
والعسكرية والمائية والاقتصادية التي لمسها الجميع.
ان
انتصارات المقاومة واندحار العدو عن معظم ارضنا بإستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا
جعل من الجنوب منطقة قوة للبنان.
الا
ان اسرائيل رغم عجز قوتها عن كسر مقاومتنا ستواصل وضع لبنان على منظار التصويب.
انني
مجددا" اوجه عناية الجميع منبها" ومحذرا" من ان اسرائيل تعيش في حال من الاستنفار
السياسي والامني والعسكري، وهي اذ تضغط على الجرح الفلسطيني وتواصل استنزاف موارد
الشعب الفلسطيني البشرية والطبيعية فإنها ودون ادنى شك تخطط لزعزعة استقرار لبنان
والى ابقائه في حال من التوتر وتحت التهديد، كما انها لن تألو جهدا" لاستهداف سوريا
واضعافها وكسر ممانعتها.
ان
رئيس حكومة العدو ايهودا المرت رجل ظل شارون في الحقب السابقة، يعرف تماما" من اين
تؤكل الكتف وكيف يتصيد الفرص، وهو سيستفيد من الواقع الدولي الراهن ليحاول تحقيق
انتصار في الجغرافيا يفصل بين لبنان وسوريا، وانا استبق الامور واقول سلفا" ان هذه
الخطة ستفشل وستسقط اهداف أي تحرك عدواني كما اهداف المؤامرة الراهنة.
انني
اعيد على مسامع الجميع القول في كل مرة ان هناك بنكا" من الاهداف اللبنانية
الموضوعة على الخارطة الاسرائيلية، وانني آخذ على محمل الجد تصريحات رئيس جهاز
الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق التي وردت في محـاضرته منتصف الشهر الجاري
والتي قال فيها : ان امكانية المواجهة في المستقبل في شمال الكيان الصهيوني مع
سوريا ولبنان كانت ومازالت وستبقى قائمة.
لذلك
فإن التخلي عن المقاومة الآن يجعل الجنوب مكشوفا" امام العدو وهو الامر الذي يخدم
مصلحة العدو.
لقد
اثبتت جميع الوقائع طيلة ثمانية وخمسين عاما" ومنذ نكبة فلسطين واستنادا" الى
الامام الصدر، ان لبنان دون منطقة الجنوب اسطورة، وان لبنان مع جنوب ضعيف جسم
مشلول، وان لبنان دون قوة الجنوب مغامرة تاريخية، وان الجنوب القوي سياج لبنان
واللبنانيين وسلاح العرب الحق، ومصلحة عاجلة وعميقة لكل انسان في الشرق وفي كل
مكان.
ايها الاعزاء،
من
الجنوب ندعو الجميع الى وضع حجر الاساس لمشروع الدولة ارتكازا" على التنفيذ الكامل
لاتفاق الطائف، وعلى الاقرار بصيغة لبنان الكبير سياسيا" واقتصاديا" واداريا"
وثقافيا".
اننا
عندما نقول لبنان الكبير فإننا نعني ما نقول، ولن نقبل بوجود اولاد ست واولاد جارية
في نفس الوقت .
ان
لبنان الذي نريده كبيرا" هو الذي يرتكز في دعائم بقائه على الايمان والعدل وتكافؤ
الفرص.
كما
ان لبنان الذي نريده هو الوطن الذي يتسع لاكثرية فخورة بوطنها، تعلن التزامها
بعروبته وبإنحيازة الى قضايا امتة لا وطنا" معلقا" على اكثرية صامتة.
انني
من الجنوب اؤكد على اعتماد المبادىء لا الاشخاص، والتزام المطالب والبرامج والاهداف
لا العناصر والافراد، والخط العام لا السيـاسات وتعويض اهل الجنوب وانهاء ملف
التهجير على مساحة لبنان.
اننا
ندعو الجميع في جميع المسائل السياسية الى الابتعاد عن دغدغة المشاعر التي تغرق
اصحابها اولا" كل يوم اكثر واكثر، وان نقول للناس الحقيقة المرة بوضوح، وان نتقى
الله ونتحمل امانة الوطن، ونتقبل مسؤولياتنا الجسام لكي نصبح مؤهلين لأن نكون
لبنانيين، ولأن ندخل في عائلة الشعوب المتقدمة التي تعيش عصر ثورة المعلومات
والاتصالات، ولكي نكون جديرين اليوم وغدا" بلبنان.
عشتم
عاش لبنـــان