النائب الأحدب وجه رسائل إلى نواب الكونغرس الأميركي استغرب فيها عدم المساواة في العمل لتطبيق قرارات الأمم المتحدة

 شارحاً أسباب غضب الشارع العربي احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية


 

وجه النائب مصباح الأحدب الأربعاء 17/4/2002 رسائل إلى النواب الأميركيين شملت 540 نائباً منتخباً في الولايات المتحدة الأميركية سواء في الكونغرس أوفي مجلس الشيوخ بلغة معبرة من دون أن يكون هناك أي عدائية ربما تستطيع أن تساهم في إعادة النظر في السياسة الأميركية. شرح لهم فيها أسباب الغضب العارم الذي يسود الشوارع العربية احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، مستغرباً عدم المساواة من قبل الولايات المتحدة في العمل لتطبيق قرارات الأمم المتحدة والدفاع عن حقوق الإنسان.

 

وقال النائب الأحدب في رسالته :

 

" في ضوء النزاع المتفاقم في الأراضي المقدسة والذي يهدد بالاتساع، جاذباً معه دول الشرق الأوسط المجاورة والبلاد العربية، هناك شعور متزايد باننا نتجه بسرعة نحو الهاوية " .

 

أنني كعضو منتخب في مجلس النواب اللبناني والذي عاش لسنوات عدة في الخارج، ألاحظ بتقصير الإعلام الأجنبي في إعطاء صورة واضحة وفي اتقان تفسير الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الغضب العربي مسلماً ومسيحياً على السواء، والاستياء ليس فقط من إسرائيل، ولكن أيضاً من الولايات المتحدة.

 

ان غضب الشعب في هذه المنطقة من العالم ضد الولايات المتحدة وإسرائيل يكمن في عاملين مهمين :

أولاً : ملاحظة الناس أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل لوجيستياً، عسكرياً واقتصادياً من دون أي شرط.

ثانياً : هناك اتجاه متزايد وخطر، خاصة بعد أحداث 11 أيلول وما نتج عنها من تداعيات وعمليات " حرب ضد الإرهاب " مساوية بين العرب والمسلمين ( 1,3 بيليون منهم ) بالإرهاب، ذلك في حين ان العمليات التي خلفت آلاف القتلى من الأبرياء قد قوبلت بإدانة جماعية من العرب المسلمين والمسيحيين على السواء.

 

ان مبادرة السلام التاريخية وغير المسبوقة التي اقترحها أعضاء القمة العربية بإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية مقابل تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تنص على انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة قد رفضت بخفة من قبل رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون، الذي في المقابل بادر إلى تسريع الهجمات والتوغل في الأراضي الفلسطينية، ولكن يبدو ان هنالك تبايناً بين ردة فعل شارون والرأي العام الإسرائيلي حيث أبدت ثلاث إحصاءات مختلفة في إسرائيل تأييداً بالأكثرية للشعب الإسرائيلي لمبادرة السلام العربية.

 

إننا كسياسيين منتخبين من قبل الشعب، تقع علينا مسؤولية العمل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ونحن هنا نستغرب عدم التساوي من قبل الولايات المتحدة في العمل لتطبيق قرارات الأمم المتحدة والدفاع عن حقوق الإنسان، فمن جهة خاضت الولايات المتحدة وحلفاؤها حرب الخليج من أجل إجبار العراق على تطبيق قرار الأمم المتحدة، ومن جهة أخرى لم تقم الولايات المتحدة بأي ضغط على إسرائيل، معفية إياها من كل واجباتها الدولية، ان تناقضات شبيهة حصلت خلال التدخل الأميركي في يوغوسلافيا السابقة، حيث تدخلت الولايات المتحدة من أجل حماية حقوق الإنسان والمدنيين الأبرياء بما فيهم المسلمين، ومع ذلك، نرى صمتاً أميركياً مذهلاً يحيط بالتعديات الإسرائيلية على حقوق الشعب الفلسطيني.

 

ان الفلسطينيين سوف يستمرون باللجوء إلى تدابير يائسة طالما أن المجتمع الدولي سيستمر في تجاهل حقهم في إقامة دولة فلسطينية وطالما ان حقوق الإنسان لديهم ستبقى معرضة للاعتداء، ان التلازم بين ازدياد اليأس لدى الفلسطينيين وازدياد عدد الفلسطينيين المستعدين للشهادة، قد أصبح حقيقة لا تدحض.

 

ان قتل الأبرياء مرفوض أخلاقياً، ولذا، فإن الإرادة السياسية يجب أن تسود من جديد من أجل إحلال سلام واستقرار دائم في المنطقة، ان الحاجة الى ان تلعب الولايات المتحدة دورها في هذا المضمار هي الآن اكبر من أي وقت مضى.

 

أشكركم على وقتكم لقراءة هذه الرسالة، وفي حال وجود أي ملاحظات لديكم أو رغبة في الاستيضاح عن المذكور أعلاه، لا تتردوا في الاتصال بي".