بيان صادر عن لجنة حقوق الإنسان النيابية في جلسة الخميس 27/3/2003


 

إثر إجتماع عقدته لجنة حقوق الإنسان النيابية في البرلمان اللبناني برئاسة النائب د. مروان فارس يوم الخميس الواقع فيه 27/3/2003 وشارك فيه ممثلون عن الهيئات الدولية العاملة في إطار الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والجمعيات الأهلية أصدرت اللجنة البيان الآتي:

 

1- إدانة الغزو العدواني الأميركي البريطاني على العراق خاصةً وأنه يقع خارج إطار الشرعية الدولية ويشكّل تحدياً لهذه الشرعية وإنتهاكاً لمواثيقها.

 

2- الوقف الفوري للعدوان على الشعب العراقي لما يتسبب به من إرتكاب المجازر بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ. وفي هذا السياق تتوجه اللجنة إلى منظمة الصليب الأحمر الدولي وسائر المنظمات الإنسانية لممارسة الضغوط اللازمة لوقف العدوان من جهة وتنظيم أوسع حملة إغاثة لمنكوبي العدوان الذي يتعرّض له العراق خارج إطار محاولات الإستغلال السياسي.

 

3- إن هذا العدوان يدمّر الآثار الحضارية التي نشأت في بلاد ما بين النهرين منذ آلاف السنوات، لذلك فإن إحترام هذه الآثار التاريخية هو إحترام للمنجزات الحضارية للبشرية جمعاء. وبالتالي تتوجه اللجنة إلى منظمة الأونيسكو لإطلاق تحرك عاجل على مستوى العالم لإدانة العدوان ووقف الهجمة البربرية التي تستهدف معالم حضارة بلاد ما بين النهرين.

 

4- إن إستخدام الأسلحة المحظرة دولياً بالإضافة إلى الأذى الخطير الذي يصيب الشعب العراقي من جرائها فإنه يرتب جريمة متمادية عبر الزمن بحق البيئة والإنسان في العراق لما يرتبه من تشوهات على التربة والهواء، وبالتالي على صحة البشر على مدى أجيال متعاقبة مما يرتب تشوهات خلقية لأجيال لم تولد بعد. وبالتالي فإن اللجنة تدعو جميع المهتمين بمستقبل الإنسانية وبخاصة لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لتخصيص جلسة لبحث هذه التحديات الخطيرة التي يتسبب بها العدوان على العراق.

 

5- تعتبر اللجنة أن القفز فوق مجلس الأمن الدولي كمؤسسة مناط بها حفظ الأمن والسلام الدوليين إنما يشكّل إصابة في الصميم لهذه المؤسسة التي تمثل إرادة المجتمع الدولي، وإن إعادة الإعتبار لمجلس الأمن والمجتمع الدولي لا تتحقق إلا من خلال إستعادته لمسؤولياته في وقف العدوان، وإن لم يتم له ذلك فإن اللجنة النيابية لحقوق الإنسان تدعو لإنعقاد الجمعية العامة فوراً وفق قرار الإتحاد من أجل السلام لإعادة الإعتبار للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة والحفاظ على حقوق الشعوب في ممارسة سيادتها.

 

6- تدين اللجنة الإنتهاكات الصارخة لقوى العدوان لجميع قواعد القانون الدولي الإنساني وخصوصاً معاهدة جنيف والبروتوكولات الملحقة بها والتي تلزم قوى الإحتلال والعدوان بإحترام قواعد أصول الحق الإنساني العام أثناء الحروب، كما تلفت اللجنة الإنتباه إلى خطورة بعض المساعي الهادفة إلى جعل الإحتلال أمراً واقعاً يرتب مكافأة وحقوقاً مكتسبة لأصحابه في ثروات شعب العراق عبر ما يجري تداوله من صيغ لتعديل إتفاقية النفط مقابل الغذاء.

وكذلك ما يجري من محاولة إستبدال الدعوة لوقف العدوان بالدعوة لوقف إطلاق النار بما يعني تكريس نتائج العدوان وإستعمال العنوان الإنساني لتبرير العدوان.

 

7- تدعو اللجنة وسائل الإعلام الدولية والعربية إلى ممارسة مسؤولياتها في الكشف عن المجازر والإرتكابات التي يتعرّض لها الشعب العراقي على أيدي المحتلين والغزاة «الأميركيين والبريطانيين وحلفائهم».

 

وإذ ترى اللجنة أن دور الإعلام في تكوين رأي عام عالمي مناهض للعدوان يشكّل عاملاً حاسماً في المساعي الإنسانية المخلصة لوقف هذه الحرب الظالمة، فإنها تدعو الإعلاميين إلى الإنتفاض على جميع المحاولات الرامية لتقييد حريتهم من جانب حكومتي واشنطن ولندن بما يكشف زيف إدعاءات عشرات السنين تحت شعار الدفاع عن الحريات الإعلامية والممارسة الديمقراطية.

 

وفي هذا السياق تدين اللجنة جميع أشكال الرقابة المسبقة المفروضة من دول العدوان على التدفق الحر للمعلومات والصور.

 

وتتوجه اللجنة بالتحية إلى شهداء الصحافة والإعلام الذين سقطوا دفاعاً عن حرية الكلمة كما تتوجه بالتحية أيضاً إلى جميع العاملين في قطاعات الإعلام المختلفة رغم المخاطر المحيطة بعملهم.

 

 أخيراً: تتوجه اللجنة بإسمها وبإسم الهيئات العاملة في الحقل الإنساني بتحية إكبار وإعزاز   للشعب العراقي وصموده البطولي أمام آلة العدوان وتشدّ على أيدي المقاومين الذين يرسمون بدمائهم مستقبل خريطة المنطقة ومستقبل الحرية والسلام في العالم ويصونون المبادئ والقواعد الإنسانية فيشكلون بحق الضمير الحي للبشرية في القرن الحادي والعشرين.