اقام سفير لبنان في الكويت خضر حلوي مساء امس مأدبة عشاء تكريما للرئيس نبيه بري وعقيلته السيدة رندى والوفد المرافق في ختام زيارته الرسمية للكويت حضرها رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم ورئيس مجلس الامة السابق جاسم الخرافي  والنائب عمار حوري وعدد من اعضاء المجلس والسفراء العرب وحشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية في الكويت.

والقى السفير حلوي كلمة اشار فيها بالدور الوطني للرئيس بري واصفا دولته بأنه "المدبر الاول والحكيم الدائم وحلاّل المشاكل،كما عبر صاحب السمو اليوم في لقائك معه يا دولة الرئيس "

ونوه بما قدمه الكويت من دعم لبنان في احلك الظروف ،مشددا على متانة العلاقات اللبنانية – الكويتية، وعلى اواصر الاخوة بين الشعبين الشقيقين.

ثم القى الرئيس بري الكلمة الآتية:

دولة الرئيس  المعتّق جاسم الخرافي الصديق الكبير

دولة رئيس مجلس الامة الكويتي ورئيس الاتحاد البرلماني العربي الصديق مرزوق الغانم اهلي واحبائي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للكويت مليكة اللؤلؤ المغسول بالزبد الذي تتعالى منه اغنيات المياه

للكويت فضاء النجوم الصغيرات التي تشعل ضوءها في عتمة الروح العربية حتى لا يفارقنا ظلنا ، ونستمر نسير الى نخلة واقفة خلف الريح.

للكويت التي تتكئ على سرر من الاحلام وتقيم على بوابة الصحراء وبحر الخليج ، سيدة تجرؤ وحدها ان تقتحم الرمل والماء.

للكويت فاتحة البحر ونخلة البر، وزقزقة الغناء ولغة اللون، وتوبة الليل وهدوء الإسحار

من لبنان بين احلام العصافير وتراب الفرح ومواويل  الشتاء

من لبنان ، مرايا البحر والجبل ، وشاطئ النوارس، ونهر البلابل وقرى الزغاريد.

من لبنان احمل للكويت زهرة الشتاء العطشى ، المتفتحة بقوة الامل ، والشمس التي تبزغ من حناجرنا وقد هربت الغيوم.

واحمل للكويت، انتظارنا ان تأتي الينا ، وان تبقى على محبتها ، تخاف علينا وتقف معنا ، وان يبقى يراودها حلم لبنان ، وان تبقى تمنحنا دائما الرجاء.

واحمل اليكم ايها الاحبة طيور لبنان المهاجرة ، تحية طيوره المتغربة في سمائه التي لا تغادر وتخاف فيه ، وبعد وبعد.

فانني ايها الاخوة الاعزاء وضيوف هذا اللقاء احمل اليكم من لبنان كما علمتم جميعا بشارة باننا تمكنا واخيرا من تجاوز ازمة تشكيل الحكومة ، وان لبنان اصبح لديه حكومة نأمل ان تنجز بيانها وان تنال الثقة في المجلس النيابي وان تنطلق في مواجهة التحديات وفي طليعتها المتصلة:

اولا :باوضاع اللاجئين والنازحين السوريين والفلسطينيين في سوريا ومخيماتها.

ثانياً: الارهاب الذي لن يتوقف على اعتقال بعض رموزه واحباط بعض عملياته التي تستدعينا الى التنويه بما انجزته الاجهزة الامنية والتنويه بشكل خاص بدور الجيش اللبناني في تنفيذ مهمة الامن الى جانب الدفاع.

ثالثاً: اتخاذ لبنان للاجرائات الخاصة لتحديد الحدود البحرية وتحرير ملف النفط وتوقيع العقود الخاصة بالتنقيب.

رابعاً: انجاز الملفات الخاصة بسلسلة الرتب والرواتب ومطالب القطاعات المختلفة.

خامساً: حفظ حق لبنان بتحرير ارضه المشار اليه في القرار الدولي 1701 بكل الوسائل، وفي التصدي للخطط العدوانية الاسرائيلية.

سادساً: اتخاذ القرارات المناسبة للتخفيف من وقع الازمة الاقتصادية والاجتماعية.

اضاف الرئيس بري: ان تشكيل الحكومة من شأنه التخفيف من كل انواع التوترات، وفضّ الاشتباكات السياسية، وفتح الباب لعودة الحوار الوطني.

انني ايها الاعزاء ومن اجل الحقيقة اقول، ان لبنان خسر الكثير من الوقت ولم يستفد من كل اللحظات الاقليمية والدولية التي لا تزال تريد استمرار الاستقرار النقدي والامني في لبنان. ان المطلوب تعويض الوقت الضائع الذي دفع لبنان ثمنه من خزينته ومن جيب مواطنيه المقيمين والمغتربين فهل ترانا يا ترى اليوم اليوم ننتصر للبنان؟

ايها الاعزاء من اتفاق الطائف الى تفاهم الدوحة الى طاولة الحوار في مجلس النواب الى انعقاد الطاولة في قصر بعبدا.

ومن اعلان بعبدا الى اعلان بكركي وما بينهما من حروب صغيرة وكبيرة سياسية، يكاد لبنان ان يتحول الى ساحة للارهاب، ويكاد لبنان يتحول الى خط تماس لنار المسألة السورية التي تعصف بطرابلس والهرمل وعكار، والحقيقة ان لبنان كله مستهدف بوجوده وكيانه وجيشه وشعبه ومقاومته وجهاته وعاصمته وضاحيته، وكل شخصياته السيايسية وليس فقط الجهة التي يقع عليها الاغتيال.

انني اتحدث على مسافة ايام قليلة من ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن كانوا في موكبه، واتحدث على مسافة ايام من ذكرى اربعين الشهيد محمد شطح، واتحدث اليكم رغم الالم الذي يعتصر قلبي على الشهداء وانا من قال في لحظة تفجير الصديق الرئيس رفيق الحريري انه زلزال سياسي ضرب لبنان. اقول لكم اليوم ان لبنان المهدد بكل انواع الارهاب لن يسقط، واقول يا ابناء لبنان في الكويت، واقول لاخوتنا الكويتيين اللبنانيين في وجدانهم ومحبتهم، ان لبنان لن يتحول الى مأتم وساحة للاحزان، وان هذا البلد الذي نهض كطائر الفينيق من الرماد بعد حرب اهلية عاصفة وبعد حروب اسرائيل عليه 1982، 1993و 1996و 1999و 2006 وانتصر على نفسه وعلى العدو وحرر الارض، ان هذا اللبنان سيقوم حقاً سيقوم.

انني انا الذي انتمي الى حركة سياسية والى حزب الاكثرية الصامتة حزب قيامة لبنان اقول، ان ارادة اللبنانيين في ترسيخ السلام الاهلي ستنتصر، وان لبنان لن يكون على حياد ازاء مقاومة العدوانية الاسرائيلية وتهديد سيادته وسيبقى منحازاً الى اماني الشعب الفلسطيني.

انني في صف لبنان العربي الذي ينحاز الى الحل السياسي في سوريا والى اتفاق السورييين على تحديث نظامهم. لبنان العربي الذي ينحاز الى عراق موحد والى مصر والى خارطة الطريق التي اطلقتها ثورة الميادين.

لبنان العربي الذي ينحاز الى وحدة سلام اليمن وان ييبقى اليمن السعيد والى دستور تونس، نعم هذا البارق الذي يلمع في جنح ظلامنا.

لبنان الذي يجب ان يكون قويا بحكومة وفاق وطني، بل بحكومة تحدّ وطني تضم وزارة سيادية لشؤون الاغتراب ووزارة سيادية أخرى للتخطيط. اما هذه الوزارات السيادية التي اخترعوها لنا الآن ومشينا بها لا ادري من اين اتت. وزارة سيادية لشؤون الاغتراب، لبنان ذو جناحين جناح مقيم وجناح مغترب. اما موضوع الطوائف فهذا الامر اصل كيان لبنان واصل وجوده. اصل تنوع لبنان هو الاساس ولا معيار آخر يعلو هذا المعيار.

ليكون قوياً بمقاومته على حدود الوطن، ومقاومته على حدود المجتمع من اجل حل الازمة الاقتصادية الاجتماعية، ومن اجل انجاز الاستحقاقات الدستورية وفي الطليعة انتخابات رئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية ارتكازاً على قانون حديث للانتخابات، وقانون للأحزاب، وقانون اللامركزية الادارية، والاستراتجية الوطنية.

ايها الاعزاء انني اعبّر عن سروري لتشكيل الحكومة اللبنانية من خارج جدول اعمال إقليمي ودولي. انني اليوم اعتبر الاولوية الوطنية هي تقوية الجيش اللبناني، واتنمى ان يكون المشروع الاول الذي تقرّه الحكومة وتحيله الى مجلس النواب هو زيادة عديد الجيش.

ان الوقت قد حان امام مجلس النواب وامام االقوى السياسية لدعم إقرار مجلس النواب اللبناني لقانون انتخابات حديث العصر.

اني اطمئنكم ايها الاخوة الاعزاء اللبنانيون في الكويت والكويتيون الذين يملكون احلامهم في لبنان، وكل الكويتيتن، ان لبنان عائد وسيؤكد حضوره وسيتجاوز كل الفيتوات ومحاولات العزل، وانكم وكل اللبنانيين لن تقبلوا ان يملك طرف حق اتخاذ القرارات الوطنية وحيداً او ان يملك طرف حق النقض للقرارات الوطنية.

انا اقول كلاماً وطنياُ انشاءالله ليس موجهاً لأحد ولا ضدّ أحد بل اتحدث عن قواعد وطنية ضرورية تؤدي بنا الى توافق ضروري من اجل لبنان.

واقول لكم بالرغم من الوقائع السياسية، ان لجميع الاطراف مصلحة في هذا اللبنان المتميز في مشهد المنطقة.

اقول للجميع ان الوقت قيمة وان علينا اتخاذ كل المبادرات الضرورية، حتى لا نفقد وطننا ونراه في مكان ليس لائقاً لنا وله، وادعو الجميع للحلول قبل ان نستيقظ غداّ وصفارات الانذار من التوطين تزعق في وطننا، وقد ادركها الاردنيون قبلنا وهم يستشرفون ملامح خطة الاطار التي سيعلن عنها والمتصلة بالموضوع الفلسطيني.

انا لا اقصد هنا ان "نحّطّ" مشكلاتنا عند غيرنا بل اقصد ان نتنبه الى ما يدور حولنا من اطار لحلّ الدولتين وعواصف من اكثر من مكان.

يبقى ان اؤكد لكم اننا في اللحظة السياسية التي يدقّ فيها النفير الوطني فأننا سنمضي سوياً نحو ازدهار الانسان.

عشتم

عاشت الكويت عاش لبنان.