وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته السيدة رندة بعد ظهر اليوم الى الكويت في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره الكويتي مرزوق الغانم، يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين الكويتيين وفي مقدمهم أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، ويعقد جلسة عمل مع رئيس مجلس الأمة تتناول العلاقات والتعاون بين المجلسين.

وقد استقبله في المطار رئيس مجلس الأمة وعدد من رؤساء اللجان النيابية والسفير اللبناني في الكويت خضر الحلوي، ويرافق الرئيس بري وفد إداري وإعلامي، ويضم الوفد الإداري: أمين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، المستشار الإعلامي علي حمدان، مدير عام شؤون رئاسة مجلس النواب علي حمد، رئيس مصلحة الإعلام محمد بلوط.

وأدلى الرئيس بري في المطار بالتصريح الآتي:

في الحقيقة هذه الزيارة بدعوة كريمة لدولة الأخ رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم منذ فترة سابقة، تعود لمدة شهر على ما أعتقد وبمناسبة انعقاد مؤتمر القدس الشريف، وقد تأخرت عن تلك الزيارة بسبب التعقيدات التي حصلت بالنسبة لتأليف الحكومة اللبنانية، وكنا نعتقد آنذاك أنها ستتألف في تلك الآونة.

أضاف: الكويت كانت دائماً الى جانب لبنان مع وجود حكومة فكيف أتجرأ أن آتي الى هذا البلد العزيز والشقيق ولبنان من دون حكومة، وطموحي أن ألتقي الأخوة المسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو أمير البلاد، فكان لا بد أن نستهل هذا اللقاء الكريم بتاليف حكومة لبنانية.

جئت الى الكويت لأعبر عن شكر لبنان كل لبنان رئيساً ومجلساً نيابياً وحكومة وشعباً للكويت لأميرها ولمجلس الأمة ولشعبها، وللمكرمات الكريمة التي لم تبخل يوماً من الأيام لإعادة إعمار ما دمره الإحتلال الإسرائيلي على مدار منعرجاته سواء كان عام 1982 أو 1993 أو 1996 أو 1999 أو 2006، وخصوصاً المشاريع التي قامت بها الكويت وتقوم بها وأهمها مشروع الليطاني، ولا تزال دائماً تحنو على لبنان فكيف بالأحرى في هذه الظروف العصيبة.

هذه المرة جئت لكي أدعو الكويتيين الى لبنان والعودة إليه في ضوء هذا المنع لإخواننا الخليجيين عامة بدءاً من الكويت، فلبنان يستحق فعلاً دائماً الحب، إضافة الى بحث أمور عديدة تحيط بالمنطقة وخصوصاً موضوع الخطر الصهيوني والتوطين الذي يعصف الآن بإخواننا الفلسطينيين، وكذلك الإختلافات في الأمة خصوصاً في الدين الواحد وفي الإسلام الواحد.

وقال الرئيس بري: جئت هذه المرة لأطلب مساعدات سياسية من أمير البلاد ومن الكويت، فشكراً لهذا الإستقبال وأتمنى إنشاء الله أن نوفق جميعاً.

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي:

أتشرف باستقبال قامة من قامات العمل البرلماني العربي ممثلة بدولة الرئيس بري، وهي زيارة كنا ننتظرها على أحر من الجمر لأن مثل هذه الشخصية في تاريخها الكبير وبمواقفها القومية المعروفة والمشهود لها شرف لأي برلمان يزوره دولة الرئيس بري. وكما تفضل دولته فقد كان من المفترض أن تتم هذه الزيارة قبل مدة ليست بالقصيرة الا أن الظروف الصعبة التي يعانيها الشقيق لبنان حالت دون ذلك، وما يضاعف سعادتي اليوم هو أن دولة الرئيس وصل بفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم بإخلاص كل الفرقاء والأطراف المعنية بالأزمة للحل، نحمد الله سبحانه وتعالى بان مشكلة الحكومة انتهت ونأمل أن يكون هذا أساس ينطلق منه كل الفرقاء والطوائف والأحزاب لبناء مستقبل أفضل للبنان. الشعب الكويتي والشعب اللبناني بينهما علاقة خاصة، وهناك أيضاً قواسم مشتركة عديدة وتشابه بينهما في كثير من الأمور، فالشعبان ينعمان منذ فترة ليست بالقصيرة بسقف عال من الحريات والديمقراطية والمؤسسات الدستورية، ونعاني أيضاً في بعض الأحيان من بعض الصعوبات. إن جدول زيارة دولة الرئيس حافل، وسيقابل صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد، وستكون له أيضاً لقاءات مع رئيس مجلس الوزراء، وسنستضيفه أيضاً في مجلس الأمة إضافة الى العديد من الصداقات والعلاقات التي تربط دولة الرئيس بري بالكويت، ونقول لدولته حللت أهلاً ونزلت سهلاً في بلدك الثاني الكويت أنت والوفد المرافق ونحن سعيدون جداً بهذه الزيارة التي أتمنى بل أنا متأكد ستثمر عن نتائج إيجابية تعود بالنفع على الشعبين اللبناني والكويتي.

واستقبل الرئيس نبيه بري مساءً في مقر إقامته رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق جاسم الخرافي وجرى عرض للتطورات الراهنة في المنطقة العربية.