استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة وفداً من المؤتمر الشعبي اللبناني برئاسة رئيسه كمال شاتيلا، بحضور عضو المكتب السياسي لحركة أمل محمد خواجة، وجرى عرض للتطورات الراهنة.

وقال شاتيلا بعد اللقاء:

سعدنا بلقاء دولة الرئيس بري الذي يقوم بدور وطني إنقاذي نؤيده فيه. وقد وضعت دولته في أجواء زيارتي للقاهرة التي تبشر بالخير انطلاقاً من ثورة يونيو الوطنية القومية العربية التحررية، والتي ستمتد آثارها في المحيط العربي وتساهم بإنقاذه في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الكبير. وتعيش الوحدة الوطنية في مصر أحلى حالاتها خصوصاً أن الحكم السابق كان صدع الحالة الوطنية لدرجة هجرة مئة ألف قبطي خلال سنة، وقد عاد نصفهم والنصف الثاني على الطريق.

وأضاف: أن علاقة الشعب مع الجيش المصري ممتازة، وليست مصادفة ان يهاجم الجيش المصري في مصر من المتطرفين، ويهاجم الجيش السوري والجيش اللبناني.

ولماذا تم اختيار هذه الجيوش الثلاثة التي تقف على حدود فلسطين المحتلة وفي قلب الصراع العربي الإسرائيلي؟

نطرح هذا السؤال على مستوى المنطقة وعلى مستوى من يدعم ويساند ويؤيد هذا التطرف المسلح الدخيل على الدين الإسلامي تماماً.

وأشاد شاتيلا بدور الأزهر في مصر، ووصفه بأنه "يتقدم كل المراجع الإسلامية العربية، وبالتالي سينتعش ويأخذ دوره بعد الدستور المصري الجديد الذي مكنه من استقلالية واسعة لم تكن حتى أيام عبد الناصر".

وأضاف: طرحنا في مصر، وطرحتها مع دولة الرئيس بري قضية ضرورة بحث مبادرة عربية لسحب الأزمة السورية من ملف التدويل، لأن فشل جنيف معناه أن هناك جهات تريد تقسيم سوريا باستمرار الحرب والتطرف عبر تشكيل امارات وكانتونات، خصوصاً أن عضو الإئتلاف السوري الإسطنبولي كمال اللبواني كان قال علناً بأن أميركا فاتحت الإئتلاف بتحويل سوريا الى فدرالية شبه انفصالية. وخوفاً من أن تتطور الأمور الى هذا الوضع، طالبنا بمبادرة عربية، وقد بدأ اتحاد المحامين والصحافيين والأدباء العرب التحرك بشأنها ويريدون تفعيلها، حتى تدعو مصر الى مؤتمر كون الجامعة في حالة تعيسة، تدعو الى مؤتمر وطني سوري بمشاركة المعارضين كافة الى جانب الدولة للتفكير في حل بين السوريين أنفسهم. وقد طرحت هذه المسألة مع وزير الخارجية المصري الأستاذ نبيل فهمي الذي سيزور لبنان خلال فترة قريبة، وأبلغني أن هذه المبادرة ستكون موضع اهتمامه.

وعن الوضع اللبناني قال شاتيلا: من المؤسف جداً أن يكون هناك خلاف حول الحق اللبناني في الدفاع عن نفسه. ان نقطة القوة بأيدينا أمام المخططات الصهيونية ونحن بأمس الحاجة الى قوتنا الدفاعية المتمثلة بالجيش والمقاومة، وهذا لا يجب أن يخضع لأي خلاف فهو من بديهيات الأمور، إن من حق لبنان الطبيعي المقاومة وأرضه محتلة حتى الآن، وأنا لم أسمع أحداً من 14 آذار يطالب على الأقل سياسياً وفي المحافل الدولية باسترداد مزارع شبعا، فهل يريدون أن يحرموننا أيضاً من حق المقاومة ضد اسرائيل؟ لذلك هذه قضية يجب بالفعل حسمها، ولا يستطيع أحد الإدعاء طائفياً بمسائل لها علاقة بالوطن.

وختم: إن الجيش اللبناني يحتاج الى دعم، وقد طرحت في مصر دعم الجيش المصري للجيش اللبناني بالتسليح لأن لديهم صناعة حربية متقدمة.  ويجب التصدي لكل من يشكك بالجيش اللبناني ويحاول تقسيمه أو فرزه أو إضعافه لأنه الضمانة الأولى لوحدة وعروبة واستقلال لبنان.

ثم استقبل الرئيس بري عضو المكتب السياسي في تيار المردة السيدة فيرا يمين وكانت جولة افق في الاوضاع العامة.

وبعد الظهر استقبل الرئيس بري وفد تجمع العلماء المسلمين في لبنان، وجرى عرض للاوضاع الراهنة في البلاد.

وقال الشيخ القاضي احمد الزين بأسم الوفد:

تشرفنا بزيارة دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري وكان اللقاء مناسبةً لجولة افق عامة في اوضاع لبنان والمنطقة وقد أكدنا لدولته على الامور التالية :

اولاً: استنكرنا  ما تناولته وسائل الاعلام عن الاعداد لمحاولة اغتيال لدولته من قبل الجماعات التكفيرية وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على صوابية المواقف الوطنية التي يتخذها دولته والتي نؤيدها بشكل كامل.

ثانياً: ان الجماعات التكفيرية لا علاقة لها بالاسلام بكل مذاهبه وهي جماعات منحرفة خرجت عن إجماع المذاهب الاسلامية بل هي لا تمت للدين والايمان بصلة بل إن تصرفاتها تدل على بعدها عن المفاهيم الانسانية والاخلاقية.

ثالثاً: اكدنا لدولته _ ونحن نعلم حرصه على ذلك _ على ضرورة ذكر المقاومة في البيان الوزاري وإن اي إغفال للمعادلة  الماسية الجيش والشعب والمقاومة هو مجافاة للحقيقة وتنكر لانجازات هذا الثلاثي وخدمة مجانية للعدو الصهيوني.

رابعاً: اكدنا لدولته على ضرورة العمل الدؤوب لمكافحة الارهاب المستشري  في هذا البلد الذي لولا محاربته في منبعه لكان اليوم اشد فتكا وأكثر ايلاما ومع ذلك يجب أن تكون هناك محاكمات سريعة غير متسرعة ومعاقبة كل من له دخل في هذا الموضوع صغر او كبر بأشد أنواع العقاب كي يكون عبرة لغيره وفضح كل الذين يحمون هذه الفئة الضالة .

خامساً: تحدثنا مع دولته حول مواجهة الفتن الطائفية التي تتعرض لها المنطقة وخاصة ما يتعرض له مسيحيو الشرق، ونيتنا العمل على عقد مؤتمر اسلامي مسيحي روحي على مستوى بلاد الشام ومصر والعراق، للتأكيد على وحدة الشعوب المشرقية في مواجهة الحرب العبثية التي يخوضها التكفيريون الجدد. وقد أيد دولته هذه الفكرة وباركها وشجع لها .