استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا على رأس وفد من المؤتمر بحضور عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" محمد خواجة.

 

وقال شاتيلا بعد اللقاء:

كان لقاء مثمراً كما هو دائماً مع دولة الرئيس، والتعاون قائم لكل ما فيه خير للمسلمين ولكل اللبنانيين. ومن الطبيعي ان نتبادل التهنئة بانتخاب سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الذي يحمل راية الوطنية والعروبة والايمان، وهو مصمم ونحن معه على استعادة دور دار الفتوى الاسلامي التوحيدي، السنّي الشيعي، والمسيحي الاسلامي من منطلقات وطنية ، وهو ما نتفاءل به. واقول لكم ان عدداً من المؤتمرات سوف تعقد في دار الفتوى، وهناك اجراءات عملية لتحصين الساحة الاسلامية من التطرف ومن التغريب السلبي. ونحن نرفع راية الايمان والوطنية والعروبة، ولكن الطائفة السنيّة استهدفت منذ اكثر من عشر سنوات لتتغلب على تاريخها الوطني العربي ولتتأمرك او تدخل في مجال التطرف، فكان نصب اعيننا دائماً مواجهة الأمركة والتطرف اللذان يتعاونان احياناً ويختلفان شكلا احيانا اخرى من اجل الوقيعة بين المسلمين. نحمد الله ان الصف الاسلامي اليوم متين رغم كل الظواهر وبعض وسائل الاعلام التي تكبّر الامور. وانا اشدد على ان وحدة الصف الاسلامي او الحصانة الاسلامية قوية فلا بيئة حاضنة على الاطلاق، لا عند السنّة ولا عند الشيعة، بما فيها عرسال هذه المدينة الوطنية العربية التي تلتقي مع جوارها الاسلامي الشيعي والسنّي بتوافق تام. فلا مجال للعبث في الوحدة الاسلامية هناك، والتطرف حالة معزولة تماماً، وانتم شهدتم استقبال الجيش اللبناني في عرسال. وطالما كنا نقول بأن التطرف دخيل اجنبي غريب على عرسال وليس من اهلها، والذين كانوا يطرحون دائماً المتاجرة بعرسال لم يقدموا لها اي شيء منذ عشرين عاماً حتى اليوم. وقد تحرك الرئيس بري ايضاً من خلال الحكومة وهيئة الاغاثة من اجل تدعيم كل المشاريع والنهوض الانمائي لعرسال وللبقاع عموماً، وهذا كان مطلباً من مطالبنا.

 

واضاف شاتيلا: ان المرحلة الدقيقة التي نعيشها تتطلب أعلى درجات الوحدة لأن التطرف الذي نواجهه هو من اخطر انواع التطرف، فلو كان تطرفاً فكرياً فاننا نحاربه فكرياً، ولكن لا نستطيع ان نقول ايضاً ان مواجهة التطرف هي بمليار دولار او عشرة مليارات. هذا كلام سطحي فالتطرف يتطلب العودة الى مرجعية الازهر الشريف وضبط الخطاب الديني عند السنّة وعند الشيعة وعند الجميع، خصوصاً في العالم العربي والاسلام. فالمدرسة الازهرية هي ام مدارس الاعتدال والوسيطة والانفتاح. وفي لبنان ان شاءالله دار الفتوى مع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سيلعبان دور هاماً ومميزاً في ترسيخ الخطاب للأئمة والعلماء والمشايخ، وايضاً حتى في المدارس من اجل تعميق هذه الوحدة وكل ما عدا ذلك من تطرف وتفسخ ونوع من فرز مذهبي لا مجال له على الاطلاق. وقد جربت الف وسيلة ووسيلة لاندلاع فتنة سنيّة وشيعية ولم تحصل، وهذا يدل على حصانة المسلمين اللبنانيين. ولا يسعني الا ان أدين كل التطرف المسلح في العراق وفي بعض مناطق سوريا ضد المسيحيين، فهؤلاء اهلنا وهم من ارضنا وجذورهم في هذه المنطقة ولا يمكن ان يقتلعها احد. وان ما يجري هو دخيل وغريب ولا علاقة له على الاطلاق بالاسلام الحنيف. من هنا فاننا نشدد على الوحدة الوطنية اللبنانية ونتمسك بدستور الطائف ونرجو ان يتحرك الجميع باتجاه اعادة تحريك المجلس النيابي من اجل اقرار سلسلة الرتب والرواتب ومناقشة الاوضاع المعيشية للناس. وقد سررنا بتدعيم دولة الرئيس للحكومة وتنشيطها لأنه لم يعد لنا مؤسسة حالياً الا هذه المؤسسة، آملين ان لا يأخذ النواب رواتبهم اذا لم يحضروا جلسات مجلس النواب.

 

ثم استقبل الرئيس بري النائب غازي العريضي وعرض معه للاوضاع العامة.