استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم النائب وائل ابو فاعور موفداً من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وعرض معه للمستجدات والتطورات الراهنة.

 

وقال ابو فاعور بعد الزيارة: تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري، والشيء الذي يطمئن أخيراً ان منطق الحكمة والحوار قد انتصر وكذلك العودة الى المؤسسات بشكل يعيد الاستقامة اليها. آمل ان نكون قد تجاوزنا ثلاثة أرباع الاشكالية السياسية التي وقعنا بها في الايام الماضية، ويبقى هناك بعض الامور السياسية والدستورية العالقة يمكن ان تذلل وتحل تباعاً. ويمكن ان نقول انه بالحد الادنى قد تمً نزع الفتيل من الشارع وعادت الامور الى ما يشبه نصابها في العلاقات بين الرئاسات وهذا أمر ايجابي جداً. القضايا السياسية الاخرى لا تزال عالقة والتي تحتاج الى نقاش تناقش وتذلل في المؤسسات.

 

سئل: هل يصر الرئيس بري على اعتذار الوزير باسيل من اللبنانيين ؟

اجاب: اعتقد ان اتصال فخامة الرئيس بالامس اعطى مؤشراً ايجابياً يمكن معه ان تعود الحياة الى المؤسسات. المسألة الشخصية تعود للرئيس بري وهو الذي يقرر في هذا الشأن.

 

سئل: لاحظنا ان النائب جنبلاط وقف طرفا الى جانب الرئيس بري في هذه المرحلة؟

اجاب: ليست خافية على احد علاقتنا بالرئيس بري، ولكن هذه العلاقة والانحياز السياسي للرئيس بري لا تعني ان النائب جنبلاط كان على قطيعة مع احد او لم يكن يدعو الى ان تزول هذه الغيمة بالشكل الذي زالت فيه، وكان النائب جنبلاط يراهن على حكمة رئيس الجمهورية التي تبدّت اخيرا في الاتصال الهاتفي الذي برّد الاجواء وسحب الفتيل من الشارع وفتح الباب امام المعالجات الجدية.

 

من جهة اخرى استقبلت السيدة رنده عاصي بري اليوم وفدا نسائياً من الجمعيات والمؤسسات والهيئات الاجتماعية والتربوية والاعلامية والنسائية من مختلف المناطق اللبنانية. واعرب الوفد عن تضامنه وتقديره للدور الوطني الكبير الذي يلعبه الرئيس بري مستنكراً بشدة الاساءة التي تعرض لها.

ثم التقى الوفد الرئيس بري بحضور السيدة عقيلته الذي شكرهن على مبادرتهن وقال: ” مهما حصل من مشاكل يبقى ان نحافظ دائما على الأمن والاستقرار في البلد لمواجهة التحديات الكبيرة، والجميع يعرف ماذا يجري اليوم في المنطقة.”

 

واستقبل الرئيس بري بعد الظهر وزير الصناعة حسين الحاج حسن ووفدا من الوزارة وجمعية الصناعيين برئاسة رئيسها فادي الجميل.

 

وقدم الحاج حسن لدولته ملفا مفصلاً للوزارة عن الوضع الصناعي يتضمن: مؤشرات الميزان التجاري (حركة الاستيراد والتصدير)، والمقارنة حول التبادل التجاري بين لبنان ودول الاتحاد الاوروبي، وتقريرا عن العوائق التقنية التي تفرضها بعض الدول على الاستيراد، وآخر عن المناطق الصناعية الحديثة، والخطة الاستراتيجية لوزارة الصناعة للعام 2018، ومشاريع الوزارة المستقبلية.

 

وقال الوزير الحاج حسن بعد اللقاء “ان الزيارة لدولته هي لعرض الواقع الصناعي والصناعيين “. مشيرا الى انه قدم له ملفاً متكاملاً حول رؤية وزارة الصناعة واوضاع الصناعة والمشاكل والحلول لهذا الملف.

واضاف: نحن في لبنان ارقامنا كالتالي: عجز ميزان تجاري في حدود 15 الى 16 مليار دولار. صادراتنا انخفضت خلال السنوات الخمس الماضية من اربعة مليارات ونصف المليار دولار الى مليارين ونصف المليار دولار. ووصلت البطالة في صفوف الشباب الى حدود ال 35 % والى 25 % بصورة عامة، واقفل عدد كبير من المصانع وهناك معاناة كبيرة في الاتفاقيات التجارية مع الدول العربية والاوروبية. حدودنا التجارية مفتوحة ورسومنا الجمركية وصلت الى الصفر.

واشار الى العوائق التي وضعتها الدول في وجه الصناعات اللبنانية، موضحاً انه ليس لها علاقة لا بالجودة ولا بالنوعية.

واشار ايضا على سبيل المثال ان لبنان يستورد من الصين وتركيا بمبالغ تصل الى الملياري دولار، ولا نصدر شيئاً وقد اختلّ الميزان التجاري مع مصر ووصلت صادراتنا الى حدود الاربعين مليون دولار وهي بانخفاض بينما ارتفعت صادراتهم الى ثمانمئة مليون دولار. اما الاتحاد الاوروبي فصادراتنا له لا تتعدى ال 300 مليون دولار وتصل صادرات دول الاتحاد الى ثمانية مليارات دولار. وهذا يؤدي الى خسارة مصنع تلو المصنع ومزرعة تلو المزرعة في القطاع الزراعي وبالتالي تزداد البطالة ويختل الميزان التجاري وقال ان كلفة الانتاج عندنا عالية لذلك نفقد عنصر المنافسة، ولكن صناعتنا لا مشكلة لديها لا في الجودة ولا في النوعية بل مشكلتها بالكلفة، وعدم وجود منافسة قانونية بسبب قواعد المنشأ.

 

كما واستقبل الرئيس بري الامين العام لحزب الطاشناك النائب اغوب بقرادونيان الذي قال بعد اللقاء:

بعد لقائي فخامة الرئيس صباحا ولقائي دولة الرئيس الآن استطيع ان اقول ان الغيمة السوداء لم تؤد الى عاصفة، ونحمد الله انه بحكمة وبالمبادرة التي قام بها فخامة الرئيس من خلال البيان والاتصال بدولة الرئيس بري ترك انطباعا جيداً ليس فقط على الساحة السياسية اللبنانية لا بل وبالأخصّ على نفوس اللبنانيين. نحن دائماً نقول ان فخامة الرئيس هو رئيس كل لبنان واللبنانيين، ودولة الرئيس بري الذي كرامته من كرامتنا هو الحريص على ضم كل اللبنانيين تحت الراية اللبنانية دون الانقسامات الطائفية او السياسية. اعتقد اننا قطعنا الازمة خصوصاً بعد التهديدات الاسرائيلية التي تعودنا عليها، واليوم نحن بحاجة الى مزيد من الحكمة والخطاب السياسي الهادىء والخروج من التداول في  الشارع. هناك قضايا وهناك خلافات او اختلافات، هذه الخلافات تحل فقط في اطار الحوار المباشر دون استفزاز ودون لجوء الى خطوات لا نعرف ماذا تكون نتيجتها.

 

ثم استقبل السيد توفيق سلطان وعرض معه الاوضاع العامة.