دعا رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الى الإلتزام بالدستور وتنفيذ الإستحقاقات في مواقيتها ومواعيدها.

 

وأكد أنه لا بد لنا من بناء ثقافة واسعة واكتساب الخبرات الضرورية من أجل الغاء كل تفكير بصرف الوقت على محاولة العودة بلبنان الى الوراء، مشدداً على ضرورة القيام بانتفاضة دستورية بوسائل ديمقراطية لمنع وضع العربة مجدداً أمام الحصان وإعاقة قيام لبنان وإبقائه في الماضي.

 

وإذ أكد أن المقاومة شكلت أنموذجاً لمقاومة الشعوب والتصدي للعدوان والإحتلال، فإنه دعا الى كشف أطماع اسرائيل بمواردنا النفطية والغازية، مشدداً على أن لا سبيل لمواجهة الإرهاب الا بالوحدة، مؤكداً على ضرورة توحيد لغة الخطاب السياسي حول ملف النازحين السوريين.

 

وجدد الدعوة لتخفيض سن الإقتراع الى ثمانية عشرة عاماً داعياً الى تحقيق الكوتا النسائية.

 

وأعلن الرئيس بري أنه لن يورث في السياسة على الإطلاق، شاكراً نفسه على أنه استطاع القضاء على الإقطاع في الجنوب الذي عمره أكثر من 430 سنة، مشدداً على أن خط الإمام الصدر ليس خطاً توريثياً.

 

مواقف الرئيس بري جاءت في جلسة حوارية عامة عقدت في القاعة العامة في مجلس النواب ظهر اليوم مع 128 طالباً من مختلف الإختصاصات في الجامعة اللبنانية الأميركية “L.A.U” جلسوا على مقاعد النواب.

 

وحضر الجلسة رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجامعة وأساتذتها. كما حضر الأمين العام للإتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة، مدير عام التعليم العالي أحمد الجمال، ونقيبا الصحافة والمحررين عوني الكعكي والياس عون وأعضاء مجلسي النقابتين ورئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ وعدد من اعضاء المجلس، وأساتذة من الجامعة اللبنانية وعدد من الأكاديميين.

 

 

كلمة الرئيس بري

 

ولدى دخوله القاعة قال الرئيس بري "صرلي زمان ما شفت عدد نواب كهذا العدد".

 

في مستهل كلمته خاطب الرئيس بري الطلاب قائلاً: البروتوكول يفرض علي أن أبقى على منصة الرئاسة ولكنني أشعر أنني أقرب لكم اذا تكلمت من هذا المنبر.

 

يسرني انعقاد هذا اللقاء تحت قبة مجلس النواب اللبناني والذي تنظمه الجامعة اللبنانية الامريكية، في تجربة حية من المفترض ان تسهم في بناء الشخصية القيادية لابناء اعزاء من كل لبنان، وتسهم في تعزيز قدرتهم على اجتراح الحلول والتوافق وتدوير الزوايا والحوار، وصولاً الى ترسيخ الوفاق والتفاهمات وصيغة العيش المشترك.

 

ان مجلس النواب هو في واقع الامر مؤسسة مصغرة تشبه الى حد ما وحد بعيد في نفس الوقت منظمة الامم المتحدة، تضم اليه ممثلين عن الطوائف والمذاهب، وتعلمون أن الطوائف والمذاهب عندنا هي دول، والفئات والجهات والقوى السياسية الحية، والمجلس على ضوء قانون النسبية الراهن لا بد ان يتيح اكثر قليلاً تمثيل المزيد من الفئات بحيث لا تبقى فئة تشكو من التهميش

 

ايها الاعزاء

لا يمكن ومن خلال لقاء واحد آمل ان لا يكون يتيما اطلاعكم على آليات صنع القوانين وآليات العمل الديموقراطي وادوار المجلس المختلفة وخصوصا مهمته التشريعية والرقابية، وبداية ابلغكم استعداد المجلس ليوفر لكــــم كـــل ما يتيح دراسة التجربة البرلمانية من التشريعات الى الحوار الوطني حول الطاولة المستديرة الذي بادرنا الى اطلاقه وادارته في مطلع اذار 2006، والحوار الذي أطلقناه اعتباراً من ايلول 2015 وكل خلاصات ورش العمل والندوات والمؤتمرات التي عقدت

 

ايها الاعزاء

انني في اطار تعزيز معارفكم ادعوكم لدراسة مفهومنا حول الديموقراطية التوافقية ودراسة تجربة المجلس النيابي في استخدام الدبلوماسية البرلمانية من اجل قضايا لبنان وفي الطليعةبمواجهة العدوانية والاحتلال الاسرائيلي لأجزاء عزيزة من ارض وطننا الغالي، وايضا دراسة التجربة اللبنانية التي آلت بالتعاون بين لجنة حقوق الانسان، النيابية وبين مكتب منظمة الامم المتحدة الاقليمي ( UNDP ) في مجلس النواب الى انتاج الخطة الوطنية لحقوق الانسان والتجربة البرلمانية اللبنانية الفريدة التي مكنت المجلس من اقتراح سياسات ومخارج للازمات والتحديات بعد جمع الاقتراحات والتوصيات، وإجمال نتائج ورش العمل والندوات والمؤتمرات المخصصه لبحث اسباب المشكلات ونتائجها من ازمة السير الى السياسات الصحية والتربوية، الى حق الوصول الى المعلومات والشراكة بين القطاعين العام والخاص والورشة التشريعية المتصلة بإنجاز القوانين.

 

رقم 132لعام 2010 و 57 لعام 2017 المتعلقين بالموارد والانشطة البتروليه وكذلك متابعة عملية صنع القوانين اعتمادا على الاقتراحات المتصلة بالموارد البتروليةوالقانون السيادي وانشاء مديرية عامة للأصول البترولية وانشاء شركة بترول وطنية لبنانية وقانون البر لأنه يوجد في لبنان في البر بالتأكيد نفط وغاز.

 

ايها الاعزاء

في دراسة لبنان كأنموذج نؤكد انه ومن اجل تعزيز الديموقراطية فيه،لا بد وكخلاصة من اعتماد برنامج للتربية على الديموقراطية  وهذا ما تقومون به الآن، اذ ان الثقافة الموروثة أوقعتنا في نتائج شرور نظام الطائفيةالسياسية والمحاصصه والإقطاعية التي تضغط على اليوميات الوطنية.

 

لا بد لنا من بناء ثقافة واسعة و اكتساب الخبرات الضرورية من اجل:

 

اولاً - تأكيد الاتفاق على التزام واحترام الدستور وتنفيذ الاستحقاقات في مواقيتها ومواعيدها.

ثانياً - الغاء كل تفكير بصرف الوقت على محاولة العودة بلبنان الى الوراء

 

انني في ما تقدم ادعوكم الى استكمال القيام بإنتفاضة دستورية بوسائل ديموقراطية لمنع وضع العربة مجددا امام الحصان واعاقةقيام لبنان وإبقائه في الماضي

 

ثالثاً - المبادرة فور اجراء الانتخابات التشريعية القادمة الى الانصراف لتطوير النظام الانتخابي عبر توسيع قاعدة النسيبية البشرية والجغرافية، وضمان التأكيد على مشاركة المرأة والقبول بمشاركة الشباب انطلاقاً من الموافقه على خفض سن الاقتراع، وبما يعني ذلك القبول بتجديد الحياة السياسية وتداول السلطة مع الاجيال الشابة، والا عبثاً نعتقد أن هذا القانون سيكون برداً وسلاماً على شباب لبنان.

 

في هذا المجال أشير الى ان لدينا آلاف الخريجين من ابنائنا كل عام من نحو خمس وخمسين جامعة ومعهدا" للتعليم العالي على مساحةلبنان واستمرار تجاهلهم وسط غياب فرص العمل امر سيؤدي الى استمرار استنزاف مواردنا البشرية وهجرة الشباب الذين يحملون شهادات عليا وعلى أكتافهم دمغة: صنع في لبنان 0

 

رابعا - ان دراسة لبنان كأنموذج تستدعي الانتباه الى التهديد الذي تمثله اسرائيل لبلدنا الذي تمثل صيغته الفريده في التعايش نقيض اسرائيل العنصرية، كما ان اقتصاده الحر ونظامه المصرفي شكل على على الدوام منافسا اقتصادياً لها  اضافة الى ان المقاومة في لبنان شكلت منذ الربع الاخير من القرن الماضي ومطالع الالفية الثالثة الى الحرب العدوانية الاسرائيلية العدوانيةالاخيرة عام 2006 انموذجا لمقاومة الشعوب والتصدي للعدوان والاحتلال وهو الامر الذي يجب ان نحرص في نشاطنا حتى الدبلوماسي على تظهيره وابراز المسافة بين ارهاب الدولة الذي تمثله اسرائيل وبين حق لبنان في المقاومة

 

ان علينا ان نكشف اطماع اسرائيل في مواردنا المائية وايضاً الكامنة في اعماق البحر المتوسط قبالة شواطئنا من غاز ونفط

 

ان هذا الملف يحتاج الى فهم تام بالقوانين الدولية لمقارعة الحجة بالحجة ومواجهة محاولات اسرائيل احلال امر واقع اعتمادا على القوة

 

ان دبلوماسيتنا الدولية يجب ان تكشف مدى الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية لقرارات مجلس الامن خصوصا القرارات 425و 1701 واصرارها على تهديد السلم والامن الاقليميين والدوليين 0

خامساً - ان احدى ابرز مهامكم ستكون كشف الارهاب - سواء ارهاب الدولة او وجهه التكفيري الآخر والمنطلقات الفكرية للارهاب واسبابه واهدافه الراهنه في التمهيد لنشؤ اسرائيليات جديده عبر تقسيم المقسم في منطقتنا العربية.

 

كما و يجب ان يتركز دوركم على انه لا سبيل  لكفح الارهاب وهزيمته الا بتقليد تجربة لبنان في تعايش طوائفه وجميع مكونات مجتمعه وتجفيف موارد ومصادر الارهاب وصناعة اسباب القوة بالوحدة اللبنانية الوحدة هي الأساس لكل عمل ناجح في لبنان.

 

سادساً - ان من الملفات التي تحتاج الى التزود بالمعلومات في منهاج الدبلوماسية الدولية التي دخلتم رحابها قضية اللاجئين من الاشقاء السوريين، وهؤلاء الاعزاء احتاجوا ويحتاجون الى خدمات وبنى تحتية وشبكات مياه و كهرباء ومواصلات والى مؤسسات تربوية وصحية تعلمون أنه في مدارسنا الرسمية عدد الطلاب السوريين أكثر من الطلاب اللبنانيين وهذا واقع قائم، وانا شخصيا قد عرضت هذا الامر امام البرلمان الأوربي، كما ان مؤسسات الدولة من وزارات وادارات مختصه لم تقصر في عرض هذا الامر امام المحافل الدولية.

ان لغة الخطاب السياسي المتصل بحل معضلة اللاجئين السوريين يجب ان تكون واحدة وموحدة في لبنان وتركز على ضرورة اعادة اللاجئين السوريين الى سوريا ضمن اطار الحل السياسي وقبل كل شيء.

 

سابعاً - ان نشاطنا الدبلوماسي يجب ان يركز على دعم اقتصاديات لبنان والتنمية الشاملة فيه والتي تلحظ احتياجاته من توفير وتوليد فرص للعمل الى البيئة.

 

ثامنا واساساً - ان لبنان وقد لعب ادوارا تاريخية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني فإنه لا بد من التصدي لكل محاولة لإقصاء هذه القضية تبقى هي القضية المركزية للعرب ودعم الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

 

ايها الزميلات والزملاء

لقد أعطت إدارتنا آلاف ساعات التدريب للطلاب الجامعيين من كافة الجامعات اللبنانية، كما وان المجلس النيابي اللبناني هو مركز معهد التدريب والاستشارات القانونية العربي الذي تلتقي اهدافه ومهماته مع ما يهدف اليه برنامجكم الجامعي الدولي المُعتمد، ونحن نجزم انه ستعم فائدة هذا المعهد على مساحة الادارات البرلمانيةالاسلامية ولا بد من ايجاد ارضية للتفاهم المشترك وتبادل الخبرات بين برنامجنا وبرنامجكم، وبيننا الآن سعادة الأمين العام للإتحاد البرلماني العربي الأستاذ فايز الشوابكة الذي يشرف على هذا البرنامج.

ان المجلس النيابي هو المكان الأمثل الذي يمكنه ان يوفر لكم الاسباب للتأقلم مع ادواركم القيادية المستقبلية.

مجددا ارحب بكم و بإدارتكم تحت قبة البرلمان اللبناني وفي جميع اداراته وأقسامه واشكر أخي وصديقي رئيس الجامعة اللبنانية الامريكية الدكتور جوزيف جبرا ونائبه وللطالب الذي سبقني بالكلام اطراءه لي ولأدواري على رأس المؤسسة التشريعية واشكر كل من عمل على تنظيم وانجاح هذا اللقاء وافسح في المجال الآن للمناقشات علّها لا تكون حامية.

 

الحوار:

وبعد الكلمة رد الرئيس بري على أسئلة الطلاب على الشكل الآتي:

 

- أمير السمان سأل: أكثر ما يميزكم هو تبنيكم للدبلوماسية وتركيزكم على المصالحات وأهمية التلاقي بين الأفرقاء اللبنانيين. متى أخفق دولة الرئيس بري في استخدامه لسياسة اليد الممدودة، فمدّ يده لمن لا يستحق؟

 

أجاب: الحقيقة بتاريخي في رئاسة المجلس النيابي منذ عام 1992 حصلت ثلاث مرات والموضوع كان دائما واحداً. تطبيقاً للدستور وللمادة 95 منه حاولت انشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، هذا لا يعني الغاء الطائفية فوراً، انشاء الهيئة المكونة من رئيس الجمهورية رئيساً ومن رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة أعضاء والأعضاء المختارون حتى نفكر كيف يمكن إلغاء الطائفية مثل الحاجة الى كتاب تاريخ موحد وغيره. ثلاث مرات وفي المرات الثلاث كنت فاشلاً "كنت الطُّش". ورغم هذه المرات الثلاث لا زلت أصر، وفي الحوار الأخير الذي حصل بمناسبة قانون الإنتخاب وقبل انتخاب رئيس الجمهورية توصلت الى صيغة وافق عليها الجميع من دون استثناء وأرجئ الموعد لليوم التالي لتقديم أسماء لوضع الصيغ، وفي اليوم التالي "ما تكلمه البارحة كان غير اليوم". أيضاً فشلت وكان هذا اليوم أكثر الأيام التي أحسست فيها بالفشل ولكن البديل دائماً هو الحوار الدائم.

 

- ساندرين افرام سألت: هل باعتقادكم أن القانون الإنتخابي الجديد سوف يساعد على تجديد الطبقة السياسية بما يتوافق مع تطلعات الجيل الجديد؟

أجاب: الجواب وبمنتهى الصراحة لا أعتقد. القانون النسبي أكثر من ضرورة للبنان ولكن ليست هذه النسبية التي تحلمون بها أنتم وأنا، لماذا؟

 

النسبية يجب أن تكون في دوائر جغرافية أكبر حتى لا يستمسك بها أكثر العنصر المذهبي والطائفي. الذي حصل بدلاً من أن يكون لبنان كله دائرة انتخابية واحدة أو ست دوائر أو حدّ أقصى عشر دوائر أصبح 15 دائرة، وبالتالي عادت حليمة الى عادتها القديمة وعدنا الى موضوع الطائفية والمذهبية. الأمر الثاني الكوتا النسائية، في أي مجتمع من مجتمعات العالم لا يمكن الا أن يكون هناك 50% من النساء و50% رجال (مثل قصة الطرة نقشة) أو 48% بـ52 % التمثيل الحقيقي يفترض أن يكون عدد النساء متقارب مع عدد الرجال ولا أقول بشكل متساو. وهنا أفتخر بالدستور التونسي، الدستور وليس قانون الإنتخاب، الدستور التونسي الذي قال أنه في كل موقع انتخابي يجب أن تكون حصة المرأة 50% وهذا الأمر لم يحصل حتى في أوروبا. الكوتا النسائية لو وضعت في هذا القانون كنا رأينا تمثيلاً على الأقل ليس التمثيل الذي نراه الآن. بعدنا في عقلية "ما فيش عنا زُلم"؟ هذا لا يجوز. في كثير من الحالات وفي أغلبها عليكم كدبلوماسيين وسياسيين أن تصعدوا الى مستوى شعبنا ولكن في القليل من الحالات عليكم أن ترفعوا شعبكم الى مستواكم.

 

وهذه هي الحالات التي يكتبها التاريخ ونستون تشرشل ربح الحرب العالمية وسقط في الإنتخابات، ولكنه ربح الحرب العالمية.

 

من جهة أخرى الدستور اللبناني مع الأسف ينص على سن الـ21 (للإقتراع). في كل بلدان العالم تقريباً أصبح سن الإقتراع هو 18 سنة. هذا أيضاً يبعد عنصر الشباب أكثر ويأتي بجيل "بعد شوي من جيلي أنا".

 

- قمر أمين سألت عن حلمها "في تطوير البنى التحتية لكي تصبح الطرقات جاهزة للسيارات بدون سائق. وهل يمكنني أن أحلم بتنفيذ مشروعي في وطني أم أستعد للتصدير؟".

 

فأجاب الرئيس بري: السؤال الصحيح هو نصف الجواب حتماً يجب أن تحلمي في وطنك. الإنسان بلا حلم مات حتى لو بقي يفتح عينيه ويأكل ويشرب، والوطن بلا حلم انتهى، لذلك نعم وألف نعم.

 

- شربل أيوب سأل: نحن برنامجنا يهدف لتعليم التلاميذ أسس حل النزاعات بالطرق السلمية، فما هي نصيحتك أو السر الذي تحب أن تعلمنا به لنمارسه في حياتنا؟

 

أجاب: الحوار، الحوار. هناك مثل يقول "لاقيني ولا تطعميني". الحوار أولاً وآخراً دائماً.

 

- جوزيان مطر سألت: على عكس العديد من السياسيين في لبنان لاحظنا أن حضرتك لم تظهر أولادك على الساحة السياسية. فما هو السبب هل هو قرار شخصي لتغيير الأجندة السياسية المعتمدة في لبنان؟

 

أجاب: أشكرك على هذا السؤال. أولاً أريد أن أقلّد أحد الأخوة علماً أنني قلتها بشكل آخر. "أنا لست ابن بيك ولا أنا بيك، ولا إبني بدّو يكون بيك".

 

ثانياً أنا لا أورث مطلقاً في السياسة. ثالثاً بتاريخي بيني وبين نفسي، هناك من يشكرني للحوار وهناك من ينتقدني وكلهم لديهم زاوية من زوايا الحق، إنما أنا بيني وبين نفسي أشكر نفسي أنني استطعت أن أقضي على الإقطاع في جنوب لبنان الذي عمره أكثر من 430 سنة، وأنا لست مستعداً أن ألغي هذا التاريخ، وبالمناسبة كان مركز الإقطاع الأساسي ليس في الطيبة بل في قلعة تبنين بلدي، فمن يسجل بتاريخه هذا الأمر لا يقدم على تدميره، علماً أني في خط الإمام موسى الصدر وليس خط التوريث على الإطلاق.

 

- عبدالله ملاعب سأل: "عن تفاقم استدعاء الصحافيين والناشطين الإجتماعيين الى القضاء اللبناني، وما نوع الرسالة التي تحملونها الى جيل شباب اليوم". كما سأل عن إمكانية اعتماد كوتا نيابية للشباب؟

 

فأجاب الرئيس بري: أبدأ بالجواب على الشق الثاني من السؤال. في الحقيقة أجبت من خلال كلمتي على موضوع الشباب ولكن الحل برأيي الذي ينسجم مع الديمقراطية وكل شيء هو ليس بالكوتا للشباب، "بدكم تشلحوا الكوتا من النساء ألم يعد ينقصنا الا هذا الأمر؟".

 

لا، برأيي أن جعل سن الإقتراع 18 سنة يعطي أكثر من كوتا. بالنسبة للشق الأول من السؤال رددت كلمة منذ زمن هي أنا مع الصحافة ظالمة أم مظلومة، وهذا رغم الظلامات ورغم كل شيء، "بس يا زلمي صرت مستحلي شي صحافي يدخل الى السجن حتى نعملوا قضية، ولكن مش عم يفوتوهم الى الحبس".

 

- لقمان الحكيم قال: باسم التعبئة التربوية لحزب الله في الجامعة اللبنانية الأميركية أود أن نعبر عن اعتزازنا وافتخارنا بكم، والسؤال من خلال تجربتكم الشخصية ما هي القيم التي تعتقد أن على القائد أو الفرد إذ كان يريد أن يؤثر في المجتمع ان يكون حائزاً عليها. والسؤال الثاني كيف يمكن أن ننشر ونعزز مفهوم المقاومة في الصرح الجامعي؟

 

أجاب الرئيس بري: أريد أن أبدأ بالجواب على الشق الثاني من السؤال وأعتقد أنني أجبت على ذلك في كلمتي، هناك قضايا لبنان ليس معزولاً فيها عن العالم العربي، لبنان بلد عربي، وبالتالي يجب التمسك بالقضايا العربية وأهم القضايا هي التدريب على موضوع كيفية المقاومة، ما هي المقاومة، الفرق بينها وبين الإرهاب.

 

بالنسبة للقيم للقائد أو الفرد أولاً من الناحية المسلكية يجب أن يكون مثل حرف الألف مستقيماً لا غبار عليه، وثانياً أن يكون دائماً يراعي مصلحة وطنه.

 

- مجد زيد خيامي سأل: هل حقق الطائف ما يطمح إليه اللبنانيون من قيام الدولة، قانون الإنتخاب العادل، وإلغاء الطائفية السياسية، أم هل أصبح الطائف يحتاج الى تعديل؟

 

أجاب الرئيس بري: هناك أمران أيضاً أجبت عليهما موضوع الطائفية وموضوع قانون الإنتخاب. أما بالنسبة لموضوع قيام الدولة فجوابي حتى الآن لا أستطيع أبداً أن أزعم أن الدولة قامت طالما أن دستورنا حتى الآن لم نطبقه. دستورنا الآن هو دستور الطائف فماذا طبقنا منه؟ طبقنا منه أنه يوجد رئاسة ومجلس نيابي وحكومة؟ هذا أمر معروف سلفاً. الذي يذهب الى آثار صور يرى مقراً اسمه مجلس الممثلين للشعب، نحن نعرف الديمقراطية منذ زمن الفينيقيين. هناك مبادئ في الطائف من بينها الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، واللامركزية الإدارية وأمور عديدة لم نقم بها حتى الآن.

 

وآخذ المجلس النيابي الى الرقابة الحقيقية للمجلس النيابي؟ أبدأ بنفسي قبل أن أتكلم عن الآخرين. الرقابة الحقيقية لمجلس النواب هي بالمحاسبة في موضوع الفساد، هل تجرؤ أن تمس بأحد فعندما تمس به كأنك مسست بالطائفة مع الأسف. أخوتي، الطوائف نعمة في لبنان والطائفية نقمة. لا يوجد دين يغلّ حتى يستغل. لا يوجد دين يحاول ان ينال من دين آخر. الأديان السماوية الثلاثة متممة لبعضها البعض وتصل في نهايتها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أستطيع أن أفهم لماذا استغلال الطوائف لأجل الطائفية أو المصالح الخاصة. مجلس النواب لا يحاسب أحداً لأنه إذا أراد أن يحاسبه كأنه حاسب طائفة بأجمعها.

 

ورفع الرئيس بري الجلسة بعد تلاوة محضرها. وأخذت صورة تذكارية جمعت الرئيس بري ورئيس وأساتذة وطلاب الجامعة اللبنانية الأميركية.

 

كلمة الطلاب:

وسبق كلمة الرئيس بري كلمة باسم الطلاب ألقاها الطالب فؤاد القاضي الذي تحدث عن دور الشباب وقيادة المهارات واحترام التنوع الذي تهدف اليه الجامعة اللبنانية الاميركية التي تتميز من خلال البرنامج الذي تنفذه مع الأمم المتحدة منذ 13 سنة والذي يقوم على إرسال مندوبين لحل النزاعات من الطلاب اللبنانيين الذين يقوم كل واحد منهم بتمثيل دولة، وأشار الى أن الشباب من لبنان هم 17 بالمئة.

 

وقال: تخيلوا معي أن الجامعة اللبنانية الأميركية تنظم مؤتمراً عالمياً في الأمم المتحدة. هذا يثبت أن لبنان قادر أن يصل الى أعلى المراتب والإزدهار.

 

كلمة رئيس الجامعة:

ثم ألقى رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا كلمة قال فيها: "نأتي الى حضن الديمقراطية وحارسها الأمين دولة الرئيس نبيه بري الذي يقف معانداً في الدفاع عن الديمقراطية وكحاضن لضمان الإستقرار". وأشار الى التشابه بين الجامعة والمجلس حيث يضم كل منهما ممثلين عن كل المناطق والطوائف بكل تطلعاتهم وتوجهاتهم ومراقبة عمل الحكومة والمالية العامة من مهام المجلس فيما الجامعة تحفز الطلاب من كل المناطق لصناعة مستقبلهم.

 

وشدد على دور الرئيس بري المتميز في قيادة السلطة التشريعية في أحلك الظروف لتظل مرجعاً ومرجعية.

 

وأشار الى أن الجامعة اللبنانية الأميركية أنشئت عام 1835 كأول مدرسة لتعليم الإناث أيام السلطة العثمانية، واختارت الإنطلاق الى منظومة التعليم العام عام 1924.

 

وقال: منكم يا دولة الرئيس ومن دوركم البنّاء نستوحي ونتعلم منه في مسؤولية المؤتمر العالمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يشارك فيه أكثر من سبعين دولة.