الرئيس نبيه برّي: فلسطين تحتاج ان تكون السيوف معها  لا عليها وصفقة القرن مشروع حرب لا مشروع سلام، واي اسلام ومسلمين واي مسيحية من دون القدس وكنيسة القيامة ومهد السيد المسيح؟ ونرفض رفضاً مطلقاً لفرض توطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن تواجدهم.

 

أكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي ان صفقة القرن هي نسخة طبق الأصل لمشروع نتنياهو بيهودية الكيان منذ عام 2011 مشيراً إلى ان فلسطين اليوم تستصرخ بالعرب قيم الشجاعة والمرؤة والشهامة ليس طلباً لطوق نجاة لنفسها انما هي أيضاً صرخة فلسطينية لكل العرب لايقاظ الوعي حيال الخطر المحدق بالأمة من محيطها إلى خليجها انطلاقاً من الجغرافيا الفلسطينية وصولاً الى كل الجغرافيا العربية معتبراً سقوط فلسطين سقوط للأمة.

 

وأشار الرئيس برّي الى ان صفقة القرن التي تدعو الى نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة تمثل دعوة صريحة للاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني متسائلاً اي فلسطين هي من دون القدس وأي اسلام ومسلمين من دون اقصى ومن دون معراج النبوة؟ واي مسيحية من دون كنيسة القيامة ومهد السيد المسيح.  مؤكداً ان فلسطين تحتاج الى الصدق "لا" الى الرياء وتحتاج ان تكون السيوف معها لا عليها ولا تحتاج الى التجرؤ على ارتكاب فعل المساومة او الخيانة معتبراً صفقة القرن مشروع حرب وليس مشروع سلام، مؤكداً باسم لبنان والمجلس النيابي رفض وادانة الصفقة بكل مندرجاتها والرفض المطلق لفرض توطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن تواجدهم.

 

مؤكداً ان ثابتتين فقط تجعلنا قريبين من فلسطين ومن خلالهما نضع الحلم الفلسطيني في التحرير والعودة على طريق التحقيق هما الوحدة والمقاومة.

 

كلام ومواقف رئيس مجلس النواب جاءت خلال القائه كلمة في اعمال المؤتمر ال 30 الطارىء للاتحاد البرلماني العربي الذي التأم في العاصمة الاردنية عمان لبحث موضوع صفقة القرن.

 

وجاء في في كلمة الرئيس برّي:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "

 

صدق الله العظيم


رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب في المملكة الاردنية الهاشمية معالي المهندس عاطف الطراونة.


الزملاء اصحاب الدولة والسعادة والسيادة


الحضور الكريم


سلام لفلسطين هبة السماء


سلام للقدس أولى القبلتين وملتقى القيم ومعراج الرسالة


سلام للأقصى وقبة الصخرة... لبيت لحم وكنيسة المهد التي لم تغادر جلجلتها منذ قرن... وحيدة تنشد القيامة والبشارة والرجاء.


سلام للضفة والقطاع... سلام لبيسان ويافا وحيفا والجليل


سلام لاطفال الحجارة وللقابضين على جمر القضية وحجرها والزناد وما بدّلوا تبديلا
انه امتحان فلسطين، امتحان القدس، امتحان العرب، امتحان المسلمين، امتحان المسيحيين اصلاً انه امتحان الانسانية


سلام للذين يستوطن حلم الدولة وحلم العودة في قلوبهم وعقولهم وفي حلهم وترحالهم في مخيمات اللجوء والشتات في لبنان والاردن وسوريا ومصر وفي كل مكان


انه سياق طويل أدى الى هذه النتيجة – الصفعة


بدءاً بأنفسنا وصولاً لترامب وهي نسخة طبق الاصل لمشروع نتانياهو بيهودية الكيان منذ عام 2011 وهو المشروع الذي رماه الزميل رئيس مجلس الامة الكويتي في سلة المهملات


الزملاء الاعزاء


فها نحن اليوم ومجدداً لا نجتمع إلا على نحو طارىء وكما في كل مرة تجمعنا فلسطين ليس لتؤمنا في صلاة نصر طال انتظاره... انما تجمعنا صفعة الصفقة... مجدداً فلسطين توقظنا للانتباه حيال آخر ما تبقى من كرامة.


مجدداً فلسطين ولا سمح الله  وربما للمرة الأخيرة تستصرخ فينا قيم الشجاعة والمرؤة والشهامة، ليس طلباً لطوق نجاة لنفسها، انما هي أيضاً صرخة فلسطينية لنا ولكل العرب لايقاظ وعينا حيال الخطر المحدق بالأمة من محيطها الى خليجها انطلاقاً من الجغرافية الفلسطينية وصولاً الى كل الجغرافيا العربية... صدقوني فاذا سقطت فلسطين سقطت الامة،... فهل سمعنا الصرخة الفلسطينية؟


هل قرأنا جيداً وبهدوء بعيداً عن الانفعال والارتجال والتعصب الجهوي والمذهبي الخرائط التي تتضمنها الصفقة؟


وهل وضعنا النقاط على الحروف في الثمانين صفحة التي تختصر في اول مراحلها حكاية التصفية للقضية الفلسطينية وما سينجم عن تلك الجريمة من ارتدادات وتداعيات على مستوى المنطقة؟


ما هو مطروح اليوم على المائدة ليس الاّ كأساً من السم "الزعاف" يراد للفلسطيني ان يكون اول من يتجرعه بعدها تكر السبحة ويتسلل السم الصهيوني الى الجسد العربي برمته...

 

الصفقة أيها السادة تتحدث عن:


1-فلسطين جديدة !! عاصمتها "ابو ديس" او "شعفاط" بمساحة لا تتجاوز 4 كيلومترات مربعة، اي فلسطين هي من دون قدس؟ واي إسلام ومسلمين من دون اقصى ومن دون معراج النبوة؟

وأي مسيحية من دون كنيسة القيامة ومهد السيد المسيح؟

 

2- الصفقة الرشوة مهرها 50 مليار دولار فهل القضية باتت قضية عقارية؟ وهل القدس وفلسطين حكاية الارض والسماء والتي يمتلك حق التصرف بها واحد أحد رب السماء باتت عقارات مطروحة في مزاد علني؟
 
3-الصفقة الصفعة تمنح الفلسطينيين دولة على شكل "ارخبيل" برّي مقطع الاوصال منزوع السلاح ومنزوع السيادة في البر والبحر والجو دويلة ملزمة بالنص فيها السلطة الفلسطينية الجديدة بإعادة السيطرة على قطاع غزة ونزع سلاح فصائل المقاومة فيه وإعلانه منطقة منزوعة السلاح، اذاً دولة من دون اظافر ودعوة صريحة للاقتتال الفلسطيني الفلسطيني.

 

4- التسوية التي يسوقون لها تلزم الفلسطينيين وبالتالي من خلالهم العرب والمسلمين وكل الدول الاعتراف باسرائيل دولة يهودية والقدس موحدة بشرقها وغربها عاصمة ابدية لها.

 

5- وأيضاً التسوية بابشع صورها تشترط اسقاط حق العودة تحت عنوان حل قضية اللاجئين المقيمين في أماكن تواجدهم.


نعم أيها السادة بيانات الرفض والادانة مطلوبة وضرورية في هذه المرحلة خاصة تلك التي صدرت او سوف تصدر عن منظمات ذات شخصية قانونية.. لكن المطلوب بالمقابل ان تتضمن تلك البيانات والتوصيات آليات تلزم المصوتين والموقعين عليها اخلاقياً وقانونياً بعدم التسلل او الهرولة لخطب ود الجلاد وطلب صكوك الغفران منه من تحت الطاولة او خلف الابواب الموصدة وحبر البيانات لم يجف بعد. هذا ما حصل قبل اعلان الصفقة وهذا ما يحصل بعد اعلانها ومتوقع ان يحصل المزيد منها في المستقبل القريب


ايها السادة...

 
فلسطين تحتاج الى الصدق "لا" الرياء... فلسطين تحتاج ان تكون السيوف معها لا عليها... تحتاج الى امتلاك الجرأة بقول كلمة "لا" للاحتلال "لا" للمقايضة... ولا تحتاج الى التجرؤ على ارتكاب فعل المساومة او الخيانة.


الزملاء الاعزاء


لاننا امام مشروع حرب باسم صفقة القرن وليس مشروع سلام


ولاننا امام خارطة طريق تأخذ المنطقة الى التشظي والتفتيت انطلاقاً من فلسطين.


ولاننا امام مشروع استباحة غير مسبوقة لأمننا القومي العربي.


اسمحوا لي وبموازاة التأكيد لمؤتمركم باسم المجلس النيابي اللبناني وباسم الشعب اللبناني على رفضنا وادانتنا لهذه الصفقة بكل مندرجاتها ورفضنا المطلق لفرض توطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن تواجدهم، نجدد من خلال هذا المؤتمر تأكيد التزامنا بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع بكافة الاساليب لتحقيق امانيه بالعودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 

وانطلاقاً مما تقدم ولان الامة على هذا النحو من التشتت والتشظي على محاور الاحتراب الداخلي، وتضييع البوصلة عن وجهة الصراع الحقيقي مع العدو الاساس ومع استنفاذ كافة الاساليب التي ترغم هذا العدو على الاقرار بالحقوق العربية المشروعة بتحرير الارض واحلال السلام العادل والشامل لا الاستسلام  إنفاذا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وهي لا تعد ولا تحصى.


نوصي مؤتمركم بثابتتين اثنين لا ثالث لهما وحدهما تجعلنا قريبين من فلسطين ومن خلالهما نضع الحلم في التحرير والعودة على طريق التحقيق. هما ثابتة الوحدة وثابتة المقاومة... ثم المقاومة... ثم المقاومة.
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
"
وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا"

 
صدق الله العظيم

 

والسلام عليكم ورحمة الله