استقبل الرئيس نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة وزير شؤون التنمية الادارية محمد فنيش وعرض معه الاوضاع.

ثم استقبل نائب حاكم مصرف لبنان الدكتور رائد شرف الدين.

وبعد الظهر استقبل الرئيس بري 
وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والوفد المرافق، والسفير المصري اشرف حمدي، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، واستبقاهم الى الغداء.

بعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف ساعة، صرح الوزير عمرو:
"حظينا بلقاء دولة الرئيس نبيه بري، وأبلغته تحيات السيد الرئيس محمد مرسي وتحيات الحكومة المصرية والشعب المصري، اليه ومن خلاله الى جميع الاخوة والاخوات في لبنان. وتعلمون أن العلاقات المصرية-اللبنانية وثيقة وقديمة وعميقة، وقد وقفنا دائما بجوار بعضنا في السراء والضراء، ومصر تؤكد مرة أخرى موقفها ووقوفها مع الشعب اللبناني، ونؤيد اختياراته، وقد ذكرت لدولته أن مصر جاهزة وحاضرة للقيام بأي أمر يرى الشعب اللبناني ان هناك مصلحة في القيام به، وقد حملني دولته تحياته الى فخامة الرئيس والى الحكومة والى الشعب المصري، وكان اللقاء مثمرا جدا، واستمعت خلاله الى آراء مفيدة جدا".

أضاف: "تحدثنا في العديد من المسائل، سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو على صعيد الامور الاقليمية، وأؤكد أن مصر، مع أنها تمر في مرحلة تحول كبيرة، تتجه ان شاء الله الى الطريق السليم، طريق الديموقراطية، وخصوصا بعد الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة. وما حصل لم ولن يمنعها من الاستمرار في مواقفها وتأييد أشقائها، وخصوصا في المنطقة العربية، وطبعا لبنان في مقدم هؤلاء الاشقاء".

سئل: هل هناك رسالة محددة من الرئيس المصري الى اللبنانيين؟
أجاب: "الرسالة المحددة هي أننا نرغب في أن نرى لبنان في أطيب حال، وأن نرى توافقا لبنانيا. لبنان مر بأزمات كثيرة وخرج منها منتصرا، ونحن على ثقة بقدرة الشعب اللبناني على تخطي أي عقبات، والتاريخ يقول هذا".

سئل: هناك حركة ناشطة في العالم العربي، هل هي مؤشر لصياغة مبادرة لحل الازمة السورية؟ وهل مصر لها دور في بلورة حل هذه الازمة؟
أجاب: "ما يحدث في سوريا مأساة كبيرة جدا تمس قلب كل عربي. نحن في مصر، منذ بداية الازمة في سوريا كان لنا موقف، وعملنا دائما على التوصل الى حل مبكر، ولا اريد ان ارجع الى التاريخ مرة اخرى، واقول لو حدث هذا او ذاك، ولكن قلنا في البداية، في اتصالاتنا بالمسؤولين في سوريا، ان هناك تحركا في العالم العربي، في تونس ثم في مصر ثم في ليبيا، ويجب أن نتعلم مما حدث حولنا. ويا للاسف، لقد وصل الوضع السوري الى ما هو الآن، وهو في الحقيقة لا يسر أحدا".

أضاف: "الدم السوري الغالي علينا جميعا يسفك كل يوم، ويحدث تدمير للدولة السورية، علما أن سوريا بالذات لها مكانة في قلب كل مصري. من هنا كان الاهتمام المصري بما يدور في سوريا. وقد طرح السيد الرئيس محمد مرسي في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي في مكة خلال شهر رمضان الماضي، مبادرة كانت تدور حول محور يتضمن أربع دول، هي تلك التي نرى انها فاعلة، أي تركيا والمملكة العربية السعودية وايران ومصر. المبادرة كانت ان نجلس معا ونتدارس الامر بالطريقة التي يمكن ان نبدأ بها الحل في سوريا، وكما أوضحنا ونوضح باستمرار، هذه ليست دائرة مغلقة، بل نواة يمكن الالتفاف حولها من أي طرف ومن أي جانب يرى أن هناك مجالا للحل".

وتابع: "عقدنا اجتماعات على مستوى المسؤولين الكبار أو على المستوى الوزاري، وهناك اجتماعات قريبة ان شاء الله على المستوى الوزاري، وبالامس التقيت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وكان من ضمن الامور التي عرضناها الوضع في سوريا، وهناك ايضا محادثات بيننا وبين روسيا في هذا الشأن، وسنستأنفها قريبا".

سئل: هل هذه المحادثات هي على أساس المبادرة المصرية ام اتفاقية جنيف؟
أجاب: "الروس يعطون أولوية لاتفاقية جنيف، وهناك المبادرة المصرية، ونحن ليس لدينا أي مانع. أي شيء يمكن أن يوصلنا الى حل ويوقف نزف الدماء ويلبي مطالب الشعب السوري ويحدث التغيير المطلوب، نحن معه، كما تعلمون هناك اجتماعات للمعارضة من أجل توحيدها، وهذا مطلب مهم جدا، ومصر تقوم بدور كبير في هذا الشأن، ونحن على صلة بجميع فئات المعارضة في الداخل وفي الخارج، ولنا اتصالات بهم، ونوضح لهم ان عليهم مسؤولية الوحدة، ان لم يكن في منظمة واحدة انما على الاقل تحت مبادىء واحدة بحيث يمكن ان يكون هناك طرق للتوصل الى حل الازمة السورية".

سئل: هل لدى مصر مبادرة لجمع الاطراف في لبنان؟ وهل لمستم من محادثاتكم توافقا بين الموقف اللبناني والموقف المصري من الازمة السورية؟
أجاب: "بالنسبة الى المبادرة في الازمة اللبنانية، انا لم آت بمبادرة، جئت لأعبر عن الاهتمام المصري والتضامن مع الشعب اللبناني، وهذا كان واضحا، ونحن نرى ان اي حل لما يحدث في لبنان يجب ان يخرج من لبنان نفسه، بتوافق بين كل الاطراف اللبنانيين، ونحن مستعدون وجاهزون اذا طلب منا اي شيء من مختلف الاطراف. أما بالنسبة الى الازمة السورية، فأنا ما زلت في بداية المشاورات، ونحن نستمع الى الآراء ونستفيد منها، ونقول وجهة نظرنا. وفي النهاية يهدف الجميع الى مصلحة الشعب السوري ووقف نزف الدم وتحقيق التحول المطلوب في سوريا نحو دولة ديموقراطية تستجيب مطالب الشعب المصري".