الرئيس نبيه بري ترأس جلسة ل128 طفلا في اليوم العالمي للطفولة(20/11/2011)

 

ترأس رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم جلسة حضرها 128 طفلا من مختلف الاعمار والفئات من اللبنانيين ومن جنسيات عربية عديدة، لمناسبة اليوم العالمي للطفولة وبتنظيم من المجلس الاعلى للطفولة.

 

حضر الجلسة، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، عقيلة رئيس الجمهورية السيدة وفاء سليمان، عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين رندى بري، وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، وزير الخارجية عدنان منصور، رئيسة لجنة المراة والطفل النائب جيلبيرت زوين، المجلس الاعلى للطفولة ورئيس المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية الاب عبدو رعد وعدد من المسؤولين المعنيين.

 

وفي مستهل الجلسة القى الرئيس بري كلمة قال فيها:

"بداية ارحب بالابناء الاعزاء وبالضيوف المدعوين بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، منوها بمبادرة المجلس الاعلى للطفولة في وزارة الشؤون الاجتماعية الى دعوتنا لاقامة عرس الطفولة في مجلس النواب".


وتابع: "عندما وصلتني الرسالة التي تطلب هذا اللقاء معكم ايها الابناء، لبيت اسرع من الصوت في الموافقة على مضمونها بخاصة انها تنعقد بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، مع التأكيد اني اردت دائما ان يقوم المجلس النيابي بدوره التشريعي والرقابي، ولكن اردت له ادوارا هامة ابرزها: الاول: ان يكون طليعة البرلمانات في منطقتنا الاقليمية والعربية في استخدام دبلوماسية برلمانية لأجل القضايا الوطنية والعربية، وفي الطليعة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي على وطننا والاراضي العربية والوقائع المتعلقة بالجرائم التي ارتكبها الاحتلال والدمار الذي الحقه بشعوبنا. الثاني: ان يلعب دورا "طليعيا" في بناء جسر من العلاقات بين لبنان المقيم ولبنان المغترب واجيال هذا الاغتراب، وقد انشأنا لهذه الغاية منتدى البرلمانيين المتحدرين من اصل لبناني. الدور الثالث: الاهم هو مساهمة المجلس النيابي اللبناني في عملية التربية على الديموقراطية".

 

وتابع: "كما تعرفون او كما تلمسون ويلمس اجيال الطلبة من الابتدائي الى الجامعات ومعاهد التعليم العليا، فإن الديموقراطية كنهج حياة غائبة عن المناهج التربوية، والمواطن اللبناني يعيش واقع الديموقراطية كعملية اجرائية تجري على مستوى رئاسة الجمهورية كل ست سنوات، ومثلها انتخاب السلطة المحلية المتمثلة بالبلديات والمختارين، وتجري على المستوى النيابي كل اربع سنوات، اضافة الى انتخاب المجالس المحلية المخاتير والبلديات وتخضع هذه العملية الاخيرة (البرلمانية) كل مرة الى قانون مثل لبنان وليس الى قانون كما يريد لبنان ان يكون في المستقبل. منذ اربع دورات برلمانية على الاقل وانا اتوجه الى الحكومات والى الادارات التربوية من اجل نظام تربوي يلحظ في مناهجه الديموقراطية كمادة دراسية، وقد جرى نشر مزاعم حول المنهاج التربوي المتطور ولكنه اتضح انه تطور نحو الاسوأ والى الوراء، فهو لم يلحظ ان العلم صناعة من اهم الصناعات، ويجب ان يتناسب مع تطوير الاعمال والاسواق وعالم التكنولوجيا والاتصالات، وذلك النظام لم يلحظ وجود كتاب تاريخ موحد لنا، وهو لم يصدر كتابا "موحدا" للتربية الوطنية تقع عملية التربية على الديموقراطية في صلبه بإعتبارها تنعكس على النقابات والاحزاب والبرلمان والحكومة وتؤكد عملية تداول السلطة، آملا في ان يتوصل معالي وزير التربية الجديد لمنهج يواكب هذه التطلعات".

اضاف: "اليوم التكنولوجيا سبقت تخلف العملية التربوية، وانتم على الانترنت والفايس بوك والتويتر تستطيعون رؤية تطور النظم السياسية في العالم وعملية تداول السلطة والحكم الرشيد وان تكونوا طليعة الشعب يريد ولكن يبقى ان هذه التكنولوجيا صالحة للتحريك ولكنها لا تكون فكرا. فكونوا طليعة: الشعب يريد الغاء الطائفية. وكونوا طليعة الشعب يريد قانون انتخابات عصريا والشعب يريد خفض سن الاقتراع ومشاركة الشباب. والشعب يريد اشراك المرأة في كل ما يصنع حياة المجتمع والدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وليس مجرد شعارات لا تضمن انصاف المرأة ولو بحق "الكوتا".
وتابع: "ايها الاعزاء، لقد سبق وبادرنا مع مؤسسات الرأي الاعلامية انعقد بموجبها برلمان الشباب في قاعة هذا المجلس، وكان يوما برلمانيا شبابيا حافلا، تستطيعون استعادة ذاكرته اذا اردتم، وفي ما بعد بادر زملاء نواب الى تنظيم ما يشبه برلمان الشباب في المناطق، وصولا الى المبادرة الاخيرة لاحد الزملاء الذي فتحنا امامه ابواب المجلس النيابي ومكتبته من اجل تدريب طلاب كلية الحقوق على وقائع الحياة البرلمانية وعلى عملية صنع القوانين وعمل اللجان النيابية في هذه الخصوص . اليوم وخلال الشهر الجاري وبتاريخ30/11 سيتم الاعلان عن مأسسة هذه العملية البرلمانية للتربية على الديموقراطية بالتعاون بين الادارة البرلمانية وبرنامج الامم المتحدة الاقليمي UNDP في مجلس النواب عبر البرنامج التدريبي لخريجي الجامعات واسهامهم في بناء قدرات مجلس النواب من خلال اشراك الشباب في عملية صنع القوانين".

وقال: "اننا عبر هذا البرنامج نؤسس لمرحلة جديدة تتمثل بتوطيد علاقة مستمرة ما بين الشباب والفتيان ومجلس النواب، بتوفير فرصة التدريب امامهم على آليات صنع القوانين وتعريفهم على دور المجلس التشريعي والرقابي وعلى علاقة التكنولوجيا بالتشريع.

ان اختبار الشباب للمشاركة في هذا البرنامج سيتم على اساس تفوقهم العلمي وليس الواسطة، وعلى اساس اهتمامهم بقضايا المجتمع على اختلافها، ليكونوا بمستوى البرنامج الذي يتيح لهم التعرف على مجلس النواب بكل اقسامه انطلاقا من مكتبته مرورا بكل الادارات وتعريفهم بوسائل عملنا في اطلاق دبلوماسيتنا البرلمانية".

 

اضاف: "ايها الابناء. الآن نحن في هذا اللقاء ازاء المسؤولية امامكم امام جيل ناشىء في مرحلة مدرسية اقل من الجامعية، تتطلب برامج مختلفة تكسب ابناءنا معارف ولا تدخلهم الى المجلس صوتا وصورة فحسب لأن الامر ليس مجرد وقوف او جلوس واخذ صور.

انني اطلب الى لجنة المرأة والطفل والادارة البرلمانية المختصة بالتطوير البرلماني والبرنامج الاقليمي للامم المتحدة في مجلس النواب UNDP، اتخاذ الخطوات السريعة لوضع برنامج يتيح للاطفال والشباب في مرحلة التكميلي استخدام وسائل ايضاح مختلفة للتعرف الى المؤسسة التشريعية وادوارها، واطلب فتح صفحات الكترونية امام الاطفال لطرح اسئلتهم بشكل دائم وليس في المناسبات الرسمية او الدولية".


وختم الرئيس بري: "الابناء الاعزاء، اجدد سعادتي وفرحي للقائي بكم، واؤكد لكم ان قلبي كما ابواب المجلس مفتوحة امامكم من اجل انشاء ثقافة برلمانية تمتد عبر مختلف الفئات العمرية لما فيه مصلحة اللبنانيين ومصلحة لبنان".

 

والقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها:

"ايها الاحباء، اردت ان احدثكم من القلب عن تجربتي الشخصية لتستفيدوا منها ابدا بدعوتكم لكي تحلموا، ولكي لا تجعلوا لحلمكم حدودا، لا يمكنكم تحقيق ما تصبون اليه الا بالحلم وبالحرية التي هي قمة الحلم. اذكر انني كنت في مثل عمركم وكنت اتي الى مجلس النواب لحضور بعض الجلسات واتابع ما يحصل في البرلمان وفي احدى المرات بقي مجلس النواب مضاء حتى الساعة الثالثة فجرا وكانت جلسة عاصفة استقال في نهايتها الرئيس رشيد كرامي في تلك الليلة اخذتني الغفوة للحظات حلمت في خلالها بان اقف على هذا المنبر، ان اكون هنا نائبا ورئيسا للحكومة ادعوكم ايها الاطفال الى الحلم والى الطموح لكي تصلوا الى اعلى المراكز".

 

اضاف: "ان الحلم يحتاج لكي يتحقق الى مقومات عدة ابرزها القيم، وفي هذا الاطار ادعوكم الى التمسك بالالتزام والصدق والقيم الدينية والانسانية تمسكوا بايمانكم فرأس الحكمة هو مخافة الله، كذلك احرصوا على رضا والديكم لانهم حريصون عليكم حاوروهم في كل امر وستعلمون اهمية هذه القيمة عندما يصبح لكم اطفال في المستقبل ومن معوقات الحرية ايضا الحرية، وهي ليست حرية مطلقة بلا حدود، بل تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين. ليس مسموحا ان تكون الحرية بلا حدود بل عليكم ان تضعوا لها ضوابط لكي تحترموا انفسكم قبل احترام الاخرين".

 

اضاف: "ان التعليم هو ايضا من القيم الاساسية للنجاح وهو عنوان النجاح، ومهما حصل من ظلام من حولكم فالعلم هو النور الذي يتيح لكم تجاوز كل الصعوبات. لا تخافوا سلوك الطرق الوعرة لان خياراتكم واضحة. فلا خيار الارتهان والتبعية للخارج مفيد ولا نهج العناء والمكابرة في الداخل مفيد. لبنان هو النموذج الغني بتنوعه وبالعيش الواحد والذي علينا العمل للحفاظ عليه، علينا التعاون جميعا لنحول الحلم الى سعي وانجاز".

 

وختم الرئيس ميقاتي: "خذوا العبرة من اخطائنا ولا تستسلموا. هذا قدر لبنان وتذكروا دائما انكم انتم قدوة لبنان وان شاء الله نراكم تمثلون لبنان وترفعوا اسمه عاليا وان شاء الله بوجودكم يصل لبنان الى بر الامان".

 

ثم اعطى الريس بري الكلمة للبنانية الاولى السيدة وفاء ميشال سليمان التي قالت:

"دعوني اشدد اولا على ان اهم ما في هذا اللقاء هو وجود مجموعة من الاطفال بيننا ارى في عيونهم عزم الشباب، ونضج المعرفة، والشعور بالمسؤولية تجاه انفسهم، ومجتمعهم. وجودكم ايها الابناء هنا، لمحاورة المسؤولين يتيح لنا تلمس افكاركم، واحاسيسكم، واحلامكم، التي تنشدون من خلالها عيش طفولتكم بملء نموها، وبدون قيود وجروح قد تتحول يوما الى نزف في كيان المجتمع". وهذا الوجود يتيح لكم في المقابل، حرية السؤال والمساءلة، والحق في التعبير والاطلاع، وفتح ابواب نفوسكم التي قد تكون مغلقة عن عيون الكبار، في السلطة والمجتمع وحتى داخل المنزل".


أضافت: "أود بداية ان اشكر لرئيس المجلس الاعلى للطفولة الوزير وائل ابو فاعور والاعضاء، تنظيم هذه المبادرة الحوارية في صرح المجلس النيابي، ساحة التشريعات وتلاقي اللبنانيين عبر ممثليهم، في اليوم العالمي لحقوق الطفل، وهو يوم يفترض ان يكون يوم وعي للشعوب وتقييم لمسيرتها الانسانية.اقول ذلك لادراكي ان الظروف التي يعيش فيها الاطفال ومساحة الحقوق التي يتفاعلون في داخلها ونوعية التقديمات الاجتماعية والصحية والثقافية التي ينعمون بها، ومدى مشاركتهم في المعرفة والقرار وبناء المستقبل، تعكس الصورة الحقيقية للاوطان، وتطورها، ومستوى رقي شعوبها والتزامها المبادىء الانسانية والشرعة الاخلاقية".

 

وتابعت: "لا يعقل ان نصل الى مجتمع سليم ومتعاف، اذا كان اطفاله يتعرضون للعنف والاذى الجسدي والنفسي، المباشر وغير المباشر، وقد نخرت سنوات الحرب دعائم استقرار وسلام وصفاء نفوس الكثيرين وشخصياتهم. ولا يمكن لمجتمع ان يعيش بصدق، حرية الراي والتعبير والمعتقد، اذا كان اطفاله يتعرضون لقمع الشخصية، وكبت التعبير، والتهميش، وإن من ضمن الثوابت والقيم السائدة فيه وليس هناك مجتمع حضاري ومنفتح ينعم الراشدون فيه بالثقافة، والحقوق الانسانية، والانفتاح، فيما يحرم اطفاله من كامل امكانات التعليم، والطبابة، والاحترام. فما نتيحه اليوم لاطفالنا نحصده غدا ثمارا حية ومشابهة لما زرعناه في نفوسهم".

 

وقالت السيدة سليمان: "ان حقوق الطفل، ايها الاعزاء، والتي تحولت الى شرع واتفاقات عالمية، على راسها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي هي من اكثر الاتفاقيات توقيعا من قبل زعماء الدول في العالم، ليست الا المدماك الاول والاساسي الذي ينهض ببناء الاوطان والشعوب. ففي ميدان الحقوق، لا يحسب العمر عاملا في عدالة التطبيق، ولا طبعا باقي الاختلافات والفروقات بين البشر، كاللون، والجنس، والجنسية، والطبقة الاجتماعية. الحق في الحياة الكريمة، هو نفسه للطفل كما للشاب، والمسن، وكذلك الحق في الحماية من العنف او في الصحة والامان والحصول على جنسية، وحرية التعبير، والحماية القانونية وغيرها. فلا يجوز ان يقبض الكبار على حقوق الاطفال من رقابها، لان بايديهم السلطة والقدرة ويتيحون لها الانفاس بحسب مشيئتهم ورغباتهم ومصالحهم، بعيدا عن الاحلام المشروعة والامال. لذا يجب تشديد القوانين والمراسيم والانظمة المعنية بحماية حقوق الاطفال وتحديثها وتطبيقها بحزم وجدية، بالتعاون بين المؤسسات والجهات والجمعيات الاهلية التي تعنى بشؤون الاطفال، ومشاكلهم وترافق قضاياهم، وتسهر على تطلعاتهم".


وقالت: "تتجه مفاهيم التربية الحديثة الى احترام اكبر لآراء الاطفال، وما يعبرون عنه من هواجس ورغبات، واشراكهم بشكل فاعل وديناميكي، في مسؤولية القرار حول احلامهم، ومستقبلهم ودورهم في المجتمع. وتتلاقى هذه المفاهيم المبنية على دراسات اجتماعية وسلوكية وتربوية ونفسية، مع ما اقرته شرع حقوق الاطفال العالمية من حقوق لهم في مجال المشاركة. ونقطة الانطلاق لتحقيق هذه المشاركة تبدأ طبعا من التربية في كنف العائلة، ومن قناعة الاهل بهذا التوجه، فهناك مساحة واسعة مكتسبة للاهل في طريقة تربية ابنائهم، لا تطالها القوانين، ولا تفرض فيها الحقوق وهذا ما يستدعي عملا توعويا وتثقيفيا لهم لرفع مستوى وعيهم لاهمية تمتع الطفل بحقوقه، داخل المنزل وفي المجتمع، منذ نعومة اظفاره".

 

أضافت: "انها رسالة احملها الى كل العائلات اللبنانية والجمعيات الاهلية والهيئات التعليمية لنشر مفهوم اكثر انسانية لسلطة الاهل يعدل ما كان متداولا في الماضي، وما زال منتشرا الى حد كبير اليوم، حول هذه السلطة المرتكزة على قمع راي الاطفال، وتعنيفهم وقضم روح الابتكار والاكتشاف في شخصياتهم، واستبدالها بمقاربة اكثر عطفا وايمانا وثقة بطيبة وذكاء وطاقات الطفولة والاجيال الطالعة. ولكن دور الاهل المحوري، لا يعفي الدولة من مسؤوليتها الكبيرة والاساسية في رصد الانتهاكات المرتبطة بحقوق الاطفال، ومحاسبة المنتهكين، من خلال شبكة امان قانونية تنفض عنها بعض مفاهيم الماضي التي تعطي الاهل والاقرباء حتى، الحق في التحكم على مصير ابنائهم وقرارهم وحياتهم، كدمية، واخضاعهم للعنف والكبت والتحجر، كما لهذه الشبكة ان تحمي حقوق الاطفال في ظل تقلبات الحياة، وظروف العيش الصعبة".

 

وتابعت::نحن هنا اليوم في مركز التشريع في لبنان، ولي ثقة بان صدى هذا الكلام سيأخذ حجمه المناسب في وجدان المشرعين. الا ان العمل لا يقف عند حدود التشريع والمحاسبة بل يجب ان يترافق قطعا مع توفير مستلزمات التربية السليمة للاطفال، انطلاقا من تعزيز حقوقهم الصحية عبر خدمات تطال كافة فئات المجتمع بدءا باكثرها فقرا وتهميشا مرورا باتاحة فرص متساوية للتعليم، وتوفير مصادر المعلومات والثقافة لهم، اضافة الى اماكن اللهو التي تساعد على عيشهم فرح اعمارهم الغضة، وتنمية شخصياتهم ومقدرات التواصل والمشاركة لديهم. ولا يجب ان نتغافل هنا عن دور المدارس ووسائل الاعلام في رعاية قضايا الاطفال، والتوعية على حقوقهم، وتدعيم القوانين وعمل المؤسسات الاهلية في هذا الاتجاه".

 

وقالت:"يملؤني التفاؤل والثقة بغد افضل لجميع اطفال لبنان، بمجرد رؤيتي وجوه عينة صغيرة منهم في هذا المجلس الكريم، تحمل اندفاعها وعيونها المشرعة على التساؤل والاكتشاف وثقة اكبر بنفسها، وفرصة حقيقية للتعبير والمشاركة".

 

وختمت السيدة سليمان: "كلمة صغيرة اودعها في قلوبكم، اعرفوا حقوقكم ولا تتخلوا عنها، هناك الكثير من ايادي الخير التي تعمل من اجل ان يسكن الاماكن والنجاح في غدكم، وعليكم في المقابل ان تتمسكوا بالقيم، والخير والثقة بالنفس. وستصنعون في النهاية لبنان على قياس أحلامكم".

 

ثم أعطيت الكلمة الرابعة للوزير ابو فاعور الذي قال:

"دولة الرئيس، تكبر الدولة حين تحاور صغارها، تكبر الدولة عندما تحنو ولا تنحني، تكبر الدولة عندما تتواضع فترتفع الى صفاء اطفالها ونقاء هواجسهم واحلامهم. تكبر الدولة حينما تختصر المسافات وتصغي ولو لبرهة لمواطنيها".


أضاف:"لقاء اليوم هو فعل ديموقراطي بامتياز: اطفال لبنان والاطفال الموجودون في لبنان يسألون عن قضاياهم بصدق وشفافية، يترجمون قلقهم على المصير بالتوجه الى حاملي المسؤولية الاولى. ولقد تعمدنا عدم التدخل في اسئلة ومداخلات الاطفال، تاركين لهم فسحة من حرية يستفيدون منها ونستفيد منها".


وتابع::دولة الرئيس، هؤلاء الاطفال، منهم اللبناني ومنهم غير اللبناني فالانسانية لا تقف عند حدود الاعماق والجنسيات. منهم الفقير ومنهم الميسور، منهم المريض ومنهم غير المريض، منهم المعوق ومنهم غير المعوق، منهم من أنهكه الفقر او المرض ومنهم من أنهكه السؤال او القلق، منهم العراقي، مهجرا في بلاد عانت التهجير، يروي حكايته وحكاية الطفل السوري، نازحا من بلاده الجريحة، منهم السوداني، يكتوي بفقره وبفائض عنصريتنا، منهم الفلسطيني، لاجئا من حلم لاجىء في بلاد تنفر من لجوئه الى حدود اللاانسانية".

 

أضاف: "هؤلاء الاطفال، منهم من يريد ان يتعرف الى الدولة ومنهم من يريد ان تتعرف الدولة اليه، منهم من يريد ان يسمع الدولة ومنهم من يريد ان تصغي الدولة اليه.

 

هؤلاء جميعا، يعبرون عن الاطفال ضحايا الاعداء والقتلة والغزاة من المنصوري الى قانا، لكنهم ايضا ضحايا لنا ولانقساماتنا ولحروبنا ولصراعنا الدامي على السلطة وهم احيانا ضحايا لغفلتنا او سهونا او عدم اهتمامنا فيعنف بعضهم ويستغل بعضهم ويعتدى على بعضهم ويهجر ويشرد ويفقر بعضهم الآخر".

 

وقال:"دولة الرئيس، نلتقي في هذه القاعة التي تحتضن تنوعنا وآراءنا واحيانا انقساماتنا، فليكن هؤلاء الاطفال حافزا لنا للحوار والوحدة في وطن انقسم الى حدود التشظي وامتنع فيه الحوار الى حدود القطيعة. شكرا لك، دولة الرئيس فانت لم تفتح لنا قاعة مجلس النواب بل فتحت صدر الدولة وعقلها للمستقبل ولاطفال لبنان وانت الملحاح دوما في قرع الابواب الموصدة وفتح نوافذ الحوار. شكرا لدولة الرئيس ميقاتي الذي ما توانى عن جهد، يجمع ولا يفرق ولا تخلف عن مهمة او قضية اجتماعية وما قصدناه مرة مبشرين الا ووجدنا انفسنا في حضرة مؤمن بل مبشر. شكرا للبنانية الاولى السيدة وفاء سليمان التي احتضنت هذه الفكرة وواكبتها ورعتها بكل اهتمام كتأكيد منها على التزامها قضايا الاطفال والوطن".

 

أضاف:"انها مناسبة لاعادة تجديد التزامنا بدءا من الارادة السياسية مرورا بالتغيير في الذهنيات والسلوكيات وصولا الى اعتماد التدخلات والبرامج وحتى التشريعات التي تحقق للاطفال الرفاه والنمو والحماية. انه حق اطفالنا علينا، والتغيير لا يكون الا بالمشاركة والتضامن وتعبئة كل الجهود والموارد والطاقات ووزارة الشؤون الاجتماعية لن تكون الا الاطار الجامع والمحفز لدينامية مجتمعية متكاملة".

 

وختم الوزير أبو فاعور:"دولة الرئيس، نحن وإياك اليوم بمواجهة المستقبل ولا نملك الا ان نصغي ونذعن بألا نجعل المستقبل رهينة الحاضر او اسيرا للماضي. يجلسون اليوم في مقاعدنا ونجلس غدا في ذاكرتهم فليكن جلوسنا مريحا وموقعنا معتبرا في ذاكرة الاجيال والوطن".

 

وقائع الجلسة

بعد ذلك جرت مناقشة عامة لقضايا عديدة تتعلق بالاطفال وبالشؤون الصحية والاجتماعية والتربوية والثقافية والعامة تخللها توجيه 17 سؤالا الى الرئيسين بري وميقاتي ووزير الشؤون الاجتماعية والنائبة زوين.


وردا على سؤال عن إنشاء الجمعيات اوضح الرئيس بري ان "تنفيذ القوانين يعود للسلطة التنفيذية"، محملا السؤال الى الرئيس ميقاتي الذي اجاب الرئيس بري: "لا اريد ان اكشف سرا اننا تناقشنا بمثل هذه الامور في اللقاء الذي جمعنا قبل الجلسة وتطرقنا الى تجارب بلدان عديدة وقلنا انه يجب ان تؤخذ بعض التجارب وهناك اشياء لا تتفق مع مجتمعنا وسيكون امام الهيئة العامة للمجلس قريبا هذا الموضوع المتعلق بالعائلة وغيرها وتحت عنوان العنف الاسري لمناقشته واقراره".


وعن المناهج التربوية والشق التطبيقي وعدم وجود معدات متضررة لهذه الغاية خصوصا في المدارس الرسمية، اجاب الرئيس ميقاتي: "اوافقكم الراي فالمدارس الرسمية تحتاج الى تطوير ومتابعة والحكومة تعطي كل الاهتمام لهذا الموضوع وهي على اتصال مع الخارج ومع الاتحاد الاوروبي وهناك اتفاقية مع الولايات المتحدة ان شاء الله النتيجة ستظهر قريبا".

 

وعن سبل حماية الاطفال من ظاهرة المخدرات اجاب الرئيس ميقاتي:

"لقد تطرقت الى اخطر موضوع على المجتمع وفي الحقيقة لقد بحثنا في آخر جلسة لمجلس الوزراء في هذا الموضوع واخطاره من النواحي التربوية والصحية وغيرها وهناك لجنة لمكافحة المخدرات بدأت تاخذ دورها وسيكون هناك حملة لتوعية الناس على خطورة هذا الموضوع والدولة لها دور في ذلك بطبيعة الحال ولكن الاهم قبل الوصول الى الرعاية الصحية يجب ان نقدم عجلة لتفادي هذه المشكلة. انتم يجب ان تساعدونا في هذا الامر والدور الاساسي لكم لتجنيب هذه المخاطر، نعد بخطوات قريبة خصوصا خطوات نستطيع من خلالها البدء بتوعية الناس، وهناك خطة اجتماعية وصحية لهذا الموضوع".

 

وأخذ الرئيس بري الكلام في هذا الموضوع وقال:

"انتهز الفرصة لاؤكد كلامك دولة الرئيس. ان هذا السؤال من اخطر الاسئلة ففي حياتي لم اسمع بظاهرة انتشار المخدرات بين الشباب مثل هذه الفترة وساستغل هذا المنبر لاقول ان وسائل البيع امام المدارس تشهد "تقنيات" متطورة جدا حتى لا يتم ضبطها من القوى الامنية فمثلا يوضع المخدر في الكعك الذي يباع للاطفال. هذا الخطر هو على كل المساحة اللبنانية وانني اضم صوتي الى صوتك دولة الرئيس واقول على المجلس النيابي ان يشدد العقوبات في ما يتعلق بالاتجار بالمخدرات وخصوصا للاطفال".


وسألت طفلة معوقة الرئيس بري: متى يكون لنا مدارس غير خاصة بنا ويؤمن لنا ذلك؟

أجاب الرئيس بري:"عندما يصبح هناك دولة في لبنان".


واعطى الرئيس بري الكلام للوزير أبو فاعور فقال: "ان الصرخة التي تطلقها هنادي هي مثل صرخات كثيرة، فيجب تجهيز البناء لاصحاب الاعاقة بمواصفات معينة للاتاحة له للتنقل بسهول وحرية، ونامل في 3 كانون الاول المقبل في اليوم العالمي للمعوقين اعلان المرسوم المتعلق بهذا الامر والذي يراعي المعايير المطلوبة".


ولاحظ الرئيس بري خلال الجلسة وجود عدد كبير من الفتيات وقال: "لقد عوضتم في هذه الجلسة الظلم اللاحق بالمراة في الانتخابات النيابية".

 

وردا على سؤال عن تملك الفلسطينيين في لبنان اجاب الرئيس بري: "افتخر كلبناني بصورة خاصة بالدور الذي لعبه لبنان في سبيل نصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني واستطيع ان اقول ان لبنان اكثر الدول استطاع ان يقف بشموخ في دعمه للقضية الفلسطينية وقد قدم الشعب اللبناني الكثير ووقف الى جانب الشعب الفلسطيني والاخوة الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي واعتقد ان كل اللبنانيين لم يقصروا في دعم الشعب الفلسطيني. اما الجواب على الشق الثاني فاقول انه يوجد تقصير وقد جرى تقديم اقتراحات من الاستاذ وليد جنبلاط في ما يتعلق بالحقوق المدنية للفلسطينيين وأقر المجلس النيابي بعضها ولا يزال في اللجان البعض الاخر، وعلينا الاعتناء بالاخوة الفلسطينيين في لبنان".


وعن حقوق الفلسطينيين الانسانية والمدنية في لبنان اجاب الرئيس ميقاتي: "هذا الموضوع انساني بكل معنى الكلمة ولكن تعرفون ان هناك خطا رفيعا بين الوضع السياسي تحت عنوان التوطين وبين الحقوق الانسانية للفلسطينيين، ستعطى هذه الحقوق ومنها حق التملك مثل الرعايا العرب وضمن الشروط الواجب اعتمادها، ونستطيع ان نضع شروطا وضوابط مع اعطاء الحقوق في المجال الضيق بالنسبة لموضوع التملك بحيث لا نعطي اشارة في ذلك لتسهيل التوطين، مع التأكيد دائما لرفض التوطين ولحق العودة للشعب الفلسطيني. وقد اعطينا سابقا حق ممارسة 67 مهنة للفلسطينيين في لبنان وسيصدر الاسبوع المقبل تعميم لتشجيع تسجيل زواج الفلسطينيين في لبنان ونحن نتعاطف مع موضوع حقوق الفلسطينيين الانسانية وحق التملك ولكنه موضوع حساس جدا، وعلينا ان نميز بين الحقوق الانسانية والتوطين".


وردا على سؤال حول الرعاية الاجتماعية اجاب الوزير ابو فاعور:" اتمنى ان يكون لدينا متسع من الوقت لنظام رعاية جديدة ولدعم الطفل في العائلة وليس في المؤسسة".


وقدم الطفل صلاح حصيبان المصاب بمرض السرطان مداخلة معبرة تلاها بلغة عربية متقنة تحدث فيها عن معاناة الاطفال الذين يعانون المرض وغيره، وقال:

"منذ سنة واكثر وانا اعاني من مرض غير حياتي، وبت اقطع فيه دربا مظلما رغم اني ابتعدت عن المدرسة، مع ذلك لم تقف حياتي هنا، بل استمرت بدعم مركز سرطان الاطفال من فريق عمل واطباء واساتذة وهبوا انفسهم لتقديم الدعم ولاتابع دراستي، وانا على فراشي في المستشفى اصارع المرض، والضغوطات ومرارة الادوية رغم كل شيء، ما زلت انال المرتبة الاولى في صفي مع اني استمر في متابعة علاجي في المركز الذي اعتبره بيتي الثاني، احصل فيه على افضل المعاملة من الاطباء والممرضات المتطوعين".

 

أضاف: "أصحاب الدولة، أود ان اطرح عليكم بعض الاسئلة واتمنى ان اجد جوابا عليها. هل تعلمون ان كلفة علاجي سنويا تبلغ اربعين الف دولار وانه لولا وجود مركز سرطان الاطفال لتأمين علاجي مجانا، متحملا الاعباء كاملة بما فيها الدواء لما استطاع اهلي ان يهتموا بي كما يفعلون الآن ولكانوا اضطروا ان يحرموا اخوتي من اقل حقوقهم ليؤمنوا لي العلاج والدواء؟ اليس من حق جميع المرضى اللبنانيين ان يحصلوا على العلاج المجاني؟"

 

ورد الرئيس بري سائلا الطفل حصيبان: كم عمرك؟

فأجاب الطفل: "عشر سنوات".

 

ثم اعطى الرئيس بري الكلام للرئيس ميقاتي الذي وقف منبهرا من اسلوب الطفل والعبارات التي قالها وترك الكلام بدوره لرئيس المجلس.


وقال الرئيس بري: "الحقيقة ان هذا الكلام المؤثر والواقعي فيه امران:

اولا: هذه اللغة الصحيحة دليل ليس فقط انك الاول في صفك بل انت جدير بذلك.

ثانيا: انت لم تتكلم بمواضيع تخصك وحدك، فانت تطالب بمطالب للجميع ولكل الناس، بل ان تطالب بمطالب علينا جميعا ان نطالب بها مثل مطلب الكهرباء لكل اللبنانيين وهو مطلب مزمن، فمنذ سنوات عديدة نحاول ان نصل الى قانون لتأمين الكهرباء، وبالكاد وصلنا مؤخرا لهذا القانون واتفقنا عليه، آملين ان يطبق بالسرعة اللازمة، وانت تطالب بالصحة للجميع، وهذا مطلب مهم لكل اللبنانيين الذين يجب ان يكونوا مضمونين صحيا، وهذا واجب، فأنت تتكلم باسم الشعب اللبناني وانت تمثل المجلس اكثر منا".


وردا على سؤال حول التعبير عن الاطفال اجاب الرئيس بري: "كما قلت في كلمتي الان، فانه ابتداء من اخر هذا الشهر، هناك اتفاق مع ال UNDP وسيكون نافذة معينة ليكون هناك تواصل مع الاطفال والشباب في ما يتعلق بالعمل النيابي والتشريعي ومشاركة جميع فئات الشعب".


وسألت احدى الفتيات: "لماذا لا يسمح لنا بزيارة الامكنة الاثرية مجانا، فمثلا لقد صوتنا لمغارة جعيتا ونحن لا نعرفها؟

اجاب الرئيس ميقاتي: "في البداية اود ان اضم صوتي لدولة الرئيس بري مهنئا صلاح الطفل على مثابرته ومتمنيا له الشفاء الذي سيكون باذن الله تاجا على رأسه. اما بالنسبة الى مغارة جعيتا، فسأنقل هذا الطلب الى وزير السياحة لكي يكون هناك نوع من الاعفاء الاوسع".

الرئيس بري: "ماذا بشأن الاماكن الاثرية الاخرى ووزارة الثقافة وتشجيع زيارة هذه الاماكن؟"

الرئيس ميقاتي: "نعم، نعم، هذا يشمل الاماكن الاثرية الاخرى".


وردا على سؤال حول كيفية حماية الاطفال وتشديد الرقابة على الانترنت؟ اجاب الرئيس ميقاتي: "هذا من مسؤولية الحكومة، ودور وزارة الشؤون الاجتماعية متابعة هذه الامور، ومما لا شك ان هناك تقصيرا كبيرا وسيكون هناك عمل في هذا المجال" .

 

الوزير ابو فاعور: "الاطفال والانترنت هذا خطر كبير، فالطفل يعمل في عالم لا احد يتحكم به، ولا احد يعرف مخاطره، وهناك سلسلة خطوات تقوم بها الوزارة، وهناك مؤتمر يتعلق بهذا الموضوع في 6 كانون الاول المقبل، وعلينا ان نشدد العقوبات في موضوع جرائم الانترنت".


وردا على سؤال حول حماية اطفال الشوارع، قالت رئيسة لجنة المرأة والطفل النائب جيلبرت زوين: "ان اللجنة تعمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وهناك اقتراح قانون سيقدم لاقراره في المجلس يتعلق بهذا الموضوع" .


وردا على سؤال يتعلق بالقانون 1909 حول انشاء الجمعيات قال الرئيس بري::انه من اهم القوانين رغم قدمه، وهو لا يدع السلطة التنفيذية تتحكم في موضوع انشاء الجمعيات التي يحتاج تأسيسها الى مجرد علم وخبر".

 

وحول وجود سجن الاطفال في سجن رومية للكبار اجاب الرئيس ميقاتي:"هناك خلط بالسجون بين الاحداث والكبار، ويفترض ان ننشىء اصلاحيات في السجون، وهي موجودة ولكن لا تطبق خصوصا في ظل الاكتظاظ الحاصل في السجون".

 

وحول تأمين مساحات خضراء اجاب الرئيس بري: "لبنان في الاساس، نعرف جميعا انه اشهر في تصدير حروف الابجدية الى العالم، واقول ذلك لان المركب الذي نقل ذلك صنع من خشب الارز، لقد كان لبنان مكسوا بالاخضرار، واننا نشهد اليوم القضاء على القرية من خلال الابنية التي تبنى من طوابق عديدة، فلا يوجد رقابة من التنظيم المدني، والسبب الحقيقي لا يوجد تخطيط عام ولا يوجد تنظيم، والمطلوب ان يكون هناك مخطط عام يقره مجلس الوزراء".


وردا على سؤال عن عدم وجود بطاقة صحية، وان يكون هناك مستشفيات ومستوصفات، اجاب الرئيس بري:

"سبق وقلنا هذا الكلام، من المفروض ان يكون هناك بطاقة صحية للجميع وان يكون التطبيب مجانيا للجميع".

 

وردا على سؤال عن حماية اللاجئين العراقيين من العنف في لبنان، اجاب الرئيس بري:

"لبنان دائما كان واحة ليس للعرب فقط بل لكل الناس، لبنان بلد الحرية، ولا نفرق بين لبناني او عربي، اما ما تتحدث عنه فهي حالات فردية، ولا يوجد في لبنان شيء اسمه عنصرية. ان مشكلة لبنان هي موضوع الطائفية والمذهبية، وهذا ما اريد ان احذركم منه. وفي نهاية هذه الجلسة اقول، لبنان لعله اول بلد ديموقراطي في العالم، ولكن في ديموقراطيتنا وحريتنا، هناك حرص اساسي هو الطائفية. فكونوا لبنانيين اولا وعربا ثانيا وبالتالي اولا واخيرا مواطنين، والدين هو ضروري دائما للاستقرار وللنفوس، ان حب الاوطان دين".


ثم اعطيت الكلمة للسيدة الاولى وفاء سليمان مرة اخرى، فلفتت الى توصيات معدة لمساعدة الاطفال وقالت: "نتمنى ان نصل قريبا الى وقت نستطيع فيه ان نرفع الصوت قائلين ان جميع مواد اتفاقية حقوق الطفل قد تم تنفيذها".


ثم شكر الوزير ابو فاعور الرئيس بري، وقدم مع الرئيس ميقاتي والسيدة سليمان والنائب زوين لرئيس المجلس مشروعي قانون: الاول يرمي الى تعديل بعض مواد قانون العقوبات والتشدد بالعقوبات المتعلقة باستغلال الاطفال، والثاني يتعلق بحماية الاحداث المخالفين للقانون واطفال الشوارع.

 

ثم قدم الرئيس بري باسم المجلس درع المجلس الى الاطفال ممثلين بالطفل صلاح حصيبان.


ورفعت الجلسة بعد تلاوة محضرها، وكان الرئيس بري عقد لقاء قصيرا في مكتبه قبل الجلسة مع الرئيس ميقاتي والسيدة سليمان والوزير ابو فاعور بحضور عقيلته السيدة رندى بري.