الوفد البرلماني البريطاني زار المجلس النيابي ولجنة الصداقة النيابية المشتركة طالبته بحل القضية الفلسطينية


 

عقدت اللجنة البرلمانية اللبنانية-البريطانية اجتماعاً في مجلس النواب الثلاثاء 14/9/2004 في حضور أعضائها البريطانيين واللبنانيين وبرئاسة رئيس اللجنة النائب ياسين جابر.

 

استهل جابر الجلسة مشيداً بالطريقة التي اتبعها النواب البريطانيون ووصفها بأنها " مهمة" للتعبير عن وجهات نظرهم وللدفع قدماً صوب الحوار رغم أنهم ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة. واعتبر أن من شأن ذلك أن يؤدي الى تكوين رأي عام لدى النواب الذين تقع عليهم مهمة صنع السياسات العامة.

 

ثم عرض النائب علي عسيران لمحة تاريخية عن دور بريطانيا في المساعدة في تحقيق استقلال لبنان:" لدى كثيرين اعتقاد انه، في سبيل تحقيق الاستقلال ، لا بد من دفع كثير من الدماء. ولكن كانت لـ(ونستون) تشرشل اليد الطولى في تحقيق الاستقلال في لبنان من دون دفع أي نقطة دم ".

 

وتحدثت رئيسة الوفد آن كلويد عن أهمية أن يكون في لبنان،رسمياً، وفد برلماني بريطاني، آملة أن يكون ذلك " بداية حوار مستمر بيننا. وقد أحسسنا في الساعات الـ 14 الماضية، كم هو مهم حصول مثل هذه الحوارات، وكم هو ضروري تفعيلها مستقبلاً. وكنت أفكر حقيقة في عقد مؤتمر عن البرلمانيين في الشرق الأوسط لمناقشة المشاكل في المنطقة، على أساس أن البرلمانيين يعالجون الأمور في شكل أفضل".

 

هنا، عقب جابر متحدثاً عن وجهات النظر المختلفة في بريطانيا بالنسبة الى الصراعات في العالم ولا سيما في فلسطين والعراق". يسرنا أننا تشاركنا في كثير من الآراء. أن هناك تفهماً كبيراً للقضايا في الشرق الأوسط وحاجة الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ولتحقيق الإستقرار في هذه المنطقة في العالم". وتمنى أن يستمر الحوار المشترك بين البرلمانيين "فيشمل مجلس العموم كله". وتوجه إليهم :" إذاً اعتمدتم على الإعلام فقط فلا يمكن أن تحصلوا على الصورة الحقيقية. عليكم أن تأتوا لتتعرفوا على الحقيقة في واقعها".

 

وتحدث النائب علي عسيران عن اقتراح وفد الكونغرس الأميركي الذي زار لبنان واقترح ان " يأخذ لبنان الفلسطينيين". وأبلغ إلى البرلمانيين البريطانيين أنه أجاب الوفد بوجوب " أن يأخذوا هم الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث المساحة واسعة ويمكن استيعابهم". أضاف للوفد البريطاني :" نحن في لبنان ضد التوطين، ولن نبتلع الفلسطينيين مهما كان الثمن. نحن لا نقبل بذلك. إن اللبنانيين كلهم ضد استمرار وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ولن نعطيهم جوازات إقامة أو أي امتيازات أخرى. إن هؤلاء مشكلة أوروبية، ولن نكون نحن الشعب الذي سيدفع ثمن أخطائكم. أستطيع أن أتفهم لماذا وعدت بريطانيا (تيودور) هرتزل، إلا أننا لن نقبل الفلسطينيين تحت أي ظرف. نستطيع أن نفهم مشاكلكم ولكن الأميركيين لا يأبهون لأي أمر، حتى أن الهويات الوطنية والديانات لا تهمهم لأنهم لا يعترفون إلا بأنفسهم. نطالب بمساعدة بريطانيا لأننا نحس أنكم كنتم أساس المشكلة. عام 1914 كنتم تريدون استمرار بريطانيا، إلا أننا لا نستطيع أن نفهم كيف سنكون نحن من سيدفع الثمن".

 

فرد النائب من حزب العمال الحاكم ريتشارد بردن:" لن أنفي مسؤولية بريطانيا في وعد بلفور. إلا أن الزمن لم يعد جامداً إنما تحرك. أمضيت جزءاً كبيراً من حياتي أناضل من أجل القضية الفلسطينية. وأقول أن اللاجئين الفلسطينيين سئموا الكلام ويجب الاعتراف بحقهم في العودة، على أن يكون ذلك جزءاً لا يتجزأ من الحل الشامل والكامل. نحتاج الى توطين السلام والمشكلة كيف اننا سنعمل كلنا لتحقيق هذا السلام. بالنسبة الى وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، المشكلة هي في الوضع السياسي في المخيمات وفي ما يقال عن وجود مقر للقاعدة ولحماس فيها . قال اللبنانيون ان هناك أموراً سياسية خطيرة تحصل في المخيمات، وهذه أمور تخيفني شخصياً. أتفهم هواجسكم ومخاوفكم، لذا، يجب أن نصل الى مرحلة وضع تعهدات دولية بالنسبة الى هذه المسألة".

 

وهنا قال النائب جابر أن:" العالم يحاول أن يرمي المسؤولية كلها على لبنان الذي لا يمكن ان يتحملها بتاتاً. إنها مسؤولية تشكل خطراً كبيراً على وجود لبنان. أن منظمة " أونروا" تتهرب من دفع ألأموال اللازمة وتالياً لا تلتزم مسؤولياتها".

 وتناولت رئيسة الوفد السيدة كلويد ملفاً من 3 ورقات سحب عن موقع " منظمة العفو الدولية" يتحدث عن انتهاك حقوق الإنسان في بعض السجون اللبنانية ولا سيما في السجون التابعة للقوى العسكرية والأمنية. وطلبت من الحضور أن يرفعه الى الحكومة للنظر فيه.

 

وكانت للنائب غسان مخيبر مداخلة عن حقوق الإنسان، فأشار إلى أن " المخيمات الفلسطينية تحولت تجمعات لا يمكن السلطة أن تدخلها". وقال أن " التوافق في لبنان تام على حق العودة ، وأن اللا توافق هو على موضوع الوجود السوري، وصحة التمثيل في الحكم والحكومة، وضرورة إجراء الإصلاح الانتخابي والإداري".

 

وفي ختام اللقاء، كانت لعسيران الذي تتلمذ في مدارس بريطانيا وحصل شهاداته من الولايات المتحدة الخلاصة الآتية:" إن عمر لبنان 61 عاماً، أمضينا منها 30 سنة ندمر فيها نظامنا ويحارب بعضنا بعضاً أو أن ننفذ حرب الآخرين. يجب النظر الى الصورة كاملة لا مجتزأة. يجب ان تحلوا القضية الفلسطينية عندما تكلموننا على حقوق الإنسان ".