تلبية لدعوة رسمية من الرئيس نبيه بري، وصل اليوم الى لبنان رئيس مجلس النواب القبرصي ياناكيس اوميرو يرافقه وفد من المجلس النيابي القبرصي يضم الامينة العامة للمجلس آنفي اناستيادوا ومدير مكتبه اندونيس لوتاليناتوس، ومديرة العلاقات الدولية في المجلس ايفي خانجياني، ومستشاره جورج بابا كرياكو.


وكان في استقباله في صالون الشرف في المطار رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب عبداللطيف الزين ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية القبرصية النائب نبيل دوفريج وعضو لجنة الشؤون الخارجية النائب علي بزي والسفير القبرصي في لبنان اوميروس مافروماديس.


عند وصوله الى صالون الشرف في المطار قال الرئيس اوميرو ان "قبرص ولبنان دولتان صديقتان والعلاقة ممتازة بينهما، وان البلدين يواجهان مشاكل مشتركة ويجب بذل الجهود لتطوير العلاقة بينهما".

وعند وصوله الى عين التينة اقيم له استقبال رسمي واستعرض الرئيس بري معه سرية التشريفات في شرطة المجلس.

 

وعند الأولى والربع من بعد الظهر اجتمع الرئيس بري مع نظيره القبرصي والوفد المرافق في مكتبه في مقر عين التينة في حضور السفير القبرصي هومير مافروماتيس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبداللطيف الزين، النائب علي بزي، الامين العام للشؤون الخارجية في المجلس بلال شرارة والمستشار الإعلامي علي حمدان.

 

واجرى الطرفان محادثات تناولت تطوير العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين على الصعد كافة، وملف النفط والغاز الذي عبر الرئيسان عن "التفاهم والتعاون بشأنه بين لبنان وقبرص".

 

بعد اللقاء، عقد الرئيسان بري واوميرو مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الرئيس بري قائلاً:

أود أن أرحب برئيس مجلس النواب القبرصي الصديق ياناكيس اوميرو الذي سنحت لي الفرصة أن اجتمع وإياه مرتين هذا العام، مرة عندما زرت قبرص والمرة الثانية الآن. ان العلاقات بين لبنان وقبرص ليست علاقات طارئة أو مستحدثة، هي علاقات قديمة قدم التاريخ الذي كان قائما بين الممالك اللبنانية، إن صح التعبير، وأعني بذلك خاصة صور وصيدا وبيبلوس وغيرها من المناطق وبين الجزيرة القبرصية، ومرورا بالتاريخ الحديث لبنان كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال قبرص وإقامة علاقات معها. وقد أقام علاقات قنصلية مع قبرص عام 1941، وعلاقات دبلوماسية عام 1960.

 

أثناء الإعتداء الإسرائيلي عام 2006 احتضنت قبرص عشرات آلاف اللبنانيين، وكانت كالأم الرؤوم بالنسبة لهم، وهي مشتركة بقوة رمزية في قوات "اليونيفيل" في الجنوب، ان هذه الزيارة بنظرنا ونظرا للعلاقات البرلمانية القائمة بيننا لها عدة أهداف، يمكن تلخيصها بالجملة التالية: للبنان بوابة على أوروبا، وبالأحرى أن أقرب بلد بالنسبة له الى أوروبا هي قبرص، وهي الآن رئيسة الإتحاد الأوروربي، ولبنان هو البوابة لقبرص على العالم العربي، بالإضافة الى الإكتشاف النفطي والغاز الموجود في البحر المشترك بيننا وبين جوارنا مع قبرص، ولدينا تفاهم بين البلدين، ولا مشكلة مع قبرص في هذا الإطار، ولكن لدينا مشكلة بالأطماع الإسرائيلية مع هذا الموضوع. وكنت قد أثرت أثناء زيارتي الى قبرص استعداد لبنان لأن يمد قبرص بالمياه العذبة الموجودة في البحر اللبناني، أما على الصعيد الدولي فقد كانت قبرص دائما الى جانب الحقوق العربية والحقوق الفلسطينية، وهي تحتضن جسرا إنسانيا لبنانيا يكفي أن أقول انه يوجد أكثر من ستة آلاف شخص في قبرص من الطائفة المارونية منذ قديم الزمن ويمارسون طقوسهم الكنسية باللغة العربية.

 

أخيرا من الأمور المهمة التي بحثتها مع الصديق دولة الرئيس هي إيجاد تعاون سياحي بين البلدين وأيضا في ما يتعلق بمحاولات مشتركة في البحر لنرى ماذا يوجد من سفن وبواخر غرقت سواء في الحرب العالمية أو قديما من البواخر الفينيقية والتي لها أهمية سياحية وأثرية كبيرة جداً.

 

من جهته، قال رئيس مجلس النواب القبرصي:

بداية أود أن أعبر عن شكري الجزيل لدولة الرئيس بري الصديق على الدعوة التي وجهها لي لزيارة لبنان ردا على زيارة دولته لقبرص في شباط الماضي، وقدأشار دولة الرئيس الى نقطة مهمة جدا، ان كلا الشعبين خلقا سياسات جديدة ونهضة كبيرة جدا في المنطقة، وبسبب هذاالتعاون بين بلدينا منذ القدم علينا أن نبذل كل الجهود لتطوير العلاقات بين البلدين والحكومتين والشعبين في المجالات كافة. فالقرابة بين البلدين هي العنصر الأول، أما العنصرالثاني والمهم هو ان كلا البلدين يناضلان من أجل المبادىء نفسها وهي مبادىء الحرية والعدالة، وكلاهما يؤيدان القانون الدولي وحل المشاكل العالمية على أساس القانون الدولي.


كما قال دولة الرئيس بري فقد كان هناك حديث مثمر جدا بيننا مثلما كان مثمرا جدا أيضا مع فخامة الرئيس سليمان ودولة الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية (عدنان منصور) والبلدان مستعدان للتعاون من اجل استغلال الغاز الموجود في البحر بين البلدين، واسمحوا لي أن أقول ان قبرص قدمت اقتراحا للبنان منذ آذار الماضي، وهذا الإقتراح هو اقتراح للتعاون بين البلدين للاستغلال المشترك للغاز الموجود بينهما، وعلينا أن نتعاون لكي نستفيد من استغلال الثروات الطبيعية في البحر بين البلدين، مثل الغاز أو المياه العذبة، كما قال دولة الرئيس بري قبل قليل، وذكر هذا الموضوع خلال زيارته لقبرص، وذلك من أجل تطوير التعاون والحرية والعدالة في البلدين.


أود أيضا أن أعبر عن شكري الجزيل لحكومة لبنان وشعبه ومجلس النواب، لموقف لبنان المؤيد للقضية القبرصية ولمحاولات قبرص من أجل الحرية والعدالة والاستقلال، واستبعاد المستوطنين الأجانب، ومن أجل إعادة توحيد الجزيرة، كما أود أن أؤكد مرة أخرى موقف قبرص المؤيد لحقوق الشعوب العربية، وخصوصا حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة القائمة في حدود آمنة، والى جانب دولة إسرائيل، كما أود أن أرحب بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي قبل الطلب الفلسطيني وأصبحت دولة بصفة مراقب في الجمعية، وطبعا فإن قبرص قد صوتت مثل لبنان لمصلحة هذا القرار وهذا الطلب.

 

وفي النهاية جرى الحوار التالي:

سئل الرئيس بري عن التعاون بين البلدين في ملف النفط والغاز.

أجاب: "الحقيقة ان هذه الزيارة هي تتمة لزيارتي التي قمت بها لقبرص في أواخر شباط وأول آذار هذا العام. ليس هناك أي مشكلة على الإطلاق بين لبنان وقبرص حول الإستثمار والحدود المشتركة والآبار المشتركة بيننا، ولا يزال هناك مشكلة لدينا بالنسبة الى الموضوع الإسرائيلي، ولكن أتمنى مرة أخرى قبل نهاية هذا العام، كما وعد معالي وزير الطاقة، أن تبدأ المناقصات أو المزايدات، وبالتالي يبدأ فعليا التحرك في سبيل استخراج الغاز أو النفط، وأن لا يكرر لبنان خطأ مشروع الليطاني الذي استمر أكثر من خمسين عاما حتى بدأ التحقيق فيه. يجب أن نباشر فورا، ولبنان بأمس الحاجة الى هذا الأمر اقتصاديا، باعتباره جزءا من سيادته على المنطقة.

 

سئل رئيس مجلس النواب القبرصي عن عرض الرئيس بري في زيارته لقبرص، كتزويدها مياها عدبة موجودة في البحر اللبناني،

أجاب: قدم دولة الرئيس بري خلال زيارته لقبرص اقتراحا مهما جدا، وقد أبلغته الى الوزارات القبرصية المختصة، ولكن أود أن أقول لكم انه الى حد ما، فإن قبرص حلت مشكلة قلة المياه، أولا لأن أمطارا كثيرة سقطت خلال السنوات الأخيرة، وثانيا لأن برنامج بناء سدود المياه انتهى، وثالثا أقمنا مصانع كثيرة لاستغلال مياه البحر. صحيح ان استغلال هذه المياه مكلف جدا، ولكن كان علينا أن نقوم بذلك.

 

سئل الرئيس بري عن ترسيم حدود المنطقة الخاصة والإتفاق مع قبرص، وتأثير اتفاق قبرص مع إسرائيل في هذا الشأن.

أجاب: قبرص تقف الى جانب لبنان في هذا الموضوع.



وسئل الرئيس بري ايضاً: هل سيعتمد مجلس النواب الإتفاقية بين قبرص ولبنان حول المنطقة الإقتصادية الخالصة؟

أجاب: ليست هناك مشكلة في هذا الموضوع، في الإتفاقية التي عقدت بين لبنان وقبرص لا خلاف على الإطلاق على حدود لبنان، سبب التأخير هو حول النقطة التي حدد فيها الموضوع بيننا وبين فلسطين.

 

بعد المؤتمر الصحافي، أقام الرئيس بري مأدبة غداء تكريما لرئيس مجلس النواب القبرصي والوفد المرافق، حضرها كل من وزير الخارجية عدنان منصور، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبداللطيف الزين، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية- القبرصية النائب نبيل دي فريج وأعضاء اللجنتين النواب: علي بزي، ياسين جابر، محمد قباني، خالد زهرمان، خضر حبيب، انطوان سعد وهنري حلو، سفيرة الإتحاد الأوروبي انجيلينا ايخهورست، سفير قبرص هومير مافروماتيس، المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، الأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، المدير العام لشؤون الرئاسة في المجلس علي حمد والمستشار الإعلامي علي حمدان.