استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعرضا الاوضاع والتطورات الراهنة في البلاد.
وبعد اللقاء قال الرئيس ميقاتي: سعدت بلقاء دولة رئيس مجلس النواب وبحثنا في مختلف الآوضاع السياسية الراهنة وأهمها قانون الانتخاب وضرورة التعجيل في الاتفاق على قانون يتوافق عليه جميع اللبنانيين ويؤمن صحة التمثيل لمختلف المكونات السياسية اللبنانية. كما تطرقنا الى الموضوع الحكومي ونأمل الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، ويجب الاسراع في ذلك.
سئل: التعميم الذي أصدرته بالأمس بشأن تصريف الأعمال، هل المقصود به وزراء التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل تحديدا؟
أجاب: سمعنا في الايام الماضية عن بعض الأعمال التي تجري في الوزارات ولهذا السبب أصدرت هذا التعميم، وهو تعميم شامل وعام، منطلقاته دستورية وقانونية، وليس موجها الى جهة معينة أو الى وزير معين بل يحدد للوزراء جميعا إطار تصريف الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة.
سئل: هل صحيح أن الوزير باسيل قام بتعيين لجنة الغاز في منشآت النفط بعد استقالة الحكومة؟
أجاب: لم أطلع على هذا الأمر رسميا بل عبر الصحف، واللجنة المشار اليها عادية، ولم تكن تتطلب أصلا تعيينا على مستوى مجلس الوزراء.
سئل: ما رأيك بكلام الرئيس المكلف اليوم انه لن يكرر تجربة اسلافه لجهة التفاوض على الحكومة او الدخول في بازارات ومحاصصات؟
أجاب: لست في وارد الدخول في سجال مع دولة الرئيس المكلف الذي نكن له كل احترام ومحبة ونريد دائما ان نكون الى جانبه لمساعدته في أي أمر يؤمن مصلحة البلد، ولكن مع الوقت سيدرك دولة الرئيس المكلف ان هناك فارقا بين المثالية والواقعية وأن الانسان يجب أن يكون واقعيا في أدائه لا مثاليا بالمطلق. كل واحد منا يتمنى الأفضل لبلده، وما يتمناه دولة الرئيس المكلف اليوم سبق وتمنيناه، ولكن بين الواقع والمرتجى هوة كبيرة جدا. علينا ان نكون جميعا واقعيين ونتصرف بواقعية من أجل عبور لبنان الواقع الصعب الذي تعيشه المنطقة، وحان الوقت لأن ندرك جميعا ان القرار يجب ان يكون لبنانيا، فلا نربط امور وطننا بأي قضايا اخرى، بل نعمل على ادارة شؤوننا بانفسنا كما يجب.
سئل: سبق وقلت انك تتوقع تكليفا سريعا وتشكيلا طويلا فهل لا تزال عند رأيك؟
أجاب: لقد كنت أجيب على سؤال في هذا الصدد، حيث قلت انني اتوقع تكليفا سريعا وفترة تصريف اعمال طويلة، ولكنني آمل الاسراع في تشكيل حكومة جديدة.
وبعد الظهر استقبل الرئيس بري الوزير السابق فارس بويز الذي قال بعد اللقاء:
من الطبيعي ان يكون البحث مع دولة الرئيس قد دار حول الاوضاع وعلى رأسها حتما تأليف الحكومة وقانون الانتخابات.
انني اعتقد بأن الامرين مترابطان حيث ان تأليف الحكومة هو رهن بالافق على الاقل والعناوين العريضة التي ستتجه نحوها القضايا الانتخابية. ومن هنا اعتقد بأن هناك اهمية كبرى بأن نصارح اللبنانيين بان حصول الانتخابات، وهذا رأيي الشخصي طبعا، في موعدها وفي توقيت قريب جدا امر اصبح شبه مستحيل. واعتقد بأن ابسط اللبنانيين يعلم بهذا الامر فلا لزوم لهذه الرياضة اللغوية التي نستعملها كل يوم من تعليق وتمديد وتأجيل او شبه ذلك. حان الوقت كي نستدرك خطورة الفراغ الدستوري، خطورة فراغ المؤسسة الام التي هي المجلس النيابي وان ندرك بأن اي قانون للانتخاب سيحتاج الى اسابيع على الاقل كي ينشأ، وسيحتاج الى بضعة اشهر قليلة كي تتمكن وزارة الداخلية من تطبيقه والتأقلم معه، وهذا يفترض بأن يصارح اللبنانيون بهذا الامر بدل ابقائهم على هذا النغم الغامض. وعندئذ اعتقد بأن الصورة تصبح واضحة لتأليف حكومة تكون على قياس المرحلة.
اضاف: النقطة الثانية، أنا لا اعتقد بأن هناك دستورياً شيئا اسمه حكومة انتخابات. طبعا سيكون من اولوية اي حكومة اجراء الانتخابات وادارتها، ولكن الحكومة هي حكومة، وهي حاملة السلطة التنفيذية وتعنى بكل شيء، فماذا يعني كلام حكومة انتخابات فقط؟ هل هذا يعني اذا تعرضنا الى عدوان كبير اثناء الانتخابات من قبل اسرائيل فان هذه الحكومة لن تتعاطى مع هذا العدوان؟ او اذا تعرضنا الى ازمة اقتصادية او طبيعية مثلا؟ من هنا فلننظر بواقعية الى الامور، والواقعية تقول لنا بأن حكومة التكنوقراط هي عبارة تستعمل احيانا في غير محلها. التكنوقراط يؤتى بهم في دولة لا تعاني من مشاكل سياسية او تكون قد حلت مشاكلها وهي مقبلة على مرحلة بناء واعمار وتطور فنأتي بحكومة تكنوقراط، اما لبنان فهو اولا ليس بنظام سياسي وخصوصا بعد الطائف الحكومة هي حكومة سياسية بامتياز، وثانيا لبنان يعاني من مشاكل سياسية عميقة وكبيرة ومن اوضاع اقليمية معقدة للغاية، بالكاد عباقرة في السياسة يستطيعون التعاطي مع هذه المرحلة فكيف ان كانوا بريئين من موضوع السياسة.