استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثانية عشرة الا ربعاً في عين التينة، وفد الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ضم الوزير وائل ابو فاعور والنائب اكرم شهيب والسيد هاشم ناصر الدين، بحضور الوزير علي حسن خليل.

 

وبعد اللقاء صرح الوزير وائل أبو فاعور:

أولاً بالشكل: توضيحاً لما نشر في وسئل الاعلام حول اننا نأتي لنبلغ الرئيس بري لآء من قبل النائب وليد جنبلاط فإن العلاقة بين وليد جنبلاط ونبيه بري، مع حفظ الالقاب، لا تحكمها اللاءات المتبادلة بل يحكمها السعي المشترك الدائم من أجل إنتاج صيغ توافقية يمكن ان تخرج البلد من الكثير من الازمات، وهذا ينطبق على قانون الانتخاب وعلى تشكيل الحكومة، وبالتالي العلاقة بيننا وبين الرئيس بري هي علاقة ولاّدة للاقتراحات والافكار والتصورات المشتركة.

ثانياً: تناقشنا مع الرئيس بري في الاقتراح الذي سبق وتشاورنا به والذي تصورنا المشترك مع الرئيس بري بغد جلسة من النقاش التفصيلي والتقني بأنه ربما لا نستطيع أن نكفل عبر التمثيل المحق لكل الاطراف كما لا يمكن ان نكفل له الوفاق الوطني الكامل الذي يجب ان يتوفر في اي قانون انتخاب. طبعاً النقاش ما زال مستمراَ للوصول إلى تصور مشترك في وقت قريب يتم اقتراحه ومحاولة السعي للحصول على توافق وطني عليه لاجل حصول الانتخابات في موعدها التي يجب ان يبقى هو المعيار الاساسي في عملنا كقوى سياسية في هذه المرحلة.

 

سئل: هل هذا يعني انه لم يكن هناك جواب نهائي منكم اليوم؟

أجاب:حصل تبادل أفكار وحصل توضيح افكار حول الاقتراح المقدم. كان لدى الرئيس بري تصور خاص حول هذا الامر ونحن كان لدينا دراسة بشأنه. بدأنا في النقاش ونعتقد اننا توصلنا والرئيس بري إلى أن هذا الاقتراح ليس الاقتراح المثالي.

 

سئل: هل انتم من اقنع الرئيس بري؟

اجاب: لا، لم نقنعه نحن، بل هو اقنعنا ونحن اقنعناه وتبادلنا الافكار وتوضحت بعض الافكار. وبالتالي عندما نكون عند الرئيس بري نكون اكثر مطواعية للقناعة.


سئل: هل بتنا نتجه نحو التمديد ستة أشهر او سنة للمجلس الحالي؟

اجاب: لم يطرح هذا الامر، ما زالت لدينا ايام فاصلة وحاسمة ويجب الاستفادة من هذه الايام لمزيد من النقاش، لذلك سيكون هناك اجتماعات مكثفة للرفيق هشام وفريق عمل الرئيس بري للوصول الى صيغ مشتركة.

 

سئل: كم اعطيتم لأنفسكم مهلة؟

اجاب: لم نحدد مهلة، ولكن يجب ان نستفيد من كل لحظة، لذلك ستكون هناك اجتماعات مكثفة.

 

سئل: هل يعني انكم ترفضون ان تتابع لجنة التواصل عملها؟

اجاب: لا، على الاطلاق، لجنة التواصل تبقى هي المكان الذي يجري فيه الحوار بين الجميع، ولكن هذا لا يمنع الحوارات الثنائية القائمة. ولنتحدث بصراحة هناك حوارات ثنائية قائمة بين كل الاطراف على ضفتي المعادلة السياسية، وقد سقط الكثير من المحرمات والسقوف، وهذا الامر ربما يساعد في انتاج صيغ توافقية.

 

سئل: هل الخلاف على النسبي او على تقسيم الدوائر؟

اجاب: هذا الامر قيد التشاور الضمني مع الرئيس بري.

 

ثم استقبل الرئيس بري بعد الظهر، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت والوفد المرافق والسفير البريطاني توم فليتشر، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.

 

بعد اللقاء صرح الوزير البريطاني:

نحن مهتمون بالوضع على الحدود (اللبنانية السورية) وهناك رسالة قوية للملكة المتحدة بأن سياسة النأي بالنفس تساعد على الاستقرار في لبنان والشعب اللبناني. ونأمل ان لا يرسل لبنان اولاده عبر الحدود للقتال في سوريا من هذه الجهة او تلك، والذي ربما ينقل الحرب عبر الحدود الى لبنان، وبالتالي يؤدي الى مأساة للشعب اللبناني.


نحن قلقون جدا من أزمة النازحين السوريين ونقدر الشعب اللبناني للطريقة التي يتعامل بها مع النازحين واستضافتهم في المنازل والعناية بهم. وعلى المجموعة الدولية ان تعمل اكثر لدعم لبنان. ونحن سنتابع جهدنا للمساعدة في هذا المجال وقد خصصت بريطانيا ثلاثين مليون دولار للبنان من اجل ذلك.

 

وقال: يسرني ان أجدد دعم المملكة  القوي لاستقرار لبنان وعلى المملكة المتحدة والمجتمع المدني القيام بالمزيد من اجل دعم لبنان ليتمكن من الاستمرار بسياسة النأي بالنفس. وعندما زار وزير الخارجية هيغ لبنان في شباط الماضي وقف هنا وصرح عن تعزيز التعاون بين المملكة المتحدة والجيش اللبناني. وكما بحثت بدوري مع الرئيس سليمان والجنرال قهوجي، ويسرني اننا نعمل معاً على بناء قدرات لبنان لحماية سيادته.


الوضع في المنطقة ليس ذريعة لعدم الالتزام بالمهل الدستورية للانتخابات. أدعو كافة الاطراف السياسية أن تتواصل مع الرئيس المكلف سلام لتأليف حكومة واجراء الانتخابات التشريعية. ويسرني الاعلان ان المملكة المتحدة تساهم بمبلغ قدره 400,000 دولار لبناء القدرات بهدف إجراء الانتخابات. لقد انتهى كل ما هو تقني وحان الوقت الآن لكي يضع كل الأفرقاء لبنان اولا. أدعو السياسيين في لبنان للموافقة على الاطار القانوني لخوض الانتخابات ضمن المهل الدستورية.

 

وأؤكد مرة أخرى دعمنا للبنان واستقراره وسلامه. كما نأمل ان يعم السلام المنطقة وخصوصاً في سوريا في اقرب وقت ممكن. وانا اشكر المسؤولين اللبنانيين، وانا هنا لأعبر مجددا على العلاقة الوطيدة بين بلدينا.

 

سئل: ما هو موقفك من مشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا؟

أجاب: رسالتنا واضحة يجب ان لا يذهب ابناء لبنان عبر الحدود الى سوريا من هذا الطرف او ذاك، ونحن قلقون من هذا الامر. واعتقد انه لكي يتفادى لبنان التورط في هذا الصراع، عليه ان يسعى اكثر لعدم ذهاب ابنائه الى سوريا للقتال، لأن ذلك يزيد فرصة نقل الازمة الى لبنان. لذلك، فإن رسالتنا واضحة لـ"حزب الله" وللآخرين: لا ترسلوا ابناءكم عبر الحدود ليقاتلوا في سوريا.


وردا على سؤال حول اتهام سوريا باستخدام السلاح الكيماوي وما اذا كان هناك دلائل على هذا، وهل يؤشر ذلك على تدخل محتمل عسكري اجنبي في سوريا؟

أجاب: في الوقت الحاضر، نحن نبحث ما اذا كان هناك دلائل على ان هذا السلاح قد استخدم، ومن المهم ان نحصل على توضيحات واعتقد انها خطوة مهمة. ومن المهم ان نتأكد ماذا حصل بدقة لأن لا خطوات ستؤخذ قبل ذلك. وعلينا ان نعرف ان حصول مثل هذا الامر يؤدي الى وضع خطير، ونحن سنتابع هذا الموضوع.


وأوضح "اننا نفتش عن أدلة اخرى لجرائم حرب مسائل أخرى في القتال في سوريا، ونحن نريد العدالة ان تأخذ مجراها بحق المسؤولين عن ذلك". لذلك، فإن اهتمام بريطانيا والآخرين ليس محصوراً بالسلاح الكيميائي بل يتعلق بدورة العنف ككل ونحن ندعو النظام لوقف هذا العنف من اجل اعطاء فرصة للمبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي للعمل من اجل حل سياسي.

 

وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء:

جرى خلال اللقاء مع دولته جولة أفق حول أوضاع المنطقة وحول ما يجري من حرب على سوريا بتغذية أميركية-اوروبية-صهيونية للفتنة في هذه المنطقة ومخاطرها على دول المنطقة جميعاً، وضرورة أن يبقى التنبه في كل البلدان وعلى كل المستويات لأن ما تتعرض له سوريا هو حربتشارك فيها الاستهداف لأمن هذه المنطقة وثرواتها ولمستقبلها. وكان تفاؤل دولته بوعي ونسيج هذه البلدان في تجنيب المنطقة الإنجرار الى فتنة يراد منها تدميرالمنطقة وإبقاء إسرائيل قوة تستأثر بالثروات والنفوذ.


سئل: هناك أكثر من طرف لبناني يتدخل في الشأن السوري ويرسل مسلحين، ماذا تقولون بهذا الشأن؟

أجاب: أرجو أن تقرأ الأمور قراءة صحيحة. سوريا التي قد تتعرض له هو محاولة إضعافها وتدميرها، لذلك، الدول التي حرضت المسلحين والإرهابيين والتكفيريين، هذه الدول اظن القوى الداخلية قد تكون هي الحلقة الاقل التي يشار اليها انما يجب أن يشار الى المخابرت الأميركية والبريطانية والفرنسية والى الدور التركي والقطري والسعودي قبل ان تشير الى قوى تتأثر بهذه الدول، بالدفع في هذا الإتجاه الذي يرتد سلبا على لبنان، كما يرتد سلبا على الأردن وعلى الدول ذاتها التي حرضت ومولت وسلحت واستخدمت الإرهابيين من أربع رياح الأرض.

 

سئل: ماذا عن الدول التي تدخل للدفاع عن النظام في سوريا؟

أجاب: سوريا الدولة تحرص على كل شعبها، وهي لا تحتاج كجيش وكقوى شعبية وكقوى منظمة وكمؤسسات، الى من يدعمها بالسلاح وبالمال وبالمقاتلين إنما تحتاج الى ان يوقف من يمول ويسلح ويرسل المسلحين، عندها تنتهي الأزمة في سوريا، ولا يصبح هناك أزمة نازحين الذين تشكو دول الجوار منهم وتسعى الى عقد مؤتمرات لمعالجة هذه الأمور. أولى الخطوات التي يجب اتخاذها هي وقف التسليح والتمويل والتحريض الذي تقوم به بكل أسف بعض وسائل الإعلام في قلب الحقائق، ومن هذه الحقائق المقلوبة ان يقال بأن المقاومة في لبنان ترسل مسلحين الى سوريا. قالها أكثر من قيادي في "حزب الله" وأنا أعيد حقائق معروفة على الأرض بأن القرى السورية الحدودية تضم سوريين ولبنانيين كما معظم القوى والبلدات في داخل سوريا ولبنان، والشعب السوري والشعب اللبناني والإختلاط بين العائلات موجود في كل المناطق. لذلك، إذا كان بعض اللبنانيين وهم بالآلاف الموجودون في قرى حدودية، قاوموا القوى الإرهابية والمسلحة التي اعتدت على ممتلكاتهم وأمنهم وحياتهم فهذا يجب أن يقرأ بالمنظور الصحيح والسليم.

 

سئل: هناك من يشيع داخل القرى اللبنانية؟

أجاب: أولا العائلات مقسومة، حتى عندما يشيع شهيد سوري، بعض السوريين في لبنان موجودون ايضاً، هذا التداخل يجب أن يقرأ بالعين المنطقية المتوازنة، والتي لا يدخلها التشهير ولا التحريض. سوريا التي تواجه هذه القوى التكفيرية وبعد سنتين وقرابة الشهرين أربكت حسابات المراهنين في الدوائر الإستخباراتية والسياسية في اميركا وأوروبا وبعض دول المنطقة، هي الآن أقوى في امتلاك أدواتها وفي الإمساك بالخطة التي يتم فيها القضاء على اعداد كبيرة من هؤلاء، لذلك إن شاء الله، سوريا تمسك بالخيوط التي توصلها الى انتصارها والى طمأنة شعبها، وبالتالي أن يعود النازحون الى وطنهم في كل المدن والأرياف، وهو وعد قريب إن شاء الله وسيخسر المراهنون على إسقاط سوريا وعلى إنهاء دورها وموقعها.


سئل: تردد ان القوات الأميركية قد تقصف مطارات عسكرية في دمشق ردا على ما قيل عن استخدام أسلحة كيميائية؟
أجاب: هذه اللعبة التي سبق ان ذاقت المنطقة مراراتها، حرق العراق وغزوه واحتلاله، والعراق ليس بعيدا والأسلحة النووية التي يومها عرضها كولن باول امام الأمم المتحدة، أظن ثبت للعالم كله بأن هذه الإدعاءات كانت بلا اصل.

سوريا، عندما قصفت المعارضة بعض المواقع واستخدمت الأسلحة الكيميائية، رفعت فورا واقترحت استحضار لجنة دولية لهذا الأمر، ولكن الذين يريدون عكس ذلك لم يلبوا هذا النداء، وبالتالي بحثوا عن صيغ مركبة ومزورة يريدون التجييش فيها ضد سوريا، وهذا ينذر بملعوب يجري التفكير به لأن الذين راهنوا على إسقاط سوريا ومقاومة المنطقة، ومحو القضية الفلسطينية من ذاكرة الشعوب، يربكهم وربما يذعرهم أن سوريا اليوم لا تزال على قوتها وتماسكها وجيشها ما يزال موحدا، ومؤسساتها لا تزال عاملة، وحكومة سوريا تعمل بفاعلية. لذلك، قد تكون كل هذه النذر التي يعملون عليها، مقدمات لعدوان قد يكون مخططا له في دوائرهم الإستخباراتية والعسكرية في اميركا وفي إسرائيل، ولكن إذا كانت هذه المغامرة ستحصل وهناك احتمال، فلن يكونوا فيها إلا حاصدين لخسائر جديدة بإذن الله والمستقبل لنا.

 

والتقى الرئيس بري كذلك، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلاملي، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "أمل" الوزير السابق طلال الساحلي والمستشار الإعلامي علي حمدان.


وقال بلامبلي بعد اللقاء:

كان لي لقاء جيد جداً مع الرئيس بري. وتناول البحث الجهود الجارية حول تأليف الحكومة الجديدة ان شاء الله والجهود بخصوص الاتفاق على قانون انتخابي جديد. ونتمنى طبعا أن تصل كل هذه الجهود الى نتيجة ناجحة في أقرب وقت ممكن.

 

بالنسبة لقانون الانتخاب وفي عدة مناسبات مؤخرا، شدد ممثلو المجتمع الدولي على أهمية التقدم السريع للإتفاق حول القانون، وقد قلت في الأسبوع الماضي أن الوقت ضيق والحقيقة ان الوقت حاضراً هو أضيق. ولكن أعتقد أن الاتفاق لا يزال بمتناول القادة اللبنانيين ونحن نشجعهم على مواصلة العمل مع الرئيس بري ومضاعفة جهودهم للوصول الى اتفاق ان شاء الله.


وكذلك، تكلمنا في شأن تنفيذ 1701 كالعادة، والقضايا الإقليمية وأهمية التمسك بمبدأ النأي بلنفس.