استقبل الرئيس نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور الذي قال بعد اللقاء:
"كما في كل مرة، فاللقاء مع الرئيس بري مثمر ومنتج على مستوى الافكار والتطورات، وكان الرأي متفقا مع الرئيس بري على ضرورة مقاربة كل القضايا الوطنية التي لها علاقة بحاضر اللبنانين وبمستقبلهم".
اضاف: "ان تقارب هذه القضايا بمنطق التفاهم وليس بمنطق التصادم، وبمنطق الحكمة وليس بمنطق الشتائم التي للاسف اتحفنا بها البعض في الاسبوع الماضي، ومن هذه القضايا قانون الانتخاب الذي يجب ان يصاغ لا على قاعدة الغلبة ولا على قاعدة الاستئثار ولا على قاعدة الالغاء، بل على قاعدة قانون يحقق التمثيل الصحيح ويحفظ التوازن الوطني لكل المكونات اللبنانية".
وتابع: "طبعا الحكومة عندما تشرع هي لا تشرع لنفسها ولا تشرع لاطرافها ولا تشرع وفق مصالح اطراف هذه الحكومة، بل تشرع لمجمل اللبنانيين، سواء كانوا داخل الحكومة او خارجها، وبهذا المعنى يجب ان يكون النقاش حول قانون الانتخابات نقاشا هادئا غير متوتر من دون شتائم ومن دون نبش قبور، واستدعاء الماضي الذي اذا ما تم استدعاؤه، فلا ينجو منه. البعض حاول استخدام الماضي بما فيه من مآس ومن جراح لاجل غايات انتخابية وسياسية".
وامل "ان نعود الى النقاش الهادىء اولا على طاولة مجلس الوزراء، وثانيا بين كل اللبنانيين للوصول الى صيغة تؤمن التمثيل الصحيح والتوازن الوطني، وتؤمن التفاهم الوطني، لان قانون الانتخاب لا يمكن ان يكون او يقر غلابا ضد اي فئة او ضد اي فريق داخل او خارج الحكومة".
سئل: النائب وليد جنبلاط يقول انه في موقع وسط، هل هو فعلا اليوم في موقع وسطي ام انه يميل الى 14 اذار كما يقول البعض؟
اجاب: "اعتقد ان الادلة على وجود وليد جنبلاط في الموقع الوسطي مع الكلفة الكبيرة لهذا الموقع الوسطي وهي كثيرة، ولا سيما في الاشهر الماضية، المهم ان يتم القبول بالموقع الوسطي، لانه للاسف بعض الاطراف السياسيين داخل الحكومة ايضا، تضيق ذرعا بهذه الوسطية، لان المطلوب ان يندفع جنبلاط في هذا الاتجاه او ذاك".
اضاف: "نحن نرى ان مصلحة البلد هي في ان يكون هناك افكار تطرح وتلائم الجميع، وان يكون هناك بعض المساحات الوسطية التي تمنع قسمة البلد بشكل عامودي وانقسامي يهدد وحدته. نعم نحن في موقع وسطي ومتمسكون به، ولكن الوسطية لا تعني بان نقبل بأن نلغي انفسنا لمصلحة اي طرح".
سئل: كيف يترجم هذا الموقع الوسطي في التحالفات الانتخابية؟
اجاب: "اولا، لا يزال هناك ردح طويل من الزمن للوصول الى الانتخابات، وقبل ان نصل اليها، كيف يصاغ قانون الانتخابات، هل يصاغ على قاعدة اننا نجلس مع البعض الى الطاولة ويحاك تحت الطاولة قوانين انتخابية لالغاء احد او للاستئثار بالانتخابات؟ علينا ان نرى المسار الذي اوصل الى هذا الامر، وليد جنبلاط لا يخرج من احد ولا يخرج على احد، ولكن يجب ان لا يتم التنكر لوليد جنبلاط، ويقف مكتوف الايدي وينتظر ما يحصل".
واستقبل الرئيس نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التنية، النائب البريطاني جورج غالاوي في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وعرض معه التطورات الاقليمية والدولية.
وبعد اللقاء قال النائب غالاوي: "أنا صديق قديم للرئيس بري، وكان لي شرف لقائه مرة أخرى في مقر رئاسة مجلس النواب، وقد عرضنا التطورات الاقليمية والدولية، وخصوصا التغير الذي حصل في الرئاسة الفرنسية، وعبرت عن رأيي في هزيمة الرئيس السابق ساركوزي الذي ارتكب العديد من الجرائم ضد الشعب العربي والمنطقة، وتجاهل تطلعات الشعب الفرنسي، وهذا سبب هزيمته. وكان الرئيس بري ديبلوماسيا، بحيث لم يبد موافقة أو عدم موافقة على وجهة نظري في هذا الشأن، ولكن أكرر أن هذا هو رأيي".
أضاف: "كذلك أطلعته على القافلة المهمة التي أرسلتها من انكلترا الى غزة قبل أسبوعين عبر الحدود التركية-السورية نحو غزة. إنها قافلة إنسانية تتضمن سيارات إسعاف ومساعدات إنسانية وترفع علما واحدا هو علم فلسطين. نحن نؤمن بأن فلسطين فوق كل القضايا والمسائل السياسية الداخلية العربية، ونطالب كل الشعب السوري، أيا تكن وجهة نظره، بأن يرحب ويسمح بمرور هذه القافلة عبر سوريا الى الاردن في اتجاه غزة. لقد تعرضنا لانتقادات من البعض للعبور نحو سوريا في ظل هذه الظروف الراهنة، ولكن لطالما سافرنا عبر سوريا وكانت الحكومة والشعب السوري مرحبين دائما بقافلات الاغاثة لكسر الحصار المفروض على غزة، ونأمل أن يكون هذا هو الوضع بالنسبة الى القافلة التي أرسلناها، والتي تعبر أيضا عن حق الفلسطينيين في العالم بالعودة الى ديارهم، وقد هجروا من أرضهم قبل نحو ستين عاما، وكما قلت فقد اطلعت دولته على هذه القافلة وتمنيت ان يشاركنا فيما من خلال صلاته لتأمين عبورها من خلال سوريا بسلام".
ثم استقبل بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يرافقه متروبوليت بيروت للسريان الارثوذكس دانيل كورية والاب افرام سمعان أمين سر البطريركية والسادة البير ملكي، جورج سيام، مي بولس، قزحيا الزوقي، حبيب افرام، مالك حنا، وأمين فاخوري.
وقال البطريرك يونان: "سعدنا بزيارة دولة الرئيس بري الذي هو رئيس ممثلي الشعب اللبناني، وعرضنا عليه الغبن اللاحق بكنيستينا السريانيتين الارثوذكسية والكاثوليكية. نحن نعتبر مع اخوتنا السريان الارثوذكس أننا كنيسة واحدة، ووعدنا دولته بأنه متفهم لمطالب شعبنا المحقة والمشروعة في لبنان".
الجمهورية اللبنانية















