رعى الرئيس نبيه بري ممثلا بعضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور خليل حمدان الملتقى الرابع للامام السيد موسى الصدر بعنوان "العدالة بمرتكزاتها العامة في ممارسة الامام الصدر" الذي اقامه منبر الامام الصدر الثقافي في صور، وحضره النواب ميشال موسى وغسان مخيبر وعلي خريس، ممثل قائد الجيش العميد الركن حميد اسكندر، السيد صدرالدين الصدر، عضو هيئة الرئاسة في الحركة العميد المتقاعد عباس نصرالله، القاضي الاستاذ حسن الشامي، عضو الهيئة التنفيذية في الحركة المهندس علي اسماعيل، المسؤولة عن شؤون المرأة المركزية شهناز الملاح، مسؤول الحركة في اقليم جبل عامل محمد غزال، رئيس اتحاد بلديات صور عبدالمحسن الحسيني على رأس وفد كبير من رؤساء المجالس البلدية والاختيارية في قضاء صور وحشد من رجال الدين وممثلون للاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والجمعيات الاهلية وشخصيات اجتماعية وفكرية ونقابية وعدد من قيادات الحركة في الاقليم بالاضافة الى حشد من المدعوين.

بدأ الملتقى بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم النشيد اللبناني ونشيد حركة "أمل". وبعد تقديم لعضو الهيئة الادارية في المنبر حسن قبلان، القى المحامي رجب شعلان كلمة باسم منبر الامام الصدر ثم كلمة مماثلة باسم اتحاد بلديات صور القاها حسن حمود.

كلمة عائلة الامام الصدر القاها السيد صدر الدين الصدر وقال فيها: "يشرفني بداية أن أتقدم من منبر الإمام الصدر بالشكر على استضافتي في ملتقاه الرابع، نيابة عن عائلة الإمام الصدر، ولا أملك إلا الدعاء بأن تكون محاور ونتائج مؤتمركم هذا مثمرة بفضل أبحاث المحاضرين الأفاضل وجهودكم المتميزة، متمنيا لكم دوام النجاح والتوفيق. ونحن نجتمع اليوم، وخاصة تحت عنوان "العدالة بمرتكزاتها في ممارسة الإمام الصدر" لا نريده لقاء عابرا، بل فرصة لرفع الظلم والجهل عن قضية طالها مؤخرا الكثير من العبث السياسي والإعلامي، ما زاد ألم الخطف وحجز الحرية والكذب والتضليل والسكوت والركون. 12426 يوما وليلة مرت على أبشع عملية غدر وخطف وسجن وسكوت على تغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر وأخويه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ السيد عباس بدر الدين. لا يسعني الآن إلا أن أتساءل وإياكم، عندما يكون موضوع مؤتمر عن "العدالة في ممارسة الإمام الصدر"، أين هي قضيته من العدالة؟"

وسأل: "ترى ما الذي يجمع بين العدالة وبين الإمام الصدر؟ هل كونه أصبح رمزا للعدالة المفقودة وهو الذي قال: "هنا أمام الإنحراف العامد، أو الإنحراف الخاطىء يجب أن يكون ضمانة في المجتمع حتى يعيد الحق إلى نصابه، وهل هناك من يعيد الحق إلى نصابه غير القضاء. فإذا، القضاء هو ... من الرسالة الإلهية الكونية".

أضاف: "إننا كعائلة الإمام هدفنا الأول والأخير تحرير الإمام وأخويه وعودتهم إلى أهلهم ووطنهم سالمين غانمين. وعليه، فإن الحجز المتمادي لحريات الأحبة الثلاث، إنما يوجه أصابع الاتهام إلينا كشركاء صامتين عن هذه الجريمة، فماذا فعلنا أيها المسؤولون اللبنانيون لاسترجاع إمام الوطن وعونيه؟ وهل قمنا أيتها القيادات في الدول العربية والإسلامية بل في العالم أجمع، وكثير منكم من أصدقائه، بواجبنا الإنساني والأخلاقي والقانوني والعملي والشرعي تجاههم؟ نعم، العدالة مطلب إنساني، وظف الإمام الصدر طاقاته كلها لهذه الغاية وهو من قال: "لا شيء يجعلني أغير الطريق الذي رسمته لنفسي: إنه طريق العدالة الذي سأسلكه بكل جدارة ودون خوف مهما كلف الأمر، رغم العراقيل والحواجز وحتى الاعتداءات التي من الممكن أن أتعرض لها". وجميعكم تعلمون أن الإمام تعرض للكثير منها".

وتابع: "لقد عانى الإمام وأخواه من ظلم الغدر والخطف وحجز الحرية، ومن ظلم السكوت على جريمة القذافي وعانينا معهم ومع القضية من التباطؤ والتخاذل والتبرير. مرت ثلاثة عقود حتى تحرك القضاء اللبناني وأصدر قرارا اتهاميا عن المحقق العدلي الرئيس سميح الحاج حفظه الله في 21/8/2008، ولكن للأسف، ما كاد المجلس العدلي ينطق بحكم العدل والحق والتاريخ بحق معمر القذافي، حتى قتل هذا الأخير، وليته لم يقتل. ولأن النظام سقط، صرنا نترقب ونترصد أبواب ليبيا وما تسرب منها أو عنها. وطرقنا أبواب القيادة الحالية، فتوافقنا معهم على الثوابت، وسررنا لسماع أن هذه القضية أولوية وطنية ليبية أيضا، وأنه سيكون هناك تعاونا قضائيا حثيثا وسريعا، لتتبع الخيوط التي تقود إلى تحرير أحبائنا من سجن مجهول هناك، لكن، الفوضى و"اللادولة" التي خلفها القذافي، أنتجت بطءا في التحقيقات، نحاول ونأمل من المسؤولين معالجته. وقد حاولنا أن نبلور منطلقات وثوابت وآليات عمل تركزت على أن هدفنا تحرير الأحبة من مكان احتجاز مجهول بأسرع وقت، إذ إن كل تأخير يشكل أذية لهم، وظلما جديدا يلحق بهم وبأهلهم ومحبيهم وبوطنهم وبالعدالة".

وقال: "تبقى الساحة الليبية هي مسرح جريمة الخطف وحجز الحرية، إليها تشخص الأنظار، ومنها ينبع الأمل بعودة الأحبة، وفيها ينبغي أن تفتح أبواب التعاون مع اللجنة اللبنانية الرسمية، وقد قامت اللجنة بمتابعات مع السلطات الليبية مرارا وتكرارا، لكن للأسف، كان التجاوب محدودا ودون المرتجى والمقبول. وهنا أود أن أعلن للجميع أنه في منتصف تموز الماضي، جرت فحوصات ومطابقات الحمض النووي على أغراض وثياب وجثة ادعت السلطات الليبية إنها تعود للامام وذلك في مختبرات مؤسسة عالمية في دولة أوروبية اختارها الجانب الليبي، وكانت النتيجة عدم صحة ذلك، والحمد لله خرجنا من هذا النفق، ولكننا تألمنا كثيرا من تعامل بعض وسائل الإعلام في تسريبات وتأويلات وتحليلات وأقوال أضرت بالقضية وهي بعيدة كل البعد عن العدالة وعن رؤية الإمام الصدر للاعلام. وضاع الكثير من الوقت الثمين، ولكن ثبت بالدليل العلمي والقانوني والقضائي الرسمي القاطع والنهائي، أن لا صحة لكل ما أعلن في الآونة الأخيرة، وأن الإخوة في ليبيا، على مختلف المستويات، عادوا بفضل جهود الفريق اللبناني، إلى الثوابت التي ما فتئنا نتمسك بها، واقتنع الجميع أن المطلوب بكل بساطة: التركيز والتسريع بالتفتيش عن أماكن إحتجاز غير مكتشفة. وهذا ما يحتم على الجانب الليبي التنبه والدقة وعدم تكرار الأخطاء، والتعويض عن ذلك بتسريع الخطى والإلتزام والأخذ بما حمله ويحمله المنسق القضائي اللبناني، القاضي حسن الشامي الذي يحظى بثقتنا ودعمنا المطلق، من معلومات واقتراحات ومطالب مدروسة ومحقة ومفيدة".

"لبنانيا، وإذ نقدر جهود الجميع، إلا أن المراجع المعنية مطالبة بالارتقاء إلى ما يستحقه الإمام في المتابعة الجدية الملحة وبانتهاج سياسة واضحة تقوم على الإقلاع عن مظاهر التطبيع المباشر أو المقنع مع الحفاظ على أواصر المحبة للشعب الليبي الشقيق والتأكيد على أن مفتاح ومدخل وشرط علاقات سوية بين الدولتين، هو تعاون ليبيا الجدي والصادق والسريع في هذه القضية المقدسة التي تحوز على إجماع اللبنانيين، كل اللبنانيين. أما التفاصيل العملية، فعلى الحكومة اللبنانية الرجوع إلى بياناتها الوزارية ومطالباتنا الوجاهية والتسريع بالقيام بما وعدت به وبدعم اللجنة اللبنانية الرسمية لتقوم بدورها، وسيكون لنا متابعات معهم إن شاء الله. وعلى المستوى العربي والاسلامي والعالمي، نطالب الدولة اللبنانية والدول الشقيقة والصديقة بإثارة هذه القضية في مختلف المحافل الرسمية والأهلية، لإبقائها حية، ولجعل متابعتها فاعلة، وترجمة ذلك عمليا بالضغط على ليبيا والدول الأخرى المعنية للتجاوب مع مطالب لبنان. و"على المستوى الإعلامي، مع تأكيدنا لخطاب الإمام حيث يقول: "الحرية لا تصان إلا بالحرية"، فإن وسائل الإعلام مطالبة بالتحلي بروح المسؤولية في التعاطي مع هذه القضية، إنسانيا على الأقل".

أضاف: "هذه هي دعوتنا إليكم اليوم كخطوة جدية لإنهاء رصيد من الآلام يمتد منذ 34 عاما وهنا أودعكم قولا للإمام الصدر: "أتمنى لكم أنتم على الأقل أن تحافظوا على البقية الباقية من الأخلاق في هذه الأمة، وما أكثر الأمم التي أنقذت بواسطة القضاء، وكيف لا والقضاء رسالة السماء"... ترى لو كان الإمام اليوم بيننا، فماذا كان سيقول في وطن يفتقد حتى إلى عدالة الأرض ويمنع أكثر مسؤوليه عدالة السماء بل يستغلون الأرض والسماء لما يتنافى مع العدالة والإنسانية؟".

وتابع: "إلى فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الحكومة، ومعالي الوزراء وسعادة المسؤولين اللبنانيين، أيعقل في قضية الوطن والإنسانية والعدالة أن يجبر دولة الرئيس بري التدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى يتخذ إجراء بسيط أو لتغيير موقف مسؤول كبير كما حصل في رسالته المشكورة. دولة الرئيس الراعي، شكرا جزيلا، ولكن يظهر أننا بحاجة إلى انتفاضة منك للوصول إلى الخواتيم السعيدة، والوقت ليس لصالح الأحباء المحتجزين".

وختم:"كلمة أخيرة إلى محبي الإمام في كل أنحاء العالم، القضية بخير طالما تنبض بها قلوبكم وتحظى بدعائكم، والإمام وأخواه بخير طالما نحن وإياكم يقظون نتمسك بالثوابت، وليعلم الجميع: لن نهادن، لن نساوم، لن نسكت ولن نألو جهدا".

ثم القى الدكتور حمدان كلمة الرئيس بري وقال فيها: "من دواعي اعتزازي أن اقف من على منبر الإمام الصدر الثقافي وفي ملتقى الإمام السيد موسى الصدر لأتحدث أمامكم بكلمة دولة رئيس مجلس النواب رئيس حركة امل الأخ الأستاذ نبيه بري الذي يتوجه الى حضراتكم بتحية إعتزاز واكبار سيما وأنكم تواكبون مسيرة هذا الإمام العظيم فكرا وممارسة فتتفتح على يديكم ضامئات الزهر ويغدو الغياب حضورا وتتلع زيتونتنا جيدها ويبقى الإمام القائد السيد موسى الصدر حاضرا بأشد ما يكون عليه الحضور، كيف لا والعدالة بمرتكزاتها العامة وجهتنا واتجاهنا وعليها يستوي الموقف في أدائنا السياسي النظري منه والعملي, والراية هي هي لا زالت تخفق لن نهدأ ما دام في لبنان محروم واحد".

أضاف: "كيف لا يكون الإمام القائد السيد موسى الصدر حاضرا والموقف مقاومة بما أرادها: شعب يعانق جرحه وعلم بلاده ويودع شهداءه بآيات النصر المنتظرة مع صلاة الفجر وشمسنا لا تغيب. كيف لا يكون الإمام القائد السيد موسى الصدر حاضرا ونحن نرفض خطوط التماس بين الحكومات والمناطق الفقيرة والمحرومة وندعو لهدم جدران الإنماء اللامتوازن عندما أرادوه تهميشا لمناطق على حساب أخرى. يوم وقف الإمام ونادى أيها الحكام إعدلوا قبل أن تبحثوا عن وطنكم في مجاهل التاريخ. كيف لا يكون الإمام القائد السيد موسى الصدر حاضرا ولا زال تأكيدنا على دور الجيش اللبناني في صيانة حدود هذا الوطن وصيانة السلم الأهلي فيه, فكيف اذا اجتمعت ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في دور تكاملي ولا أروع".

وتابع: "هو الإمام من سنديانة تعشقها القمم غير آبهة بهمهمات الريح. طالما فتح عينيه وشغاف القلب على مسيرة النبيين ما جاء في الأثر "العالمون كلهم هالكون إلا العالمون, والعالمون كلهم هالكون إلا العاملون, والعاملون كلهم هالكون الا المخلصون, والمخلصون لهم في خطر شديد. ينعقد هذا الملتقى الكريم. وبدعوة كريمة من منبر الإمام الصدر الثقافي ولبنان يتأهب لاستقبال قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان في الرابع عشر من أيلول ولمناسبة توقيعه الإرشاد الرسولي الذي سيصدر عقب انعقاد السينودس الخاص لمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط. هي مناسبة للترحيب الكبير بقداسة الحبر الأعظم الذي خص لبنان بهذه الزيارة الكريمة والتي تعني لنا تأكيد ثوابت الكرسي الرسولي أن لبنان رسالة تعني لنا اللقاء والعيش المشترك والتجربة الحضارية التي يعد لبنان مختبرا لها وبنجاح هذه التجربة نحاكي الحرية والعدالة, حرية المعتقد وتكامل الأدوار, وعدالة الشأن الإجتماعي انطلاقا من تعزيز القيم الإنسانية التي من نتاجها رفض العنصرية التي تمثل اسرائيل أهم مرتكزاتها بل أن العنصرية هي قاعدة الصهيونية ومنطلقات الدولة اليهودية, خاصة وأن قادة العدو الصهيوني أعلنوا ذلك جهارا أمام الرأي العام وبأكثر من مناسبة بعملهم على تنقية الدولة اليهودية. إن لبنان هو النقيض الحضاري لإسرائيل ولذلك نحن اللبنانيون معنيون جميعا بنبذ العصبية والطائفية البغيضة لأن الطائفيين منهمكون بتحصين مواقعهم السياسية وكما قال الإمام الصدر وفي قوله عنوان "أكثر الناس تعصبا للطائفية أكثرهم بعدا عن الدين".

وقال: "نبقى في صور مدينة الإمام الصدر التي انطلق منها وأحب. نبقى في صلب الموضوع حيث حاكى الإمام بوعيه المبكر اللبنانيين جميعا بل العرب والمسلمين والمسحيين في العالم وبالرغم من سني إقامته التي لم تكن امتدت لثلاث سنوات على حضوره الى لبنان وقف الموقف الريادي وكأنه يحاكي سيادة الحبر الأعظم اليوم، يوم شارك في السادس من حزيران عام 1963 بقداس رأسه المطران يوسف الخوري عن روح البابا يوحنا الثالث والعشرين, حيث ألقى الإمام الصدر كلمة أراد أن يعبر فيها عن رؤيته ومشروعه السياسي والإجتماعي وفي مقدمته الرؤية الوطنية والدينية، فبدأ بكلمته قائلا: "فقدنا وفقد العالم قداسة البابا يوحنا فبكت عليه عيون العدل والمحبة والحرية والتواضع, ورفع الإمام بيده وثيقة السلام على الأرض والتي صدرت عن قداسة البابا قبل وفاته شارحا أهمية ما ورد فيها خاصة عن علاقة الإنسان بالدين وعلاقة الدين بالإستقرار والسلام العالمي". هذا الكلام أدهش الحاضرين حتى وصلت أصداؤه إلى الفاتيكان وأوروبا مما دفع الحرصيين في الفاتيكان لتوجيه دعوة للإمام لحضور حفل تتويج البابا بولس السادس. وبذلك يعتبر الإمام الصدر أول عالم دين مسلم يدخل الفاتيكان في مثل هذه المناسبة, وهناك اسهب الإمام في الحديث عن لبنان الدور والرسالة وأن على أبنائه أن ينهضوا بأعباء هذه المهمة".

أضاف الدكتور حمدان: "بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لإخفاء الإمام الصدر أقامت حركة أمل ومحبي وجماهير الإمام الصدر إحتفال حضره حشد غير مسبوق في مدينة الحسين مدينة النبطية ولقد أكد دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بري على ثوابت أساسية, من التأكيد على الوحدة الوطنية إلى مطالب المحرومين وضرورة اعتناء الحكومة بمواطني لبنان كل لبنان وعلى مساحة 10425 كلم2 وليس على مساحة 452 كلم ومن عكار ووادي خالد الى الناقورة, من البحر الى السهل والجبل, وعلى الدور الريادي الذي تضطلع به المقاومة في وجه همجية اسرائيل يهمنا ان نؤكد أن قاعدة الجيش والشعب والمقاومة هي قاعدة ارتكاز لمواجهة التحديات والإنقلاب عليها هو بمثابة إنقلاب على اسس استنهاض الوطن وتحصينه وصيانته. إن لبنان معني بالدفاع عن مياهه وعن ثرواته المائية والنفطية المهددة من إسرائيل ومعني بمنع البعض من جعل لبنان قاعدة للتصويب على سوريا لأن في ذلك إخلال بكل المعاهدات مع الجارة سوريا وعلى الذين يتسامحون ويغضون النظر عن ممارسات إسرائيل وخرقها للسيادة اللبنانية أن يعوا تماما ان الخطر على لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات يأتي من قادة العدو الصهيوني وجيشه الذين يختزنون في أدراجهم الخطط السوداء للنيل من لبنان وأن سوريا تواجه حربا عالمية تسخر فيها أموالا وفضائيات وتحشد أسلحة, والكل يعلم أن المستهدف ليس رأس النظام فقط إنما المستهدف أيضا دور سوريا الإقليمي وجيش سوريا وأرض سوريا لإضعاف قوى الممانعة للعدو الإسرائيلي وإنهاك قوى المقاومة لحساب استقرار إسرائيل بإزالة كل عناصر القوة التي تقف في وجهها ضمن سياسة الإحتواء التي تنفذ في عملية دولية تصوب على إيران وسوريا والمقاومة في لبنان ودور لبنان, فهل تبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية بدل إشغالنا بقضايا هامشية وهل تبقى فلسطين المكون الجمعي للعرب والمسلمين والأحرار في العالم, أم أن البعض يريد للصراع وجهة أخرى لحساب إسرائيل؟"

وتابع: "عبرت الذكرى السنوية الرابعة والثلاثون لإخفاء الإمام السيد موسى الصدر وأخويه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين ولا زال أبناء الإمام ومحبوه بانتظار تحريره وأخويه، ويهمنا أن نأكد أن مسألة تحريرهم مسألة حرية وعدالة ينبغي أن تشكل عند الحريصين عليها أولوية مطلقة، سيما وأن هذه القضية فيها من الوضوح ما يكفي لفضح جميع المتواطئين المتسترين على جرائم القذافي سابقا ولاحقا. وعلى كل حال لقد قمنا بكل مسؤولية بإرساء علاقة جدية مع القيادة التي تصدت لحكم القذافي المجرم من المجلس الإنتقالي الليبي وحتى المجلس الوطني ونؤكد على الإستمرار في التعاون على قاعدة أن تحرير الإمام وأخويه من سجنهم أولوية وأساس لتطوير العلاقات, واليوم بعد أن شهدنا تسلم القيادة الليبية للمجرم عبدالله السنوسي المعروف بالصندوق الأسود للقذافي ومع وجود سيف الإسلام القذافي، أصبح بين يدي القيادة الليبية مقومات الوصول الى تفاصيل الجريمة النكراء التي ستوصلنا الى بشائر التحرير من سجنهم ويشكل ذلك بارقة أمل لدينا لذا ندعو لترشيق العمل ومضاعفة الجهود للوصول إلى نهاية نرجوها بعودة الإمام الصدر وأخويه الى ساحة جهادهم".

وختم: "أحيي إخواني في المنبر الثقافي على الجهود التي يبذولونها لإنجاح هذا الملتقى ونقدر لهم جهودهم الكبيرة، وأمل بنصر الله وعودة الإمام الصدر وأخويه".

ثم قدم الدكتور حمدان درعا تقديرية لعائلة الامام الصدر تسلمه صدرالدين الصدر. وقدم خريس درعا مماثلة لحمدان وقدم مسؤول الحركة في الاقليم محمد غزال درعا لرئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني.

وبعد الافتتاح، كانت استراحة لتبدأ بعدها جلسات العمل التي تستمر حتى المساء ويشارك فيها النائبان ميشال موسى وغسان مخيبر بالاضافة الى عدد من الباحثين والمفكرين.