استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل يرافقه نواب كتلة حزب الكتائب سليم الصايغ، نديم الجميل، والياس حنكش، حيث تناول اللقاء آخر التطورات والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية.
وبعد اللقاء تحدث النائب سامي الجميل قائلاً: بعد زيارة فخامة الرئيس جوزيف عون ودولة الرئيس نواف سلام، نلتقي اليوم بدولة الرئيس نبيه بري للتشاور معه عن المرحلة التي نمر بها وهي أيضاً محاولة للتفكير سوياً بالحلول وبتسهيل عملية إعادة بناء الدولة في لبنان.
وأضاف: بالنسبة لنا عندنا أولويتان عبرنا عنهما بكل المحطات وبكل المناسبات، الأولوية الأولى هي الانتقال من حالة اللا دولة إلى حالة الدولة والإنتقال إلى سيادة كاملة للدولة اللبنانية على كامل أراضيها، والمعبر الأساسي له هو تسليم سلاح كل السلاح إلى الدولة اللبنانية، لأي حزب إنتمى ولأي مجموعة إنتمت، لا يجوز أن يكون هناك أي قطعة سلاح خارج إطار الجيش الشرعي وخارج إطار المؤسسات، وهذا ما أكد عليه إتفاق وقف إطلاق نار، وخطاب القسم، والبيان الوزاري، قرار مجلس الوزراء الأخير وهذا ما نؤكد عليه، وحتى بمجلس النواب دولة الرئيس أكد عليه.
وتابع الجميل: وبالتالي نحن اليوم بإطار فتح صفحة جديدة مبنية على المساواة بين اللبنانيين، مبنية على أنه كلنا تحت سقف القانون، كلنا تحت سقف الدستور، ولا أحد لديه حقوق والآخر ليس لديه مثل هذه الحقوق، هذا من جهةوومن جهة ثانية كل هذا الأمر الذي يجب ان نحققه يكون بالشراكة بين بعضنا كلبنانيين، ولا مرة كان عندنا إلا موقف واضح برفض أي تهميش للطائفة الشيعية في لبنان نحن بالنسبة الينا نريد الطائفة الشيعية أن تكون شريكة ببناء لبنان الجديد، وهذا الشيء بالنسبة لنا خط أحمر.
وأضاف: قلتها المرة الماضية وأكررها، نحن لدينا رمز إسمه بشير الجميّل كان شعاره 10452 كيلومتر مربع أي وحدة لبنان، بالنسبة لنا نحن مسؤولين عن كل لبناني على هذه الأرض، إن كان معنا أو إن كان ضدنا، إن كان يحبنا أو إن كان لا يحبنا، نحن مسؤولين عنه لأننا نحن نواب عن الأمة اللبنانية، ولسنا نواباً عن مجموعة من اللبنانيين، وبالتالي مسؤوليتنا هي حماية كل اللبنانيين وضمان أنه كل اللبنانيين يجب ان يكونوا شركاء ببناء لبنان الغد، وهذا هو الذي نعمل من أجله، لذا لا فائدة لكل الكلام الذي يوتر الجو، نحن أكثر من مرة مددنا يدنا، وأكثر من مرة قلنا نريد ان نفتح صفحة جديدة ومددنا يد التعاون، بالمقابل نسمع تخوين ونسمع كلام عالي، ونسمع كلام غير لائق، وآخر كلام عن سيدنا البطريرك هو كلام نستنكره بشكل كامل، هذا كلام غير مقبول ومردود لأصحابه، مثل هذه الأجواء تضرب كل مساعي التوافق والحلول بين اللبنانيين، منها الحلول التي يطرحها ويعمل عليها الرئيس بري التي هي دائماً محاولات من أجل إيجاد قواسم مشتركة ومحاولة لإيجاد المخارج والحلول للمشاكل التي وصلنا اليها، هذا الكلام العالي يضرب كل المساعي ومنها مساعي حزب الكتائب ومساعي كل المعتدلين الذين يحاولون العمل من أجل ضمان الوصول الى إنتقال سلس من المرحلة القديمة للمرحلة الجديدة، نحن بالنسبة لنا هذا الكلام مرفوض، نريد وقف هذا الكلام العالي، كلنا يجب ان نلتزم بسقف الدولة بسقف مجلس الوزراء، بسقف خطاب القسم، بسقف البيان الوزاري، بسقف إتفاق وقف إطلاق النار الذي يؤكد على بناء دولة، وعلى حصريّة السلاح، وعلى الشراكة بين اللبنانيين، وعلى دولة القانون والمساواة.
وتابع: نحن بالنسبة لنا هذا هو سقفنا، ولا يهمنا ان نشتبك مع أحد ولا نريد أنه يكون هناك تشنج مع أحد ولا نريد أن يكون هناك توتر بين اللبنانيين، ومن يعمل على هذا الموضوع هدفه أنه يمنع الانتقال السلمي والسلس بإتجاه بناء الدولة وبإتجاه الوحدة الوطنية، نحن حرصنا على سيادة الدولة، وحدة البلد تجعلنا دائماً أن نكون بجو إيجابي ونقف بوجه كل محاولات رفع السقوف والتشنج بالبلد.
ورداً على سؤال حول جلسة مجلس الثاني من أيلول؟.
أجاب الجميل: يجب أن ننتظر الجلسة، موقف الرئيس بري معروف نحن رغم كل الخلافات نحن وأياه، ورغم الإختلاف بوجهات النظر بالسياسة والإشتباك السياسي وكل شيء، لا شك أن الرئيس بري يحاول دائماً أن لا يخلق تشنجا بالبلد ويضبط التشنج، وهذا الشيء نحن بحاجة إليه اليوم، الرئيس بري يمثل الصوت المعتدل في الطائفة الشيعية بإتجاه كل التغيير الذي يحصل اليوم بالبلد، نحن لا نستطيع إلا أن نلاقيه على منتصف الطريق رغم كل الخلافات نحن وحركة أمل بمجموعة هائلة من الملفات، يهمنا الانتخابات النيابية ان تنجز بوقتها، يهمنا تصويت المغتربين ل128 نائب، وأيضا الرئيس بري لديه دور كبير في هذا الإطار كي يساعدنا في تقطيع هذه القضيه.
واضاف: الرئيس بري بهذا الظرف بالذات، أعود وأقول رغم الخلافات ورغم إختلاف وجهات النظر بكثير من النقاط نحن وإياه لديه دور كثير مهم انطلاقاً من موقفه الرافض لمواجهة الدولة والجيش اللبناني، وهذا هو الأمر الأساسي وهذا بيت القصيد، بالنسبة لنا الجيش اللبناني مقدس وبالنسبة لدولة الرئيس بري أيضا الجيش اللبناني مقدس، وهذا الأمر بالنسبة لنا أساسي ومفصلي بالمرحلة المقبلة.
كما تابع الرئيس بري تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان خلال لقائه مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي.
وبعد اللقاء تحدث السفير زكي: لقد تشرفت بمقابلة دولة الرئيس نبيه بري في إطار هذه الزيارة الرسمية التي أقوم بها إلى لبنان اليوم ليس فقط لمواكبة الوضع ولكن أيضا للاطمئنان ومتابعة كل التطورات التي حدثت في هذا البلد منذ بضعة أسابيع وتتابعونها جميعا كما نتابعها نحن في جامعة الدول العربية، كما شرحت في بعبدا، الهدف من هذه الزيارة كان لإبداء الدعم للدولة اللبنانية على موقفها الأخير وقراراتها ببسط سيادتها على جميع أراضيها وحصر السلاح بيدها وأيضا للتأكيد على مسألة ضرورة إلزام الطرف الإسرائيلي القيام بكافة التزاماته وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف: إلى ذلك طبعا رغبتنا في التأكد من أن التراشقات التي حدثت على الساحة اللبنانية مؤخراً لا تنعكس أو تترجم إلى شيء آخر خارج إطار التراشقات الكلامية، لأن إستقرار هذا البلد هو أمر مهم بالنسبة لجامعة الدول العربية وقرارات القمم العربية المتوالية وآخرها قمة بغداد واضحة في هذا الشأن، وبالتالي نحن أردنا أن نؤكد على دعمنا للبنان في هذه المرحلة كما في المراحل السابقة.
ورداً على سؤال حول المخاطر من تهجير اهالي غزة ؟
اجاب زكي: طبعا مسألة تهجير أهالي غزة مسألة مطروحة ويمكن ونحن من أوائل من أشاروا إليها بعد بدء الحرب الإجرامية الإسرائيلية على القطاع منذ ما يقارب من عام لأن أهدافها كانت واضحة حتى حينذاك كانت الأهداف واضحة رغم انهم لم يتحدثوا بها لكن عندما تحدثوا بها كان الأمر واضح بالنسبة لنا، موضوع التهجير هو أمر مرفوض عربيا مرفوض مصريا باعتبار أن مصر هي الدولة الجار المباشر للقطاع غزة ومرفوض دولياً أيضاً بغض النظر عن أن هناك طرف معين يتماشى مع القرارات الإسرائيلية مهما كانت، ولكن الوضع الدولي واضح والموقف الدولي واضح في هذا الإطار ماذا سيحدث على الأرض هذا الأمر لا أريد أن أتنبأ به ولا أسعى لذلك، لكل حادث حديث ولكن نحن نتمسك بالموقف العربي الواضح جدا والذي لا إستثناء فيه هو موقف صلب وموقف متماسك للغاية برفض فكرة التهجير بشكل كامل والعمل للحيلولة دون نجاح أي مخطط تهجيري من جانب الإسرائيليين.
ورداً على سؤال حول إستعداد جامعة الدول العربية للقيام بعمل فعلي اتجاه الجانب الأمريكي لتقديم ضمانات بعدم اعتداء إسرائيل على لبنان.؟
اجاب زكي: المواقف السياسية والموقف السياسي يعبر عنه بالكلام لكن الموقف السياسي هو موقف سياسي يجب أن يحترم ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لماذا نتحدث عن الوسيط لأنه في كل اتفاق من هذا النوع سواء إتفاق وقف إطلاق النار أو غيره عندما يكون هناك وسيط يعمل، فمن الطبيعي ان نحترم دور الوسيط خاصة إذا كنا مرتضين وإذا كانت الدولة اللبنانية بكل أطرافها ارتضت بدور هذا الوسيط، فمن باب أولى أن الأطراف الأخرى الاشقاء العرب أو جامعة الدول العربية أيضا أن يقبلوا بدور هذا الوسيط إذا كان الأمر كذلك فلا بد أن تكون اتصالاتنا تكون مع الوسيط، ومناشداتنا ونداءاتنا تكون للوسيط لأنه في هذه الحالة لا توجد لدينا علاقة مع الطرف الإسرائيلي، نحن علاقتنا مع الطرف الأمريكي الذي يتوسط في هذا الاتفاق وعلى حدود ما أعلم وأنتم متابعين أكثر مني، أكيد الوسيط الأمريكي في منذ أيام كان هنا في بيروت أطلق تصريحات إيجابية في هذا الصدد وقال أنه يجب على الجانب الإسرائيلي ان يلتزم بتنفيذ ما عليه وبالتالي هناك تفهم أكبر نرصده في الموقف الأمريكي وبالتالي هذا أمر مشجع.
وبعد الظهر استقبل رئيس المجلس النيابي مستشار فخامة رئيس الجمهورية العميد أندرية رحال.