استقبالات الرئيس بري 30/7/2009
استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، قبل الظهر في عين التينة، وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو والوفد المرافق، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وتم عرض العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة.
وقال اوغلو بعد اللقاء: "كان شرف كبير لي أن ألتقي دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونحن اصدقاء قدامى وكنت قد زرته عدة مرات ونحن نعرف بعضنا جيدا والجميع يقدر دوره في السياسة اللبنانية. وبشكل عام، بحثنا الوضع في لبنان وتبادلنا الاراء في ما يتعلق بالنظرة لتشكيل الحكومة ومستقبل لبنان ايضا، ونعتبر ان استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة في الشرق الاوسط".
اضاف: "تركيا مستعدة للمشاركة والتعاون مع جميع الافرقاء في لبنان، ونحن لدينا علاقات ممتازة مع جميع الاطراف. وقد كانت محادثات مركزة مع دولته وتشاركنا في الرأي حول العديد من القضايا، كالقضية الفلسطينية وقضايا اخرى تهم المنطقة، لانه يعتبر من اهم قيادي من اصحاب الخبرة السياسية في المنطقة، واستطيع ان اقول انها كانت محادثات مثمرة وسنبقى على تواصل في جميع القضايا معا".
ثم استقبل الرئيس بري نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي الذي قال بعد اللقاء: "نعود ونشدد على أن اللقاء مع دولة الرئيس بري دائما يكتسب الهم الرئيسي لديه، وهو كيفية إخراج لبنان من حالة الشرذمة حتى بالثقافة، الى حالة الوحدة. ودولته يفتخر بالجهد الذي بذله من أجل إطلاق العملية السياسية لحضانة حكومة برئاسة الاستاذ سعد الحريري على قاعدة تأليف حكومة وحدة وطنية، لعله يصار الى تأليف حكومة تساهم في توحيد البلد، لأنه شئنا أم أبينا يجب أن نعترف بالآثار السلبية على الواقع المجتمعي في لبنان من جراء الصراعات التي سادت المنطقة ولبنان في الخطاب السياسي، والمعركة هي لإخراج لبنان من حالة الشرذمة الى حالة التوحيد، هذا هو هم دولة الرئيس بري، هكذا كان وهكذا يجب ان يكون".
أضاف: "الرئيس بري كان قطع وعدا منذ اليوم الاول بأن يكون أواخر تموز هو الحد الذي يصار فيه الى تأليف الحكومة العتيدة، وأنا أعتقد أن الامور قطعت شوطا لا بأس به، وبالرغم من بعض خلافات تكتيكية هنا وهناك، نحن على مشارف ولادة حكومة نأمل أن تكون بأسرع وقت، وذلك لمصلحة البلد ووحدته".
وردا على سؤال عن توزيع الحقائب وعن مقولة إن الشيطان يكمن في التفاصيل، قال الفرزلي: "أنا لست المخول للحديث عن هذا الموضوع، لكنني أستطيع القول إن المطلوب هزيمة الشيطان، فإذا كان تعاون القادة من أجل هزيمة الشيطان لم يتم، فمتى يهزم الشيطان؟ المطلوب ان يهزم الشيطان. ولا أعتقد أن هناك أي إشكال لدى الحالة المعارضة في البلد بالنسبة الى توزيع الحقائب أو الحصص".
ثم استقبل الرئيس بري الوزير السابق وئام وهاب وعرض معه الاوضاع الراهنة، وقال وهاب بعد اللقاء: "زرت دولة الرئيس بري اليوم لاطلاعه على سلسلة اتصالات قمنا بها في الايام الماضية، خصوصا أنه كان السباق الى طرح إزالة الحواجز التي أقيمت خلال السنوات الأربع الماضية، وهناك كثير من الامور كان رهان دولة الرئيس بري عليها في مكانه، وهذا الرهان أثبت صحته خلال الايام الماضية، خصوصا بعد الانتخابات النيابية. وهذا الرهان مكن اللبنانيين من تجاوز أي نتائج سلبية لهذه الانتخابات، وأبقى أجواء التوافق قائمة، ولم يشعر أحد بأنه رابح على أحد، ولم يشعر أحد بأنه خاسر أمام أحد بعد الانتخابات، وهذا بفضل معادلة ابتكرها الرئيس بري، وقد يكون ساعده في ذلك الوزير جنبلاط وآخرون".
أضاف: "أطلعته أيضا على نتائج اتصالاتي بالوزير جنبلاط، وهو مشجع لهذا الامر، وكذلك اتصالاتي بالرئيس أمين الجميل وبآخرين من فريق 14 آذار يمكن أن تحصل، لأنه يجب أن نتنبه جميعا الى أننا أمام مشهد دولي وإقليمي جديد، ولا يمكن أن يبقى أحد منا يعيش في الماضي، ونحن ننتقل الى مشهد جديد محليا واقليميا ودوليا ويجب على الجميع ان يكون ضمن هذا المشهد".
وتابع: "الامر الآخر هو مشاركة المعارضة في الحكومة. والرئيس بري لا يطرح هذا الامر من زاوية أن يكون على حساب أحد في المعارضة، لا بل هو متمسك بحفظ كرامة كل أفرقاء المعارضة وحصصهم".
ورأى "أن موقف رئيس الجمهورية يجب أن يكون معززا، وهذا قرار يجب ان تتفق عليه المعارضة والموالاة، لأن رئيس الجمهورية يجب ان يمارس دور الحكم، ولكن هذا الدور الحكم يفترض تعزيز وضعه داخل الحكومة الجديدة.
الأمر الآخر هو ما سمعناه اليوم عن شيء شبيه بالعام 2005 يمكن أن يتكرر، هذا الامر لن يتكرر، وأي اتفاق على حساب أحد في المعارضة وبالتحديد على حساب العماد ميشال عون أمر غير وارد في حسابات حزب الله ولا في حسابات الرئيس بري ولا في حسابات كل أركان المعارضة، وهذا لن يحصل. هناك بعض العراقيل والعقد الصغيرة، ولكن الرئيس بري يأمل خلال الساعات المقبلة حلها، وجميعنا نأمل في حلها خلال الساعات المقبلة لنشهد إعلان الحكومة الجديدة التي أخذت دفعا كبيرا من خلال معاودة العلاقات والاتصالات اللبنانية السعودية - السورية، والتي يبدو أنها ستزخم أكثر خلال الايام المقبلة، وهي تشكل صمام أمان على الساحة اللبنانية".
سئل: ما هي هذه العقد الصغيرة، خصوصا انه تم اسقاط مطلب العماد عون بالتمثيل النسبي؟
أجاب: "لا، لم يسقط مطلب العماد عون بالتمثيل النسبي، كان هناك كلام عن 13 للمعارضة و17 للموالاة، وهناك قرار بتعزيز موقع رئيس الجمهورية الذي أخذ من الطرفين، ووصلنا الى صيغة 16-11-4 بطريقة غير مباشرة، وبطريقة مباشرة 15-10-5، وأنا أعتقد أن الرئيس سعد الحريري خطا خطوة جرئية رغم الضغوط الكثيرة التي تعرض لها، وهذه الخطوة تسجل له في بداية عهده. وخلال الساعات المقبلة يجب أن يحصل لقاء بين الرئيس الحريري والعماد عون ويناقشا خلاله بعض التفاصيل والعقد القائمة. وإن محاولة تصوير العماد عون عبر الاعلام أن كل قضيته تنحصر بالوزير جبران باسيل، فهذا ظلم وليس صحيحا".
سئل: من خلال اتصالاتك بالنائب وليد جنبلاط، هل يمكن أن تشهد في الافق زيارة للرئيس المكلف سعد الحريري وللنائب جنبلاط لسوريا؟
أجاب: "الزيارة قائمة للاثنين، وأبواب سوريا مفتوحة في وجه كل اللبنانيين من دون استثناء، في وجه الرئيس سعد الحريري والآخرين في فريق 14 آذار، وسوريا تصرفت في الانتخابات وتتصرف اليوم على مسافة من كل اللبنانيين، وهمها حفظ الساحة اللبنانية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية من خلال الاتصالات القائمة بينهما، وحفظ الساحة اللبنانية من الرياح، وأؤكد لكم أن الرئيس الحريري سيكون قريبا في دمشق، وكذلك النائب جنبلاط سيكون هناك بدون وسيط وبدون أحد وبدون تدخل، هو على طريقته".
سئل: هل أعطيت النائب جنبلاط تطمينات؟
اجاب: "لا، النائب جنبلاط ليس في حاجة الى تطمينات، فسوريا لم تضمر يوما الشر لوليد جنبلاط، ولسوريا علاقة خاصة به هي التي تضمن إعادة التقارب بينهما، وهي التي ستتوصل الى معالجة كل هذا الملف الدرزي، وأؤكد أن الرئيس بشار الاسد لديه شعور خاص تجاه الطائفة الدرزية، وهي بكل فئاتها واتجاهاتها تحظى برعايته واهتمامه".
ثم استقبل الرئيس بري النائب نقولا فتوش وشقيقه بيار فتوش.
وزاره أيضا ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في كندا السيد نبيل عباس وعرض معه أوضاع الجالية هناك.