الرئيس بري استقبل وفداً من فاعليات ووجهاء بلدات في البقاع الغربي
وأعلن اطلاق اسم "شهداء البقاع الغربي" على قاعة البناء المكمل لعين التينة


 

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، في المقر الجديد المكمل لمقر الرئاسة الثانية في عين التينة وفداً حاشداً من فاعليات ووجهاء بلدات مشغرة، لبايا، يحمر، ميدون وعين التينة في البقاع الغربي في حضور النائب ناصر نصر الله وعضو هيئة الرئاسة الثانية في حركة "أمل" رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان.

وإستهل الرئيس بري اللقاء بالقول:

"عندما بدأت بناء المقر الدائم لرئاسة المجلس النيابي اللبناني، أي المبنى الآخر، فرغت منه في 6 شباط 1995، وانتقلت اليه علامة لما كان لتاريخ 6 شباط من الانتقال من العصر الإسرائيلي الى العصر العربي. واللوحة التي سجلت على باب المقر هي أن تاريخ الإنتقال فعلا هي 6 شباط 1995. اليوم، ورمية من غير رام، هذه المرة الأولى التي يعقد فيها أي إجتماع رسمي أو شعبي في المقر التابع أو المقر الجديد المكمل للمقر الأول، يحصل هذا الإجتماع في هذه القاعة مع الأخوة في البقاع الغربي، لذلك سأطلق عليها إسم قاعة شهداء البقاع الغربي. والتسمية إلزامية لأنه إذا كانت المنطقة هنا إسمها عين التينة، فمن بينكم بلدة إسمها عين التينة. لذلك فإن الإجتماعات كلها التي تحصل على غرار الإجتماعات في قاعة أدهم خنجر في المصيلح ستكون هنا في قاعة شهداء البقاع الغربي-عين التينة".

أضاف: "بعد هذا التعريف للمكان الذي نلتقي به إنتقل مباشرة الى تعريف الحالة التي نحن فيها، أي الوضع السياسي في لبنان وفي المنطقة. طبعا لبنان ليس جزيرة، وبالتالي أي أمر يحصل في المنطقة أو في لبنان ينعكس على الآخر. إن الإنتخابات الإسرائيلية التي حصلت الأسبوع الماضي أثبتت أن هناك فعلا مثلث برمودا جديد وهو مثلث الموت، وبرأيي المتواضع، ومن منطلق سياسي، فإن معسكر الإعتدال العربي مع الأسف إنتهى، على الأقل في الوقت الحاضر، الى غير رجعة. وإنني أشفق على الإدارة الأميركية الجديدة وأسأل من ستفاوض؟ نتنياهو أم ليبرمان أم ليفني؟ هذا المثلث الذي لا يختلف على شيء.
بعضهم يقول أنه يجب قتل الفلسطينيين أينما كانوا، وخصوصا المقاومة، والبعض الآخر يقول علينا أن نطرد فلسطينيي 48 حتى من فلسطين. إذا نحن بين السكين وحد السكين. إزاء هذا الأمر وقد توحد الإسرائيليون على العنف وعلى قتل أطفال غزة والشهداء الذين سقطوا في غزة، مع الأسف ننتقل الى لبنان لنرى إننا إذا نادينا بالتوحد اللبناني نسمع كلاما أن لا. وإذا تكلمنا عن الإنتخابات ليست هي مصير لبنان، ولا يتقرر مصير لبنان نتيجة إنتخابات على الإطلاق، نسمع آخرين يقولون أن هذه الإنتخابات مصيرية. ما هي هذه المصيرية؟ كيف هي مصيرية؟ ولبنان من دون توافق لا يمكن على الإطلاق أن يستطيع الإستمرار بالعيش، هذا واقع، نعم الإنتخابات من المفروض أن تكون لإصلاح ما في داخل البيت. هل إذا انتخبت نائبا أم لم أنتخب يتغير وضع لبنان؟ هذا الكلام غير معبر. هل إذا انتصر فريق على فريق يتغير وضع لبنان؟ لا هذا غير صحيح. هل ينكرون التوافق على لبنان".

وقال الرئيس بري: "إذا فشلت طبقة سياسية ببرنامجها تأتي طبقة سياسية أخرى نتيجة الإنتخابات وتحل محلها. أما أن يقال أن مصير لبنان كله متوقف على هذا الموضوع، فهذا الكلام غير صحيح أبدا. الإنتخابات لا تبني البيت، البيت موجود، ولا تبني الوطن، فالوطن موجود، ولكنها تستطيع أن ترمم داخل الوطن وتستطيع أن ترمم داخل البيت. إن هذه اللغة التي نتخاطب بها كلبنانيين لا تؤدي الى نتيجة بل على العكس. أريد أن أحذر وأن أقول مرة أخرى، إخواني، إسرائيل لا تخيف أبدا على الإطلاق، السلاح الفعال عند الإسرائيليين ليس الطائرات، فظاهريا ترون أن إسرائيل إنتصرت بالطائرات في كل معاركها مع العرب، ولكن صدقوني إن السلاح الفعال عند إسرائيل ليس الطائرات، ولكنه الخلاف بين العرب والخلاف بين اللبنانيين، كلما كان هناك خلاف بين بعضنا البعض تذهب ريحنا وينتصر العدو الإسرائيلي. هذا هو الواقع، وأكبر دليل لبنان، فلبنان الذي كان قال عنه مرة موشي دايان عام 1967، أنه على عينه السوداء، أي أنه غير موجود، هذا اللبنان، عندما توحدت الناس حول مقاومته وتوحد شعبه وتغيرت نظرته على أن قوة لبنان في ضعفه، إنتصر على إسرائيل وسارت الأمور على خير ما يرام. الخطر الآن على المقاومة ليس من إسرائيل، الخطر من الإنقسامات الداخلية بين بعضنا البعض".

اضاف الرئيس بري: "كفى تهويلا وكفى تحجيم الامور، انا افهم ان من يريد ان يقوم بحملة انتخابية او بمعركة انتخابية يلجأ الى الحماسة والتشجيع. نفهم هذه الامور وهذه الالاعيب، ولكن لا يجوز اللعب بالتوافق الداخلي، لا يجوز اللعب بين المسيحي والمسلم في لبنان، ولا بين المسيحي والمسيحي، ولا بين المسلم والمسلم، ولا بين اللبناني واللبناني. هذا الامر يشكل خطرا على لبنان وبالتالي يؤدي الى هدم كل مقومات الدولة. لاحظوا الان بين العرب اليس الامر نفسه؟
كيف تعطي اسرائيل العرب؟ فلنقل انني اريد ان اسير في الركب السلمي، اريد ان اسير مع الذين يريدون السلم، كيف يحكى الاعطاء بالسلم اذا لم نكن نملك اية ورقة بين ايدينا؟ لو كان الفلسطينييون موحدين ولو كان العرب موحدين هل كان سيحصل ما حصل في غزة؟ ابدا على الاطلاق، هذا الامر اساسي. ما يحصل على الساحة العربية هو نفسه ما يحصل على الساحة اللبنانية، وقد اصبحت السياسة الللبنانية الان غاية وليست وسيلة، اصبحت غابة للقطع وليس للزرع، وهذا الامر يشكل خطرا كبيرا. وكما قال سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجة الذي أصبح الآن وزيرا للاعلام في إحدى قصائده "كأن لبنان لا أرض ولا نسب، وناس لبنان من لبنان قد رحلوا" لماذا ؟ لأنه لا يوجد عقلية حكم ولا عقلية مسؤولية"

وقال الرئيس بري: "كنت أتفق وأختلف مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري أحيانا وأحيانا، لكن الرجل كان لديه مشروعا، أما الآن فلا يوجد مشروع، ولكي لا يفكر أحد بأنني أقول هذا الكلام لأجل هدف معين، فلقد قرأت اليوم في جريدة النهار مقالا للأستاذ مروان اسكندر، الذي لا يتعاطى عادة السياسة، والذي هو محسوب على 14 آذار، وليس على 8 آذار، لقد سجلت بعض المقتطفات من هذا المقال، هو يخاطب الرئيس السنيورة ويقول له: في خلال الأشهر ال 44 التي حكمت فيها، لم ينفذ مشروع واحد ذو بعد وطني. هذا الكلام لا يقوله أحد أعضاء حركة أمل أو حزب الله أو من التيار العوني أو غيره، إنه يتكلم بالإقتصاد، ويتابع اسكندر: علما أنه لم يتأمن لأحد مثلك من مساعدات ومن إرث رفيق الحريري، ومن مساعدات عربية إثر حرب تموز لم تتأت ولم تعط لأي رئيس وزراء من قبل. ويقول اسكندر ايضا: حتى لا أظلمك، الشيء الوحيد الذي وجدت أنك نفذته هو أنه تحقق رصيف لكورنيش بيروت، أستغرق العمل فيه سنيتن ونص السنة وحتى الآن لم ينته، ويصل الكاتب الى القول: دولة الرئيس السنيورة، هبة خمسمئة مليون دولار من المملكة العربية السعودية انقضى على تقديمها سنتان وأربعة أشهر، وأنتم لم تنجزوا حتى تاريخه عملية إتمام المساعدات لأهل الجنوب، هل هذه هي السرعة في التنفيذ؟ لماذا مثلا لم تطلب عمليات البحث والتنقيب عن النفط؟"

وقال الرئيس بري: "لقد تكلمت منذ يومين، مع الاخوة وفد من البقاع الغربي، ان الإمام الصدر هو أول من قال" إن البقاع الغربي ومنطقة البحر أمام جونية يوجد فيهما بترول، ويجب أن يتم التنقيب عنه"، علما أن هناك شركات تقدمت للتنقيب عن البترول مجانا، على أن تتقاضى مقابل عملها بعد إكتشافه".

أضاف: "وأن الأستاذ مروان اسكندر ختم مقاله قائلا "لقد سئمنا الكلام المعسول والوعود المموهة"، والشي الذي لم يذكره الأستاذ اسكندر، لم يقل للرئيس السنيورة أنك ليس فقط لم تنفق للناس المستحقين في الجنوب والبقاع الغربي وفي الضاحية والمناطق الأخرى، من عملية الهبة السعودية، وإنما تصرفت بها لغايات أخرى، وهذا حصل اعتراف به، وحصل كلام واضح، واختلفنا على قيمة المبلغ الذي تم صرفه هنا وهناك وعلى الزفت من أجل الإنتخابات"، وفي النهاية يقول "أن نبيه بري عندما يطالب بموازنة مجلس الجنوب، فإن هذا هو لأمر إنتخابي، كأنني أحتاج الى المال والى توزيع المال، لكي ينتخبني الناس في الجنوب، هذا كلام لا يصدق".

وفي معرض شرح قضية موازنة مجلس الجنوب سأل الرئيس بري:" كيف للرئيس السنيورة الحق في القول أنه لا يريد أن يعطي موازنة مجلس الجنوب؟ الإمام موسى الصدر نفذ إضرابا من أجل تأسيس مجلس الجنوب، مجلس الجنوب لم يؤسس بقرار من رئيس مجلس الوزراء، لكي يتم إلغاؤه بقرار. لا أحد يستطيع إلغاء مجلس الجنوب، تماما كما بقية المجالس، مثل مجلس الإنماء والإعمار، وصندوق المهجرين، لا أحد يستطيع إلغاء مجلس الجنوب إلا بموجب قانون في مجلس النواب، المسألة الوحيدة التي لا تحتاج لقانون أو لمرسوم وهي غير شرعية منذ ولادتها،الى أن عاشت وتربت، هي الهيئة العليا للاغاثة".

وقال: "هذااللقاء هو مثل اللقاءات التي عقدتها في الجنوب، وهو ليس من أجل أن أقول لكم إنتخبوني، أنتم تنتخبون الخط، هذا الخط لديه الالتزامات القومية والوطنية، والالتزامات العملية لمصلحة الناس".

وأكد الرئيس بري على "توفير مقومات الصمود لأهلنا في البقاع الغربي، الذين قدموا الكثير من التضحيات وصمدوا على الألم والجراح"، مشددا مرة أخرى "على البرنامج الانتخابي وليس على الأشخاص".

كذلك جدد تشديده "على إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، والقراءة في كتاب تاريخ واحد، وكتاب تربية وطنية واحد"، وعلى إنشاء وزراة التخطيط، وعلى السير في مشروع الليطاني، مشيرا في هذا المجال الى ما قام به مع "أمير الكويت الراحل، حيث قدمت دولة الكويت خمسمئة مليون دولار للمشروع، وتمت الدراسة والمناقصة، وهناك 160 مليون دولار متوفرة، بإنتظار البدء بالمشروع"، وأردف بالقول: "أمام كل ذلك، كيف ينتظرون مني أن أسكت، لا لن أسكت أبدا".

وركز رئيس المجلس أيضا على أهمية المياه ومشاريع المياه "التي هي بترول النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين". وتناول موضوع بناء السدود، كاشفا عن رد تلقائي من أمير دولة قطر، ردا على ما كان أثاره معه في هذا المجال، يتضمن إستعدادا لبحث الموضوع. وقال أنه سيوفد غدا النائب علي بزي الى قطر، محملا إياه رسالة الى أميرها لشكره ولمتابعة الموضوع.

وأشار الرئيس بري، الى نقاط أخرى مثل: موضوع العقارات والفرز المساحي، وانشاء فرع للجامعة اللبنانية في البقاع الغربي وعكار والشريط الحدودي وغيرها.

وأكد مرة أخرى على ضروة "خفض سن الاقتراع الى 18 سنة"، مشيرا الى مناقشة اقتراح تعديل دستوري لهذه الغاية، في الجلسة التشريعية العامة التي ستعقد في 19 اذار المقبل.

وفي موضوع التعويضات، قال: "أنا أحب أن أحرص على الدولة، فهذه الدولة دولتنا، وهذا الوطن وطننا، وقد قدمناالدم في سبيله. وان اهلنا لا يستأهلون التعويضات فحسب بل ايضا الاوسمة".

وختم الرئيس بري بالقول: "ان الدولة هي راعية وليست تاجرة"، مكررا "ان قوة لبنان هي في قوته وليست في ضعفه".