استقبل الرئيس بري، في عين التينة، وزير الاتصالات
جبران باسيل وعرض معه الوضع العام وشؤون الوزارة.
وقال الوزير باسيل بعد اللقاء:
"تشرفت بزيارة دولة الرئيس بري أولا لنتكلم في
الاوضاع العامة في البلد وما حصل في مجلس النواب أمس، والشيء الذي لفت كل المواطنين
هو عملية إستسهال دفع الأموال للشركات وللمتعهدين ولأمور كثيرة في البلد على إختلاف
درجة أهميتها. هناك سهولة، من ناحية، وهناك صعوبة لدفع الأموال لأصحاب الحقوق
ولمستحقيها بموجب قوانين وأحكام صادرة عن مجلس شورى الدولة. ففي وزارتي هناك مثل
حسي وقائم، فهناك الفنيون في وزارة الإتصالات ومن بداية دخولي للوزارة وأنا أطالب
بحقوقهم المستحقة لهم بموجب أحكام مجلس شورى الدولة، ووجدنا ان هناك محاولة امرار
الأمر عبر الحكومة والمجلس النيابي بشطب هذا الموضوع، مع ان الأموال المستحقة لهم
قيمتها ليست كبيرة وهي 12 مليار ليرة وتعود الى عشرة اعوام، وتعود الى اشخاص
يستحقونها لأنه فنيون عن حق، ولديهم أحكام صادرة عن مجلس شورى الدولة وينتجون في
وزارة منتجة تقوم بأعمالها إن كان فيس تقديم الخدمات اللازمة أو الأموال اللازمة
للخزينة اللبنانية. كان لافتا عملية رفض دفع الحقوق والإصرار على الرفض حتى تأجلت
الجلسة النيابية وطار إقتراح القانون المعجل المكرر الذي قدمه العماد عون".
واضاف: "الموضوع الثاني، وهو مهم ايضا ويخص حقوق الناس وواجبات الدولة ووزارتي
تحديدا بتأمين هذه الحقوق والخدمات، هو الذي يحصل في الهاتف الخليوي. وقد وضعت دولة
رئيس المجلس لكونه رئيسا لمجلس النواب المؤتمن الأول على حقوق الناس وتمثيلهم
ولكونه رئيسا لكتلة نيابية ولديه ممثليه في الحكومة في ما يحصل بالنسبة الى موضوع
الخليوي. وآمل، ولدينا اليوم جلسة لمجلس الوزراء، أن يعوض التأخر الذي حصل وتتم
الإستعاضة عنه ونبدأ من اليوم بعملية إستدراج العروض وعملية الإدارة الجيدة لشركة
"ألفا" لكي نبدأ بورشة إصلاح القطاع الخليوي الذي إذا لم يتم إصلاحه في القريب
العاجل فسنكون مقبلين على أزمة خطيرة في موضوع الخليوي تهدد الخدمة وموارد الخزينة،
ولدينا إستحقاقات كثيرة مقبلة، وسيحصل على هذ الشبكة ضغط، فنحن في أمس الحاجة الى
عقود جديدة تواكب عملية الإصلاح وتصحيح الوضع المهترىء في هذه الشبكات، وصولا، وهذا
هو الأهم، الى خفض الكلفة على المواطنين. هذا موضوع لم يعد من الجائز ان يتأخر،
وعلى الدولة أن تقبل بتحمل مسؤوليتها في هذا المجال وتراعي أمور الناس. الفاتورة هي
أغلى على الناس بسبب تقطع الخطوط ورداءتها".
سئل: كيف التحضيرات للانتخابات النيابية في البترون؟
أجاب: "هذا موضوع قائم، وأعتقد ان التحضيرات دائمة والناس تواكبنا ضمن المعارضة
ككل، والإستعدادات جيدة للمرحلة المقبلة، ولكن أريد أن افصل مئة في المئة العمل
الوزاري عن الموضوع السياسي الإنتخابي، وهذا ما نحذر منه دائما ونقول لا تستغلوا
أمورا مثل الحادثة التي وقعت في البترون، وهي فردية وقعت منذ عامين وعادت وتكررت في
الإتجاه المعاكس بعد عامين. نحن منذ عامين لم نتكلم عليها على الرغم من اننا طالبنا
حينها وزير العدل بألا يسمح ولا يسمح القضاء بإطلاق شخص قام بجريمة إطلاق نار بعد
يومين أو ثلاثة، ولم نضعها في الخانة السياسية. الآن نرى بعد عامين، اليوم التوظيف
السياسي لهذه الحادثة، ولا نخلص حتى الآن من التصريحات بأن هناك عملية إغتيال وفتنة
في البلد تحضر في منطقة البترون، وهناك فلتان أمني، وهذا الأمر غير حاصل كما يعرف
المواطنون جميعا، وهو عمل فردي، الأمر نفسه في وزارة الإتصالات، لا يجوز اليوم،
فالخليوي لا يربح من خلاله الإنتخابات، فليصدقوا ذلك، لأن هذه هي خدمة تقدم الى كل
الناس، ويجب ألا نحارب قطاعا مثل هذا القطاع. ويقال إذا خفضنا الأسعار أو حسنا
الخدمة ان هناك فريقا سيستفيد اكثر من فريق، إذن فلنوقف البلد ونقفل الوزارات ونوقف
الهاتف والكهرباء، ونقطع الهواء عن الناس الى حين تنتهي الإنتخابات. إذا عملنا في
منطقتنا لتحسين وضع المياه الذي ورثناه منذ ثلاثين عاما يقال اننا نقوم بعمل
إنتخابي، وإذا ذهب وزير الطاقة وزار المنطقة وأمن المياه لبلدة تنورين ووفر الأموال
اللازمة ولم يمر على القطاع السياسي وعلى الشخص الفلاني نمنع المياه ولا نعطي الناس
حقوقها في المياه. فلنصل الى مرحلة رقي سياسي، وأنا كوزير وكمسؤول أقول هذا الكلام،
فلنفصل عملنا الوزاري الخدماتي الذي يخص الناس والقطاع العام عن العمل السياسي.
فلنتشاطر على بعضنا بقدر ما نريد في موضوع العلاقة مع سوريا والمقاومة وسلاح "حزب
الله"، وليقدم كل واحد الحجج والبراهين، فلنتنافس على هذا الأمر، لا أن نتنافس على
حقوق الناس وعلى خدمة هي حق للمواطن يدفع ثمنها من جيبه وعرق جبينه".
سئل: لماذا نلاحظ ان المعركة في البترون بدأت قبل غيرها من المناطق؟
أجاب: "ربما لأن رأسنا مطلوب بسعر عال، نحن لا نحزن بأن يستفيد الناس على حجتنا،
وكل هذه الاموال التي تدفع ربما ذلك يعوض عن جزء من الحرمان".
سئل: يحكى ان "التيار الوطني الحر" يدفع أموالا في البترون؟
أجاب: "هل تصدقي ذلك، "من وين يادلنا" المشكلة أنهم يرشقوننا دائما بالشيء الذي
يقومون به هم، وهذا أمر معروف، وتستطيعين في هذا المجال أن تسألي الناس فهم في
النهاية الشهود على ذلك، وان شاء الله يذكر هذا الكلام الذي يقال الناس من هو
الصادق ومن هو الكاذب. الناس لا يعرفون ماذا يحصل في مجلس النواب والحكومة ويخرجون
ليخبروهم "خبريات" عبر التلفزيون، لكن الناس يعرفون ماذا يحصل على الأرض، ماذا يحصل
في أحيائهم وقراهم ومنازلهم ومدينتهم في البترون، وكيف يتم صرف الاموال، ولدى الناس
البرهان الحسي".